الميمر 191 على بنت العهد العفيفة البتول التي تخرج من هذا العالم

الميمر 191

 

        محبوب الموت لما يتزين بالاسم الصالح، وهو بدون الم لمن يحيا بتمييز، مات البار فقد نال خزينته وصار صاحبها، لما كان حيا كان حالاّ في قنوط لئلا تُنهب، العالم بحر وشروره كثيرة جدا، والموت ميناء به ينجو المرء من العذابات.

        الاسم الصالح: الاسم الصالح لا يضاهيه دهن جيد وهو افضل اكثر من الدهن بين المتميزين، الجاهل يدهن برائحة مستعارة من العقاقير ومن الزهور، ولا يُمجد من قبل الحكماء، الاسم الصالح ليس غريبا لمن يقتنيه، ومن اقتنى اسما صالحا يُمجد.

        يوم الموت افضل من يوم الولادة: يوم الموت افضل من يوم الولادة، وكل متميز ينتظر الموت لينتصر به، في يوم الولادة يتساوى الجبابرة مع الضعفاء، ويوم الموت يعرّف مَن هو الخاسر ومن هو المنتصر، وقت الولادة الاشرار والصالحون مختلطون، وقوت الموت يفصل الاذكياء وينصرهم.

        لا يلزم الحزن على موت البتول: لا يلزم حزن الموت على البتول التي خطبت نفسها للصلب، لها عرس مهيأ في العالم الآخر لتذهب وتصير عروسا في الموضع الذي نقلها الموت اليه، ابغضت الزواج لاجل محبة الوحيد، سيصير معها واحدا في روح احدة لانها تبعته، خطيبها ارسل واخذها عنده لتصير معه، فلا يبكِ احد على الطاهرة لئلا يتضايق.

        بنت العهد تلبس السواد حدادا على الصليب: حققت عهدها ولم تحد عن وعدها فاحبت خطيبها ولما كان مقتولا فقد لبست الحِداد، عقدت كل يوم على جبينها علامة الحزن: رقعة الآلام بدل تبرج العاهرات، وهكذا تعقد جميع العفيفات الحكيمات على جبينهن علامة الحِداد، الصليب معتاد ان يصنع هكذا بمن يراه، فالنهار ايضا لبس السواد بسببه، رأته الشمس فقرضت ثياب الليل ولبستها، لئلا يُفضح الوقور لما كان يهان.

        البتول لم تسمع مشورة الحية: وشوشت لي الحية ولم تدخل في اذنيّ مشورتها البغيضة، واقلقتني كثيرا وباغراءاتها لم ترعبني، نصبت لي فخاخا بمؤانسات مدسوسة ولم ارتخِ واقلقتني باحلامها واذ كان قلبي يقظا فقد حفظني الصليب، بذرت لي لقطا مليئا موتا كالحمامة، ولم ارعَ منه لئلا افسد مثل الجاهلات.

        تبتهج البتول-اللؤلؤة في السماء: يا مليئة جمال بتوليتك تمتعي بجمالك، يا بنت النيرات ليبتهج المستيقظون بلؤلؤتك، لما تُقرب كهدية الى الختن الملك، ليفرح بك جميع جموع السماويين، لما يخلطك ختن النور مع قديسيه، يقول جموع ابناء النور وهم متعجبون بك: المرأة الضعيفة غلبت في جهاد البتولية، الصبية غلبت الغاشمَ الذي غلب آدمَ في المعركة، وببتولية المستيقظين حفظت القداسة. يتعجب المستيقظون كثيرا بمعركة البتولية، لانها خاصتهم ولما يجدونها في الناس يندهشون، يقتني الملائكة طبيعة مربوطة وروحية لا تتزوج ولهذا فانهم يحبون المتوحدين، يبتهجون بها وتفرح معهم باكاليلهم، وتصير معهم ابديا بدون الم بين صفوفهم.

        موت الصالحين كريم في عينيّ الرب: ليست كل ميتات البشر متساوية بالنسبة الى الله، موت الصالحين كريم في وفاتهم، انه يحفظهم ككنوز في خزينة الملك في هري الحياة المليء نورا لمن يستحقونه، بالموت ينالون اكاليلهم واخدارهم بحلة المجد ليفرحوا في وليمة الملك.

        البتول لؤلؤة في العالم، يغطس الموت ليخرجها منه: لو لم تصعد اللؤلؤة من البحر لا تُعرف هل ستصير للكنز او للاكليل،؟ لما تصعد يتراكض جميع التجار اليها وياخذونها ويضعونها في خزينة محروسة في بيوتهم، اللؤلؤة محتقرة في موضعها ولا تُعرف لو لم تصعد الى موضع النور وفيه تُطلب، اللؤلؤة تصوّر نمط البتولية لان العالم بحر وكلما كانت فيه فجمالها مستتر، لما تصعد الى الموضع الذي فيه يعرفون ما هو جمالها يتوق اليها المستيقظون ليستقبلوها بمحبة، في عالمنا الشرير جمال البتولية خفي، ونورها معروف بين الملائكة ويبتهجون بها، البتول ايضا المليئة جمالا صعدت في يوم موتها كانما من البحر واصعدت اللؤلؤة، نزل الموت وراءها واصعدها الى موضع سام كما يرفع الغطاس ويُصعد اللؤلؤة.

– المخطوطة: لندن 14608 ورقة 40

– يرد في البداية اسم مار يعقوب، وفي النهاية اسم مار يعقوب الملفان. (فنقيث ميامر مار يعقوب الملفان المختارة المنظومة على الحروف الابجدية؟). في هذا الميمر يقول ان البتولية محتقرة في عالمنا ولا تعرف قيمتها: انها تشبه اللؤلؤة المخفية في البحر التي يخرجها الموت منه. لعله يشير الى مجمع برصوما النصيبيني المنعقد سنة 486م. قد يرقى تاريخ تاليف ميامر الموتى الى حواي سنة 485-490م.

 

 

الميمر 191

على بنت العهد العفيفة البتول التي تخرج من هذا العالم لمار يعقوب

 

الموت ميناء الراحة

1 محبوب الموت لما يتزين بالاسم الصالح، وهو بدون الم لمن يحيا بتمييز،[1]

2 الموت محبوب لما ترافقه البرارة ولا يُحزنه لما يكفّن رجلَ الله،

3 مات البار فقد نال خزينته وصار صاحبها، لما كان حيا كان حالاّ في القنوط لئلا تُنهب،

4 العالم بحر وشروره كثيرة جدا، والموت ميناء به ينجو المرء من العذابات.

 

الاسم الصالح افضل من الطيوب والعطور

5 الاسم الصالح لا يضاهيه الدهن الجيد وهو افضل اكثر من الدهن بين المتميزين،[2]

6 لا يُمدح المعطر برائحة الدهن، فالرائحة الطيبة تفضحه لكونها ليست (رائحته)،

7 الجاهل يدهن بالرائحة المستعارة من العقاقير ومن الزهور، ولا يُمجد من قبل الحكماء،

8 يعرفون بان الرائحة الذكية ليست مُلكه، لكن رائحة الدهن الذي اهتم واقتناه بعهره،

9 الاسم الصالح ليس غريبا لمن يقتنيه، /822/ ومن اقتنى اسما صالحا يُمجد،

10 لانه لم يقرضه كالدهن ومسح به نفسه ليتلذذ به، انما ينبع منه كالعطر من البخور،

11 جميع من هم حواليه يتلذذون به بسعادة، انه سعيد ولم يقرض البخور ليتطيب به،[3]

12 ولهذا يُمدح من قبل العارفين..،[4]

13 وهذا واضح لكل واحد حي المعرفة: ان الاسم الصالح هو افضل من الدهن كما قيل.[5]

 

يوم الموت افضل من يوم الولادة

14 يوم الموت افضل من يوم الولادة، وكل متميز ينتظر الموت لينتصر به،[6]

15 في يوم الولادة يتساوى الجبابرة مع الضعفاء، ويوم الموت يعرّف مَن هو الخاسر ومن هو المنتصر،

 

16 المجاهدون لا يُعرفون لما يولدون، (لكن) لما يموتون يبرق جمال اكاليلهم،

17 وقت الولادة الاشرار والصالحون مختلطون، ووقت الموت يفصل الاذكياء وينصرهم،

18 من الولادة ياتي جميع المولودين الى المعركة، ولا يُعرف من انتصر الا بواسطة الموت،

19 لما يولد الجنين لا يُمجد ابدا، لانه لا احد يعلم هل هو نشيط ام هو بطال،؟

20 /823/ لما يموت يُعرف ويُكشف عمله للناس، فلو تنشط نال المجد باسفرار الوجه،

21 في الولادة ينزل جميع المولودين الى البحر، ولا يُعرف بماذا تاجروا الا بواسطة الموت،

22 تسير السفن في العالم المضطرب كما في البحر، ولا احد يعرف اين هو غناه الا بالموت،

23 الموت ميناء فيه تُعرف السفن كل يوم اية هي معطوبة واية هي محفوظة وموجود كنزها،

24 كل تاجر موجود في البحر ليس غنيا لانه لا يعرف ماذا يصنع به الموج العالي،

25 ولو رست سفينته في الميناء يصير بلا اذى ويثق لانه قد نجا من الامواج وملك غناه،

26 كل بار موجود في العالم يكتنفه القنوط لكنه لما يصل الى ميناء الموت يستريح في منزله،

27 الخطايا تحيط بالنفس اكثر من امواج البحر العظيم فلو مالت اغرقتها الامواج،

28 بالموت تصعد من الحفرة ومن الامواج ومعها غناها وهو محفوظ من القنوط،

29 ولاجل هذه الاسباب فان يوم الموت جيد كما هو مكتوب: يوم الموت احسن من يوم الولادة بالنسبة الى المتميزين،[7]

30 الاسم الصالح لا يشبهه مقتنىالعالم لانه يظل كله للآخرين بعد ان جمعه،

31 الاسم الصالح يذهب مع من يقتنيه ويمكث معه ليسعد به جميع اقربائه،

32 كنزه موضوع عند الله ولا يُسرق ونمط الحسنات يفيد احباءه،

33 يلمع جمال جميع الجميلين في كلا العالمين ومن هنا وصاعدا يلمع نور سيرهم،

34 الحِداد للعالم، ولبني النور (كل) التعزيات لانهم كانوا منتصرين في حياتهم وفي موتهم،

35 البتول التي خرجت من العالم الى الله لا يليق بيوم موتها النحيب والبكاء.

 

موت البتولات المخطوبات يسبب الحِداد

36 الحِداد قريب من البتولات المخطوبات لما ينحل شرط اختانهن بالموت،

37 وتزول زينة وتهيئة اعراسهن وينتهي امل احبائهن،

38 ويعرقل الموت رجاء ذويهن ويعود مهر اختانهن الى انسبائهن،

39 ويدخل الالم الى المشاهدين ويرعبهم وتدخل الضيقات بدل الافراح وتغيرهن،

40 محبة العالم غير الصادقة اقلقتهم ولانهم ضلوا فقد دار الزمان وعذّبهم،

41 كانوا مهيئين للتمسك بالعالم، فدخل الموت والقى الانشقاق واحزنهم.

 

موت البتولات العذارى لا يسبب الحزن

42 /825/ حزنُ الموت قريب من هولاء اثناء موتهم وليس على البتول التي خطبت نفسها للصلب،

43 لها عرس مهيأ لها في العالم الآخر لتذهب وتصير عروسا في الموضع الذي نقلها الموت اليه،

44 خطيبها ارسل واخذها عنده لتصير معه، فلا يبكِ احد على الطاهرة لئلا يتضايق،

45 لو تركت هنا خطيبا لكان يبكي المرء بسبب الانفصال الذي سبّبه الموت وفصل بينهما،

46 الختن الذي اخذها ليس غريبا لقد خطفها من بين يديه فمن يجرؤ ويبكي على العروس في يوم افراحها،؟

47 اخذت معها كل مهر خطوبتها: الخاتم الذي اعطاها اي جسده ودمه لم يتركاها،

48 عربون خطوبتها موجود معها: لقد عاملها الختن ربها كما وعد،[8]

49 تكون معه، وترى مجده، وترث كنزه، وترقص في نوره، ويسعدها في ملكوته.

 

يسوع الختن يكافيء البتول

50 واذ احتقرت هنا (امورا كثيرة) سوف لن يظلمها لكن سيعطيها اياها هناك كلها بكثرة،

51 واذ ابغضت هنا الاكليل الذي يذبل كالزهرة، سيضع عليها اكليل النور الذي لا يسودّ،

52 واذ احتقرت الختن والرجل الزمني لاجله، فهو الختن والرجل الذي يعظّم من يتبعه،[9]

53 /826/ بدل العرس المليء مخاوف وقنوطا هنا، سترث هناك عرس حياة لا ينتهي،

54 بدل المصاغات التي ابغضتها لاجل يسوع، سيجعلها بهية بشعاعه ويزينها مع العفيفات،

55 واذ لم يتم لها العرس المضطرب في العالم الشرير، سيفرح المستيقظون ببتوليتها في عالم النور،

56 ابغضت الزواج لاجل محبة الوحيد، سيصير معها واحدا في روح واحدة لانها تبعته،[10]

57 لو احبت الامور الارضية لكانت كالحلم ولطارت كرؤى الليل وكانها غير موجودة،

58 اشتهت ان ترى الامور السماوية التي لا تنقضي، ولهذا لم تمِل الى الامور الارضية،

59 ذهبت الى ذلك الموضع حيث صممت ان ترى مجده، فلا تحزنوا بسبب موتها.

 

تعهدت البتول بالا تتزوج من احد باستثناء الوحيد ولاجله لبست الحِداد

60 ابرمت عهدا للوحيد الذي مات لاجلها: سوف لن يكون لها زواج آخر الا معه،

61 حققت عهدها ولم تحد عن وعدها فاحبت خطيبها واذ كان مقتولا فقد لبست الحِداد،

 

62 عقدت كل يوم على جبينها علامة الحزن: رقعة الآلام بدل تبرج العاهرات،

63 وهكذا جميع العفيفات الحكيمات تعقدن على جبينهن علامة الحِداد،[11]

64 /827/ الصليب معتاد ان يصنع هكذا بمن يراه: النهار ايضا لبس السواد بسببه،[12]

65 رأته الشمس فقرضت ثياب الليل ولبستها، لئلا يُفضح الوقور لما كان يهان،[13]

66 السماء اظلمت وربطت راسها بالظلام وبذلك اللون الكئيب الذي اخذته اختفى الكل،

67 وتوجد هذه العلامة لعهد البتولات لما تُخطبن للصلب بتمييزهن،

68 راين كيف صنعت السماء لاجل ربها، وعلى ذلك النمط عقدن السواد على رؤوسهن،

69 صبغن البرقع باللون الذي يدل على الظلام، وصوّرن ظلام الصلب على جبينهن،

70 البتول رات الصليب وخافت من الزواج، ومنذ عهده يوجد العالم الجديد لمن هم متميزون،

71 وكالنهار الذي كان قد اظلم اثناء الصلب، فقد تعتمت لتستنير بالابن في العالم الجديد.

 

المتزوجات ايضا يلبسن السواد بمناسبة الوفاة

72 الآن ايضا المتزوجة التي يموت بعلها، تعقد نفس العلامة حِدادا على شريكها،

73 وكل البرية صنعت هكذا اثناء الصلب لانها لبست كلها لون ليل الوحيد،

74 ولهذا البتول التي لها ختن مقتول تربط على راسها مثل السواد المظلم لاجله.[14]

 

بعد الموت، البتول تبتهج بختنها ويشرق عليها بنوره

75 /828/ وبموتها ترى خطيبها الذي جلست على اسمه فيزول حِدادها وتلبس النور وتفرح معه،

76 ينير وجهه ويقبلها بمحبة، فتفرح به وتُسرّ بتطويباته الكثيرة،

77 وبدل الحِداد والالم الذي لبسته لاجله، تفرح ابديا في ملكوته مع قديسيه،

78 تلبس معه اكليل المجد وحلّة النور، ويبهجها الملك كما يبهج الختن العروسَ،

79 لو كان سهلا ان يتكلم الميت مع حبيبه، لسمعتم منها بانه لا يوجد الالم في موتها،

80 ولقالت لمن هو حزين لاجلها: يلزم ان تفرح لانني نجوتُ من العالم الشرير،

 

81 طريق العالم مليئة بالاشواك مع العثرات، وعبرتُ منه الى الموضع النقي فلا تبكوا عليّ،

82 احاطت بي الشراك وصعدتُ من بين فخاخ العالم، نزلت الى المعركة وحافظت على البتولية للملك.

 

قالت بنت العهد: الحية وشوشت في اذنيّ ولم استمع الى مشورتها

83 وشوشت لي الحية ولم تدخل في اذنيّ مشورتها البغيضة، واقلقتني كثيرا وباغراءاتها لم ترعبني،

84 نصبت لي الفخاخ بالمؤانسات المدسوسة ولم ارتخِ واقلقتني باحلامها ولما كان قلبي يقظا فقد حفظني الصليب،

85 بذرت لي اللقط المليء موتا كالحمامة، ولم ارعَ منه لئلا افسد مثل الجاهلات،

86 /829/ نصبت لي الشراك لتعرقل خطواتي بمصائدها، والوحيد حفظ خطواتي من القتّالة،[15]

87 لقد عبرتُ بحر الشهوات السيئة رويدا رويدا، والموت صار لي ميناء امان من الامواج،

88 وبالكد تخلصتُ من اغراءات الشهوات البغيضة وبلغت الى الموضع الذي يسمو على الخوف والعثرات،

89 بموتها قالت البتول هذه الامور بسكوت، لان موتها هو كتعزية لمن يتاملون.

 

حوار المؤمنين مع البتول الميتة

90 لنقل اذاً لها بتمييز: يا مليئة جمال بتوليتك تمتعي بجمالك،

91 يا بنت النيرات ليبتهج المستيقظون بلؤلؤتك، لما تُقرب كهدية الى الختن الملك،

92 ليفرح بك جميع جموع السماويين، لما يخلطك ختن النور مع قديسيه،

93 ليبتهج فوج آل جبرائيل لما [ تُحصين[16] بين البتولات ذوات المصابيح،

94 يقول جموع ابناء النور وهم متعجبون بك: المرأة الضعيفة غلبت في جهاد البتولية،

95 الصبية غلبت الغاشمَ الذي غلب آدمَ في المعركة، وببتولية المستيقظين حفظت القداسة،

96 /830/ يلزم ان نقول لها بمحبة هذه الامور، لا نبكي على انفصالها المليء تطويبات،

97 ليفرح معها من يهتم بفائدتها لان سفينتها صعدت من البحر بدون اذى،

98 جميع اقربائها لا يحتاجون الى التسلية، لانه لا يوجد الالم في موتها لكي نعزيكم،

99 لما [ يصعد[17] البطل منتصرا من الجهاد كل جبهته تفرح باسمه وبغلبته.

 

المستيقظون الذين لا يتزوجون او يزوجون يفرحون بالبتولين مثلهم

100 البتول اخذت الاكليل المليء جمالا بموتها، وحيرت المستيقظين الذين رأوا نشاطها،

101 يتعجب المستيقظون كثيرا بمعركة البتولية، لانها خاصتهم ولما يجدونها في الناس يندهشون،

 

102 يقتني الملائكة طبيعة مربوطة وروحية لا تتزوج ولهذا فانهم يحبون المتوحدين،[18]

103 جميعهم يسلكون نهجا بتوليا لا يدنو من الزواج، ولهذا فانهم يحبون البتولية،

104 انهم اسمى من الولادة ومن التربية، ولهذا يشتهون ان يروا الناس على اشكالهم،

105 لما يرون البتولية في الارضيين يتوقون الى الالتقاء بها بمحبة عظمى كانها خاصتهم،

106 /831/ يحبون ويفرحون بالبتولية المليئة نورا مثل النسيبة وبنت الجنس المنتمية اليهم،

107 ويحسبون من قام مثلهم في البتولية مثل الجسدي الذي اراد فصار روحيا،

108 ويفرحون معها لما تتحرر من الجهاد مثل القريب والنسيب والرفيق المليء جمالا،

109 وبجموعهم يخرجون للقائها بالنور ليستقبلوها لتدخل وتصير من صفوفهم،

110 ويمدحون ويكرمون ويحبون الرفيق الجديد الذي اتى واختلط مع اجواقهم،

111 وهكذا يستقبلون ايضا باكاليلهم البتول التي اصعدها الموت من الجهاد،

112 يبتهجون بها وتفرح معهم باكاليلهم، وتصير معهم ابديا بدون الم بين صفوفهم.

 

امّ البتول ترثي ابنتها بنت العهد

113 من يبكي او من ينتحب لو كان متميزا على هذه التي موتها هو نصر ومليء جمالا،؟

114 ليفرح معها الاهل والاخوة والجنس والقبيلة وجميع الاقرباء لانها داست الفخ ولم تتاذى،

115 لتتحدث معها الامّ بمحبة بدون حزن بعواطف تسمو على عادات الوالدات:

116 يا ابنتي الحبيبة والمليئة جمال البتولية /832/ موتك لا يشبه الموت، ماذا اصنع لك،؟

117 هل اتجاسر [ لابكيك[19] مثل الميت،؟ انا خائفة لانني اعرفك عروس ابن الله وبتوله،

118 هل اضحك وابكي كما لو كان للعروس،؟ انا ارتجف لما تنهمر دموعي لانك تركتيني بانفصالك،

119 هل اصنع الرثاء بسبب موتك،؟ لا اقدر لان ربك اخذك فلو احزن سأُذمّ،

120 اضطر ان اتالم على انفصالك لان الطبيعة تطلب من المرء ان يتالم على الميت،

121 الموت مرّ ورائحة الاسم الصالح هي حلوة، ومنكِ املك الآن طعمَين،

122 لما تنبع عليّ من موتك مرارة الموت، تعطرني حالا رائحة بتوليتك الحلوة،

123 اسمك الجميل يبهجني ويفرحني ويعزيني، وموتك كريم وانا اتأثر بكلا الامرين،[20]

124 يوم موتك مزج لي الدموع مع الافراح، فشربتُ الكأس التي تبكيني وتعزيني،

125 لم اكن ارغب ان انفصل من عِشرتك، غير ان الخطيب هو احبّ من الامّ الى البتول،[21]

 

126 غاب الالم وقمت في تعزية عظيمة، وتملكني فكر قويم واحد: لن [ ابكيك[22] بعدُ،

127 /833/ غاية بتوليتك وعفتك هي اسمى بكثير من غاية الم الموت بالنسبة لمن يفهم،

128 الانبعاث يحل الموت ويبطله، ولا توجد فرصة لتبطل بتوليتك،

129 القنوط عبرتيه، والفخ كسرتيه، والاسم نلتيه، والاكليل وضعتيه، وكل هذه الامور تسندني.

 

امّ بنت العهد تطلب من بنتها ان تراها في الخدر وتفرح معها

130 انه مكتوب عن حواء: انها تحيا الى الابد بسبب اولادها لتتم فيّ الكلمة: واحيا بسببكِ،[23]

131 لما تُكرم لؤلؤتك في كنز الملك ليدخلني انا ايضا بالمراحم معكِ وبسببكِ،

132 واذ لستُ في (حالة) البتولية المليئة جمالا، فقد ولدتُ بتولا لاتزين بها لانني ولدتُها،

133 وبما ان كل واحد سيقف في الملكوت باعماله، لتكن طلبتي اعمالا صالحة لتُحفظ لي،

134 ها قد توسلتُ من هنا ما دام الباب مفتوحا لانني سمعتُ لو اغلقوه سوف لن يستجيبوا لاحد،[24]

135 ولما اتفقتُ وفرحت معكِ ببتوليتك، ليقبل الختن ارادتي الصالحة في الباب العظيم،

136 وارى خدرك وافرح بالنور المعد لك، واشكر الصالح الذي بابه مفتوح لجميع السائلين.

 

موت الصالحين كريم وثمين

137 ليست كل [ ميتات[25] البشر متساوية بالنسبة الى الله، /834/ موت الصالحين كريم في وفاتهم،

138 انه يحفظهم كالكنوز في خزينة الملك في هري الحياة المليء نورا لمن يستحقونه،

139 بالموت ينالون اكاليلهم واخدارهم بحلة المجد ليفرحوا في وليمة الملك،

140 بالموت يصعدون من جهاد البرارة، ويحيون مع الله الى الابد بدون معركة،

141 بالموت يعبرون موضع القنوط المليء فخاخا ويدخلون ويحلون في الموضع البهي المليء تطويبات.

 

الموت جسر قبله قنوط وبعده امان

142 الموت [ جسر[26] قبله القنوط العظيم، وبعده الامان والحياة واللذة،

143 الموت ميناء لما يبلغ اليه احد نجا من البحر، ودخل وتلذذ بسفينته التي اجتازت كل الامواج،

 

144 الموت راحة [ للبتولات] الحكيمات المليئة [ مصابيحهن[27] نورا وزيتا،

145 موضع الموت مهيأ فوق مخاوف العالم، وفيه [ يستريحون[28] اولائك الذين يتعبون في اعمالهم،

146 بتول ربها اجتازت الى موضع ربها بواسطة الموت، لتنج باللذة من الالم الذي كانت حالّة فيه.

 

اللؤلؤة في البحر نمط البتولية في العالم

147 لو لم تصعد اللؤلؤة من البحر /835/ لا تُعرف هل ستصير للكنز او للاكليل،؟

148 كلما كانت مطمورة في الامواج في اسفل اللجج، فان خبرها بعيد عن التجار وعن الاثرياء،

149 لما تصعد يتراكض جميع التجار اليها وياخذونها ويضعونها في خزينة محروسة في بيوتهم،

150 جمالها محفوظ في امواج البحر ولا تُرى الى ان تصعد فيتعجب الكل: كم انها جميلة،!

151 اللؤلؤة محتقرة في موضعها ولا تُعرف لو لم تصعد الى موضع النور وفيه تُطلب،

152 انها مطمورة في البحر وتدوسها كل الحيوانات، ولما تصعد يكرمها الملوك في اكاليلهم،

153 اللؤلؤة تصوّر نمط البتولية لان العالم بحر وكلما كانت فيه فان جمالها مستتر،

154 لما تصعد الى موضع فيه يعرفون ما هو جمالها يتوق اليها المستيقظون ليستقبلوها بمحبة،

155 في عالمنا الشرير جمال البتولية خفي، ونورها معروف بين الملائكة ويبتهجون بها.

 

الموت مثل الغطاس يصعد البتول اللؤلؤة من العالم-البحر

156 البتول ايضا المليئة جمالا صعدت في يوم موتها كانما من البحر واصعدت اللؤلؤة،

157 نزل الموت وراءها واصعدها الى موضع سام مثل الغطاس الذي يرفع ويُصعد اللؤلؤة،

158 رفعها من العمق المظلم والحزين والمليء ويلات، /836/ واصعدها ووضعها في الموضع النيّر والمليء تطويبات،

159 من الامواج والاعماق اصعدها عند الله، لتكون لتاج ملك العالمين في نوره البهي.

 

الخاتمة

160 اذاً موتها مليء رجاء وفرح القلب، مبارك من يريحها في عالمه في نوره مع قديسيه.

 

كمل ميمر مار يعقوب الملفان على بنت العهد العفيفة البتول التي تخرج من هذا العالم

[1] – الميمر يبدأ بحرف: ر. جامعة 7/2

[2] – جامعة 7/2

[3] – تلاعب على: لذ وسعادة

[4] – ينقص صدر او عجز البيت

[5] – جامعة 7/2

[6] – جامعة 7/2

[7] – جامعة 7/2

[8] – يوحنا 12/26

[9] – يعقوب يجرؤ ويقول يصبح يسوع ختن ورجل البتول ويعظّم من يتبعه. فعل تبع (نقيف) يدل على الزواج ايضا، كما يقول ايضا يصبح الله رجل الارملة والقوّام عليها، كما يشدد على وحدة المسيح والنفس والبيعة بروح واحد كما لو كان في الزواج. انظر، ميمره 92 على احياء ابن الارملة، وميمره 194 على الآخرة والدينونة..

[10] – وحدة البتول مع الوحيد بروح واحد. اروع عبارة روحية يكررها ملفاننا في ميامره ورسائله !

[11] – اشارة الى لبس بنات العهد للثياب السوداء حِدادا على المسيح، كما لبس النهار الحداد اثناء موته. متى 27/45، لوقا 23/44. لعل بنت العهد كانت تضع برقعا اسود على راسها فقط على مثال النساء اللواتي يضعن سوادا على رؤوسهن كما ورد في البيوت: 68-69، 74

[12] – متى 27/45

[13] – لوقا 23/44-45

[14] – ملفاننا يذكر بان المتزوجة ايضا تلبس السواد لما يموت زوجها على شاكلة البتول او بنت العهد برة قيما التي تلبس السواد لاجل المسيح الذي مات على الصليب على غرار الكون الذي تجلبب بالسواد اثناء الصلب. لوقا 23/44-45. ملفاننا يذكرنا بعادة لبس السواد القديمة كعلامة للحزن أي للحِداد

[15] – يوحنا 8/44

[16] – نص: تحصى، بيجان يصوب: تحصين. متى 25/1-13، خاصة 25/4

[17] – نص: يصعد، بيجان يصوب: صعد. انظر، ميمره 34

[18] – متى 22/30. طبيعة الملائكة هي “مربوطة” اولا في المركبة. حزقيال 1، 10. انها “مربوطة” لاهوتيا بالخير العام أي في الله ولا يقدرون ان يكونوا احرارا على شاكلة البشر حتى يتشفعوا او يخطئوا او يتبرروا. انظر، ميمره 153

[19] – نص: ابكيكَ، بيجان يصوب: ابكيكِ

[20] – مزمور 115/15

[21] – تكوين 2/24، متى 19/5

[22] – نص: ابكيكَ، بيجان يصوب: ابكيكِ

[23] – 1طيمثاوس 2/15. لا توجد عبارة: الى الابد في النص الكتابي

[24] – متى 25/10-12

[25] – نص: موتى؟، بيجان يصوب: ميتات. مزمور 115/15

[26] – نص: عمل، بيجان يصوب: جسر

[27] – نص: للبتولية، بيجان يصوب: للبتولات. نص: لمفايذيهين، بيجان يصوب: لمفيذيهين. متى 25/1-12. بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (الموت) في البيوت: 139-144

[28] – نص: متتنحين، بيجان يصوب: متتنيحين