الميمر 190
البكاء على الموتى قبل مجيء المسيح: الى عهد ربنا البكاء على الموتى كان (شيئا) آخر لان الموت كان حيا ومزمجرا ومخيفا على القبائل، الابرار بكوا بالم عظيم على احبائهم، لان الانبعاث ايضا كان مغطى ولا يُذكر، جميع العادلين كانوا يُدفنون بحِداد عظيم، لان رجاء حياة الجنس البشري كان مقطوعا.
بعد مجيء المسيح لا يلزم الحزن على الموتى: الآن بعد ان نزل ملكنا الى الشيول وخرب كنوزها، ايها الموتى لا تحزنوا بسبب نزولكم اليها، لو دخلتم اليها بعض الوقت، ستخرجون بسرعة من منازلها، لانه لم تعد تملك الابواب والامخال القاسية كالسابق، لان ملك الحياة دمّرها لما نزل اليها.
موسى مات بعيدا عن الاهل: ايها الغرباء البعيدون عن الاهل والاقارب يلزم ألا تحزنوا، لان الارض كلها هي للرب والناس الذين عليها، كلا العالمَين هما مُلكه وهو يدبرنا حسب ارادته في هذا (العالم) وفي ذلك (العالم)، مات موسى والرب كفّنه على الجبل، كان قريبه وحلّ محل العائلة بالنسبة اليه.
الرب، بعكس البشر، هو الصديق في الحياة وفي الموت: الرب فقط يحفظ المحبة لاحبائه، ولا ينسى من يحبه حتى اثناء الموت، هذا هو الصديق لما يتوقف الاصدقاء خارج الباب، هو وحده يدخل معك عند الموتى.
– المخطوطة: لندن 14608 ورقة 16
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب الملفان، وفي النهاية اسم مار يعقوب.
(فنقيث ميامر مار يعقوب الملفان المختارة المنظومة على الحروف الابجدية؟). قد يرقى تاريخ تاليف ميامر الموتى الى حوالي سنة 485-490م.
ايضا للقديس مار يعقوب الملفان
الميمر 190
على الموتى
البكاء على الموتى قبل مجيء الرب
1 الى عهد ربنا كان البكاء على الموتى (شيئا) آخر، لان الموت كان حيا ومزمجرا ومخيفا على القبائل،[1]
2 الابرار بكوا بالم عظيم على احبائهم، لان الانبعاث ايضا كان مغطى ولا يُذكر،
3 ابراهيم بكى على سارة لما دفنها وصنع بكاء وحِدادا عظيما امام الكثيرين،[2]
4 اسحق الوارث كان قد صنع بكاء على ابرام، وندب يعقوب على اسحق لما مات،[3]
5 يوسف واخوته بكوا سبعين يوما على يعقوب الشيخ الذي رقد،[4]
6 وصنع العبرانيون حِدادا عظيما على يوسف وندبوا وبكوا عليه دون تعزية وهم يقبرونه،[5]
7 جميع العادلين كانوا يُدفنون بحِداد عظيم، لان رجاء حياة الجنس البشري كان مقطوعا.
لا يلزم البكاء على الموتى بعد نزول المسيح الى الشيول
8 الآن بعد ان نزل ملكنا الى الشيول وخرب كنوزها، ايها الموتى لا تحزنوا بسبب نزولكم اليها،
9 لو دخلتم اليها بعض الوقت، /818/ ستخرجون بسرعة من منازلها،
10 لانه لم تعد تملك الابواب والامخال القاسية كالسابق، لان ملك الحياة دمّرها لما نزل اليها،
11 اذاً من ينزل الى الشيول فانها جسر عليه تعبر كل الاجيال الاولى والاخيرة.
لا يجوز خاصة للموتى الغرباء ان يحزنوا
12 ايها الغرباء البعيدون عن الاهل والاقارب يلزم عليكم انتم خاصة بالا تحزنوا،
13 لان الارض كلها للرب والناس الذين عليها ولا غربة لمن هو موجود عند الله،[6]
14 كلا العالمَين هما مُلكه من البداية وهو يدبرنا حسب ارادته في هذا (العالم) وفي ذلك (العالم).[7]
مات موسى في الغربة وكفنه الرب ورافقه الملائكة
15 ولو تقولون: اننا حزانى لاننا لم نُدفن من قبل الاهل والاقارب،
16 هوذا صفوف القوات ومستيقظو العلى الذين يقومون (بواجب) المحبة بدل الاهل والاخوة،
17 وبدل دموع الم الوالدات الحزينة، يرشون ندى النور في وجهك ويفرحونك،
18 ليكن مثال موسى برهانا لكلماتي لانه مات في الغربة ولم يكن قريبا من بني شعبه،[8]
19 مات موسى والرب كفّنه على الجبل، كان قريبه وحلّ محل العائلة بالنسبة اليه،
20 ذاك الكريم أُغمضت عيناه بيدَي الرب، /819/ ولما مات لم تقترب منه يدا اللحم،[9]
21 نزل الملائكة افواجا افواجا باشكالهم لاكرام من أُكرم من قبل الله،
22 القوات السماوية مدّت صفوفها، لترافق صديق الرب بمحبة عظمى،[10]
23 قبره كان خفيا وكانت القوات مستترة وترافقه لما كان يخرج من عالم الى عالم،[11]
24 بدل العبرانيين الذين لم يخرجوا معه لما كان يُرافق كان يحيط به جموع المستيقظين ليكرموه،
25 بدل عويل العبرانيات اللواتي لم يقتربن عنده، كان يُرتل له بالفاظ بني العلى،
26 بدل رثاء بني شعبه البعيد، زُيح بمزامير الروح القدس،
27 بدل دموع الاصدقاء والاخوة والاقرباء، كانت تُبلل ارض قبره بندى النور،
28 دفنه الرب واخفى قبره عن العبرانيين، ولم يُبيّن لبني شعبه اين هو قبره.[12]
البشر يرافقون الصديق حتى القبر، اما الرب فهو الرفيق في الحياة ولا في الموت
29 كل واحد يرافق من يحبه حتى القبر، ولما يصل المرء الى باب القبر يتوقف حبيبه،
30 كلما كان صديقه حيا فانه يسعد معه ويحبه، /820/ ولما يموت تبرد محبته وينسى عِشرته،[13]
31 الرب فقط يحفظ المحبة لاحبائه، ولا ينسى من يحبه حتى اثناء الموت،
32 هذا هو الصديق لما يتوقف الاصدقاء خارج الباب، هو وحده يدخل معك عند الموتى،
33 هذا هو الصديق لما ينساك الرفاق والاخوة، هو لا ينساك ولا يتركك وهو معك،
34 هذا هو الجنس لما يتركك كل الجنس، وهو يعترف بك ويشجعك بين الموتى،
35 هذا هو المرافق لما يصل احد الى باب الشيول لا ينجيك احد من السراق ما عداه.
الخاتمة
36 اذاً ليطأ كل واحد الموتَ ولا يحزن لان الطريق هي سوية من العثرات ومن الحفر.
كمل (ميمر) مار يعقوب على الغرباء
[2] – تكوين 23 خاصة 23/2
[3] – تكوين 17/5؛ 25/5، 7-10؛ 35/29
[4] – تكوين 50/1-3
[5] – تكوين 50/26
[6] – مزمور 24/1
[7] – عبرانيون 1/2؛ 11/3
[8] – تثنية 34
[9] – نص: بسرو، بيجان يصوب: دبسرو
[10] – سيراخ 45/1
[11] – تثنية 34/6
[12] – تثنية 34/6
[13] – نص: عنيه، بيجان يصوب: عنينِه