الميمر 189 على الاطفال الذين يموتون

الميمر 189

 

        صغير السنّ خرج من العالم بدون اهانة، ونال الاكليل بدون جهاد البرارة، هوذا الغلبة المليئة عجبا بدون معركة، وبدون حرب الاسم المنتصر المليء عجبا، موت الطفل مليء تعزية لمن هم متميزون، وهو بدون الم لمن ينظر بتمييز، صعد من البحر ولم تعذبه امواج البحر، دخل الى العالم وخرج منه بدون ذنوب، ريح الامان اخذت سفينته من العواصف، لئلا يتعذب بين امواج العالم-البحر، نبت كالزهرة في مرج البشر وقطفه الختن، وها انه مصفوف في اكليله وهو جميل.

        الطفل جميل بدون تعب اعمال البرارة: دخل الى العالم وخرج منه بدون السقوط وبدون التعب وبدون الدنس في كل دربه، غلب البرايا دون ان يحارب مع الشرور، وصار مظفرا بدون بطولات البرارة، انه محصى في البتولين دون ان يتعارك مع الشهوة، وفي القديسين بدون جهاد البرارة، هوذا كل الجمال موضوع ومصفوف فيه، الآخرون بالاتعاب، اما هو فقد وجده مجانا.

        كيف يعطي الرب الاجر بدون اعمال البرارة:؟ ولعله تُشنّ علي معركة من قبل الحكماء وينقضون كلمتي ويدحرونها بالمتناقضات، ولعلهم يقولون: ان صاحب الكرم يعطي الاجر للنشيطين وللعاملين لكي يكافئهم، ليس من العدل ان يعطي الاجرَ بدون عمل، ولا الاكليل بدون جهاد البرارة.

        لا تلزم اضافة الجمال الى جمال البرايا: من يقدر ان يضيف جمالا الى البرايا اكثر من (الجمال) المكوّن فيها من قبل الباري،؟ لو قدر احد ان يضيف جمالا الى الشمس، او تغييرا الى القمر لوُجدت الفرصة ليضيف جمالا الى البرايا، وسوف توجد الفرصة لتجمل الطبيعة ايضا بالعمل.!

        يعقوب يرد على مناهضيه: يلزم علي ان اقول ضد هولاء: اي عمل صار لآدم ثم ادخله الى الفردوس،؟ لقد براه جميلا وبدون دنس وحالما براه وادخله واعطاه ان يرث الجنة المليئة تطويبات، ولما دخلت الحية وصنعت دنسا في الجمال العظيم لزم ان تصير مسيرات البرارة الطاهرة، وبعمل الحسنات يشفي الدنس الذي صنعه فيه التجاوز على الوصية.

        برارة الطفل المعمذ الذي يرث الجنة: كيف الآن تتشكك من الولد الذي مات وهو طفل ولا يرثها كما تقول،؟ الاطفال الذين خرجوا من العالم وهم جميلون ليسوا مذنبين بموجب الصك الذي كتبته حواء، المسيح اوفى الدَّين العمومي بالمعموذية، وحررهم من التبعات بالمياه الحية، والصبيان لم يذنبوا بشيء بموجب العدالة لانهم اجتازوا موضع الذنب قبل ان يذنبوا، وها انهم لابسون المعموذية المليئة نورا، قم الآن وانظر كم ان الطفل جميل وهلم وفسّر لنا اية اضافة يطلب جماله.؟

        لو مكث الطفل في العالم لتلطخ بالشر وللزم عمل البرارة: لو كان يمكث الطفل في العالم الشرير لكان يتلطخ ويتوسخ ويتلوث بالشهوات، ولكانت تلج اليه الذات الشريرة وتنجسه ولكان يوسخ المعموذية بالزلات، وفي حربه كان يغلب او لا يغلب.

        الدَين العمومي اوفته المعموذية لا اعمال البرارة: لانه سقط من الواجب واذنب لله كتب صكا واعطى الذنب لابنائه، وكل مسيرات البرارة لا توفي الدَّين العمومي الذي كتبته حواء على القبائل، اذاً لو لم يخربنا ذلك الصك لما كان يخرب بعمل البرارة، الطبيعة لم تكن تدرك جمالها الاول لو لم تكن تُعطىالمعموذية بالمراحم.

        عدم البكاء على الطفل: الحزن حل محل الخمر وسكرتم به لتبكوا عبثا بدون فهم على الجميل، الختن قاده ليصير نديما في عالم النور، ولا يوجد الم في الموت الذي كله هو فرح القلب.

        الله حكيم في تدبيره لما يطيل الحياة او يقصرها: بحكمته يقصّر الحياةَ ويطيل الحياةَ ويكثرها ويقللها، وهو اسمى وارفع من اللوم، حيثما يطيل الحياة فانه ينتظر التوبة، وحيثما يقصرها يريد ان يحمي من الشرور، في كل الفرص يريد ان يفيد البشر ويقتنيهم بسبب المراحم الكثيرة الموجودة فيه، ولانه وجد بان كل العالم افسد دربه، ها انه يقود اطفالا محبوبين وهم جميلون.

        للرب خدر يريد ان يمتليء بالبشر ولهذا يميت الاطفال: له خدر ويريد ان يملأه بجميع الجميلين، ونقص العالم من الجميلين ومن القديسين، ولهذا يختار الاطفال بدون دنس ليرى وليمته مليئة وترعد ببني النور.

        اصالة سروجية: في الماضي لم يُسمع بان الاطفال كانوا يموتون قبل ذويهم: في الاجيال الاولى كانوا يأخذون من هو شيخ، ولم يكن يموت الابن قبل ابيه لو تعلم،! لم يُسمع ابدا حتى الجيل السادس عشر بان ابا من الاولين دفن ابنَه، الى ان دخلت الاصنام الى الارض وكثر الاثم لم يمت طفل في حياة ابيه كما سمعتم، طارح الارامي من الجيل السادس عشر هو الاول الذي دفن ابنَه بين الحرانيين.

        دعوة للصيرورة مثل الاطفال: ابن الله طلب من رسله هذا الجمال وبعدئذ يُقبلون في الملكوت المليء نورا، لما يقوم البار على قمة الكمال: لو لم ينزل ويصير طفلا ليس بارا.

        وصف الطفولة: الطفل بسيط ونقي وطاهر وهو بدون دنس ولا توجد فيه محبة المال ولا الطمع، ونفسه صافية ويصدّق كل ما يقول له ابوه، ويريد لقطا كالطير ولا شيء آخر، انه يشبه الحمام بالوداعة وبالبساطة، ولا يبيت ابدا في نفسه الغضب او التذمر، حالما يغضب يتصالح، ولا يوجد حقد يدوم طويلا في القلب الشرير، حالما يبكي يسهل عليه ان يضحك لو طُلب منه لانه يحتقر الاحزان والافراح، انه عريان مثل آدم ولا يلصق اوراقا ليلبسها ولا يخجل لانه لم يتجاوز على الناموس، الطفل يسمع الكلمة ويصدقها ولا يردّ ولا يعقّب ولا يجادل ولا يفحص.

  • المخطوطتان: روما 92 ورقة 106؛ لندن 14608 ورقة 11 (ناقص)

– يرد في البداية وفي النهاية اسم مار يعقوب. (فنقيث ميامر مار يعقوب الملفان المختارة المنظومة على الحروف الابجدية؟). ملفاننا لا يستعمل في المقدمة الاسلوب الشخصي. قد يرقى تاريخ تاليف ميامر الموتى الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

الميمر 189

على الاطفال الذين يموتون لمار يعقوب

 

المقدمة

 

1 صغير السنّ خرج من العالم بدون اهانة، ونال الاكليل بدون جهاد البرارة،[1]

2 هوذا الغلبة المليئة عجبا بدون معركة، والاسم المنتصر المليء عجبا بدون حرب،

3 موت الطفل مليء تعزية لمن هم متميزون، وهو بدون الم لمن ينظر بتمييز،

4 صعد من البحر ولم تعذبه امواج البحر، دخل الى العالم وخرج منه بدون ذنوب،

5 ريح الامان اخذت سفينته من العواصف، لئلا يتعذب بين امواج العالم-البحر،

6 نبت كالزهرة في مرج البشر وقطفه الختن، وها انه مصفوف في اكليله وهو جميل،

7 جسد نقي ونفس طاهرة من الشرور، جمال سام لم يتلطخ بالشهوات،

8 صورة الملك الثابت جمالها والبهي محياها ولا يوجد عيب او نقص ليشوهها،

9 ايها المتميز الذي كفّن ميتا مليئا جمالا لماذا تبكي على الجميل الذي لا يوجد فيه دنس،؟

10 /805/ من يبكي على اللؤلؤة التي صعدت من بين امواج البحر فها هي موضوعة في اكليل الملك،؟

11 من لا يفرح بمن انتصر بدون معركة وهو مظفر بدون حرب ومصفوف مع الظافرين،؟

12 طريق العالم مليئة بالعثرات والفخاخ، ومن يسير فيها يصادف التعب والجهد،

13 مرة يعثر، ومرة يسقط، ومرة يقوم، ومرة يمسكه الفخ ويخنقه في وسط الطريق.

 

الطفل جميل بدون تعب بينما الآخرون  ينالون الجمال بتعب

14 لو خرج الطفل من العالم فقد قفز سبيله، وغلب الفخاخ والعثرات المصفوفة فيها،

15 ولم ينفضح بالعثرات الموجودة في الطريق، ولم يصادفه فخ ولم تلاقيه مشنقة،

16 دخل الى العالم وخرج منه بدون سقوط، وبدون تعب، وبدون دنس في كل دربه،

17 غلب البرايا دون ان يحارب مع الشرور، وصار مظفرا بدون بطولات البرارة،

18 انه محصى في البتولين دون ان يتعارك مع الشهوة، وفي القديسين بدون جهاد البرارة،

19 لم يرَ الصوم وله الاكليل مع الصائمين، ولا الصدقات وحصته محسوبة مع الابرار،

20 هوذا كل الجمال موضوع ومصفوف فيه، الآخرون باتعاب، اما هو فقد وجده مجانا،

21 /806/ دخل الى الحرب ولم يُطعن، وضرب مثل النشيطين لكنه نال الغلبة بهدوء بدون معركة،

22 من يغلب دون ان يضرب او ان يُطعن،؟ ومن يحزن على الغلبة المليئة امانا،؟

 

23 العامل الصالح الذي نال الاجر مع الاولين دون ان يتعب ودون ان يحظى بالجهد مطلقا،

24 زهرة الكرم المحبوبة الذي قطفه الموت منذ نشأته، وخمره الحلو كانما عنباته هي ناضجة،

25 ولو لم تلفحه الشمس بغليانها وحرارتها، ها انه معصور ومحفوظ ليصير لمائدة الملك،

26 النشيطون العديدون في العالم هم ناقصون بالرغم من نشاطهم ويحوم حولهم الفقر،

27 الغيورون العديدون يسعون في اثر البرارة… الاولاد… عثرات العالم الشرير،

28 البطالون العديدون وجدوا الخزينة وهم اغنياء، ومن هم بلا عمل ملأوا بيوتهم كل اللذات،

29 الاولاد العديدون خرجوا من العالم بدون جهاد، وها انهم منتصرون باكاليلهم وبجمالهم،

30 هوذا البار نشيط وشجاع على الغلبة، ويركض ليل نهار ليدرك النشاط،

31 بالعمل والتعب وبعمل البرارة بالصوم والسهر… والحسنات،

32 /807/ ولما يصفّ فيه كل جمال الفضيلة لا يتجاوز الطفلَ بجمال الجبروت.

 

يعقوب يتكلم

33 ولعله تُشنّ علي المعركة من قبل الحكماء وينقضون كلمتي ويدحرونها بالمتناقضات،!

34 ولعلهم يقولون: ان صاحب الكرم يعطي الاجر للنشيطين وللعاملين لكي يكافئهم،!

35 ليس من العدل ان يعطي الاجرَ بدون عمل، ولا الاكليل بدون جهاد البرارة،

36 ويلزم علي ان اقول ضد هولاء: اي عمل صار لآدم ثم ادخله الى الفردوس.؟[2]

 

اعمال البرارة لا تضيف جمالا الى الطبيعة، بعد سقوط الطبيعة لزمت اعمال البرارة

37 براه جميلا وبدون دنس وحالما براه وادخله واعطاه ان يرث الجنة المليئة تطويبات،

38 لو مكثت الطبيعة في جمالها كما كانت مخلوقة لما كانت تخرج من ميراثها المليء حياة،

39 ولما دخلت الحية وصنعت دنسا في الجمال العظيم لزم ان تصير مسيرات البرارة الطاهرة،

40 وبعمل الحسنات يشفي الدنس الذي صنعه فيه التجاوز على الوصية،[3]

41 لا يقدر احد ان يضيف جمالا الى جمال الطبيعة باعمال وسيرة البرارة،

42 من يقدر ان يضيف جمالا الى البرايا اكثر من (الجمال) المكوّن فيها من قبل الباري،؟

43 /808/ لو قدر احد ان يضيف جمالا الى الشمس، او ان يصنع تغييرا آخر للقمر،

44 او ان يجعل اضافة الى صفوف القوات، او ان تضيف المجرة طاقة الى مسيرتها العظمى،

45 لو وُجدت فرصة ليضيف جمالا الى البرايا، ستوجد فرصة لتجمل الطبيعة ايضا بالعمل.!

 

جمال آدم الطفل لا يحتاج الى اضافة

46 ذاك الجمال الذي قام فيه آدم في عدن قبل ان يخطيء هو عظيم لا يحتاج قط الى اضافة،

47 بدون العمل، وبدون صنع الحسنات، وبدون التعب، وبدون مسيرة البرارة،

48 البرية الجديدة والبهية والطاهرة من الشرور، وتقوم في المجد وهي مليئة جمال الكمال،

49 ولا يوجد فيها دنس ولا نقص ولا تغيير ولا شتيمة ولا يحتاج جمالها الى اضافة،

50 وبسبب وجود الجمال في الطبيعة في المسكونة قال الله: ها انها حسنة جدا حالما براها،[4]

51 لو جملت الطبيعة لله كيف تطلب ان يُضاف اليها جمال آخر او طهارة (اخرى)،؟

52 آدم الطفل ابن نهار واحد ورث الجنة دون ان يمر (في مرحلة ) فعل البرارة،[5]

53 كيف الآن تتشكك من الولد الذي مات وهو طفل ولا يرثها كما تقول،؟

54 /809/ ربنا… اعطى ملكوته للبشر وبنعمته … لآل آدم.

 

الدَّين العمومي والصك المكتوب علينا لا تلغيهما اعمال البرارة بل المعموذية

55 لانه سقط من الواجب واذنب (ضد) الله كتب صكا واعطى الذنب لابنائه،

56 وكل مسيرات البرارة لا توفي الدَّين العمومي الذي كتبته حواء على القبائل،

57 اذاً لو لم يخربنا ذلك الصك لما كان يخرب بعمل البرارة،

58 الطبيعة لم تكن تدرك جمالها الاول لو لم تكن تُعطى المعموذية بالمراحم،

59 من يتجاسر ان يقول عن الطبيعة الجميلة: انها ناقصة ومحتاجة الى اضافة.؟

 

الاطفال الذين ماتوا لم يتلطخوا بصك ذنب آدم وحواء

60 الاطفال الذين خرجوا من العالم وهم جميلون ليسوا مذنبين بموجب الصك الذي كتبته حواء،

61 المسيح اوفى الدَّين العمومي بالمعموذية، وحررهم من التبعات بالمياه الحية،

62 والصبيان لم يذنبوا بشيء بموجب العدالة لانهم اجتازوا موضع الذنب قبل ان يذنبوا،

63 وها انهم لابسون المعموذية المليئة نورا، وهي جميلة، وهي منتصرة، وهي مليئة نورا،

64 ألا يتمكن ختن النور الذي قادهم وهم جميلون ان يوشحهم بحلة المجد،؟

65 /810/ قم الآن وانظر كم ان الطفل جميل وهلم وفسّر لنا اية اضافة يطلب جماله.؟

 

 

لو مكث الطفل في العالم لتلطخ جماله وللزمه ان يقوم باعمال البرارة

66 لو كان يمكث في العالم الشرير، لكان يتلطخ ويتوسخ ويتلوث بالشهوات،

67 ولكانت تلج اليه الذات الشريرة وتنجسه، ولكان يوسخ المعموذية بالزلات،[6]

68 ولكان يصوم مجددا ويصلي ويتبرر، وكيف ومتى كان سيجد الجمال الذي فقده،؟

69 بالسهر والتعب وبقهر التواضع بالعمل كل يوم وبجهاد الدم العظيم،[7]

70 ولما يتعارك مع السلطان الذي يحرس الهواء [ ويصنع[8] معركة مع الاركان بني اليسار،

71 وفي حربه كان يغلب او لا يغلب، ولو كان يغلب لكان يصير مثل الطفل الذي لم يتدنس،

72 هذا الجمال الذي لا يوجد جمال اسمى منه وجده الطفل وها انكم تبكون على غلبته،؟

73 خرج من العالم ولانه خرج من بين الفخاخ ها انكم حزانى (وتقولون): لماذا لم يخطيء كما اخطأنا،؟

74 انه قائم في ثياب المجد وهو لابس النور العظيم، والجاهل الذي يلبس الثياب الوسخة ها انه يبكي عليه.؟

 

 

/811/

هنا انتهى فصل واحد[9]

 

الحزن يسكر الذهن ويغطيه

75 لو وُجد لك عقل مسلط على الخفايا لما كنتَ تبكي على الجميل الذي دخل الى الخدر،

76 موت الطفل يحزن الاهل والاحباء، فيدخل الالم [ ويعتم[10] النفس عن الفهم،

77 حزن [ الموت[11] يقع عليهم كالغطاء على الذهن ويعميهم عن الواجب،

78 الحزن حل محل الخمر وسكرتم به حتى تبكوا عبثا بدون فهم على الجميل،

79 الختن قاده ليصير نديما في عالم النور، ولا يوجد الم في [ موت[12] كله هو فرح القلب.

 

الرب لا يلام لما يطيل او يقصّر الحياة: انه يريد فائدة البشر

80 بحكمته يقصّر الحياةَ ويطيل الحياةَ ويكثرها ويقللها، وهو اسمى وارفع من اللوم،

81 حيثما يطيل الحياة انه ينتظر التوبة، وحيثما يقصّرها انه يريد ان يحمي من الشرور،

82 في كل الفرص يريد ان يفيد البشر ويقتنيهم بسبب المراحم الكثيرة الموجودة فيه،

83 كان يريد ان [ يقود[13] جميع البشر الجميلين والعائشين بلا دنس لما يموتون.

 

الله يريد ان يملأ خدره بالاطفال الجميلين

84 ولانه وجد بان كل العالم افسد دربه، /812/ فها انه يقود الاطفال [ المحبوبين[14] وهم جميلون،

85 له الخدر ويريد ان يملأه بجميع الجميلين، وقد نقص العالم من الجميلين ومن القديسين،

86 ولهذا يختار الاطفال الذين هم بدون دنس ليرى وليمته مليئة وترعد ببني النور،[15]

87 كان يعرف بانهم لو ظلوا في العالم الشرير لكانوا يتدنسون فيه ويقتنون الجروح والقروح،

88 ولكان العالم-البحر يغرقهم بالعواصف والامواج بين امواجه الهمجية،

89 وبمحبته يقطفهم كالزهور وهم منتصرون في اخدارهم وفي جمالهم،

90 ليكون عرسه ثريا بهم وهم جميلون وهم غير مدنسين بشهوات غريبة.

 

قلّة البتولين والقديسين جعلت الرب ياخذ الاطفال

91 الناس نسوا البتولية والقداسة، والرب يحب البتولين والقديسين،

92 ولهذا ياخذ الاطفال لتوجد في وليمته كثرة البتولين والقديسين،

93 راى بان الرجال والنساء يزنون فاخذ الصبيان الذين لا يعرفون ابدا ما هو الزنى،

94 راى بانهم لو يكبرون سيفسدون مثل رفاقهم، فاخذهم وهم جميلون حتى يخدموه.

 

قبل طارح الذي دفن ابنَه هاران لم يُسمع بان ابا دفن ابنه

95 في الاجيال الاولى كانوا يأخذون من هو شيخ، ولم يكن يموت ابن قبل ابيه لو تعلم،!

96 لم يُسمع ابدا حتى الجيل السادس عشر بان ابا من الاولين دفن ابنَه،[16]

97 الى ان دخلت الاصنام الى الارض وكثر الاثم لم يمت طفل في حياة ابيه كما سمعتم،

98 طارح الآرامي من الجيل السادس عشر هو الاول الذي دفن ابنَه بين الحرانيين،[17]

99 وكتب موسى المعلم ان الطفل هاران مات في حياة ابيه طارح كحدث جديد،[18]

100 ومنذ ذلك الحين هوذا الاطفال يموتون في كل الارض قبل الشيوخ بسبب كثرة الاثم،

101 ولكي يحفظ الرب (اناسا) غير فاسدين من الجنس البشري ياخذ الصبيان مثل البقية،

102 ولئلا يخلو بالكلية من الجميلين فانه يحفظ هولاء وهم جميلون في اشخاصهم،

103 المختارون قليلون ولئلا يقلّ فريقه جلب الاطفال وخلطهم في المختارين ليكثر جمعه،[19]

104 له العادلون، وله الكاملون، وله المختارون، ولكي يكثر الجمع المجيد اضاف الاطفال،

105 ولئلا يكثر الجمع الواقف من اليسار، فصل واخذ الخراف ليقفوا عن اليمين،[20]

106 ولما يبين الصالحون جمال سيَرهم، يبين هو لهم كم ان بريته هي جميلة،

107 الطبيعة مجيدة وبدون اعمال البرارة، ومن يحفظ فقط جمالها فانها بارّة ومستقيمة،

108 لا احد يعرف ان يجعل شيئا جميلا مثل الله الذي برى الطبيعة جميلة وبدون دنس،

109 اناس عادلون حفظوا بسيَرهم وباعمالهم طبيعتَهم كما هي مخلوقة بدون ارجاس،

110والطفل الذي يغادر وهو غير ملطخ بالشهوات: جماله فيه ولا يحتاج نهائيا الى الاضافة.

 

 

بشارة الرب تشهد على جمال الاطفال وتطالب الرسل ان يصيروا اطفالا

111 بشارة ربنا تشهد علنا لمن هم متميزون على جمال الاطفال قبل ان يخطئوا،

112 إقرأ في البشارة وتعلم منها بدون شك في اية درجة يقوم الاطفال عند الله،؟

113 رسل الابن كانوا مطالبين ان يصيروا اطفالا ولو لم يصيروا لا يريد ان يقبلهم،[21]

114 طلب من سمعان الصفا ان يرجع ويصير طفلا ثم يدخل الى الملكوت الذي دُعي اليه.

 

وصف رائع للطفل الذي يشبه الحمام الوديع

115 الطفل بسيط ونقي وطاهر وهو بدون دنس ولا توجد فيه محبة المال ولا الطمع،

116 ونفسه صافية ويصدّق كل ما يقول له ابوه، ولا يتوق الى المقتنيات ولا الى العمارات،

117 /815/ ويريد اللقط كالطير ولا شيء آخر، وبسذاجته لا يعرف ان يهتم بالغد،[22]

118 انه يشبه الحمام بالوداعة وبالبساطة، ولا يبيت ابدا في نفسه الغضب او التذمر،

119 انه صفي ومطمئن وحالما يغضب يتصالح، ولا يوجد حقد يدوم طويلا في القلب الشرير،

120 حالما يبكي يسهل عليه ان يضحك لو طُلب منه لانه يحتقر الاحزان والافراح،

121 لا يدخل اليه الهمّ الذي هو مشنقة، ولا الافكار التي تصوغ الشر ضد اقربائها،[23]

122 انه عريان مثل آدم ولا يلصق الاوراق ليلبسها ولا يخجل لانه لم يتجاوز على الناموس.[24]

 

على الرسول والبار ان يصيرا مثل الاطفال

123 ابن الله طلب من رسله هذا الجمال وبعدئذ يُقبلون في الملكوت المليء نورا،[25]

124 لما يقوم البار على قمة الكمال: لو لم ينزل ويصير طفلا فانه ليس بارا،

125 لو لم يصفّ فيه هذا الجمال الموجود في الاطفال لا يقبل ابن الله ان يصير رسولا،

126 الطفل يسمع الكلمة ويصدقها ولا يردّ ولا يعقب ولا يجادل ولا يفحص،[26]

127 ولهذا امر ابن الله سمعانَ الصفا ويوحنا ان يصيرا طفلَين،

128 /816/ جمال الاطفال عظيم ودرجتهم سامية، وعلّم الابنُ رسلَه ان يصعدوا اليها.

 

من يبكي على طفل فيه مثل هذا الجمال؟

129 من يبكي على من فيه مثل هذا الجمال واخذوه عند الله وجماله موجود فيه،؟

130 انه طبيعة بهية وصورة عظيمة لم تتوسخ ولم تتلوث ولم تفسد بالشهوات،

131 لم ياكل الثمرة من شجرة المعرفة، ولم يفتح عينيه وراى نفسه عاريا،[27]

132 لم تدخل الخطيئة وتعضّه ليخجل لكونه قد تعرى، ولم يضايقه التجاوز على الوصية ليصير خجلا،[28]

133 الطفل ارفع من اللوم ومن السقوط ومن الشتيمة ومن كل شيء فيه الدنس.

 

الخاتمة

134 انه متباه وممجد في موضع ابناء النور العالي، مبارك الذي اخذه ليصير وارث الملكوت.

 

كمل ميمر مار يعقوب على الاطفال الذين يتوفون

 

 

 

 

 

[1] – يبدأ الميمر بحرف: ز

[2] – ملفاننا يعترف بانه يُنقد مرارا ويُعاكس لما يعرض “نظرياته ذات الاصالة” التي لا تروق لخصومه من الباحثين ولهذا نراه يفحم خصومه ويطلب بالا يُقوّل ما لا يقوله. انظر، ميمره 176

[3] – رومية 5/14

[4] – تكوين 1/31

[5] – ملفاننا يسمي “آدم طفلا” أي ان آدم هو بار مثل الطفل، وهكذا لا يحتاج آدم الى اعمال البرارة قبل ان يخطيء. في نصوص اخرى يعتبر آدم ناضجا وبالغا وفي نفس الوقت يعتبره بارا لا يحتاج الى اعمال البرارة قبل الخطيئة. انظر، ميمره 71. هذه تعددية نظريات ملفاننا

[6] – تكوين 8/21

[7] – عبرانيون 12/4؟

[8] – ل: وصنعوا. افسس 2/2؛ متى 25/33

[9] – المخطوطة ر: تهمل هذا العنوان

[10] – ل: ومشحِخ، ر: ومحش، نص: ومحشِخ

[11] – ر: الميت

[12] – ر: بموته. اشعيا 30/29؟

[13] – نص: دنتدبر، بيجان يصوب: دندبر. البيت غامض التركيب

[14] – نص: رحِمِا، بيجان يصوب: رحيمي

[15] – لوقا 16/8

[16] – يعقوب يعتبر طارح ابا ابرام من الجيل السادس عشر بعد الطوفان. هذا التفسير هو اصالة سروجية

[17] – تكوين 11/28، 32

[18] – تكوين 11/28

[19] – متى 22/14

[20] – متى 25/31-46 خاصة 25/33، 34، 41

[21] – لوقا 18/15-17

[22] – متى 6/34

[23] – متى 27/5

[24] – تكوين 2/25؛ 3/7، 9-11؛ رومية 2/23؛ يعقوب 2/11

[25] – لوقا 18/17

[26] – احدى صفات الاطفال الايجابية هي: انهم لا يجادلون ولا يعقبون ولا يخاصمون ولهذا يقدمهم ملفاننا مثالا للرسل والمجادلين

[27] – تكوين 3/3، 6، 9-11

[28] – رومية 5/14