الميمر 183 على الموتى

الميمر 183

 

        هذا العالم هو كالشجرة البهية والشهية والحاملة اثمارا والمليئة جمالا لمن ينظر اليها، ولما تسعد العين بجمالها وبهائها، ياتي الوقت الذي ينثر اثمارها المحبوبة، الشتاء يشلح ويزيل الجمال من الاشجار، والموت يفسد كل لياقة كل العالم.

        الاطفال: انظروا الى الاطفال كالزهور التي اتى بها الزمان، ها انها تتربى لتصير اثمارا في الاشجار، وبعد قليل ينثرها ايضا الزمان المستقبل لتفسح المجال لتنمو (زهور) اخرى.

        نيسان وكانون: نيسان ينمي الاثمار والاوراق في الاشجار، وكانون يشلح ويزيل الجمال من الاغصان، الزمان يصور الولادة.

        الموت عمومي: رافقتَ ميتا هلم وصِر ميتا ليرافقوك، درب العالم دَين عمومي لجميع الخارجين (منه)، حالما يدخل احد الى العالم بالولادة ، طريقه هي متجهة الى ميعاد القبر ويمشي عليها.

– المخطوطة: لندن 14608 ورقة 3

– يرد في البداية: فنقيث ميامر مار يعقوب الملفان المختارة المنظومة على الحروف الابجدية. قد يرقى تاريخ تاليف ميامر الموتى الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

“فنقيث”

ميامر مار يعقوب الملفان

المختارة المنظومة على الحروف الابجدية

الميمر 183

على الموتى[1]

 

العالم يشبه الشجرة

1 هذا العالم هو كالشجرة البهية والشهية والحاملة الاثمار والمليئة جمالا لمن ينظر اليها،

2 ولما تسعد العين بجمالها وبهائها، ياتي الوقت، ويُنثر اثمارها المحبوبة،

3 الشتاء يشلح ويزيل الجمال من الاشجار، والموت يفسد كل لياقة كل العالم.

 

الاجيال تشبه الاثمار، والاطفال يشبهون الازهار

4 تنمو الثمار وتنثر الثمار من الاشجار، تاتي اجيال وتذهب اجيال هذا العالم،

5 انظروا الى الاطفال كالزهور التي اتى بها الزمان، ها انها تتربى لتصير اثمارا في الاشجار

6 وبعد قليل ينثرها ايضا الزمان-المستقبل لتفسح المجال لتنمو (زهور) اخرى.

 

نيسان ينمي الاثمار رمز الولادة، وكانون يشلح جمال الاشجار رمز الموت

7 هوذا الاثمار تُقطف من الاشجار، والاجيال تعبر كل يوم من المسكونة،

8 نيسان ينمي الاثمار والاوراق في الاشجار، وكانون يشلح ويزيل الجمال من الاغصان،

9 /782/ الزمان يصور الولادة والموت لما يتغير في هذين الشهرين وبتدابير تغييراتهما،

10 ازهرت وانبتت الاثمار واقتنت الجمال الرفيع، وبعد مدة تناثرت وفسدت وكانها غير موجودة.

 

الاثمار بهية في الصيف، والشتاء يُنثرها

11 الثمار محبوبة وقت الصيف وهي جميلة جدا، والشتاء ينثرها كلها من اغصانها في وقته،

12 هوذا زمان الحياة بهيج ومحبوب ومليء جمالا، وزمان الموت كئيب وبغيض لمن ينظر اليه.

 

الموت دَين عمومي على البشرية

13 ايتها الشجرة التي نثرت اثمارها اين جمالكِ،؟ اين هي الثمار المحبوبة المعلقة فيك،؟

14 ايها العالم اين هي الاجيال التي مضت لانك حملتها واوصلتها الى النهاية،؟

 

15 ايتها الزهور التي صارت اثمارا امكثي قليلا لنرى كم انك محبوبة،! وكم انك سريعة الانتقال،!

16 ايها الاولاد الذين صاروا رجالا، لقد وصل الموت، وهو مسرع ليزول، وعليكم ان تذهبوا الى النهاية،

17 الجيل الحاضر افسح المجال للجيل الآتي، لان الجيل الذي قبلك افسح لك ايضا المجال،

18 رافقتَ ميتا هلم وصِر ميتا ليرافقوك، فدرب العالم دَين عمومي لجميع الخارجين (منه)،

19 حالما يدخل احد الى العالم بالولادة ، طريقه هي متجهة الى ميعاد القبر ويمشي عليها،

20 /783/ اقتربوا ايها الاولون وأفرِغوا المكان لمن هم وراءكم، فالطريق سريعة ولا تخلو من المارين،

21 هلمي ايتها الاثمار وانزلي من الاشجار، فها قد نبتت زهور اخرى لتصير اثمارا كما صرتِ انتِ،

22 هوذا الاولاد يتربون وياتون ليشغلوا المكان، أفرِغوا المكان ليقوموا في تخومكم،

23 ها قد عبر وذهب جميع الذين كانوا قبلكم، فاخلوا الطريق وهيئوا المكان لتاتوا انتم،

24 اجبرتموهم فخرجوا وانتقلوا من امامكم وشغلتم مدة الحياة وابتهجتم فيها.

 

الطريق والازمان والاجيال تتناوب

25 انظروا الى الطريق، فهوذا آخرون يسلكونها وياتون ويجبرونكم لتنتقلوا من [امامهم،[2]

26 الطريق لا تنقطع وتتوقف من المسيرة، غادروا ايها الاولون وافسحوا المجال للآخرين حتى ياتوا،

27 انتهى الوقت الذي بلغكم لترثوا الارض، اتى ورثة آخرون الى العالم واقتربوا ليحضروا،

28 لقد قضيتم وقت الحياة الذي بلغكم، وهوذا مستفيدون آخرون قد اتوا لتنتقلوا انتم،

29 ركض الجيل وهو واقف على مخرج الطريق، ودخل جيل آخر ليسير عليها ويذهب،

30 ايتها الثمرة البهية لقد انقضى صيفكِ، /784/ وستنثرين من الشجرة، لماذا انت واقفة،؟

31 تلك الزهرة التي نبتت وراءك ها انها تدفعك لتاتي ايضا وتُظهر نفسَها في الشجرة،

32 تربى الاولاد وصاروا رجالا وها انهم يصرخون: اعطِنا مجالا على الجسر لنعبر الى النهاية،

33 لا يسمحون لك ان تقفي وتمكثي على الجسر، لان كل من ياتي يعبر عبورا، فانتقلي انت ايضا،

34 الطريق سريعة وتنقل الاجيال الى النهاية، طوبى لمن مشى في الدرب بدون لوم.

 

الخاتمة

35 مهّدها آدم وهوذا جميع اولاده يسيرون فيها، مبارك الذي يزيل كل الاجيال وهو لا يزول.

 

كمل الميمر على تسلية الموتى

 

[1] – الميمر يبدأ بحرف الالف: أ. “فنقيةا الفنقيث” كلمة يونانية Πίνακίδίον مسرينة ومستعربة تعني: الكتاب، اللوح، المجلد..

[2] – نص: امامكم، بيجان يصوب: امامهم