الميمر 180 على الرها وعلى اورشليم

الميمر 180

 

        صنعت الرها ميمرا قضائيا لترسله الى بنت اورشليم مُحِبّة الاصنام الباطلة، بنت العبرانيين ابغضت الختن الذي اتى عندها، وبسببه وقع الخصام بين البيع، ارسله ابوه ليخطب وياخذ بنت ابراهيم، فوقف على الباب ولم تفتح له الباب ليدخل.

        ابجر الاسود رمز الليل: خبر الختن وصل الى الرها الذكية، فتاقت الى جماله واشتاقت كثيرا لتراه، وبسببه لبست الغيرة لاجل بيعته، وكانت تتوسل لينتقل وياتي عندها، ارسلت الرها بواسطة ملكها العادل المليء ايمانا لياتي ابن الله عندها، ابجر الملك ابو العروس الذي لُقب بالاسود كان يتوسل الى الختن لياتي عندها، اعني الليل ارسل الى النهار: لون الليل هو اسود ويُكنى به، الليل هو العالم الذي اظلم بالوثنية، وكان كل العالم مصورا بابجر الاسود.

        الرها الفرثية تدعو يسوع-القمر الى خدرها: بواسطة ذلك الملك الذي سُمي اسود، ارسلت الرها ليأتي عندها ابن الله، اشرق الضوء من الجوهر في ارض اليهودية، وبنت السود احبت النور وسألت ان تراه، أُرسل السلام الى يسوع من الفرثية، وكانت تتوسل لياتي ويغسلها لانهاكانت سوداء، ارسلت الى القمر لياتي وينير في جوارها، ويبدل لونها الاسود الذي كانت ترتديه، احبت الختنَ بينما كانت العبرانيات تضطهده ودعته بمحبة ليدخل الى خدرها.

        الرها تدعو المسيح “الجميل” ليحطم اصنامها: هلم واسقِط والقِ اصنامي لتهوى من علوها، وضع فيّ علامتك لاصير خاصتك من الآن وصاعدا، لو خرجت بنت العبرانيين انا ادخل عوضها، العرس مهيأ فخذ بنت الشعوب التي تتوسل اليك.

        الرها احبت المسيح وآمنت به دون ان يكرز فيها الرسل: رسل الابن أُرسلوا الى المدن، وبتعليمهم تلمذوها للصلب، الرها سبقت فاحبت الابن بدون الرسل، دون ان تحتاج الى كراريز الايمان، هي ارسلت الى ختن النور لياتي عندها، وارادت ان تصير خاصته دون ان يرسل وراءها، انه مكتوب في النبي: لتحب الانثى الذكرَ، فصنعت واحبت وسألت وهامت كما هو مكتوب، لم تنتظر الرها الملافنة ولا الرسل ولا الكراريز ليبشروها بمجيء الختن، لانها اكرمت الابنَ قبل ان يتمجد واشتاقت ان تصير خاصته في ايام جسده.

        ايمان الرها نبت من قلبها: الرها فقط عرفت ان تعلم من هو ربنا، لما طرده ابناء العبرانيين من اسواقهم، لم تكن بحاجة الى بولس ليستأصل اصنامها، ولا الى بطرس ليتحدث فبها عن الكرازة، ايمان الرها نبت من ارضها في قلب الملك من موهبة ابن الله.

        ابجر يكتب للمسيح ويستدعيه الى الرها: الرب ايقظ الملكَ ليتحدث بايمانه، وارسل للابن: انك اله وابن الله، وقبل الطوبى لاجل جمال ايمانه، لبطرس الطوبى ولابجر الملك نفس الطوبى، كان التطويبان متساويين لان الايمان كان متساويا، قال بطرس: انت المسيح ابن الله، وقال ابجر: انت الله يا ابن الله.

 

        ابجر فم للشعوب: القلف عرفوا ابن آدوناي وتتلمذوا له، والمختونون طردوه ليخرج من اسواقهم، ابجر الملك صار فما لجموع الشعوب، العالم مظلم وابجر ابن الاراميين اسود، العالم المظلم استنار بالمسيح بواسطة ابجر، واظلم الشعب الذي كان نيّرا بابن الله.

        تطعيم الرها-الزيتونة البرية بشجرة ابراهيم: بيعة الشعوب زمرت الايمان بواسطة الرها، الزيتونة البرية طعّمت نفسها بشجرة ابراهيم لما خربت الشجرة وتجردت (من الاوراق)، واعطى الايمان من جذره لهذه الاغصان الغريبة دهن الزيتونة، واستاصل الكفر الشجرة الحية، واقتنى جذر الآباء المبارك والحلو اغصانا طويلة من الشعوب، الشعوب جددوا شتلة ابراهيم المختارة بالايمان الذي به تبرر ابراهيم، دخلت وقامت الزيتونة البرية بدل الزيتونة الداخلية، وها انها مشتولة وبهية على جذر ابراهيم.

        ابجر خليل الله لم يفحص ويجادل على مثال ابراهيم: ليس الناموس الذي ساعد ابجر الملك، لكنه آمن وصار وارثا بايمانه، دخل الشعوب بنفس مليئة ايمانا مثل ابراهيم الذي تبرر بايمانه، الايمان الحقيقي وحده جعله خليلا، وها انه مخلوط ومشهور في البشارة، ابجر لم يفحص كيف يمكن ان ينزل الله الى الارض ويمشي فيها مثل الانسان، لكنه آمن ولم تعصف به ريح الشكوك، وايمانه نال الاكليل بدون فحص.

        ايمان ابجر لا يقبل الاضافة: كتب للمسيح: انت الله وابن الله، ولم يصف الخبر بكثرة الكلمات الزائدة، وآمن بانه نزل من السماء دون ان يجادل ولم يتخطَّ ايمانه على الخفايا، وقبِل الطوبى اجر ايمانه وعرف العالم بانه لم يكن يحتاج الى الاضافة، واعطاه الطوبى ليقوم ويستقر في ايمانه، ولا يضيف اليه لانه لم يكن بحاجة الى الاضافة.

        دعوة سكان الرها الى عدم المجادلة: انت الآن يا من تسكن في مدينة الملك، لقد ورثتَ مدينته رِث معها ايمانه، آمن هكذا كما كتب الملك العادل: الرب يسوع هو ابن الله، وهو الله ايضا، وهو سماوي وآس يشفي بدون ادوية، وهذا يكفي لتاخذ الطوبى بواسطته، اعرفِ الابن بانه ابن الله والله، ولا تُدخِل الى ايمانك خبرا آخر، لا تفصله ولا تتعقبه ولا تجادل عليه.

        العالم كله يشيد بتسابيح المسيح: تسبّح الشابات من الجزر البعيدة، والبتولات من جهات البحر، آثور تسجد مع قرابين المجوسية، وتسبّح روما بتاج الرئاسة العظيم، بابل تكرم وهي تحتقر التنجيم، ومصر تحترم وقد نست السحر، كوش مع الهند بالاحجار الثمينة، وماداي بقوتها وارض كنعان بجبابرتها، المغرب بذهبه والمشرق ببخوره وعطوره، والشمال بجباله والجنوب بمسيرة قواته.

        وصف للحياة الرهبانية في الرها: الخدر واحد والشابات بلا احصاء، والختن واحد ولا يوجد حدّ للنديمات، توجد من يسبّحن على قمم الجبال وعلى الآكام، وتوجد من ترسل من الاعماق تسبحة لموضعه العالي، محبة الختن هيجت الشابات، واقامتهن في البلدان المختلفة للتسبيح، بين الجبال وفي المغائر وفي الوديان وفي القفر الخارجي وفي الامان الداخلي وفي كل الجهات، المتوحدون الذين ابغضوا السكن (مع الناس) من اعشاشهم، والبتولون الذين احتقروا درب العالم من مساكنهم، آخرون يتيهون كالحيوانات بدون طرق، وآخرون في الشقوق وفي الحفر بدون قوت.

 

– المخطوطة: مخطوطة الموصل

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. السروجي لا يستعمل في المقدمة الاسلوب الشخصي. الميمر هو دراسة لتنصّر الرها بواسطة ابجر اوكما اوكومو-الاسود قبل صلب المسيح وصعوده الى السماء. انظر، رسالة/14، 18، 20، 22، 32، 35. السروجي يقارن الرها الفرثية اي بنت الآراميين المؤمنة وبين بنت العبرانيين الناكرة والجاحدة. يستعمل السروجي في ميامره عادة اسم سمعان الصفا، في هذا الميمر يستعمل ملفاننا اسم بطرس. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى ما بعد غلق مدرسة الرها اي الى حوالي سنة 490-500م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 180

على الرها وعلى اورشليم.

لليل خميس اسبوع السعانين

 

بنت العبرانيين ابغضت الختن الذي اتى ليخطبها

1 صنعت الرها ميمرا قضائيا لترسله الى بنت اورشليم مُحِبّة الاصنام الباطلة،

2 بنت العبرانيين ابغضت الختن الذي اتى عندها، وبسببه وقع الخصام بين البيع،

3 ارسله ابوه ليخطب وياخذ بنت ابراهيم، فوقف على [ الباب[1] ولم تفتح له الباب ليدخل،

4 جلب مهرَ المخطوبات ودخل ليعطيها اياه، واخذت منه كل ما جلبه ولم تقبله،

5 /732/ فتح خزينته وملأ اسواقها بالخيرات التي جلبها واكلت مهره واخرجته خارج بابها،

6 بدّل الماء الى الخمر الجيد في العرس، فشربت وسكرت، ومكلوبة القلب شتمته،[2]

7 كثّر الخبز واكل جميع الجياع وشبعوا، وتكفر باسمه ولا تصدّق بانه خطيبها،

8 طرد منها الابالسة المؤذية الذين كانوا يعذبونها ولما شفيت المجنونة لطمته كفّا،

9 شفى مرضاها وضمد جروحها واحيا موتاها، وابغضت وحسدت واهانت واضطهدته وهي تُشفى،

10 كان يعطيها كل المعونات وكل الشفاءات وكل الخيرات وهي كانت تلاحقه لتهينه،

11 يشفي المرضى وكانت تتضايق …،[3]

12 فتح الاعمى وقامت تفتري لتقول ليس نفس الاعمى، واحيا الموتى وكادت ان تقتله لو سمحوا لها،

13 ابغضت ابن الله الذي اتى عندها، وبسببه ابغضت الشفاءات التي كان يعطيها اياها،

14 لم تكن تريد ان تراه ولا ان ترى شفاءاته، وكانت منزعجة (وتنتظر) ان يغادر مع معوناته.

 

ابجر الاسود ملك الرها يدعو المسيح لياتي الى مدينته

15 سمعت الشابات اللواتي في الجزر البعيدة وتحيرت بما فعلته بنت العبرانيين،[4]

16 خبر الختن وصل الى الرها الذكية، فتاقت الى جماله واشتاقت كثيرا لتراه،

17 وبسببه لبست الغيرة لاجل بيعته، وكانت تتوسل لينتقل وياتي عندها،

18 ارسلت الرها بواسطة ملكها العادل المليء ايمانا لكي ياتي ابن الله عندها.

 

ابجر الاسود رمز للعالم المظلم بالوثنية

19 ابجر الملك ابو العروس الذي لُقب بالاسود كان يتوسل الى الختن لياتي عندها،[5]

20 اعني الليل ارسل الى النهار: لون الليل هو اسود وهو يُكنى به،

21 الليل هو العالم الذي اظلم بالوثنية، وكان كل العالم مصورا بابجر الاسود،

22 واسم الملك ولون الليل كان اسود، والعالم كله كان مصورا بهذين الاسودين،

23 بواسطة ذلك الملك الذي سُمي اسود، ارسلت الرها ليأتي عندها ابن الله،

24 ارسلت الى وجه النور الذي كان يمشي في ارض اليهودية لياتي وينير ظلامها،

25 اشرق الضوء من الجوهر في ارض اليهودية، وبنت السود احبت النور وسألت ان تراه،

26 أُرسل السلام الى يسوع من الفرثية، وكانت تتوسل لياتي ويغسلها لانهاكانت سوداء،

27 /734/ ارسلت الى القمر لياتي وينير في جوارها، ويبدل لونها الاسود الذي كانت ترتديه،[6]

28 احبت الختنَ بينما كانت العبرانيات تضطهدنه ودعته بمحبة ليدخل الى خدرها.[7]

 

الرها السوداء بالوثنية تطلب من الرب ان ياتي اليها وينيرها

29 يا ابن الله الذي اتى الى الارض هلم عندي وانِر اسواقي وازِل اصنامي الباطلة،

30 يا ايها الجميل، تلك العبرانية تريد ان تخونك، انها تبغض اباك ولا تقبلك بمحبة،

31 هوذا ابوابي العالية [ مفتوحة[8] لك وتنتظرك، هلم ايها الختن وادخل وافرح معك لانني احبك،

32 هلم واسقِط والقِ اصنامي لتهوى من علوها، وضع فيّ علامتك لاصير خاصتك من الآن وصاعدا،

33 ايها الختن ان اسواقي مرصوفة بمحبتك، واتوسل اليك لارى جمالك يمشي فيّ وافرح معك،

34 انا سوداء فهلم واصنع لي لونا بهيا بالمياه الحية من ضباب ابيك البهي،

35 لا تكن لك تلك التي خطبتها من مصر، لانها تحب العجل ولا تحبك لانك القدوس،[9]

36 لو خرجت بنت العبرانيين انا ادخل عوضها، العرس مهيأ فخذ بنت الشعوب التي تتوسل اليك.

 

الرها احبت الابن ولم تنتظر كرازة الرسل لتؤمن به

37 /735/ الرها اشتاقت الى السماوي ليكون معها وكانت تتوسل بواسطة ملكها لياتي عندها،

38 ظهر ايمانها كالباكورة وادخلها الختن [ هي[10] الاولى الى بيت ابيه،

39 سبقت الشابات اللواتي لم يشعرن بمجيء الختن الذي احبته وعرفته،

40 تفرست في جماله وعرفت من هو لما كان يهان، وسبقت وصنعت معه شرطا لتصير خاصته،

41 رسل الابن أُرسلوا الى المدن، وبتعليمهم تلمذوها للصلب،

42 الرها سبقت فاحبت الابن بدون الرسل، دون ان تحتاج الى كراريز الايمان،

43 هي ارسلت الى ختن النور لياتي عندها، وارادت ان تصير خاصته دون ان يرسل وراءها،

44 انه مكتوب في النبي: لتحب الانثى [ الذكرَ،[11] فصنعت واحبت وسألت وهامت كما هو مكتوب،

45 ولهذا طلبت العروس ان ياتي الختن، هي احبته وهي عرفته وهي توسلت اليه،

46 لياتي عندها ويزيل اصنام بيت ذويها كما قيل: لتحب الانثى الذكر،[12]

47 لم تنتظر الرها الملافنة ولا الرسل ولا الكراريز ليبشروها بمجيء الختن،

48 لانها اكرمت الابنَ قبل ان يتمجد واشتاقت ان تصير خاصته في ايام جسده،

49 عندما لم تكن الحية العظمى قد رُضت بالصلب، ولم تكن مفضوحة جبهة الوثنية العظمى،

50 ولا الابالسة كانوا قد سقطوا من درجاتهم، ولم يُرسل الفارقليط ليعلّم العالمَ،[13]

51 ابن الله فضح الاركان والسلاطين بالصلب، اواخزاهم لما كان يُسخر منه،[14]

52 وبتعري جسده لما ارتجت البرايا وخافت، عرف الابالسة بانه الله وابن الله،[15]

53 انهم لم يعرفوا من هو وابن من هو ذاك الذي أُهين من قبل اليهود الا بفاجعة الصلب.

 

نفس الطوبى لبطرس ولابجر

54 الرها فقط عرفت ان تعرف من هو ربنا لما طرده ابناء العبرانيين من اسواقهم،

55 ولم ترَ الارض تهتز ولا الشمس تظلم ولا الموتى يحيون ولا حجاب الباب يشق نفسه،[16]

56 لم تكن بحاجة الى بولس ليستأصل اصنامها، ولاالى بطرس ليتحدث فيها عن الكرازة،

 

57 ايمان الرها نبت من ارضها في قلب الملك من موهبة ابن الله،

58 /737/ ذاك الذي اعطى ايحاءات مهمة مصف الرسل لبطرس هو اعلن لابجر من كان يهان من قبل الجسورين،

59 ذاك الذي ربط بولس بالنور واغراه، هو ايقظ الملكَ ليتحدث بايمانه،[17]

60 وارسل للابن: انت الله وابن الله، وقبل الطوبى لاجل جمال ايمانه،

61 لبطرس الطوبى ولابجر الملك نفس الطوبى، كان التطويبان متساويين لان الايمان كان متساويا،[18]

62 قال بطرس: انت المسيح ابن الله، وقال ابجر: انت الله يا ابن الله،[19]

63 وهو المسيح وهو ابن الله وهو الله، وطوبى لمن لا يعثر به او يفحصه.

 

الرها بنت الشعوب تؤمن بالمسيح واورشليم بنت الشعب تهرب منه

64 كان الايمان يُرسل من قبل الشعوب الى اورشليم قرية اسفار النبؤة،

65 العالم الاعمى انفتح بابن الله، بنت الشعب اغمضت عينيها من النيّر،

66 اتت الجزر البعيدة الى خبر الختن، والعروس الجالسة في خدره لم تعرفه،

67 الرها سمعت سمعا خبره واشتاقت الى جماله، وتلك التي تتكلم كل يوم معه تهرب منه،

68 القلف عرفوا ابن آدوناي وتتلمذوا له، والمختونون طردوه ليخرج من اسواقهم،

69 /738/ ابجر الملك صار فما لجموع الشعوب، فالعالم مظلم وابجر ابن الآراميين اسود،

70 العالم المظلم استنار بالمسيح بواسطة ابجر، واظلم الشعب الذي كان نيّرا بابن الله،

71 ليل الشعوب صار نهارا باشراق الابن، وبنت العبرانيين صارت مظلمة وقت الظهر،

72 الرها فتحت بابا عظيما للمدن، ليُخطب جميع الشعوب للنور المشرق،

73 هي الاولى اعطت اثمار الايمان، وتصاعد منها التسبيح الجديد بصوت عال،

74 نبت منها الايمان وهي غير مزروعة، وتعلمت ان تتحدث بالبشارة بدون الرسل،

75 الانبياء علّموا تلك العبرانية بايحاءاتهم، كما صار لها ايضا الكتبة والقضاة،

76 موسى العظيم بالقوات والعظائم والمذهلات، ويشوع ابن نون الذراع العالية والجبروت،

77 وداؤد الملك بمزاميره الجميلة، وسليمان الملك بامثاله المليئة حكمة،

78 قرأت في اشعيا، وتعلمت الاسرار من ارميا، وهوشع يعلّم، وزكريا يبرهن، ويوئيل يرشد،

79 وكل الرائين كانوا يبيّنون لها كل الالغاز وكل الاحجيات وكل انماط الوحيد،

80 /739/ قرأت وتعلمت واحتقرت ورذلت وعرفت وظلمت واتى خطيبها وخرجت اليه بالشتائم.

 

الطبيعة علّمت الرها الحكيمة ان تؤمن وتحب الابن

81 بنت الشعوب دون ان تقرأ اسفار موسى، ولم تكن مستنيرة بايحاءات النبؤة،

82 ولم تسمع بالمعلمين وبالكراريز الحقيقيين عرفت من هو ابن الله،

83 الطبيعة علّمت تلك الحكيمة بين الحكيمات، ومن افعال الابن عرفت ابن من هو،

84 اخباره الحسنة التي كانت تاتيها وضعتها في قلبها، وبحكمتها فهمت من هو الابن،

85 نظرت في اخباره وعرفته بانه سماوي، لانه لم يكن يشبه الارضيين في افعاله،

86 اسمه الجميل جذبها وراءه، ولهذا كانت تتوسل اليه ان ياتي عندها لانها احبته،

87 ثيابه المعطرة ورائحة لباسه فاحت في البرية وسبى الشابات بلذته،[20]

88 عطره الحلو فاح في وجه الجماعات، وكان يُردد في البرية: من هو،؟ من هو اسمه،؟

89 وفاحت رائحة عطوره وطيوبه على الرها، فعرفت حالا انها رائحة من كان الها،

90 كانت حاسة شمها قوية لتفحص بها كل الروائح، لان النعجة تميز رائحة الراعي من رائحة السارق،[21]

91 /740/ فاحت رائحته ولم تكن تشبه رائحة، الاصنام فعرفته وميزته: بانه الله،

92 رائحة ابن الله الحلوة كانت سماوية، فعرفت العروس ان رائحة الختن ليست من الارض.

 

الرها تكتب الى المسيح رسالة فيها تدعوه لياتي اليها

93 هبت عليها الريح من شجرة الحياة، واستنشقت الحياةَ وعرفت من ارسلها،[22]

94 وكتبت حالا وارسلت وتوسلت لياتي عندها شجرة الحياة الذي اقلقتها رائحته،[23]

95 ربي، عرفتك هلم عندي سوف لن تهان من قبل اليهودية التي تريد ان تؤذيك وتسخر منك،

96 اسمك الجميل يطيبني برائحة المرّ من نتانة الوثنية التي اقوم فيها،[24]

97 يا ابن الله، ان اصنامي الخربة لا تشبهك، هلم واسقِطها وحلّ في المحل الذي ينتظرك.

 

 

 

 

الرها تتمرض بمحبة المسيح واورشليم تطلّقه

98 هوذا بنت العبرانيين تحمل كتاب الطلاق وتقف، خذه منها واتركها تخرج لانها لم تحبك،

99 هذا هو العجب: دخل الغرباء البعيدون، وبارادتهم خرج اهل البيت القريبون،

100 للرها الخبر وسمع الاذن وهي بعيدة، لاورشليم المذهلات والقوات وهي بعيدة،

101 بنت العبرانيين تاكل خبزه وتشرب خمره وتشتمه ولا تريد ان يكون معها،

102 /741/ بنت الآراميين تسمع خبره وهي بعيدة، فتمرض بمحبته وتتوسل اليه لياتي عندها،[25]

103 بحكمتها عرفت من هو وايا هو موضعه، ولما كان على الارض كتبته في سِفرها: انه سماوي،

104 دون ان تسمع البشارة التي صارت من قبل جبرائيل، عرفت بان ابن الله اتى الى العالم،

105 ورأت بنور وجه الابن بدون تعليم كانما قرأت كل اسفار النبؤة.

 

تطعيم الزيتونة البرية بشتلة ابراهيم

106 بيعة الشعوب زمرت الايمان بواسطة الرها، وارسلت لياتي الابن بدل جميع الشعوب،

107 كل العالم كان يفتش عن ابن الله، فجمعُ الشعوب قرّب التوسل بواسطة ابجر،

108 وحسب معرفة تدبير الله فقد وضع اسما له ليُكنى بالاسود،

109 ذاك الاسود اعني ذاك المظلم يفتش عن النور ولما يجده يحيا به،

110 كل جمع الشعوب ارسل الى ابن الله ليرى النور لانه كان قد اظلم بالوثنية،

111 الزيتونة البرية طعّمت نفسها بشجرة ابراهيم لما خربت وتجردت الشجرة،[26]

112 واعطى الايمان من جذره لهذه الاغصان الغريبة دهنَ الزيتونة،

113 /742/ واستاصل الكفر تلك الشجرة الحية وجددها الشعوب بايمان الله، (؟)

114 واقتنى جذر الآباء المبارك والحلو اغصانا طويلة من الشعوب،

115 الشعوب جددوا شتلة ابراهيم المختارة بالايمان الذي به تبرر ابراهيم،[27]

116 دخلت وقامت الزيتونة البرية بدل الزيتونة الداخلية، وها انها مشتولة وبهية على جذر ابراهيم،

117 وهي تحمل كل يوم اثمار التسبيح الجديد الحلوة، بدل الشجرة التي قطعت نفسها من جذرها،

118 الشعوب عرفوا ايمان الله، وها انهم قائمون فيه ليصيروا ورثة وابناء الموعد،[28]

119 ليس الناموس الذي ادخلهم عند الله لكن (دخلوا) من باب الايمان بدون ناموس.[29]

 

ابجر آمن وصار وارثا للموعد دون ان يجادل

120 ليس الناموس الذي ساعد ابجر الملك، لكنه آمن وصار وارثا بايمانه،

121 دخل الشعوب بنفس مليئة ايمانا مثل ابراهيم الذي تبرر بايمانه،[30]

122 الملك آمن بربنا بانه ابن الله وبانه نزل من السماء ليمشي في ارض اليهودية،

123 ولو قرأ كل اسفار النبؤة لما كان يقدر ان يضيف شيئا الى الايمان،

124 /743/ كان قد آمن بابن الله بدون تعليم وبدون فرائض وبدون الغاز،

125 الايمان الحقيقي وحده جعله خليلا، وها انه مخلوط ومشهور في البشارة،[31]

126 ابجر لم يفحص كيف يمكن ان ينزل الله الى الارض ويمشي فيها مثل الانسان،؟

127 لكنه آمن ولم تعصف به ريح الشكوك، وايمانه نال الاكليل بدون فحص،

128 اذاً يلزم على كل واحد ان يدخل من باب الايمان الذي دخل منه الملك دون ان يفحص،

129 ودون ان يعقب ودون ان يجادل ودون ان يهيج ودون ان يشوه خبر الابن بالاسئلة،

130 كتب للمسيح: انت الله وابن الله، ولم يصف الخبر بكثرة الكلمات الزائدة،

131 وآمن بانه نزل من السماء دون ان يجادل ولم يتخطَّ ايمانه على الخفايا،

132 وقبِل الطوبى اجرَ ايمانه وعرف العالم بانه لم يكن يحتاج الى الاضافة،[32]

133 ابن الله وجد بان ايمانه كامل، وبان الملك لا يحتاج الى التعليم ليضاف له،

134 وبشارة الابن لا تحتاج الى شيء آخر ليضاف او ليُنقّص الى ما قاله،

135 /744/ واعطاه الطوبى ليقوم ويستقر في ايمانه، ولا يضيف اليه لانه لم يكن بحاجة الى الاضافة.

 

دعوة الى التخلي عن الجدال اقتداء بابجر

136 انت ايضا الآن يا من تسكن في مدينة الملك، لقد ورثتَ مدينته رِث معها ايمانه،

137 آمن هكذا كما كتب الملك العادل: الرب يسوع هو ابن الله، وهو الله ايضا،

138 وهو السماوي والآسي الذي يشفي بدون ادوية، وهذا يكفي لتاخذ الطوبى بسببه،[33]

139 اعرفِ الابن بانه ابن الله وهو الله، ولا تُدخِل الى ايمانك خبرا آخر،

140 لا تفصله ولا تتعقبه ولا تجادل عليه، انه الواحد الذي هو ابن الله وهو الله،

141 ولا تفصله لانه لا يُعقب بالمتناقضات لان خبره سام ومن يصل اليه لانه سماوي.؟

 

استنارت البشرية بالبشارة

142 كل العالم استنار ببشارة الوحيد لانه الحياة والجبر لجميع المنكسرين،

143 هوذا الاسود قد صار به بهيا ومنيرا كالنهار، ولون الليل لبس شمس البرارة،[34]

144 اشرق الشمس من الجوهر في العالم المظلم، واستنارت وجملت كل البرية بابن الله،

145 يا بنت النهار قدّمي وسبّحي خطيبكِ، لان الختن زينك بثياب منسوجة من اللهيب،

146 /745/ صرتِ الاولى وهوذا صورتك مصورة في خدر النور، وهي مجيدة مع بنات النهار العفيفات،

147 هوذا جماعات جميع الشعوب قد تجمعت، واقبلت وصفقت وصارت كلهن للوحيد،

148 تسبّح الشابات من الجزر البعيدة، والبتولات من جهات البحر،

149 آثور تسجد مع قرابين المجوسية، وتسبّح [ روما[35] بتاج الرئاسة العظيم،

150 بابل تكرم وهي تحتقر التنجيم، ومصر تحترم وقد نست السحر،

151 كوش مع الهند بالاحجار الثمينة، وماداي بقوتها وارض كنعان بجبابرتها،

152 المغرب بذهبه والمشرق ببخوره وعطوره، والشمال بجباله والجنوب بمسيرة قواته.[36]

 

الجماعات والشابات والمتوحدون يرتلون ويسبّحون على مثال الرها

153 هذه كلها تحب الختن كما احببتيه، وكلها تود ان تقبله كما قبلتِه،

154 جميع حشود شعوب الارض صاروا شعبا واحدا، والجماعات تزمر التسبيح بترتيل واحد،

155 قبائل مختلفة بالسنتها من شعوبها بكراماتها تعطي قرابينها كانها (فرد) واحد،

156 الخدر واحد والشابات بلا احصاء، /746/ والختن واحد ولا يوجد حدّ للنديمات،

157 توجد من يسبّحن على قمم الجبال وعلى الآكام، وتوجد من [ ترسل[37] من الاعماق تسبحة لموضعه العالي،

158 محبة الختن هيجت الشابات، واقامتهن في بلدان مختلفة للتسبيح،

159 بين الجبال وفي المغائر وفي الوديان وفي القفر الخارجي وفي الامان الداخلي وفي كل الجهات،[38]

 

160 المتوحدون الذين ابغضوا السكن (مع الناس) من اعشاشهم، والبتولون الذين احتقروا درب العالم من مساكنهم،

161 آخرون يتيهون كالحيوانات بدون طرق، وآخرون في شقوق وفي حفر بدون قوت.[39]

 

الختن اضرم النار في العالم ويريد ان يضطرم

162 الختن القى نارا في العالم وانتقل الى موضعه، وها انها مضطرمة في جماعات شعوب الارض،[40]

163 ها انها تدور وتفتش عليه في الامان وفي القفر لتذهب معه الى موضع ابيه،

164 الابن النيّر انار الجماعات وطرد منها ظلمة آبائها،

165 انقضى الليل وقام النهار ليبسط سلطته، وهوذا البرية تتنعم بالنور الذي لا يُحدد،

166 المساء الحزين هرب من الارض المظلمة، واتى الصباح وانار وجهها الحزين،

167 /747/ بنت السود صارت بهية بالمعموذية، وها انها لابسة البياض وتصعد من المياه،

168 استنار العالم وجلست كل البرية في النور، واللون البغيض تبدل بالشمس المشرقة،

169 هوذا السوداء جالسة في نقاب الجميلات، ولما طهرتها المعموذية فهي تشبه الشمس،[41]

170 كانت سوداء بدخان الذبائح، وسحبت يديها من الذبائح وها انها جميلة.

 

الخاتمة

171 استنارت الارض المظلمة بابن الله، مبارك الذي اتى وطرد الظلمة من اقاصي (المسكونة).

 

كمل (الميمر) على الرها

 

[1] – نص: الارض، بيجان يصوب: باب. رؤيا 3/20؟؟

[2] – يوحنا 2/1-12

[3] – ينقص عجز البيت

[4] – اشعيا 66/19

[5] – ابجر الخامس الاسود (اوكومو) الفرثي: (9ق م-46م.) اوسابيوس القيصري ينقل قصة مراسلة ابجر ليسوع فيها يطلب منه ان يقدم الى الرها ليسكنا سوية ويتخلص من ظلم اليهود وفيها ايضا يطلب منه ان يشفيه من مرضه. يسوع يعد ابجر بارسال تلميذ ليبشر الرها. توما يرسل اداي الى الرها ليبشرها. حسب “تعليم اداي” المؤرخ من القرن الخامس يكون احد مبعوثي ابجر قد رسم صورة للمسيح وجلبها الى الرها. حسب “تعليم اداي” يعد المسيح ويقول ان الرها سوف لن تقع في ايدي الاعداء. انظر، رسالة/20، 35

[6] – ترد صفة المسيح-القمر (سؤرا سهرو) لاول مرة في ميامر السروجي الذي يلقب المسيح عادة بشمس البرارة او بنهار البرارة

[7] – نص: خدره، بيجان يصوب: خدرها

[8] – نص: تفتح، بيجان يصوب: مفتوحة

[9] – خروج 32؛ لاويون 11/44

[10] – نص: له، بيجان يصوب: لها

[11] – الحاشية: رجل. الصواب حسب ارميا هو: كبرو. لماذا بدل السروجي النص وكتب (دِخرو) علما بان الشعر يسمح له باستعمال: كبرو؟. ارميا 31/22

[12] – ارميا 31/22

[13] – يوحنا 14/16، 26؛ 16/7. فرقليطا  Παράχλητος

[14] – قولوسي 2/15

[15] – قولوسي 2/15. نص قولوسي: فغرِه، نص يعقوب: بسرِه

[16] – لوقا 23/45

[17] – اعمال 9

[18] – متى 16/17

[19] – متى 16/16

[20] – نشيد 1/3؛ 4/10-11

[21] – ملفاننا يقول النعجة تميز رائحة الراعي عن رائحة الاجير. يوحنا 10/1-17

[22] – تكوين 2/9

[23] – تكون 2/9. يذكر ملفاننا قسما من نص رسالة ابجر الخامس الاسود الفرثي (9ق م-46م) الى المسيح. ابجر يدعو المسيح لياتي الى الرها ويتخلص من ظلم اليهود، ثم يطلب منه الشفاء. لقد ذكر هذه الرسالة اوسابيوس القيصري قبل السروجي. يعقوب يعتبر الرسالة تاريخية، بينما تبين الدراسات بانها رسالة “غير تاريخية”. انظر، رسالة/20، 35

[24] – نشيد 1/2

[25] – نشيد 2/5

[26] – رومية 11/16-21

[27] – تكوين 15/6؛ رومية 4/3

[28] – رومية 9/8؛ غلاطية 3/14

[29] – رومية 4/13-14

[30] – تكوين 15/6؛ رومية 4/3

[31] – يبالغ ملفاننا اذ يقول ان ابجر مخلوط في البشارة ويقارنه بابراهيم ابي المؤمنين وخليل الرحمن

[32] – الايمان هو لؤلؤة لا يحتاج الى الاضافة (تاوسافتو) كما يريد المنشقون. انظر، رسالة/15

[33] – يذكر يعقوب دعوة ابجر ليسوع الى الرها حتى يشفيه. ملفاننا يذكرنا بفترة الجدالات الكريستولوجية في منطقة الرها قبل غلق مدرسة الفرس الرهاوية سنة 489م

[34] – ملاخي 4/2

[35] – نص: رهومي، بيجان يصوب: رهومِا

[36] – انظر، رسالة/18 الى الحميريين

[37] – نص: يرسلون، سوني يصوب: تُرسل

[38] – يعقوب يشير الى الحياة الرهبانية النسائية: الراهبات يسبحن على قمم الجبال، والآكام، ومن الاعماق، وبين الجبال، وفي المغائر وفي القفر الخارجي وفي الامان الداخلي وفي كل الجهات. البيوت 156-159. انظر، ميمره 191

[39] – عبرانيون 11 خاصة 11/38. يعقوب يشير الى الحياة الرهبانية الرجالية: الرهبان البتولون والمتوحدون ابغضوا السكنى مع الناس واحتقروا درب العالم وآخرون يتيهون كالحيوانات وآخرون يعيشون في الشقوق وفي الحفر بدون قوت. البيتان 160-161. انظر، ميمره 137، 138. انظر، رسالة/6، 7، 11، 13، 14، 16، 17، 21، 22، 27، 38، 39، 40

[40] – لوقا 12/49

[41] – نشيد 1/5