الميمر 169 على المرأة التي كانت منحنية مدة ثماني عشرة سنة

الميمر 169

 

        ايها السامي الذي نزل عند السفليين وعظّمهم، بك ترتفع الحاني كل يوم لتسبيحك، يا ابن الغني الذي بذر غناه على المعوزين، ليغتنِ لساني من التامل فيك وبك ينطق، لتستنر كلمتي من تعليمك للتسبيح، تكلم فيّ لاتكلم بك لاجلك، ليثمر لك فمي تسبيحا مستقيما بصوت عال، ربي لك اقول كل ما اقوله بتمييز، وانت اقبل مني بمحبة هدايا الحاني، هوذا تسبيحك يرعد في العالم كثيرا، فاقبل فلسي حتى يقع في بيت قربانك، يتعلم العالم بان الموهبة ليست محبوبة من قبلك لكن محبة ذلك الذي يقرّب بتمييز، لتحرك المحبة القوّالَ الذي يصفك، ولتوقظ ايضا السامع الى تعليمك، ايها السامع خذ لك المحبة وهلم وتلذذ من التعليم المليء تطويبات لمن يحبه.

        المنحنية رمز كل المسكونة: راى بان كل البرية هي مصوّرة فيها، فاراد ان يبين كيف تُشفى به كلها من المرض، كان قد صوّر نمطا بهذه المرأة المنحنية لكل البرية التي احناها الشرير بعبادة الاصنام، راى ربنا وقوّم المنحنية من مرضها، وقوّم البرية ايضا من سجدات الاصنام الخربة، العدو احنى الارضَ امام العبادات، وكان قد ربط تلك المرأة بذلك المرض، واتى المسيح وحل كلتيهما المرأة والارض وشفاهما من المرض ومن الكفر.

        رؤساء الكهنة يفضلون البقاء عميان ومرضى: ربنا اعطى الشفاء بكلمته مثل فاعل الكل، وطعن الحسدُ رؤساء الكهنة ليشتموه، اين وجدتم مريضا يهرب من الشفاء، الا الشعب الذي تلذ له امراضه كثيرا،؟ اين وجدتم اعمى يبغض ان يبصر، الا الشعب الذي اغمض عينيه من النيّر.؟

        المنحنية هي بنت ابراهيم ويحلها ربنا يوم السبت لانها اهم من الثور والحمار: ايها الناقص، من لا يتهافت الى المعالجة في يوم السبت ما دامت (عيادة) الطبيب مفتوحة ويشفي مجانا،؟ ايها اليهودي كل ميمرك هو ضد الحقيقة، ولسانك يحمل إفكا عظيما وانت تعلّم، لم تحدث هناك المعاملة بالفضة او المال لتعطي هي او لياخذ هو حتى ينقضا السبت.

        السبت راحة للمرأة وراحة للمسيح من آلام الصليب: هذه الاعجوبة التي جرت كانت كرامة ليوم السبت، ليشكر كل واحد الشفاء الذي تمّ في اليوم الشهير، ربنا اكرم نهار السبت مثل والده، لانه اعطى الراحة لتلك التي حُلّت من مرضها، ربنا اعطى الناموس من جبل سيناء، وهو الذي صنع سريا السبت للراحة، هو استراح فيه من ضربات الصليب.

        مصالحة آدم وحواء: مخلصنا حلّ كل العقد التي عقدها الشرير، وقطّع كل احمال الاثم التي ربطها، الحية كانت قد عقدت في اذن حواء عقدة عظيمة، ولما دخل الى البطن حلها ونقى سمعها، نقض الخصام الذي كان قد القاه الشرير في عدن، والرب وآدم عملا الامان لانهما كانا غاضبَين، وقطّع سلسلة آدم وحلّه من الظلمة، ومعه حواء التي كانت مربوطة بسبب جهالتها، وحلّ البرية من عبادة الاباطيل، وتلك المرأة من المرض المزمن والطويل.

– المخطوطة: روما 117 ورقة 302

– يرد في البداية وفي النهاية اسم الطوباوي مار يعقوب. الميمر تفسير تحليلي لشفاء المرأة المنحنية التي تمثل المسكونة المربوطة من قبل الشيطان والوثنية وعبادة الاصنام. ينقد ملفاننا اليهود الذين لا يفرحون بعجائب المسيح. قد يرقى تاريخ الميمر الى فترة شباب السروجي اي الى حوالي سنة 485-490م.

 

الميمر 169

على المرأة التي كانت منحنية مدة ثماني عشرة سنة

الذي الّفه الطوباوي مار يعقوب

(لوقا 13/10-17)

 

المقدمة

 

1 ايها السامي الذي نزل عند السفليين وعظّمهم، بك ترتفع الحاني كل يوم لتسبيحك،

2 يا ابن الغني الذي بذر غناه على المعوزين، /507/ ليغتنِ لساني من التامل فيك وبك ينطق،

3 ايها الشمس الذي اشرق بين المظلمين وانارهم، لتستنر كلمتي من تعليمك للتسبيح،

4 يا رعد الالحان الذي سمعه الموتى وانبعثوا به، انت تكلم فيّ لاتكلم بك لاجلك،

5 ايها المطر الذي سقى الصخور الخربة وانبتها، ليثمر لك فمي تسبيحا مستقيما بصوت عال،

6 ربي لك اقول كل ما اقوله بتمييز، وانت اقبل مني بمحبة هدايا الحاني،

7 هوذا تسبيحك يرعد في العالم كثيرا، فاقبل فلسي حتى يقع في بيت قربانك،

8 ربي انك تاخذ الذبيحة من الانسان ليس لانك محتاج، بل تريد بمحبتك ان تشرك الانسان في غناك،

9 تلك الارملة اعطت فلسَين حقيرَين وثمنتهما كشيء عظيم في الارض كلها،[1]

10 نزلتَ وقبلت منها ذلك القربان الحقير ووضعته فوق كل الذبائح لانه جمُل لديك،

11 حتى يتعلم العالم ان الموهبة ليست محبوبة من قبلك لكن محبة ذلك الذي يقرّب بتمييز،

12 ربي اعطني الآن محبة النفس تلك، وبها القي لك على مائدتك فلس التسبيح،

13 لما تُقرب رائحة قليلة بمحبة عظيمة، /508/ بالنسبة لك هي عظيمة بمحبتها ولو هي حقيرة،

14 وبما ان قرباني صغير فاعطني المحبة، وبها اعطي لك لانه بها تُقبل كل القرابين،

15 لتحرك المحبة القوّالَ الذي يصفك، ولتوقظ ايضا السامع الى تعليمك،

16 ايها السامع خذ لك المحبة وهلم وتلذذ من التعليم المليء تطويبات لمن يحبه.

 

اخبار الابن هي كنوز الحياة للعالم

17 اخبار الابن هي كنوز لمن هم متميزون، لانها مليئة حياة ورجاء صالحا للعالم كله،

18 منها تغتني النفس لتتزين روحيا لما تتأمل فيها وتقبلها بوضوح،

19 ربنا هو النور والحياة والسعادة والباب العظيم به يدخل المرء ليرى اباه،[2]

 

20 به استنارت كل الارض التي كانت مظلمة، واشراقه العظيم طرد الظلال من الاقاصي،

21 اشرق في البرية كالنهار البهي اللون وزينها بجماله، واستنارت كلها لانها كانت مظلمة،

22 صار للارض نيسانا عظيما وشتل فيها وملأها كل الشفاءات كزهور كثيرة،

23 في نيسان تنبت كل الجذور من التراب، وبربنا نبتت الحجارة والصخور والقبور،

24 به ابصر العميان وسمع الصمّ وشبع الجياع /509/ لانه كان مليئا الغنى من كل جانب لجميع المحتاجين،[3]

25 الضمادات للجروح، والشفاءات لجميع المتضايقين، والقيامة للموتى، وكل الافراح لجميع الحزانى،[4]

26 وكانت معوناته كثيرة في كل الايام، وكان تعليمه منتشرا في كل السبوت،[5]

27 وكان يتفجر منه بحر المراحم لجميع المذنبين وبه يستنير جميع المظلمين الذين صادفهم.

 

المرأة المنحية نمط للبرية المنحنية امام الاصنام

28 حينئذ ا(اتت) امرأة شقية ومعذبة ومريضة ومتضايقة ومليئة مخاوف وصاحبة الآلام،

29 واحدة مستضعفة كانت منحنية بسبب المرض لمدة ثماني عشرة سنة اتت وسجدت له بالم عظيم،

30 وحملت مرضها ووقفت امام طبيب المراحم، ولم يكن احد قادرا ان يشفيها ما عداه،

31 ربنا راى المرأة المريضة وامال اذنه ليفتح لها ايضا باب المراحم بمحبة،

32 رآها منحنية وهي خائفة بين الجموع، فثار حنانه ليشفيها هي ايضا مع الكثيرين،

33 راى بان كل البرية هي مصوّرة فيها، فاراد ان يبين كيف تُشفى به كلها من المرض،

34 كان قد صوّر نمطا بهذه المرأة المنحنية لكل البرية التي احناها الشرير بعبادة الاصنام،

35 راى ربنا وقوّم المنحنية من مرضها، /510/ وقوّم البرية ايضا من سجدات الاصنام الخربة،

36 العدو احنى الارضَ امام العبادات، وكان قد ربط تلك المرأة بذلك المرض،

37 واتى المسيح [ وحل[6] كلتيهما المرأة والارض وشفاهما من المرض ومن الكفر.

 

الشيطان ربط البرية بعبادة الاصنام

38 الشيطان ربط البرية واحناها لتسجد للاحجار وللاخشاب وللنيرات،

39 محبّ كل الكذب احنى البرية امام الصور وامام التماثيل وامام الصور الانثوية،

40 الوثنية صارت كالمرض للارض كلها، وبسببها انحنت مدة طويلة امام الاصنام،

41 سجدت للابالسة، وصنعت المواسم للنيرات، وزنت بالحجارة، وسكنت في هياكل الاصنام في الاسواق،

 

42 وضعت البخور لجميع الالهة الباطلة، وضربت راسها على الاصنام المصاغة والفارغة،

43 [ وملأت[7] مساكن الشياطين بالاصنام والفأل ومناجاة ارواح الموتى وركعت وسجدت للإلهات وللالهة الصغيرة،

44 صاغت اصناما صغيرة للاصنام الانثوية الكثيرة، وانحنت امامها وسجدت لتصلي لها،

45 مبغض الحق صنع ربطا لكل الارض، /511/ لتنحني وتسجد كل يوم للاباطيل،

46 وهو الذي ربط تلك المرأة بذلك المرض واحناها بمرارة بالاوجاع مدة ثماني عشرة سنة.

 

ربنا يحل الارض والمرأة ويحررهما

47 اشرق على الارض حلاّل المربوطين الرب يسوع، وحلّ المرأة والارض المربوطتين،[8]

48 كان قد راى المرأة مربوطة ومنحنية ومصور فيها سريا نمط كل الارض،

49 رآها واقفة وسط الجمع بالم عظيم، ورأسها منكس بسبب المرض المربوطة به،

50 كما كانت الارض منحنية وتسجد للاوثان، وجدها كذلك منحنية بمرارة ولمدة طويلة،

51 وجاشت مراحمه فاراد ان يكشف ويبين بواسطتها كيف يخلص العالم كله من الوثنية،

52 دعاها وقال لها: ايتها المرأة انت محلولة من مرضك، وقوّمتها المراحم حالا وقامت لتسبّح.[9]

 

الحسد يحمل الشعب اليهودي ليلوم المسيح الذي شفى نهار السبت

53 ربنا اعطى الشفاء بكلمته مثل فاعل الكل، وطعن الحسدُ رؤساء الكهنة ليشتموه،

54 اين وجدتم مريضا يهرب من الشفاء ما عدا الشعب الذي تلذ له امراضه كثيرا،؟

55 اين وجدتم اعمى يبغض ان يبصر ما عدا الشعب الذي [ اغمض[10] عينيه من النيّر،؟

56 /512/ اين وجدتم اطرش يبغض ان يسمع الاصوات ما عدا مَن لا تعجبه كلمة الحياة،؟

57 الشعب يبغض النور والشمس والشفاء، ولهذا كان يلوم الطبيبَ بدون سبب،

58 اشرق ربنا النهار العظيم على البرايا، وقام اليهودي وتغطى ولا ينظر اليه،

59 استنارت الارض ولم يكن يريد ان يكشف الحجاب عن عينيه ليرى ربنا النور البهيج،

60 فتح المسيح كنزه بين الشعب ليوزع غناه، وهرب اليهودي لئلا ياخذ من موهبته،

61 كانوا يبغضونه لانه كان يشفي المرضى مجانا، ويحسدونه لانه كان يوزع كل يوم غناه،

62 وكانوا يطاردونه لانه كان يحمل امراضهم، ويشتمونه بينما كان يفرج عن كربهم،

 

63 شفى المرأة المنحنية بسبب المرض، وتذمر رئيس الكهنة من هذا الفعل،

64 ووقف في المجمع مثل معلم المتناقضات وبدأ يلوم تلك التي شُفيت (قائلا): لماذا اتيتِ،؟

65 المرائي صار غيورا ليكرم نهار السبت بدون تمييز الايمان.

 

السبت نهار الراحة لا يجوز فيه العمل

66 توجد ستة ايام للعمل وللشغل وللمهمات بها تعافوا من امراضكم،[11]

67 /513/ نهار السبت موضوع للراحة وليس للعمل، لا تاتوا لتُشفوا فيه لئلا يهان،

68 دعا المتضايقين الموجودين هناك وقال لهم: لا تتعافوا في نهار السبت من امراضكم،

69 مَن سمع الكاهن الجاهل وهو يعلّم ولا [ يسخر[12] منه لانه منع المرضى من الشفاء،؟

70 الراعي الاحمق كان قد راى قطيعه عند الينبوع نهار السبت ومنعه من الشرب،

71 كان الشمس قد اشرق لينير الظلمات، وقام ذاك المجنون (وقال): لينتهِ السبت ثم تنظرون اليه،

72 اغمضوا عيونكم عن النيّر لان يومه لم يحن، لا تنظروا اليه نهار السبت لئلا ينيركم،

73 ايها المرضى امكثوا في عذاباتكم ولا تتعالجوا، لينتهِ السبت وبعدئذ تاتون عند المهتم.

 

اليهودي لا يعلّم الحقيقة

74 ايها الناقص، من لا يتهافت الى المعالجة في يوم السبت ما دامت (عيادة) الطبيب مفتوحة ويشفي مجانا،؟

75 ايها اليهودي كل ميمرك هو ضد الحقيقة، ولسانك يحمل إفكا عظيما وانت تعلّم،

76 المريضة لم تصادف الطبيب الا نهار السبت، فتفقدها وشفاها وبدون جهد اعطاها الفرج،

77 لماذا تلوم الطبيب الذي اعطى الشفاء مجانا، /514/ او المريضة التي لم تهرب من (نيل) المعونة،؟

78 لو تذم تلك التي شُفيت فتجديفك عظيم، ولو (تلوم) الطبيب (وتقول) لماذا شفى فإفكك اعظم،؟

79 تلك المتضايقة ليست ملامة لانها شُفيت، والصالح الذي شفاها لم ياخذ شيئا لما اراحها،

80 لم تحدث هناك المساومة بالفضة او المال لتعطي هي او لياخذ هو حتى ينقضا السبت،

81 الخير المجاني الذي حدث في ذلك النهار كان جميلا جدا، لان الجمع كان متالبا ليسبّح الآب باشراق ابنه.

 

المسيح لم ينقض السبت لكنه اراح المريضة في يوم الراحة

82 هذه الاعجوبة التي جرت كانت كرامة ليوم السبت، ليشكر كل واحد الشفاء الذي تمّ في اليوم الشهير،

83 اليهودي لم يقم ليكرم السبت لكنه كان يحاول ان يقرف الآية التي حدثت،

 

84 ربنا اكرم نهار السبت مثل والده، لانه اعطى الراحة لتلك التي حُلّت من مرضها،[13]

85 كان قد اراحها في هذا اليوم لكونها متضايقة ليصير لها السبت راحة مع الكثيرين،

86 كان قد وجد بان المرض ينخرها نخرا خبيثا فعطّله في السبت لتستريح ايضا من مرضها،

87 لم يجلب المعذبين الا ربنا وشفاهم ليريحهم من اوجاعهم في السبت،

88 حلّ المنحنية حلا من المرض /515/ واعطاها الراحة في اليوم الشهير ولم يفهم،

89 الكاهن الاعور لم يعرف ان ينظر بوضوح، ولهذا ذمّ المعذبة لانها استراحت كما هو مكتوب.[14]

 

السبت رمز لراحة المسيح من آلامه على الصليب

90 لو يدعو كل الشعب الى الراحة يوم السبت، لماذا تلام تلك التي استراحت حسب الناموس،؟

91 ربنا اعطى الناموس من جبل سيناء، وهو الذي صنع سريا السبت للراحة،[15]

92 هو استراح فيه من ضربات الصليب، ولهذا اكرم اليومَ بكل افتخار،

93 فيه كان يعطي الفرج والشفاء من الامراض والاوجاع، وجميع المتضايقين كانوا يستريحون من آلامهم.

 

الكاهن المرائي غار من مجد المسيح وشهرته

94 ولما اراح المرأة المريضة في السبت، في نفس اليوم حسد الكاهن ليقلل من قيمة ما صنعه،

95 اليهودي غار من المجد الذي صار للابن، ومن مساعدته لتلك التي شُفيت،

96 وبدأ يلوم جميع من تعافوا على يدَي ربنا، ويقول: لم يكن يلزم ان ياتوا اليوم عند الطبيب،

97 ابان غيرته باهتمامه بالحفاظ على السبت، وكان يذم تلك التي شُفيت من قبل المخلص،

98 توجد ستة ايام فقط للعمل، هلموا فيها وتعافوا واتركوا السبت بدون عمل،[16]

99 لما كانوا ياتون عند مخلصنا كانوا يُشفون/516/ فاتضح بانه كان يهددهم لئلا ياتوا،

100 كان يحاول لئلا ياتي المرضى جماعيا لان الشعب كان متجمعا في السبت وراى الآية،

101 لئلا ترى الجموعُ المرضى يتعافون، ويشتهر الابن بالشفاءات التي كانت تجري،

102 كان يعلّمهم ان ياتوا في (يوم) غير (يوم) [ السبت[17] ليسرق انتصارات الابن ويطفئها،

103 ذاك الناقص طرد المرضى لئلا يُشفوا حتى لا تضجّ الجموع بالقوات والخوارق.

 

 

المسيح شفى المنحنية بنت ابراهيم التي هي اهمّ من الثور والحمار

(لوقا 13/15-16)

104 بدأ ربنا يتكلم مناقضا كلماته ويسميه: مرائيا كما هو بالحقيقة،[18]

105 اي منكم له ثور لا يحلّه في يوم السبت ويذهب ويسقيه كما تقول،؟[19]

106 ولو كان مسموحا لك ان تحل حيوانك في السبت، لماذا تلوم لانني حللتُ بنت ابراهيم،؟

107 العدو ربطها بالمرض ثماني عشرة سنة، وها انك تذم لانها حُلت من ربُطها،

108 يجوز لك ان تحل الحمار والثور في يوم السبت وتسقيه ولا تقع من الناموس،

109 وبنت ابراهيم التي هي صورة وتمثال الآب /517/ تغضب لانني حللتها من المرض،؟

110 بهذه الكلمة ابان ربنا بانه كان الها، وكل البرية هي مقتناه وخاصته،

111 رمز للجاهل وهو يؤنبه بحكمة ويبين له بانه رب الارباب،

112 لك الثور، ولي الانسان، واعتني بمقتناي كما تعتني انت بمقتناك،

113 يُسمح لك ان تحل مقتناك في السبت، ولانني حللتُ مقتناي تذمني ايها الناقص.؟

 

الرب يحل كل العقد التي عقدها الشرير

114 مخلصنا حلّ كل العقد التي [ عقدها[20] الشرير، وقطّع كل احمال الاثم التي ربطها،

115 الحية كانت قد عقدت في اذن حواء عقدة عظيمة، ولما دخل الى البطن حلها ونقى سمعها،[21]

116 نقض الخصام الذي كان قد القاه الشرير في عدن، والرب وآدم[ عملا[22] الامان لانهما كانا غاضبَين،

117 وحلّ الكاروبَ لئلا يحرس شجرة الحياة، وقبل رمحَ الحرب في جنبه وانقذ آدمَ،[23]

118 وحلّ المحبوسين من العبودية، وحررهم ووزع كنزه واثرى الفقراء،

119 وحلّ من الموتى حبال الشيول واخرجهم، وحطم بقوته العظمى ابواب الموت،[24]

120 /518/ وقطّع سلسلة آدم وحلّه من الظلمة، ومعه حواء التي كانت مربوطة بسبب جهالتها،

121 وحلّ البرية من عبادة الاباطيل، وتلك المرأة من المرض المزمن والطويل،

 

122 ربنا كان يستعمل خصوصيته مع الشقية: ان عمله هو ان يحلّ بالمحبة جميع المأسورين،

123 حلاّل المأسورين التقى بامرأة مربوطة فحلها واجتاز لانه سلك دربه في العالم لهذه الغاية.[25]

 

معلم اليهودية المرائي لم يمجد الله بسبب الاعجوبة

124 الحسد نخس معلمَ اليهودية، ليتضايق مثل الشيطان من الحسنى التي تمت،

125 وابان وجه الغضب لتلك التي شُفيت، وذمّها ووبخها امام الكثيرين،

126 لم يكفهِ بانه لم يعطِ التسبيح بسبب الاعجوبة لكنه هدد وتخاصم مع تلك المرأة،

127 بالكد فارقها مرضها الذي كان يعذبها، فقام اليهودي ليقاضيها ويستهزيء بها،

128 ما ان حُلت من مرضها المزمن حتى ربطها المرائي بالقضاء بعد شفائها.

 

ردود المنحنية على اليهود

129 قالت [ له[26] الذكية: لماذا تستصعب القضية، انك تبغض الناس ولا تشتهِ ان يُشفوا،؟

130 لو تحب عدم رؤيا المرض في احد، /519/ يلزم ان تفرح معنا اليوم لا ان تلومني،

131 لو انك لستَ صديقا للشرير الذي ربطني، هلمّ وسبّح يسوع معي وانت مسرور،

132 لو تبغض شفاء القطيع فانت لستَ راعيا لكن ذئبا لان وجهك يبتهج بالاذى،

133 ايها الرجل لماذا لا أُشفى في يوم السبت،؟ ان المسلط حكيم وقد اعطى المعونات كما شاء،

134 لو يعود اليك شفاء الامراض، انت تعرف في اي يوم يلزم ان تعالج وتشفي،

135 وبما ان الشفاء ليس مُلكك لكنه مُلك الآخر فان المعالج يُصدّق لما يتفقد،

136 لو تعرف ان تشفي الامراض فاشفِ غدا واترك يسوع يتفقد كل المتضايقين كل يوم،

137 خصص لك يوما حسب معرفتك واشفِ الامراض، فهذا الآسي يشفي المرضى كل يوم،

138 العمل الحسن يحدث كل يوم، لماذا [ تتذمر،؟[27] يسوع يشفي البارحة واليوم من يصادفه،

139 لو تهتم حتى احفظ السبت كما تقول، فانا لم احافظ على السبت الا اليوم،

140 لم اجد الراحة في السبت الا الآن، لماذا تغضب لانني استرحت حسب الناموس،؟

141 /520/ كنتُ مربوطة ومنحنية ومتضايقة ومعذبة ومتالمة في كل ساعة،

142 والمرض في السبت لم يكن يفارق اعضائي، ولم يكن يتركني لاستريح في اليوم الشهير،

143 السبت لم يعطني الراحة من المرض، ولم استرح من الاوجاع الا اليوم،

144 والآن في السبت هانذا محلولة ومنتصبة ومستريحة وانت تحسدني.!

 

تضايق اليهودي من الاعجوبة لانه لابس شبه الشرير

145 ذاك اليهودي كان يلبس شبه العدو، ولهذا تضايق من شفاء تلك الشقية،

146 راينا في تلك التي انتصبت من مرضها البرية التي صُورت بها بالسرّ لما شُفيت،

147 واحس الان بان كل البرية ستنحل من الوثنية، فخاف وتحرك لينكر الاعجوبة،

148 واراد ان يطمس التسبيح العظيم الذي حدث، وبالحسد اقلق رئيسَ الشعب حتى ينقد،

149 حلاّل المأسورين ابان عمله بالمرأة التي شفاها، وذاك العدو تذمر من هذا الامر،[28]

150 كان يعلم بان هذه البداية العظيمة التي حدثت ستؤول بعد قليل الى نهاية عجيبة،

151 فهم المحتال بانه كما شفى هذه من الاوجاع، سيشفي الارض كلها من السجدات،

152 /521/ راى اليهودي وخاف من النهاية، نظر الى الجبل فخاف مما سياتي.[29]

 

آراء الشيطان بخصوص اعجوبة المنحنية

153 كانت تقال [ مثل[30] هذه الامور من قبل الشيطان الذي وجد بان المرأة قد حُلت من مرضها،

154 هذا العمل سيكبر وينتشر وستشعر به كل البرية بوضوح،

155 يسوع هذا سيقطّع الربط، ويحل المأسورين، ويُخرج المسجونين، ويقوّم المنحنين، ويمهد المعوجين،[31]

156 وسيشرق النور، ويطرد الظلمة، وينير البرية، ويمهد المتاهة، ويسّهل الصعب، ويدل على الطريق،

157 وسيزيل الاصنام، ويفضح التماثيل، ويخرب المذابح، وستتعلم منه كل البرية التسبيح البسيط،

158 وستتوجه كل الارض للتسبيح، وستظل الاصنام خربة في ولاياتها،

159 ماذا اعمل فها انه بدأ يحلّ عقدي ويقطع ربطي القوية من الانسانية،؟

160 ربطتُ المرأة فاتى وحلّها ليبين لي بانه سيهدم هكذا كل بنائي من الجهات.

 

الشرير ينبح في اليهودي ليمنع التسبيح لله

161 ولهذا خاف الشرير من الاعجوبة التي حدثت، ونبح في اليهودي ليعرقل المجد الذي تصاعد،[32]

162 /522/ وتكلم امام كل الجمع بجسارة لئلا يشفوا من امراضهم لو سمعوه،

163 وصار محتقرا وعرف الجمع بانه مراء، واحتُقرت كلمته وخزيت وصارت سخرية،

 

164 ربنا احتقره بالبرهان الذي جلبه من الطبيعة، واسكته وصار [ اضحوكة[33] امام الكثيرين،

165 اي مريض كان يقبل بالا يُشفى يوم السبت من مرضه كما كان يقول،؟

166 مَن فيه المرض ويهرب من الشفاء ويحترم اليوم وكان من الممكن ان يُشفى فيه،؟

167 نُطق كذبٌ واضح بصوت عال من قبل معلّم كان يجب عليه ان يلقن الحقيقة والايمان.

 

المسيح يوبخ الكاهن المرائي معلم الكذب

168 المسيح وبخ المرائي الذي نطق بالكذب وسكت عن التسبيح الذي اصعده الكثيرون،

169 الظِل حسد الشمسَ وتكلم ضدها، فطرده النور ولم يُعرف اين صار مكانه،

170 انتصرت قوة ربنا بالآية التي حدثت، وذاك الذي اراد ان يعرقل التسبيح خزي،

171 ابتهجت وفرحت وزمرت التسبيح تلك التي شُفيت، وذاك الذي غضب صار اضحوكة وسخرية في الجمع،

172 /523/ هتف الكثيرون ليسبّحوا بسبب الاعجوبة، ورذلوا كلمة ذلك الذي استيقظ فيه الحسد البغيض،

173 تلك التي شُفيت من الامراض تسبّح في الجموع، وذاك الذي غضب من العمل سُدّ فمه.

 

الرب يحسن الى اليهود بالرغم من شرورهم (اعمال 10/38)

174 افعال ابن الله الصالحة احتقرت بني الشعب الذين لم يكونوا يفرحون بافعاله،

175 كانوا يظلمونه ويحسن اليهم بمحبته، وكانوا يحسدونه وكان يريحهم في ضيقاتهم،

176 اخذ اوجاعهم وحمل وشفى امراضهم وضمّد جروحهم وكثّر الخيرات في اسواقهم،[34]

177 حنانه العظيم اغرقهم كالموج، وبخيراته غلب الشرَ الذي استولى عليهم،[35]

178 هو كان النور، ولما كان يهان من قبل الظلمة، كان يشرق عليهم شعاعه البهي ويفضحهم،[36]

179 هو كان النهار، وهم الليل ولما ينبلج الصباح يبدد ظلامهم ويتلاشى المظلمون،

180 كانوا يقذفونه بكل المذمات وبكل الشتائم وبكل التجاديف ولم يكن يبطل من الشفاءات،

181 كان يتعارك مع شرهم بالحسنات، وبمعوناته ابطل ضجة تجاديفهم،

182 غلب شتائمَ السنتهم بالفرج، وزجر شكوك افكارهم بالشفاءات،

183 /524/ من الجهال [ الكلمات[37] والاهانات والتذمر، وهو كان يصنع القوات وكل المعونات،

184 أعماله الصالحة [ اخجلت] اراداتهم الشريرة، ليُقهروا من قبله بالعدالة وليس [بالاكراه،[38]

 

185 من افعاله كان يُعرف ايمانه حتى يحس العالم باعماله (ويعرف) مَن هو،؟ وابن مَن هو،؟

186 لم يُسكتهم بالاكراه ولا بالسلطة لكن بالحق الواضح والقائم كالنيّر،

187 لما كانوا يؤلفون ضده ميمرا بالذات الشريرة، كان يبين لهم اعمالا صالحة ويسكتهم،[39]

188 سواء ارادوا او لم يريدوا كان يشفيهم، ويتابع مسيرتهم بالحسنات التي كان يفعلها،

189 فلو لم يكن ربا لما كان يعتني بهم، وكان يبرهن لهم بالافعال بانه كان باريا،

190 لكي يفهموا من أعماله بانه كان الها..،[40]

191 حلّ بنت الشعب من المرض ليتعلم العالم بانه رب كل الشعب ويحبه،

192 الراعي الصالح ضمد النعجة وعرّفم بانه رب القطيع وخرج ليفتش عن (النعاج) المفقودة،[41]

193 حلّ حبيسةَ العدو ليبرهن /525/ بان كل السبي الذي كان مربوطا سيخلصه.

 

الخاتمة

194 كمّل عملَ القدرة الفاعلة بطول الاناة، مبارك الذي شفى واقات وغفر لجميع من صادفوه.

 

كمل (الميمر) على تلك المرأة التي كانت منحنية ثماني عشرة سنة الذي قاله الطوباوي مار يعقوب

 

 

 

[1] – مرقس 12/41-44

[2] – يوحنا 8/12؛ 14/6

[3] – متى 11/5؛ 14/20

[4] – لوقا 9/11؛ متى 11/5

[5] – لوقا 4/31

[6] – نص: وصدقوا، بيجان يصوب: وحل

[7] – نص: ملث، بيجان يصوب: وملُث

[8] – مزمور 145/7

[9] – لوقا 13/12

[10] – نص: اغمضوا، بيجان يصوب: اغمض

[11] – لوقا 13/14

[12] – نص: سخروا، بيجان يصوب: سخر

[13] – متى 5/17

[14] – لوقا 13/16. فعل اتتنيحَث (استراحت) لا يوجد في نص لوقا انما فعل تِشتري (تُحلّ)

[15] – خروج 24؛ 32؛ 34؛ خروج 31/12-18

[16] – لوقا 13/14

[17] – نص: سبت، بيجان يصوب: في السبت

[18] – لوقا 13/15

[19] – لوقا 13/15

[20] – نص: عقدوا، بيجان يصوب: عقد

[21] – صورة الاذن او السمع مهمة في لاهوت السروجي. اذن حواء صدّقت الحية فدخل منها الموت الى البشرية. اذن مريم صدقت الملاك فدخلت منها الحياة الى البشرية. من هنا تبين ضرورة تعليق الكلمة-اللؤلؤة في الاذن

[22] – نص: وصنع، بيجان يصوب: وصنعوا

[23] – تكوين 3/24؛ تكوين 2/9؛ يوحنا 19/34

[24] – مزمور 18/6

[25] – مزمور 145/7

[26] – نص: لها، بيجان يصوب: له

[27] – نص: ننهُم، بيجان يصوب: نُهِم. لوقا 13/32

[28] – مزمور 145/7

[29] – مزمور 120/1؟. العبارة غامضة!

[30] – نص: وخمو، بيجان يصوب: وآخ مو

[31] – مزمور 145/7

[32]ملفاننا يستعمل عبارة: نبح الشرير في اليهودي ليسخر من كليهما ويقلل من شأنهما !

[33] – نص: كنوحو؟، بيجان يصوب: كونحو (جريمة)،؟ كوحكو

[34] – اشعيا 53/4

[35] – رومية 12/21

[36] – يوحنا 8/12

[37] – نص: كلمة، بيجان يصوب: كلمات

[38] – نص: ابهِث، بيجان يصوب: ابهِث. نص: بقطيري، بيجان يصوب: بقطيرو

[39] – تكوين 6/5؛ 8/21

[40] – يعوز صدر او عجز البيت؟

[41] – يوحنا 10/11؛ متى 18/11-14