الميمر 167
ايها الابن الذي كان قد كثّر الخمر الجيد في الوليمة، اعطني لاشرب السيول الحلوة الموجودة في تعليمك، ايها المدعو الذي اثرى من موهبته من دعوه، صبّ هنا ايضا خمر محبتك ليسعدنا، لا تتاخر عن المجيء عند نقصي، ها قد دعوتُكَ ليس الى قانا لكن الى فكري، ربي هلّم وضع فيّ سيول تراتيلك الحلوة، بيعتك هي اعظم من الوليمة التي دعوتُك اليها كثّر عليّ المادة التي تسكرها وتشبعها، هوذا لساني يمزج في عرس البيعة المقدسة، اثلم واجرِ فيّ الشراب الروحي الذي يسعده، ساعدني لاتكلم عن هذه الآية العجيبة لكي اسقي بيعتَك خمر تعليمك الجديد، جعلتني ساقيا في عرس الشريفة، فلا تنقص بسببي اجانة المواضيع من امتلائك.
ضرورة حضور المسيح في قانا: انحدرت ارادته وحثت الذين يدعون ليدعوه ايضا مثل البقية الى الوليمة، نخسهم امرُه وايقظهم لياتوا عنده، وبعدما يدعونه لا يتاخر من الذهاب، كان سيذهب حتى ولو لم يدعوه، لكي يصنع آية ويحس العالم بلاهوته.
طريق الزواج طاهرة: كان يليق ان يبدأ بالقوات في العرس، وفي بيت الزواج يمدّ اليد للقداسة، ركض ووقف على الباب الذي يُدخِل الجنسَ لكي ينشر التعليم لكل من ياتي الى العالم، اتى ليخطب عروس النور بصلبه، فتوجه اولا حيث كانت توجد العروس الزمنية، المسيح ايضا كان ختنا قديم الاجيال، وقد اتى ليخطب بيعة الشعوب بذبيحته، ابان هناك بان طريق الزيجة طاهرة، والزواج مُتقن جيدا من قبل الله.
المسيح ليس غريبا عن ابيه الذي اتقن الزواج: لو كان الزواج ذاته والشركة مدنسَين، لما كان يدخل ويختلط في وليمته، لو لم تكن طريق الختن جميلة، لما كان يحل في مريم بقداسة، لقد اتكأ في الوليمة ليبارك سرير الشركة، راى بان الزواج متقن جيدا بواسطة ابيه، وعقد خدرا للعروس الزمنية بالطهر.
وليمة قانا ترمز الى كل البرية: كل البرية كانت مصوّرة بتلك الوليمة لان خمر كل واحد كان قد نقص من الاتقان، كان الختن يشبه آدم بالعوز، لان خمره نفذ كما كان قد نقص صِدق آدم، تلك العروس كانت تشبه بيعة الشعوب التي نفذ خمرها كما نفذ التعليم قبل المجيء.
قالت مريم ليس لهم خمر: رأت مريم الطوباوية بان الخمر قد نفذ، وكانت قد عرفت بانه صار مجال للتعليم، حينئذ وشوشت النعجة البتول الى شبل الاسد: ربي، لا يوجد الخمر لآل الختن، قالت الذكية فقط: لا يوجد الخمر، غير انه في فكرها كانت تُقال مثل هذه الامور: بيّن قوتَك بالمعجزات لانك ابن الله، هوذا الوقت قد حان ليحسّ العالم بقدرتك العاملة، بيّن قليلا سلطة قدرتك البارية، لماذا تسير بالبساطة وبالسذاجة.؟
جواب يسوع لمريم: واذ اسرعت على فعل ليس خاصتها، اجاب الحكيم وكأنه تركها ووضعها في البعد، كان يقول لها: ما لي ولكِ يا امرأة، بينما هي امه كما لو قال احد بجسارة: لا تخصكِ القدرة الآمرة، انا مستعد لاصنع العجب هذه المرة حتى وإن سكتتِ، وبدون كلمتكِ هانذا اشرق قوة جوهري، لم تأت الساعة لاصمم تنفيذ الفعل، لما اريد سيصنع الرمز فقط القوات، ارادتي لا تحتاج الى الاستعداد قبل الوقت، بنفخة صغيرة يسهل علي ان افعل بسرعة، ولما يُرسل امري لا يوجد فيه تاخير، طرفة العين ليست سريعة كقدرتي الفاعلة.
المسيح يبدل الماء الى الخمر: اخذ ليبرهن بانه ابن العامل بالحقيقة، لئلا يتشككوا من مجيئه ويقولوا: ليس ربا، اراد ان يعرّف بانه ليس غريبا عن القدرة البارية، فامر الجمعَ ان يسكبوا الماء في الاجاجين، وصنع الخدام كما قال وملأوها، حينئذ انحدرت خفيةً قوة لاهوته، احنى ارادةَ قدرته العاملة على الاجاجين، وسكب فيها المادة السليمة ليس من العنب، الرمز كان قد كمّل المياه التي سقطت هناك وبدّلها الى الخمر الجيد.
ابي يعمل وانا ايضا اعمل مثل الآب: يبدل الآب ايضا المياه، وبمهارته منها وبها يصنع الخمر، يجريها في الجذور حسب معرفته، ويسيّرها في الاغصان حسب ارادته، ويحبسها في حضن الجفنات كما لو كان في القنوات وبواسطة الشمس ينضجها ويسجرها ويسخنها، ويصوغ العنبات ويُخرجها ويعلّقها في الاغصان، ويفرش الاوراق على البهيات ويبرّدها، تجري المياه في احضانها وهي غير مفتوحة، وينزل الفيض الى افواهها وهي غير مثلومة، المياه الممجدة متجمعة وقائمة في الاثمار المختومة، وتسجرها الريح والشمس لتنضجها، الآب يبدّل المياه في الجفنات خلال مدة طويلة، وتبدّلها الى مادة الخمر قدرته العاملة.
الابن يعمل دون ان يحتاج الى الوقت: الابن الحقيقي كمّل ارادتَه برمز صغير، الابن الذي اراد ان يبدلها بدون مدة زمنية، لم يجعلها تحتاج الى نظام الايام والشهور.
مناهضة المجادل: اين الذي ظلم الابنَ (قائلا): ليس الها،؟ ليأتِ ويرَ بان قوته لا تنقص عن والده، يا من يتشكك من الوحيد (ويقول) ليس الها، انظر فان القدرة البارية ظهرت في العرس. مَن هو الذي يصغّر الابنَ عن مرسله ليأتِ ويرَ بان القوة هي واحدة ولا تتجزأ،؟ الى الآن ابي يعمل مثل الباري، وهانذا اعمل كما هو (يعمل) ايضا، قوة واحدة، وامر واحد، وفعل واحد، ورمز واحد، وارادة واحدة، وسلطة واحدة، ذاك الامر الذي صاغ الاثمار في الاشجار كان جالسا في هذه المياه التي صارت خمرا.
- المخطوطتان: لندن 17157 ورقة 110؛ روما 117 ورقة 167
– يرد في البداية اسم مار يعقوب ويرد في النهاية اسم مار يعقوب الطوباوي. الميمر قطعة شعرية رائعة وبليغة. لا يمل القاريء من التامل في معانيه الرائعة. بشعره البديع يصف كيف تنمو العنبات وتنضج في الجفنات باسلوب هو قمة البلاغة الادبية. يشبه اسلوب هذا الميمر اسلوب ميامره 139-146 على التسبيح على المائدة. يناهض ملفانا من ينكرون لاهوت المسيح ويقولون انه “غريب” عن ابيه ويعتبرون الزواج غير مقدس. لعله يقاوم آراء القائلين بنظرية كتاب الدرج (مسقّةا مسقوثو) التي تعتبر الزواج “حيوانيا”. السروجي يلقب نفسه بساقي الخمر في البيعة ولهذا يمزج خمر تعليمه في عرس البيعة المنتصرة. قد يرقى تاريخ تاليفه الى عهد البطريرك ساويرا اي الى حوالي سنة 512-515م.
– الدراسات:
Grill S., Jacob von Sarug als Dichter und Exeget, in JOBG 8 (1959), pp. 17-28
الميمر 167
على تلك الآية التي صنعها ربنا في قانا الجليل
الذي الّفه مار يعقوب
(يوحنا 2/1-11)
المقدمة
1ايها الابن الذي كان قد كثّر الخمر الجيد في الوليمة، اعطني لاشرب السيول الحلوة الموجودة في تعليمك،
2 ايها المدعو الذي اثرى من موهبته من دعوه، صبّ هنا ايضا خمر محبتك ليسعدنا،
3 يا ابن الملكوت الذي كان قد دُعي الى الوليمة، لا تتاخر عن المجيء عند نقصي،
4 ها قد دعوتُكَ ليس الى قانا لكن الى فكري، ربي هلّم وضع فيّ سيول تراتيلك الحلوة،
5 بيعتك هي اعظم من الوليمة التي دعوتُك اليها كثّر عليّ المادة التي تسكرها وتشبعها،
6 /481/ قادوك وذهبتَ الى مائدة الاشياء الزائلة، هلّم لانني دعوتُك الى الاتقانات الروحية،
7 هناك اتكأتَ في الوليمة مثل حقير ولم يعرفوك، اسكب موهبتك هنا لانهم يعرفونها،
8 هوذا لساني يمزج في عرس البيعة المقدسة، اثلم واجرِ فيّ الشراب الروحي الذي يسعده،
9 كثّرت الخمر بين الناكرين وهم لا يستحقون لانهم شربوا وتعجبوا ولم يمجدوا كما يجب،[1]
10 ساعدني لاتكلم عن هذه الآية العجيبة لكي اسقي بيعتَك خمر تعليمك الجديد،
11 جعلتني ساقيا في عرس الشريفة، فلا تنقص بسببي اجانة المواضيع من امتلائك.
دعوة المستمعين الى شرب التعليم وشكر الرب
12 اقتربوا ايها السامعون وارضعوا الحلاوة من التعليم، واشكروا النعمة كما يجب،
13 بكم يهان الذين شربوا ولم يسبّحوا لانكم سمعتم خبر الآية فقط وتعجبتم به،
14 الرؤيا الواضحة لم تكن شيئا بالنسبة الى الناكرين، هذه هي العظمة لما جعلكم سماع الاذن تصدّقون،
15 هولاء الذين راوا لم يفهموا بالعجائب، لكم الطوبى لانكم اعطيتم التسبيح وانتم لم [تشاهدوا،[2]
16 النبع العظيم الذي اجرى سيوله بين ظالميه، /482/ ومن موهبته فجّرت الارض كل المساعدات،
17 ابن الباري نزل الى البرية ليسير عليها ولم يبيّن لها عزته لئلا تفنى،
18 مُثري الكل اتى الى العالم في الفقر، ليصير رفيق الفقراء ويثريهم،
19 رب الاعالي مشى في المسكونة مثل الغريب ليقودنا نحن الضالين معه الى الملكوت،
20 شبل الاسد صار حملا بارادته، ليصير ذبيحة بدل القطيع حتى [ يتحرر،[3]
21 نسر الطيور والملك السامي احنى جناحه ليجمع فراخ آدم الذين كانوا مبددين،[4]
22 طار من العلى وحلّ في العمق ولم ينتقل ليخلط العلويين مع السفليين.
يسوع كان سيذهب الى قانا سواء دعوه او لم يدعوه
23 ولما كان يتردد في ارض اليهودية مثل الفقير، صارت وليمة في احدى المدن القريبة منه،
24 ولما ارسل الختن الى المدعوين وجمعهم، اراد الجبار ان يذهب ايضا مع الضعفاء،
25 انحدرت ارادته وحثت الذين يدعون ليدعوه هو ايضا مثل البقية الى الوليمة،
26 نخسهم امرُه وايقظهم لياتوا عنده، وبعدما يدعونه لا يتاخر من الذهاب،
27 /483/ كان سيذهب حتى ولو لم يدعوه، لكي يصنع الآية ويحس العالم بلاهوته،
28 حتى ولو لم يرسل الختن وراءه لئلا يذهب، لما ترك العمل الذي باشر به،
29 كان قد صمم ان يصنع الآية في الوليمة، حينئذ ارسل الختن ودعاه وهو لا يعلم،
30 كان قد دُعي بارادته قبل ان يذهب، وبعدئذ دعاه اولائك القادمون من بيت الختن،
31 اراد الحكيم ان يُدعى وبعدئذ يذهب، ليعرفوا بان الذي دعوه هو يسوع،
32 تعارفوا عليه بالكلمات وهم يدعونه، لئلا يتشككوا بعد الآية (ويقولوا) ليس يسوع،
33 دعوه وقادوه مثل المحتاج وذهب ايضا لانه كان قد تهيأ ليسلك طريقه العظيمة.
يسوع يبدأ آياته في قانا ليبرهن بان الزواج طاهر
34 كان يليق ان يبدأ بالقوات في العرس، وفي بيت الزواج يمدّ اليد للقداسة،
35 ركض ووقف على الباب الذي يُدخِل الجنسَ لكي ينشر التعليم لكل من ياتي الى العالم،
36 اتى ليخطب عروس النور بصلبه، فتوجه اولا حيث كانت توجد العروس الزمنية،
37 كان يجمل به ان يصنع الغلبة في العرس، ليتتلمذ كل المتكأ بتلك الاعجوبة،
38 المسيح ايضا كان ختنا قديم الاجيال، وقد اتى ليخطب بيعة الشعوب بذبيحته،
39 وبما ان عرسه كان بعيدا بعض الوقت، فقد اخذ الهدية وذهب ليجلبها مثل القريب،
40 القى التقليد على ذلك الختن الذي دعاه، بحيث لما يصنع عرسَه يُقبلون اليه،
41 دعوه وذهب حتى لما يدعوهم يذهبون معه، واتكأ عندهم ليُتكئهم على مائدته،
42 ابان هناك بان طريق الزيجة طاهرة، والزواج مُتقن جيدا من قبل الله.
اين هم الذين يقولون انه ابن الغرباء وينكرون لاهوته؟
43 اين هم اولائك الذين يقولون: انه ابن الغرباء، لتحتقرهم تلك الوليمة التي اتكأ فيها،
44 لو لم يكن من جوهر القدرة العاملة، لماكان يوافق ليدخل ويتكيء في بيت الزواج،
45 لو هو ابن الغرباء كما يقولون، لما كان يحب اتقان القدرة العاملة.
الله يتقن الزواج ويعقد خدر العرسان
46 لو كان [ الزواج ذاته والشركة[5] مدنسَين، لما كان يدخل ويختلط في وليمته،
47 لو لم تكن طريق الختن جميلة، لما كان يحل في مريم بقداسة،
48 /485/ خاب الكذب الذي كان يُعلن عن الغريبَين لان [ الكائن[6] واحد، والولد الذي منه خلص البرايا،
49 الآن لم نقم لنتكلم بجدال [ لانه واضح بان المسيح قد اتى[7] وهو ابن الباري،
50 دخل الى العرس وهو يحمل الهدية بخفاء، واتكأ في الوليمة ليبارك سرير الشركة،[8]
51 راى بان الزواج متقن جيدا بواسطة ابيه، وعقد خدرا للعروس الزمنية بالطهر،
52 راى بان العرس لا يقترب منه الدنس، فاراد الرهينة (المدعو) ان يبدأ منه بالعجائب،
53 كان قد وجد بان الختن لم يكن يشترك في الخطايا، فاخذ الهدية من موهبته ليقدمها له،
54 وجد بان التعليم يجمل في الوليمة، فاشتاق ليشرق هناك كرازته،
55 قام امرُه ليخدم في الوليمة، ليعمل الاعجوبة امام المتكئين،
56 اراد الحكيم ان يصنع آية العجب بالخمر، ليفيض هناك التعليم مع الوليمة،
57 انحنى رمزُه على الاجاجين وافرغها ليصير المجال لتلك الاعجوبة التي ستُصنع.
خمر يسوع والخمر الطبيعي
58 نفذ الخمر الطبيعي الذي لم يكن ينفع، /486/ ليفسح المجال لخمر يسوع الذي يفيد،
59 نفذت المادة البسيطة التي انجبتها الجفنات، لكي يبين ابن الباري قوة قدرته العاملة،
60 نفذ الشراب من بين ايدي السقاة، ليشرب الجمع خمر بشارة ابن الله.
البرية مصورة بوليمة قانا: العريس هو آدم والعروس هي البيعة
61 كل البرية كانت مصوّرة بتلك الوليمة لان خمر كل واحد كان قد نقص من الاتقان،
62 كان الختن يشبه آدم بالعوز لان خمره نفذ كما كان قد نقص صِدق آدم،
63 تلك العروس كانت تشبه بيعة الشعوب التي نفذ خمرها (كما نفذ) التعليم قبل المجيء،
64 حينئذ دخل خمر يسوع عند المعوزين كما اتى يسوع ذاته عند الفقراء،
65 هذه الاسرار حدثت في تلك الوليمة حيث بدأ ابن الله بالكرازة.
مريم تقول ليسوع ليس لهم خمر (يوحنا 2/3)
66 رأت مريم الطوباوية بان الخمر قد نفذ، وكانت قد عرفت بانه صار مجال للتعليم،
67 حينئذ وشوشت النعجة البتول لشبل الاسد (قائلة): ربي، لا يوجد خمر لآل الختن،[9]
68 قالت الذكية فقط: لا يوجد خمر، غير انه في فكرها كانت تُقال مثل هذه الامور:
69 بيّن قوتَك بالمعجزات لانك ابن الله، /487/ هوذا الوقت قد حان ليحسّ العالم بقدرتك العاملة،
70 الجمع العظيم سيرى قوتك ويؤمن بك، يكفي توقّفُك عن الآيات وانت الجبار،
71 بيّن قليلا سلطة قدرتك البارية، لماذا تسير بالبساطة وبالسذاجة،؟
72 انت ابن الله فبيّن قوتك بالحقيقة وادعُ الارض لتؤمن بانك الاله،
73 الى متى تصغّر نفسك بينما انت اله،؟ قم وبيّن الهيا بأسك للعالم،
74 يا مثري الكل لماذا تسلك بالفقر،؟ افتح خزائنك ووزع ثرواتك بين المحتاجين،
75 تفقد بحنانك الختنَ الذي تتكيء على مائدته، لئلا ينتشر اسم العوز في البيت الذي دعاك،
76 كانت هذه الغاية موضوعة في فكر مريم لما قالت لابنها: ليس لهم خمر.[10]
يسوع يردّ على مريم: ما لي ولكِ يا امرأة لم تحِن بعدُ ساعتي (يوحنا 2/4)
77 ولما اسرعت على فعل ليس خاصتها، اجاب الحكيم وكأنه تركها ووضعها في البعد،
78 كان يقول لها: ما لي ولكِ يا امرأة، بينما هي امه كما لو قال احد بجسارة:[11]
79 لا تخصكِ القدرة الآمرة، فانا مستعد لاصنع العجب [ هذه المرة[12] حتى وإن سكتتِ،
80 /488/ وبدون كلمتكِ هانذا اشرق قوة جوهري، لم تأت الساعة لاصمم تنفيذ الفعل،
81 لما اريد، الرمز فقط سيصنع القوات، ارادتي لا تحتاج الى الاستعداد قبل الوقت،
82 بنفخة صغيرة يسهل علي ان افعل بسرعة، ولما يُرسل امري لا يوجد فيه التاخير،
83 طرفة العين ليست سريعة مثل قدرتي الفاعلة، فلماذا التفكير بالاعجوبة قبل الوقت.؟
قول مريم هو ثمرة ايمانها، وجواب يسوع اظهر قدرته العاملة
84 الرمز ينحني ويتحقق العمل بدون تاخير: قالت مريم وقولها حسن لانها كانت واثقة،
85 بانه حكيم العالمين بالحقيقة ومن السهل عليه العمل، ولهذا حثته ليبين الاعجوبة،
86 ابان بانه لا يفعل القوات بكلمتها، لانه كان قد قصد ان ينفذ الفعل قبل ان يذهب،
87 بكلمتها كان قد اشرق ايمانها، وبكلمته كانت قد بانت قدرته العاملة،
88 كانت تعرف بان الابن الذي اتى بدون زواج يقدر ان ينجب الخمر الجيد بدون الجفنات،
89 كان مستعدا ليعمل الآية في الوليمة، ولو سكتت لما كان يتاخر من (تنفيذ) فعله،
90 /489/ كانت تعرف بانه كما اتى المجوس لاكرامه، ستُصنع ايضا الاعجوبة بارادته،
91 كانت متيقنة بانه كما سكب الحليب في ثدييها، يقدر ان يملأ الاجاجين شرابا جديدا،
92 استنادا الى هذه الامور التي راتها مريم قالت له: لا يوجد خمر حتى يصنع الآية.[13]
مريم تقول للخدام: اعملوا ما يقوله لكم (يوحنا 2/5)
93 في نفس الوقت اقتربت وقالت للخدام: اسمعوا وافعلوا بسرعة ما يقوله،[14]
94 الحكيم اطال اناته على الفعل حتى ينفذ الخمر ويحس كل واحد بما سيُصنع،
95 ولما صخب الشعب وكان الختن قريبا من الهرب، قام الجبار ليفعل ما هو خاصته مثل آمر الكل.
يسوع يامر الخدام ان يملأوا الاجاجين ماء حوّلته قوته الى خمر (يوحنا 2/7-8)
96 اخذ ليبرهن بانه ابن العامل بالحقيقة، لئلا يتشككوا من مجيئه ويقولوا: ليس ربا،
97 اراد ان يعرّف بانه ليس غريبا عن القدرة البارية، فامر الجمعَ ان يسكبوا الماء في الاجاجين،[15]
98 وصنع الخدام كما قال وملأوها، حينئذ انحدرت خفيةً قوة لاهوته،
99 وبدّلها وصارت خمرا بسرعة..،[16]
100 احنى ارادةَ قدرته العاملة على الاجاجين، وسكب فيها مادة سليمة ليس من العنب،
101 الرمز كان قد كمّل المياه التي سقطت هناك، /490/ وبدّلها الى الخمر الجيد،
102 تحير المشاهدون من اللون والرائحة التي اقتنتها المياه، وطعم الخمر السليم ادهشهم.
خمر يسوع يسمو بجودته على الخمر الطبيعي (يوحنا 2/10)
103 الى هنا صلحت المياه التي صارت خمرا، واحرجوا الختنَ وذمّوه بسببه،
104 حيرهم الشراب الجديد الذي اكتسب طعما حتى انهم ذموا (الشراب) الاول (قائلين): ليس بشيء،
105 خفّت قيمة الخمر الطبيعي الذي يملكه الختن، وخمر يسوع كان ينتصر في الوليمة،
106 صارت مادة الجفنات سخرية امام المدعويين، وهذه المياه التي صارت خمرا ادهشت كل واحد،
107 خمر العنب كان بسيطا جدا مقارنةً بذلك الشراب الافضل [ برائحته[17] وبشربه.
المسيح يعمل مثلما يعمل الآب
108 المسيح ابان قدرته البارية بهذه المياه، لانه ابن العامل وهو المسلط على الكل مثل والده،
109 مَن هو الذي يصغّر الابنَ عن مرسله ليأتِ ويرَ بان القوة هي واحدة ولا تتجزأ،؟
110 الى الآن ابي يعمل مثل الباري، وهانذا اعمل كما هو (يعمل) ايضا،[18]
111 قوة واحدة، وامر واحد، وفعل واحد، ورمز واحد، وارادة واحدة، وسلطة واحدة،[19]
112 /491/ ذاك الامر الذي صاغ الاثمار في الاشجار كان جالسا في هذه المياه التي صارت خمرا،
113 ذاك الحِرفي الذي نحت العنب بحكمته، ظهر بمهارته عند الاجاجين،
114 ذاك المهندس الذي بنى وشيد الاثمار في الاغصان، سكب هناك طعما حلوا بخلاف الطبيعة.
جزء من قوة المسيح صنع الاعجوبة في قانا
115 الآية التي صارت حيرت المشاهدين كثيرا، بالنسبة الى المسيح ان ما جرى كان لا شيئا،
116 تلك الاعجوبة التي صارت هناك كانت بسيطة بالنسبة الى قوة قدرته العاملة المخفية فيه،
117 عملُ الابن كان صغيرا جدا بالنسبة الى سلطاته، وقد بدأ في مسيرة العجائب ليس بحسب قوته،
118 ذاك الجبار لم يرفع الكتلة كما كان يقدر، انما صنع امرا صغيرا في العرس ليبهجهم،
119 لم تنحنِ ارادتُه حسب قوته ليصنع العجب اذ صنع انتصاره ليس حسب شدة عزته،
120 جزء من قوته انحنى قليلا على الاجاجين، واعطى التغيير لتصير المياه خمرا جيدا،
121 ارادة القدرة العاملة وصلت هناك وصار الفعل بدون تاخير امام المدعويين،
122 رؤيا رمزه خففها ونشرها بلذة وسكب السيول من ينبوع قدرته البارية،
123 /492/ لم يغصب نفسه لما عمل الاعجوبة بل ابان خصوصيته في الوليمة بدون تعب،
124 في ذلك الوقت لم يصلّ مثل الناقص، لان قوته وقوة ابيه كانت واحدة في المعجزات،
125 حيث شاء صنع الانتصار بدون طلبة، لئلا يعدّه احد ناقصا حيثما صلى،[20]
126 رمز خفيةً وصار العمل بدون تاخير لانه ابان قوة لاهوته بالظواهر،
127 كان قد استعمل حِرفة القدرة العاملة، ليؤمن كل العرس بانه ابن الباري.
الآب يبدل الماء في الجفنات طبقا لنظام الطبيعة، الابن بدّل المياه في قانا برمز صغير
128 امر المياه لتصير خمرا، كما حبس ابوه ايضا (الماء) من السيول في الجفنات بحكمة،
129واحدة هي معرفة الآب وابنه بالنسبة الى البرايا، وواحدة قوة القدرة البارية بكل اشكالها،
130 انظروا ايها المتميزون: يبدل الآب ايضا المياه، وبمهارته منها وبها يصنع الخمر،
131 يجريها في الجذور حسب معرفته، ويسيّرها في الاغصان حسب ارادته،
132 ويحبسها في حضن الجفنات كما لو كان في القنوات وبواسطة الشمس ينضجها ويسجرها ويسخنها،
133 ويصوغ العنبات ويُخرجها ويعلّقها في [ الاغصان،[21] /493/ ويفرش الاوراق على البهيات ويبرّدها،
134 تجري المياه في احضانها وهي غير مفتوحة، وينزل الفيض الى افواهها وهي غير مثلومة،
135 المياه الممجدة متجمعة وقائمة في الاثمار المختومة، وتسجرها الريح والشمس لتنضجها،
136 الآب يبدّل المياه في الجفنات خلال مدة طويلة وتبدّلها الى مادة الخمر قدرته العاملة،
137 هذا الفعل لا يكمل الا في مدة شهور، اما الابن الحقيقي فقد كمّل ارادتَه برمز صغير،
138 المياه لا تقتني الطعم الحلو من الكرمات، قوة الباري تملّحها بالاذواق،
139 الابن الذي اراد ان يبدلها بدون مدة زمنية لم يجعلها تحتاج الى نظام الايام والشهور.[22]
اين هو مَن ينكر لاهوت الابن؟
140 اين هو الذي ظلم الابنَ (وقال): ليس الها،؟ ليأتِ ويرَ بان قوته لا تنقص عن والده،
141 يا من يتشكك بخصوص الوحيد (ويقول) ليس الها، انظر فان القدرة البارية ظهرت في العرس،
142 اتكأ في الوليمة لئلا يكفر بجنس امه، وبدّل المياه ليكرز هناك جنس ابيه،
143 اقام صورة للاهوته ولناسوته، وكان يتصرف حسب العظمة والصغر،
144 انه متكيء مثل الحقير، ويصنع القوات مثل القوي /494/ ليبرهن بانه كان الها وكان انسانا.
الخاتمة
145 ابان مجدَ لاهوته بالعجب الذي اجترحه، مبارك الذي بخمره اكسب طعما للبشر.
كمل ميمر الآية التي صنعها ربنا في قانا الجليل الذي الّفه مار يعقوب الطوباوي
[1] – انظر ميامره 139-146 على التسبيح على المائدة
[2] – ل: حزين آتون، نص: حزَيتون. يوحنا 20/29
[3] – و: تثحر، نص: تثحَرَر
[4] – متى 23/37
[5] – ل: زواج الشركة. نص: مدنس، سوني يصوب: مدنسَين
[6] – ل: تاتي؟
[7] – ل: واضح كما اتى المسيح الذي ياتي
[8] – عبرانيون 13/4
[9] – يوحنا 2/3
[10] – يوحنا 2/3
[11] – يوحنا 2/4
[12] – ل: يهمل
[13] – يوحنا 2/3
[14] – يوحنا 2/5
[15] – يوحنا 2/7
[16] – نقص صدر او عجز البيت؟؟
[17] – ل: برِحُنوثه، نص: بريحنوثه
[18] – يوحنا 5/17
[19] – ملفاننا يعدد “وحدانية” القوة والامر والسلطة والارادة بين الآب وبين ابنه يسوع. محبته للوحدة جعلت منه مونوفيسيتيا !
[20] – متى 26/36-44
[21] – ل: سكوثو، نص: سَوكُثو. مزمور 33/7
[22] – انظر ميمر التسبحة على المائدة 140/32-46