الميمر 166 (ب) على قول سمعان الشيخ للطوباوية مريم

الميمر 166

 

        لتُنطق من قبلي الحان تسبيحك يا ابن الله بكل البساطة التي تفوق التعقيبات، لتتكلم المحبة عنك لانها لو صغّرت لا تلام، ولا (يتكلم) الخصام الذي مجده هو اهانة بين المتميزين، ربي اصفك بالايمان الذي يفوق ويسمو على العثرات، وانا اسجد لك بدون خصام.

        السكوت والكلمة يقومان عليّ مثل الحاكَمين، ربي دبّر كل حركاتي حسب ارادتك، لو اسكت وانا متعجب لانني غير كفؤ علي ان اسكت بعجب وليس بضلالة الاباطيل، ولو اتكلم لتكن كلمتي كما لو كان لتسبيحك ولاجلك وانا عارف بانني لا افهم، لما تكون النفس مليئة بعجبك وهي ساكتة فذاك السكوت هو ميمر مليء بكل الفوائد، ولما تتحرك النفس لتسبحك بمحبة، فالتسبيح بمحبة هو كالقربان المليء جمالا، لو اتحرك للتسبيح لاتحرك بمحبة، ولو اصمت عن تسبيحك لاسكت بعجب.

        اعترف سمعان بالمسيح الها: سمعان الشيخ رآك وليدا في كنف امك، ولم يقع ليظن بانك صغير لما نظر اليك، سمعان الشيخ الّف ميمرا عظيما للبرية ومن تعلّمه سوف لن يعثر بابن الله.

        لماذا السقوط، او لماذا الخصام، خبرك خفي اذا لم يكشفه التفسير،؟ ربنا الذي اتى ليقيم الساقطين من السقوط، لماذا قيل: انه موضوع للسقوط.؟

        سمعان الشيخ سبق وراى طريق الابن جليا بالنبؤة السريعة البصر، رآها عجيبة وبسبب اعجوبتها التي لا توصف تنبع منها الخصومات في اماكن مختلفة، راى بان شكوك الجسارة تسير عليها وتتحرك فيها اسئلة النقاش، راى الخصام الذي يحدث بين المعلّمين الواحد ضد الآخر الذين يفسرون ابن الله وهو لا يُفسر، وقد سمى التعقيب عن ابن الله سقوطا، وسمى قياما الايمانَ بدون ارتياب، من يؤمن دون ان يفحص هو من القائمين، ومن يجادل ويتشكك هو من الساقطين، من اليهود: المرارة والخل والصلب، ومن الداخليين: الفحص وشكوك الجسارة، ولهذا صلب اليهودي ابن الله لانه اراد ان يساوي نفسه مع الله، والمجادل يُكثر كلماته لنفس السبب، حتى يبين للعالم بان المعلّق على الصليب ليس الها.

        يقول الهراطقة مريم ليست ام الله: الواحد يقول بجنونه وبجسارة: مريم لم تلد الاله في بتوليتها، يقول المعلم: كيف يقدر البطن الصغير ان يحتوي العظيم الذي كل السماء هي اصغر منه.؟

        رمز رمح مريم: يجتاز رمح في نفسك، سمى رمحا الضيق الذي صار بسبب الصلب، لما صلبوا الوحيد عاريا اجتاز الضيق في نفس مريم على حبيبها، لما يصلبونه تمر هذه الامور على بالكِ، وبسببه يدخل الضيق ويعبر في نفسك، وسوف يضايقك موته وتحزنين بسببه مثل الميت الذي نزل الى الشيول وانتهى خبره، وكما تسقط الجثة بالرمح امام قاتليها، كذلك تسقط نفسك من الحزن امام الصالبين، انت لن تسقطي حتى بالرمح لما يطعنكِ، ولن يمكث الالم في نفسكِ بسبب ثمرتك، الضيق سيعبر عبورا سريعا في نفسكِ ولن يبقى فيها لان ثمرتك هو حي حتى وهو مصلوب.

 

  • المخطوطتان: روما 118 ورقة 77؛ روما 117 ورقة 143

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر هو تذكير بالجدالات المسيحانية في منطقة الرها. السروجي يكتب عن نفسه: ربي لا اقع من بناء ايمانك لانك تحرس من يقوم من السقوط، ربي بك اقوم لانك مقيم من يسقط، ربي، بك اقوم مع كل من حفظ الايمان، واحفظْ ايماني بالنعمة، لك التسبيح. ملفاننا يناهض اليهود والديوفيسيتيين الناكرين لبتولية مريم وللاهوت المسيح ويكتب عنهما: صلب اليهودي وجادل الآرامي وهما متساويان، لانه لا يوجد جمال الايمان لدى اي منهما. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الثاني على سمعان الشيخ الى نفس فترة تاليف الميمر الاول المرقم 165 أي الى وقت الجدالات المسيحانية الى حوالي سنة 500-505م

– الدراسات:

الميمر الخامس والعشرون، على قول سمعان ان هذا موضوع لسقوط وقيام كثيرين وعلامة المراء، قبطي،
322-328

 

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 166

ب – على قول سمعان الشيخ للطوباوية مريم:

ان هذا موضوع لسقوط ولقيام الكثيرين وآية الخصام

(لوقا 2/34)

 

المقدمة

 

1 لتُنطق من قبلي الحان تسبيحك يا ابن الله بكل البساطة التي تفوق التعقيبات،

2 لتتكلم المحبة عنك لانها لو صغّرت لا تلام، ولا (يتكلم) الخصام الذي مجده هو اهانة بين المتميزين،

3 ربي اصفك بايمان يفوق ويسمو على العثرات، وانا اسجد لك بدون خصام،

4 العالم هو ليل ومتاهة لمن يسير فيه، يا ربنا انت الطريق والنور لمن يحبك،[1]

5 اجذبني وأعِدني من العثرات الى تسبيح ابيك لان من استحق ان يسير معك لا يعثر،[2]

6 انت الكلمة الذي يعطي الكلمة للناطقين، بك تُنطق كل كلماتي لاجلك،[3]

7 ايها الضوء والاشراق والنور العظيم اشرق فيّ لاراك، فالنفس تستنير برؤيتك وترتل خبرك،

8 /468/ حيث النفس غائبة عنك تكون مليئة ظلاما، ولما تنظر اليك لبست نورك لتصفك،

9 يا ابن الله انت الرعب حتى نتكلم عن خبرك، وانه لفزع عظيم لو بطل الفم عن تسبيحك،

10 السكوت والكلمة يقومان عليّ مثل الحاكمَين، ربي دبّر كل حركاتي حسب ارادتك،

11 لو اسكت وانا متعجب لانني غير كفؤ علي ان اسكت بعجب وليس بضلالة الاباطيل،

12 ولو اتكلم لتكن كلمتي كما لو كان لتسبيحك ولاجلك وانا عارف بانني لا افهم،

13 لما تكون النفس مليئة بعجبك وهي ساكتة فذاك السكوت هو ميمر مليء بكل الفوائد،

14 ولما تتحرك النفس لتسبّحك بمحبة، فالتسبيح بمحبة هو كالقربان المليء جمالا،

15 لو اتحرك للتسبيح لاتحرك بمحبة، ولو اصمت عن تسبيحك لاسكت بعجب،

16 ربنا اعطني العجب والكلمة بكثرة: لاتعجب كل يوم ولاتحرك كل يوم على الكلام،

17 ولما تحبك النفس وتعرف بانك نسمتها، ليصفك الفم بدون تعقيبات الجسارة،

18 ربي لا اقع من بناء ايمانك لانك تحرس من يقوم من السقوط،

19 /469/ ربي بك اقوم لانك مقيم من يسقط لانك جئتَ لتقيم الساقطين وتمسكهم،[4]

 

20 دربك يتجه نحو العظمة والصغر، ولهذا يسقط سقوطا من يظن بانك صغير،

21 من عند مريم دخلتَ الى عالمنا مثل الانسان، ويقوم قياما من عرف بانك اله،

22 انت موضوع في العالم للسقوط وللقيام، فمن ابغضك يقع، ومن احبك ها انه قائم بك.

 

سمعان آمن بك الها وانت في كنف امك

23 سمعان الشيخ رآك وليدا في كنف امك، ولم يقع حتى يظن بانك صغير لما نظر اليك،

24 حملك على يدَيه ولم يكن يفكر بانه كان يحملك لكن انتَ تحمل العالم مع والدك،

25 عرفك مَن انت ولو انه رآك تمسك الثدي، وتوسل (قائلا): اطلقني، لان عقدة الحياة كانت في يدك،

26 سمعان الشيخ الّف ميمرا عظيما للبرية ومن تعلّمه سوف لن يعثر بابن الله،

27 راى جنينا في الاقماط في كنف امه، وعرف حالا بان اسمه كان قبل الشمس،[5]

28 الشيخ تحرك نحو الطفل بواسط الروح القدس، ولما عرف بانه ربطه توسل اليه ليطلقه،

29 من الطلب الذي صنع سمعان من الوليد، تفهم من هو القديم ومن هو الصغير،

30 /470/ لو لم يكن ذاك الشيخ اصغر من الوليد لما ربطه، ولماذا توسل اليه ليطلقه،؟

31 وبما انه توسل اليه فقد اتضح جليا بان المربوط هو اصغر من ذلك الذي ربطه وطلب منه ان يطلقه،

32 قابل الذبائح جلب الذبيحة حسب الناموس، وكانت تُقرب باليمامتين وبفرخي الحمام،[6]

33 صغّر نفسه وصار في عالمنا مثل الوليد، والعظمة التي لطبيعته لم تُظلم،

34 حمل القرابين وجلبها ليقربها في بيت الغفران، فاتضح بانه رب هيكل الذبائح،

35 شيخ البيت عرف بانه رب البيت، وصنع طلبة ليقدمها له كما (تُقدم) للرب،

36 كان قد رآه في ايحاءات النبؤة قبل ان تلده الام البتول التي تحمله،

37 ولما تنازل الابن الشيخ الى الصغر واتى بالولادة الى الهيكل المقدس عرفه الشيخ،

38 حارس بيت آدوناي راى مع مريم ابنَ آدوناي وتوسل اليه ليطلقه حتى يذهب،

39 كان يعرف منذ مدة طويلة بانه مع والده يقبل الذبائح ويعطي الغفران للاحبار،

40 بالروح القدس الذي هو ايضا من الجوهر، راى سمعان الابنَ في الخفاء عند والده،

41 /471/ وقال له: امكث في العالم الى ان آتي، وحالما رآه عرف الابنَ الذي كان قد شاهده،

42 كان قد ربطه ليظل في الحياة مدة طويلة، وحالما رآه طالبه بالشرط الذي كان قد أُبرم،

43 كان يقول له: ربي اطلقني بسلام لقد رجوتُ وانتظرت كثيرا: متى ساراك،؟[7]

44 لقد رايتُ حنانك، انا اسبق واكرز في الشيول رجاء للموتى لينتظروك حتى تتفتقدهم،

45 سمعان الشيخ تكلم هناك كلاما عجيبا عن الوليد المربوط في الاقماط والصامت.

 

الولد موضوع لسقوط وقيام الكثيرين وآية للخصام (لوقا 2/34)

46 بدأ الشيخ البهي يتكلم مع مريم، ويبين لها كيف ستُسلك طريق الابن،

47 الوليد هو موضوع في العالم كله للسقوط وللقيام وآية للخصام.[8]

 

كلام سمعان غامض ما لم يفسره الايمان والمحبة

48 يا سمعان ماذا تقول عن ربك،؟ وما هو هذا الخبر المخيف الذي تتطرق اليه،؟

49 لماذا السقوط،؟ او لماذا الخصام،؟ ان خبرك خفي لو لم يكشفه التفسير،؟

50 لو اقترب المرء الى تعليم ابن الله الخفي خبره ليقترب بالايمان،

51 /472/ ربنا الذي اتى ليقيم الساقطين من السقوط، لماذا قيل: انه موضوع للسقوط،؟

52 يا سمعان الشيخ لا يوجد سقوط في ابن الله، ومحبتك لم تكن قادرة لتهين الابن،

53 الكلمة بغيضة، غير ان قائلها جميل جدا، ولعل الكلمة ايضا ليست بغيضة لما تُفحص،!

54 ربك لم ياتِ ليُسقط لكن ليقيم، فلماذا قلتَ: ان الوليد موضوع للسقوط،؟

55 جميع المرضى وجميع المكسورين وجميع الساقطين به يقومون، فمن الذي يقع كما تقول،؟

56 من هو واقع اكثر من الميت في العالم، وابن الله يريد ان يقيم جميع الموتى،؟

57 وهذا الذي اتى ليقيم الموتى من السقوط، من يقع به كما تقول ايها الشيخ الزهي،؟

58 انه يصنع الامان بين العلويين والسفليين، والخصام الذي صنعته الحية هو يزيله،

59 لماذا قلتَ ان ربك هو آية الخصام، كلماتك هي خفية ولا تُكشف الا بالمحبة.؟

 

سمعان بنبؤته يسمي التعقيب عن الابن سقوطا والايمان به قياما

60 سمعان الشيخ سبق وراى طريق الابن جليا بالنبؤة السريعة البصر،

61 رآها عجيبة وبسبب اعجوبتها التي لا توصف تنبع منها الخصومات في اماكن مختلفة،

62 /473/ راى بان شكوك الجسارة تسير عليها وتتحرك فيها اسئلة النقاش،

63 راى الخصام الذي يحدث بين المعلّمين الواحد ضد الآخر وهم يفسرون ابن الله ولا يُفسر،

64 بنبؤته راى كم ان الفاحصين هم جسورون، وكم انهم يحاولون ان يتعقبوا الخفايا،

65 وقد سمى التعقيب عن ابن الله سقوطا، وسمى قياما الايمانَ بدون ارتياب،

66 من يؤمن دون ان يفحص هو من القائمين، ومن يجادل ويتشكك هو من الساقطين،

67 كل من هو مرتاب وكل من هو منقسم هو ساقط، وكل من هو نقي وكل من هو بسيط قام وعاش،

68 وقع الخصام بين المعلّمين بسببه، وفُسر خبر سمعان بوضوح،

 

69 الصليب هو آية وهو موضوع في البرية للخصام لكل من هو فارغ من اعتراف الايمان،[9]

70 المعلّمون بالشكوك، والمجادلون بالمتناقضات، ودخلت روح كل الضلالة في الحكماء،

71 ذاك يسقط به لانه تجاسر على خفائه، وذاك يقوم به لانه تمسّك بايمانه،

72 الصليب كان بسيطا ولم يوقع، من سقط هو الذي زلّ لانه تجاسر ليتطاول ويتعقبه،

73 /474/ انه آية مخيفة لو تطلع اليها احد بدون عيون الايمان سيضطرب ليصير ساقطا،

74 انه عريان ومهتوك ومليء آلاما ويتحمل المخاوف، ولو قال احد: ليس الها، فهوذا السقوط،

75 جنبه مثلوم ومنه يجري الماء والدم، ومن يعترف بانه ابن الله قام وعاش،[10]

76 من ينظر الى صغره ولا يتشكك من عظمته، قام في الحياة الروحية،

77 ومن هو مرتاب من المه وصلبه وحسبه ضعيفا فقد صار ساقطا مع الساقطين،

78 الصليب آية تحيط به كل المخاصمات وكل الانقسامات من الداخليين ومن الخارجيين،

79 من اليهود: المرارة والخل والصلب، ومن الداخليين: الفحص وشكوك الجسارة،[11]

80 صلب اليهودي، وجادل الآرامي وهما متساويان، لانه لا يوجد جمال الايمان لدى اي منهما،

81 ولهذا صلب اليهودي ابن الله لانه اراد ان يساوي نفسه مع الله،[12]

82 والمجادل يُكثر كلماته لنفس السبب، حتى يبين للعالم بان المعلّق على الصليب ليس الها.

 

سمعان سبق وعرف ما سيفعله اليهود ويصنعه المجادلون بالابن

83 يا ابن الله انت اله مع والدك، وطريقك ممهدة لمن يريد ان يسلكها،

84 /475/ ومن يحب ويؤمن بك له القيام، ومن يبغض ويتعقبك له السقوط،

85 من ابغضك يسقط، ومن احبك يقوم من السقوط، وحسنا تكلم عنك سمعان الشيخ،

86 كان قد احس بان الصالبين والكافرين والفاحصين سيسقطون سقوطا بصلبك،

87 وكان قد احس ايضا بان كل من تمسّك بايمانك يقوم الى الابد، ويحيا معك يا ابن الله،

88 يوجد في طريق الصلب قائمون وساقطون، فسبق وتحدث عنها سمعان الشيخ كما هي.

 

سلّم يعقوب (تكوين 28/12)

89 السلّم الذي رآه يعقوب العادل في بيت ايل صوّر الصليبَ بين العلويين والسفليين،

90 راى يعقوب الصاعدين عليها والنازلين منها، النازلون وقعوا والقائمون صعدوا الى موضع الآب،

 

91 الصليب بسيط ومن يمسك به ببساطة يحيا ويقوم ويصعد ويملك في الموضع العالي،

92 ومن هو مرتاب وتهزه ريح الانقسامات ينزل ويسقط لانه زلّ عن الواجب،

93 لما كان يعقوب نائما سريا في بيت ايل، اشرق الوحي وصوّر له الصليب في مسيرة دربه،

94 وراى هناك ذلك السلّم المليء عجبا، وتصعد عليه وتنزل منه القوات،

95 /476/ وبما انه لا يلزم السلّم للنار والروح، فقد صوّر الصليب لصلب ابن الله،[13]

96 الصليب قائم بين الارضيين والسماويين، وقد جُعل آية لتنظر اليه كلتا الجبهتين،

97 به صعد الناس الى قمة اللاهوت العظيم، وبه نزل الابالسة وسقطوا من درجاتهم،

98 انه موضوع في البرية للسقوط وللقيام، ليسقط الابالسة وليقوم الناس بصلبه،

99 صار خصام عظيم في العالم بخصوصه لانهم ارادوا ان يحددوه بجدالاتهم.

 

الميلاد حدث جديد ولا يمكن وصفه

100 الله بالذات اظهر نفسَه مثل الانسان: انه لخبر سام لا يوصف ولا يُفسر،

101 الكلمة عظيمة وتسمو على الفم وعلى اللسان وهي اسمى من ان يقال كيف تمت،

102 عمل جديد لم يحدث قبله ولا بعده عمل يشبهه، ولهذا تخاف النفس منه،

103 انها لكلمة جديدة: ان يتحدث احد عن ابن الله الذي اتى الى الولادة: الواحد يصدقها والآخر لا يصدقها،

104 خبر ابن الله يتطلب ايمانا ليوصف به، وبه يُقبل من قبل الناطقين،

105 الجنين الصغير المربوط والصامت في اقماط كان سمعان يحمله ويتكلم معه كانما مع الشيخ،!

106 /477/ وذاك الكلام الذي تكلمه الشيخ مع الوليد لا يسمعه احد الا باذنَي الايمان،

107 ولهذا حدث الخصام في خبر الابن لان خبره مخيف ومستتر عن التفسير.

 

البتول ولدت ومكثت بتولا

108 البتول ولدت فانبرى المعلمون باسئلتهم، وقلقوا بخصام شديد بخصوصه،

109 بعد ولادته مكثت مريم في بتوليتها، والكلمة تصعب على المعلّم ولا يصدقها،

110 ولهذا وقع الخصام بين المجادلين، وتحققت كلمة سمعان الشيخ بالنسبة لمن يفهم.

 

المنشق يقول: مريم لم تلد الله

111 الواحد يقول بجنونه وبجسارة: مريم لم تلد الاله في بتوليتها،

112 وهذا قد سقط من جمال الايمان، وهوذا السقوط الذي ذُكر بالنسبة الى الوليد.

 

المعلم المنشق يقول: كيف احتوى بطن مريم من لا تكفيه السماء؟

113 يقول المعلم: كيف يقدر البطن الصغير ان يحتوي العظيم الذي كل السماء هي اصغر منه،؟[14]

114 وهوذا السقوط من قلة الايمان، وهذا ما قاله ذاك الشيخ المليء ايحاءات،

115 ان هذا موضوع للقيام وللسقوط: من آمن يقوم، ومن لم يؤمن ها انه ساقط.

 

سمعان يتنبأ بان رمحا سيخرق قلب مريم ولكنها لن تسقط

116 سمعان نظر الى كل درب ابن الله: كم سيقعون، وكم سيقومون بسبب صغره،!

117 /478/ سبق وبيّن بنبؤته امور المستقبل ليبرهن بان طريقه كانت مكشوفة للنبؤة،

118 الشيخ قال للبتول ما سيحدث لها لكي تعرف بان خبرها جلي للنبؤة،

119 كان يقول لها: يجتاز رمح في نفسك، سمى رمحا الضيق الذي صار بسبب الصلب،[15]

120 لما صلبوا الوحيد عاريا اجتاز الضيق في نفس مريم على حبيبها،

121 سمعان الشيخ سمى ذلك الضيق رمحا وبشّر مريم بانها ايضا ستتعذب مرةً بالضيق،

122 ايتها البتول ان طريقه كلها جلية لكِ، فها قد ولدتيه وحُفظتِ في بتوليتك،

123 لكِ وُصف كل السرّ من قبل الملاك، وكل طريق ابن الله تجلّت لكِ،

124 ومعك تكلم الرعاة عن العجب الذي راوه والعلامة العظيمة الموضوعة في جسمك والمليئة عجبا،[16]

125 لما يصلبونه ستمر هذه الامور على بالكِ، وبسببه يدخل الضيق ويعبر في نفسك،

126 وسوف يضايقك موته وتحزنين بسببه مثل الميت الذي نزل الى الشيول وانتهى خبره،

127 وكما تسقط الجثة بالرمح امام قاتليها، كذلك تسقط نفسك من الحزن امام الصالبين.

 

موت المسيح سيُضل مريم ويحيرها!

128 /479/ ولو يُضلكِ موته المليء عجبا، كم بالاحرى سيُضل من هو بعيد عن عمله،

129 انت لن تسقطي حتى بالرمح لما يطعنكِ، ولن يمكث الالم في نفسكِ بسبب ثمرتك،

130 الضيق سيعبر عبورا سريعا في نفسكِ ولن يبقى فيها لان ثمرتك حي حتى وهو مصلوب،

131 لما يصلبونه اذكري من هو،؟ وكيف وُلد،؟ وها قد عرفتِ كيف يموت بالصلب،؟

132 وسيزول الضيق الذي ارعبكِ اكثر من الرمح، وسوف لن تسقطي بسبب موت وحيدك،

133 سمعان الشيخ رتل هذا الخبر للبتول في النبؤة كاشفة اسرار بيت الله،

134 سبق وبيّن لها كيف تسير طريق الابن بالمجد والهوان وبالقيام والسقوط،

 

135 لئلا يضطرب عقلها من سمو البتولية، لما ستجد شكوك الكتبة والفريسيين،[17]

136 ولا تترك الضيق يثبت في نفسها بسببه لما يصلبون الوحيدَ ويهينونه،

137 يوجد في طريق الوحيد العلى والعمق وهي مخيفة جدا بسبب الشكوك الكثير فيها،

138 انها ممهدة بالايمان وسامية على العثرات، ولو ترك احد الايمان لسقط منها.

 

الخاتمة

139 /480/ ربي، بك اقوم مع كل من حفظ الايمان، واحفظْ ايماني بالنعمة، لك التسبيح.

 

كمل الميمر على الدخول

 

 

 

 

[1] – يوحنا 14/6؛ 8/12

[2] – يوحنا 11/9-10

[3] – تلاعب على فعل ومصدر: ملل ملثو

[4] – مزمور 144/14

[5] – مزمور 72/17

[6] – لاويون 12 خاصة 12/6-8

[7] – لوقا 2/29

[8] – لوقا 2/34

[9] – 1قورنثية 1/18-25

[10] – يوحنا 19/34

[11] – متى 27/34

[12] – يوحنا 10/33

[13] – مزمور 104/4

[14] – اشعيا 66/1؟

[15] – لوقا 2/35

[16] – لوقا 2/8-20

[17] – متى 5/20