الميمر 164 على الغدير الذي رآه حزقيال

الميمر 164

 

        يا ابن الله افتح لي شفتيّ لاتكلم كانما لتسبيحك ولو لستَ محتاجا الى التسبيح، خبرك سام ولا احد يفهم وحيك، لكنك توصف من قبل الارضيين بمحبتك، اعطني كلمة تزمر تسبيحك لاجلك، وبموهبتك ايقظ الحاني على تسبيحك.

        يا ربولي اعطني وخذ من موهبتك تسابيح متميزة كالعشور من المقتنيات، ربي لا تعطني المقتنيات لاعشّر لك، لكن جمال التراتيل لاقربه لك، اخلق فيّ قلبا نقيا يتحرك علىتسبيحك وفما ليصير كنارة الالحان لتراتيلك، وكلمة تسمو على المخاصمات والتعقيبات ومحبة حارة لاتكلم بها بدون اضطراب.

        النفس العاقر تشبه حنة وتتوسل اليك لتلد ميمرا ليصير مُلكك لما تلده، المعرفة التي هي عاقر اكثر من حنة نذرت كلما ولدته ليقوم على خدمتك، ربي اعطِ للفم اثمار التسبيح ليعطيها لك ومنك واليك فالتسبيح هو مُلكك كل يوم.

        لو لم يكن العالم قد ملّ من التعليم لامكن الكلام عن حزقيال وعن ايحاءاته، وما العمل:؟ لقد ثار فيّ الميمر ليُنطق وقد برد العالم من التعليم ولا يسمعني، ولا توجد فرصة لتلك التي حبلت الا ان تلد، ولكن لو ولدت ولم يعش، ماذا تعمل،؟ ليلد فكري الميمر الذي حبل به من نعمتك، ولو ابغض العالم التعليم فهذا لا يعود اليّ،! مَن يحب ليحب، ومَن يبغض هو مسلط (على البغض)، وكلمة الحياة لا تخضع نهائيا للسكوت.!

        الرب موجود في القراءات كالنير: ومن يُمِل اذنه ليسمع روحيا، يسمع كل يوم خبر ربنا من القراءات، الكتب تتكلم روحيا والهيا، واذننا تسمع الاخبار جسديا، بربنا تثبت كل كلمات النبؤة، ولاجله كان الانبياء يتنبأون بالروح.

        تفسير رؤيا غدير حزقيال: الغدير يعني خبر الابن ومراحل حياته الاربع اي تدبيره في الجسد: طفلا وشابا ورجلا اي الولادة والمذود الخ.. الباب المغلق يرمز الى مريم.

        الرؤيا ترمز الى البشارة المنتشرة في العالم: تتجمع قطرة قطرة من هنا ومن هناك، تكوّن مياه غدير عظيم لا يُعبر، ها قد اقبل واتى جميع الشعوب من كل الجهات: من اليهود ومن الآراميين ومن اليونان، روما وياون وبلدان كوش والهند وارض مصر والبلدان وتخومها، ابن الله الذي كان يهان ويُسخر منه هوذا تيجان الملوك وولاياتهم منحنية امامه، وتسبح كل الجزر وسكانها، وتجلس على اسمه كل الاقاصي والشعوب العائشة فيها، ويهلل له المتوحدون على قمم الجبال، ويسبّحه جميع القديسين من العمق.

        الاشجار ترمز الى البشر: ذاك الوحي صوّر البشرَ بالاشجار. البحر يرمز الى العالم والمياه النتنة هي جنس آدم: الحية تقيأت في راس النبع فنتن كله، وبما ان ابن الله هو ماء خرج من بيت القدس فقد خلطه ابوه في المياه النتنة واصلحها. لا تصير الاسماك في مدخل ولا في مخرج هذه المياه اعني مكث الشعب بدون اصلاح، المدخل والمخرج يسميه بالشعب. هوذا البرية مليئة بالصيادين، وهوذا ناصبو الشباك والصيد متوفر في البيع، شبكة سمعان حبست البحر وكل اليابسة، وجلب صيدا بلا عدد الى بيعة الابن. البشر الذين هم على جدول المعموذية يقومون روحيا في الحياة الجديدة كل يوم. الاوراق الشهية والاثمار الحلوة الموجودة في هذه الاشجار التي شربت مياه المعموذية الممجدة هي الاعمال والكلمات للبشر الالهيين، والاثمار والاوراق لكل الاشجار الروحية، المعموذية-غدير الحياة فاضت في العالم، من اثمارهم تاكل البيعة الحياة كل يوم، وتبتهج وتفرح بعباراتهم اي باوراقهم، ويعطون كل يوم اثمار التسبيح للاهوت.

 

– المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 70؛ روما 117 ورقة 88

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. السروجي يتشكى من عدم سماعه لكنه بالرغم من كل هذا الاهمال يتكلم ليفيد. رمزية السروجي متعددة الانماط: الاشجار، والسمك، والمياه هي البشر. الماء هو المسيح، والمعموذية، والبشر الخ.. قد يرقى تاريخ تحبير الميمر الى فترة المخاصمات المسيحانية أي الى حوالي سنة 490-500م.

 

 

الميمر 164

على الغدير الذي رآه حزقيال

(حزقيال 47/1-12)

 

المقدمة

 

1 يا ابن الله افتح لي شفتيّ لاتكلم كانما لتسبيحك ولو لستَ محتاجا الى التسبيح،[1]

2 خبرك سام ولا احد يفهم وحيك، لكنك توصف من قبل الارضيين بمحبتك،

3 اعطني كلمة تزمر تسبيحك لاجلك، وبموهبتك ايقظ الحاني على تسبيحك،

4 بدون موهبتك حتى الشمس لا نور لها، ولا توجد للقمر تغييرات او مسارات،

5 ولا للفم صوت وكلمة بدون موهبتك، ولا للعقل حركات مليئة تمييزا،

6 منك تاخذ كل البرايا احتياجاتها وبالسنتها تقرب لك التسابيح المتميزة،

7 ربي لو اعطاك احد (شيئا) فانه يعطيك مما لك، لانه لا احد يملك ليعطي ما عداك.

 

نذر يعقوب مما لله ليعطي له العشور (تكوين 28/22)

8 ربي، يعقوب العادل الذي نذر ليعشر لك، وعد ان ياخذ عشرة ويعطي لك واحدا،

9 كان يعرف بانه ما لم تاخذ مما لك، هو لم يكن يملك شيئا ليعطيك،

10 /431/ ولهذا سأل لتعطيه، ونذر لك الواحد من العشرة من المقتنى الذي تعطيه له،

11 كان يعرف كم ان فقره محتاج، ولو لم يكن ياخذ مما لك لما كان يعطي،

12 ووعد (قائلا): لو اعطيتني [ساعطيك واحدا من العشرة وكل ما تعطي[2] اعيده لك،

13 واذ [ كان[3] قد وعد ان يقرب لك مما لك، حسبتَ نذره نذرا عظيما بسبب محبتك،

14 واذ اعطى يعقوب عظيم العادلين لك العشور مما لك، فمن يملك شيئا ماعداك.؟

 

يعقوب يتكلم

15 يا ربولي اعطني وخذ من موهبتك التسابيح المتميزة كالعشور من المقتنيات،

16 ربي لا تعطني المقتنيات لاعشّر لك، لكن جمال التراتيل لاقربه لك،

17 اخلق فيّ قلبا نقيا يتحرك على تسبيحك، وفما يصير كنارة الالحان لتراتيلك،[4]

 

18 وكلمة تسمو على المخاصمات والتعقيبات، ومحبة حارة لاتكلم بها بدون اضطراب،

19 اعطني هذه وخذها لك من موهبتك، كلها هي مُلكك لانني لم انذر عشور التسبيح،

20 كل التسابيح وكل الجمال هو مُلكك، /432/ كل العجائب وكل الالحان والمزامير،

21 اعطني اياها كلها وخذها كلها لما تعطيني اياها، انها مُلكك ولك تُعطى كل عباراتي.

 

النفس والمعرفة تنذران مثل حنة التي نذرت صموئيل لله

(1صموئيل 1/11)

22 النفس العاقر تشبه حنة وتتوسل اليك لتلد ميمرا ليصير مُلكك لما تلده،

23 امّ صموئيل نذرته كله ليصير لك، ولما ولدته اعطته ليقوم على خدمتك،

24 حنة لما نذرت نذرت احسن من يعقوب، لانها لم تنذر واحدا من العشرة لتقربه لك،

25 سالت الذكية وولدت ونذرته لك، ولما اعطته لك تعود وتجلبه ليصير لك،

26 المعرفة التي هي عاقر اكثر من حنة نذرت كلما ولدته ليقوم على خدمتك،

27 ربي اعطِ للفم اثمار التسبيح ليعطيها لك ومنك واليك فالتسبيح هو مُلكك كل يوم.

 

الابن موجود في الكتب الالهية

28 تجلّيك مصور واشراقك الالهي مرسوم في النبؤة السامية البصر والرائية الاسرار،

29 [ صورتك قائمة في التوراة كالنيّر،[5] وانت مشرق فيها كالنهار على الآكام،

30 وتحملك كل ايحاءات النبؤة، وبك تتكلم كالكنارات بصوت عال،

31 /433/ انت موصوف في قراءات النبؤة، وفي النصوص مصورة لك صورة مليئة جمالا،

32 انت حالّ في الكتب ونورك مشرق على كلماتها، ومن ينظر فانه يراك في قراءاتها،

33 اسرار الابن هي كمصابيح النور العظيم تضيء كل يوم في قراءات النبؤة،

34 ومن له عين صافية ترى جيدا يلتذ بصره بهذا الجمال الروحي،

35 ومن يُمِل اذنه ليسمع روحيا، يسمع كل يوم خبر ربنا من القراءات،

36 الكتب تتكلم روحيا والهيا، واذننا تسمع الاخبار جسديا،

37 بربنا تثبت كل كلمات النبؤة، ولاجله كان الانبياء يتنبأون بالروح.

 

مركبة حزقيال (حزقيال 1، 10)

38 عنه تنبأ حزقيال ابن السبي ورآه على مركبة السماويين،

39 سمع بخوف عظيم كل بركاته، لانه كان يُبارك من قبل العساكر السماوية،

 

40 رآه فوق العجلات الناطقة فوق الاجنحة على كرسي النار على المركبة،

41 هو اعطاه واكل النؤة اكلا بشبه مدرج طعمه العسل الحلو،[6]

42 /434/ اعطاه روحَ النبؤة كمأكل ليملأ منه بطنه وامعاءه ويتنبأ،

43 سكب وملأه كل الايحاءات الالهية ليكون مسلطا ليبين الخفايا،

44 النبي المختار كان قد تنقى بالروح القدس، وبالايحاءات راى بشارة ابن الله.

 

يعقوب يتكلم

45 ولو لم يكن العالم قد ملّ من التعليم لامكن الكلام عن حزقيال وعن ايحاءاته،

46 وما العمل،؟ ثار فيّ الميمر ليُنطق وقد [ برد[7] العالم من التعليم ولا يسمعني،

47 ولا توجد فرصة لتلك التي حبلت الا ان تلد، ولكن لو ولدت ولم يعش، ماذا تعمل،؟

48 ليلد فكري الميمر الذي حبل به من نعمتك، ولو ابغض العالم التعليم فهذا لا يعود اليّ،!

49 مَن يحب ليحب، ومَن يبغض هو مسلط ( ان يبغض)، وكلمة الحياة لا تخضع نهائيا للسكوت.!

 

غدير حزقيال (حزقيال 47/1-12)

50 هبط وحي من الله على حزقيال ليبين له بشارة الابن بوضوح،

51 وراى النبي روحيا كل طريق ابن الله كيف تسير في العالم كله،

52 لو انت حاضر عند التعليم لما يُنطق، /435/ كن هنا واسمع الخبر الذي هو كله عجب،

53 راى النبي الماءَ يجري من بيت القدس وشبهَ رجل ممجد قائم ومليء جمالا،

54 يحمل في يديه خيطا ليقيس الماء الذي خرج، فعبر وقاس الف ذراع وهو ينظر اليه،

55 الرجل الممجد الذي رآه مسك حزقيالَ وعبّره في الماء الذي مقياسه الف ذراع،

56 وارتفع هذا الماء حتى كعبيه،ثم القى مقياسا آخر الف ذراع،

57 وصعد الماء الثاني حتى ركبتيه، واضاف وقاس مرة ثالثة الف ذراع،

58 وعبّره ذاك الملاك في الماء (الواصل) الى ظهره، وعاد وقاس الف ذراع للمرة الرابعة،[8]

59 وكثر الماء وفاق الغدير القياس، وفاض وصار لجة عظمى لا تُحدد،

60 كثرت المياه ولم يقدر احد ن يعبرها، ولا يوجد قعر او مقياس لامواجها،

61 غدير عظيم لا يُسبر غوره ولا يُعبر، ولا يقدر احد ان يعبر البحور الموجودة فيه،

62 النبي العجيب راى [ الغدير[9] بامواج عالية وبسيول لا تُعبر او تُجس.

 

الغدير رمز لخبر ابن الله غير المحدود

63 /436/ يا لك من غدير مليء اسرارا، مَن يفهمك،؟ مَن يستوعب الاسرار المجيدة التي تثيرها،؟

64 غرق العقل في الامواج المرعبة المرتفعة فيك وفي موج الاسرار الذي يرتطم فيك،

65 النبي كان قد راى غديرا فاق المقاييس، لانه من يقدر ان يقيس درب ابن الله.؟

 

الباب المغلق رمز لمريم البتول

66 كان قد راى المياه المجيدة تخرج من بيت المقدس من باب غير مفتوح رآه النبي مغلقا،[10]

67 كان قد راىالمياه تخرج من عتبته، والباب غير مفتوح وتخرج المياه بعجب عظيم،

68 البتول اعطت المياه الحية التي جرت منها لكل العالم وهي محفوظة في بتوليتها.

 

الغدير رمز لمراحل عمر المسيح ورمز البشارة التي انتشرت في العالم

69 بشارة الابن خرجت الى العالم [ بصغرها[11] وكثرت وقويت وملأت منها الارض كلها،

70 في البداية هذه المياه التي رآها النبي كانت تُسبر وتُعبر وتُعرف،

71 كانت تُرسم بصغر ابن الله وكانت تُرسم بمراحل عمره الانسانية،

72 لما اتى الى الولادة والمذود الحقير والتربية والاقماط مثل انسان محدود،[12]

73 مسكته الايادي، [ وحملته[13] الركبتان، وحضنه الصدر، /437/ ورضع الحليب، وصار في العالم مثل انسان،

74 جاع وعطش وتعب في الدرب الذي كان يسلكه ودخل الى المحكمة واحتمل الآلام والصلب،[14]

75 كل من رآه كان يظن بانه قد تحدد وفهم بان خبره قد انتهى بالصلب،

76 في البداية كانت تقاس هذه المياه وكانت تُسبر وكانت قد تحددت تحت الحدّ،

77 واذ كان يُظن بانها تُسبر وتُعبر قويت المياه ولم يقدر احد ان يعبرها،

78 فصوّرت دربَ وبشارة ابن الله لانه اثناء مجيئه الى العالم بدأ مثل انسان،

79 لما يدخل احد ليسير في بشارة الابن، يرى بانه اله ورب البرية مثل والده،

80 لما بدأ في العالم لمسوه كما (يُلمس) الانسان، ولما يقرأون خبره فهو يفوق المقاييس،[15]

81 لا احد يفهم، لا احد يلمس، لا احد يفحص لان خبر الابن غدير عظيم لا يُعبر.

 

مراحل عمر المسيح الاربع وتدبيره الالهي

82 رايتُه طفلا في الاقماط في بداية الطريق، وفي وسطها رجلا يعتمذ من يوحنا،[16]

83 وفي (المرحلة) الثالثة تجده [ ميتا] مصلوبا، /438/ وفي الرابعة [ كان الها[17] استأصل الشيول،

84 صرخ صرخة [ في عالية الاسوار فخافت وارتجت وارتجفت[18] وسقطت واستيقظ الموتى الذين كانوا محبوسين فيها،

85 ومن الآن وصاعدا لا احد يلمس ولا احد يفهم ولا احد يفسر طريق الابن ولا تُفحص،

86 شاء ونزل الى المقاييس الانسانية، فصار طفلا وصار شابا وصار رجلا،[19]

87 واذ سلك الطريق التي نزل لاجلها، حينئذ احست به البرية كلها بانه اله،

88 بموته فضح السلاطين الذين لم يعرفوه، وعرف العالم بان خبره اسمى من المقاييس،[20]

89 خبر موته هو غدير عظيم لا يُعبر، ولا يقيسه البشر ولا الملائكة،

90 بشارة الابن استولت على العوالم واقاصي الارض وقويت وكثرت وملأت منها كل البرية،

91 خبر موته القى الحيرة على الحكماء، ولم يجس احد ميمر الصلب العظيم،

92 الغدير الذي رآه النبي هو البشارة المليئة اسرارا التي لا تُجس اعني لا تُفحص،

93 هذه المياه التي رآها النبي كانت مياه الغدير، لا مياه الجداول والعيون والينابيع،

94 / 439/ مياه نزلت من اعالي العلى العالية من الآب لتسقي الارض التي كانت خربة.

 

البشارة جمعت البشرية من كل حدب وصوب

95 بشارة الابن هي سماوية لا من الارض: ابن الله ليس مولودا من الزواج،

96 انه من جوهر (الآب) ومن العظمة ومن العلي من الآب فتح لنا شرابا لنتعم به،

97 المياه العالية لما تُرسل تكوّن غديرا، وما رآه النبي كان غديرا،

98 الينابيع والانهار لم تصب فيه سيولا لكن الاعالي سكبت فيه سيولا بعجب عظيم،

99 خرجت البشارة الى اقاصي الارض وجهاتها، وجمعت البشر عند الله،

 

100 من كل الجهات، ومن كل [ ولاية،[21] ومن كل سلطة، ومن كل النواحي، ومن كل الاقاصي، ومن كل البلدان،

101 ومن كل الاجيال، ومن جميع الشعوب، ومن كل [ الاجناس كوّنت[22] وجمعت حشدا عظيما للاهوت،

102 كما يجمع الغدير المياه من كل الجهات، ومن كل الاعماق، ومن كل الاعالي، ومن كل الجبال،

103 ومن كل الحقول، ومن كل الطرقات، ومن كل الاراضي يجمع ويكوّن سيلا واحدا لا يُحدد،

104 لما تتجمع قطرة قطرة من هنا ومن هناك، /440/ تكوّن مياه غدير عظيم لا يُعبر،

105 ها قد اقبل واتى جميع الشعوب من كل الجهات: من اليهود ومن الآراميين ومن اليونان،

106 روما وياون وبلدان كوش والهند وارض مصر والبلدان وتخومها،[23]

107 اخذت البشارة جميع البعيدين وجميع الضالين وجميع الهالكين وجميع الوثنيين الساجدين للاصنام الباطلة،

108 ومن كل سجدات، ومن كل عبادات الارض كلها، ومن كل حشود الوثنية،

109 وجمعتهم كالقطرات من كل الجبال، وكوّنت منهم سيل تسبيح واحد وعظيم،

110 كما راى النبي غديرا لا يُعبر ولا يقاس بسبب كثرة مياهه،

111 صار الشعوب شعبا واحدا عظيما يزمر تسبيحا وحمعا عظيما اي غديرا فاق المقاييس.

 

دعوة حزقيال ليرى البشارة تستولي على العالم وتهتك الوثنية

112 هلم يا حزقيال يا بحر الاسرار والايحاءات شاهد البشارة التي قويت واستولت على الارض كلها،

113 وكل المياه الموجودة في العالم صارت مجمّعا واحدا يزمر كل يوم التسبيح للآب بواسطة ابنه،

114 ابن الله الذي كان يهان ويُسخر منه هوذا تيجان الملوك وولاياتهم منحنية امامه،

115 وتسبّح كل الجزر وسكانها، /441/ وتجلس على اسمه كل الاقاصي والشعوب العائشة فيها،

116 ويهلل له المتوحدون على قمم الجبال، ويسبّح جميع القديسين من العمق،

117 البشارة خرجت كالعاصفة ضد الآلهة، وجمعتهم اتلالا اتلالا في البلدان،

118 واستأصل والقى قصور الآلهات واسقط النواويس التي بنتها الضلالة للاباطيل،

119 وخرب ومحا مذابح الوثنيين من الجهات، ومن كل مواسم قام موسم واحد للاهوت،

120 وقويت وكثرت مياه الحياة للعالم كله، وبشارة الابن صنعت فيضانا كالموج،

121 فغُسل العالم من عكر الوثنية وفاض في الارض غدير الحياة وقدسها.

 

 

دعوة حزقيال لتفسير الغازه: البشر مثّلهم بالاشجار

122 هلم يا حزقيال واضف لنا من ايحاءاتك، وتكلم معنا من الالغاز التي وجدتها،

123 خبرك واضح ولنبؤتك وجوه، وميمرك حلو اكثر من شهد العسل،

124 بالمدرج الذي اكلته يا ايها الرائي، كلماتك هي حلوة [ لتسمعها[24] اذنا النفس،

125 كان النبي قد راى غديرا قويا كما سمعنا، ولا يُقاس ولا يُجس ولا يُعبر،

126 /442/ وعاد فراى في الغدير كل الاشجار العالية الجمال والمحبوبة الاغصان وحلوة الاثمار،[25]

127 راى اشجارا مصفوفة عليها من هنا ومن هناك كانت تحمل اثمارا حلوة بعجب عظيم،[26]

128 كانت الاشجار كثيرة وجميلة جدا: اسرار النبؤة الخفية هي عديدة،

129 في النبؤة (توجد) كل الاحجيات وكل الصور وكل الغاز وكل اشباه ابن الله،

130 ذاك الوحي صوّر البشرَ بالاشجار، ولو لا [ تمل[27] عليك ان تسمع بوضوح،

131 الخبر سام ومن يسمع روحيا، يقرأ الميمر ليتكلم معه بوحي.

 

الاشجار: البشر، مياه الغدير: المسيح، المياه النتنة: جنس آدم، البحر الميت: العالم

132 النبي كان قد راى غديرا فيه كل الاشجار، والملاك الذي بيّنها له بدأ يعلّمه،

133 وكان يقول له: لما تتجمع مياه هذا الغدير تذهب وتسقط في البحر الميت،[28]

134 والمياه النتنة تستقبل هذه المياه، وتصلح مياه البحر الميت فتحيا اسماكه،[29]

135 المياه الحية تسقط في البحر وتصلح المياه وتثمر المياه نفسا حية وممجدة،[30]

136 /443/ هذه المياه الموجودة في الغدير هي الحياة وبها تصلح مياه البحر الميت النتنة،

137 البحر هو العالم، والمياه النتنة هي جنس آدم: الحية تقيأت في راس النبع فنتن كله،

138 ولهذا سمى الملاكُ المياه النتنة بالبشر في وحي حزقيال،

139 وبما ان ابن الله هو الماء الذي خرج من بيت القدس فقد خلطه ابوه في المياه النتنة واصلحها،[31]

 

140 ولقد جعله خميرا للبشر وعجنهم به، والمياه الميتة اقتنت الحيوية بالمياه الحية،

141 اينما سقطت المياه التي في الغدير تصير اسماكا وتصير نفس حية في هذه الاسماك.[32]

 

مدخل ومخرج الغدير: الشعب اليهودي الذي لم يصلح بمياه المسيح

142 لا تصير الاسماك في مدخل ولا في مخرج هذه المياه كما قال ذاك الملاك،[33]

143 اعني مكث الشعب بدون اصلاح، المدخل والمخرج يسميه بالشعب،

144 ابن الله كان قد دخل وخرج من عند اليهود وهذه المياه التي لم تتحلّ هي الشعب،

145 وقد سمى الشعبَ بالمدخل وبالمخرج وقال الملاك ان هذه المياه لا تصلح،

146 وكل العالم اي المياه النتنة صلحت بالمسيح والشعب فقط ظلّ كما هو بدون اصلاح،

147 /444/ كل الارض استنارت من ابن الله، والشعب مظلم لانه هرب من النيّر،

148 وقد تجلت مرارته لحزقيال : لم يصلح كما صلح العالم كله.

 

الاسماك: الجنس البشري، شبكة سمعان اصطادت العالم، الماء: المعموذية

149 ها قد صلح العالم الميت وتحركت اسماكه، الجنس البشري الذي قتله الموت عاش بالمسيح،

150 هوذا اشجار مليئة جمالا روحيا قد نبتت من هنا ومن هناك على معين المعموذية،

151 هوذا البرية مليئة بالصيادين، وهوذا [ ناصبو الشراك والصيد[34] متوفر في البيع،

152 شبكة سمعان حبست البحر وكل اليابسة، وجلب صيدا بلا عدد الى بيعة الابن،[35]

153 في الغدير راى النبي كل الاشجار [ ذات الاثمار الحلوة وهي اسمى وابهى من الاشجار،[36]

154 وذاك الملاك الذي كان يتكلم معه عن الاشجار ذكر له ما هي،؟ وكيف هي،؟

155 كل الاشجار التي تشرب المياه من الغدير هي ممجدة، وهي مليئة كل يوم باثمار الحياة.[37]

 

الغدير: رمز المعموذية

156 البشر الذين هم على جدول المعموذية يقومون روحيا في الحياة الجديدة كل يوم،

157 المسيح هو المياه التي تخرج من بيت القدس، /445/ كل الاشجار التي تشرب منها هي حية،

 

158 اوراقها لا تنثر مطلقا كاوراق الاشجار، ولا الزمان يجردها من اثمارها،[38]

159 هكذا هم جميع اولاد المعموذية: انهم يحملون الحياة اكثر من اثمار كل الاشجار،

160 المياه التي تنزل من جوهر الآب وتجري من بيت قدس اللاهوت السامي،

161 الآب ارسل المياه الحية للعالم الميت، وعاش العالم بالمياه التي جرت من بيت قدسه،

162 وربّى البشرَ كالاشجار بمياه المعموذية المباركة التي تجري منها،

163 اوراق شهية واثمار حلوة موجودة في هذه الاشجار التي شربت مياه المعموذية الممجدة،

164 الاعمال والكلمات للبشر الالهيين، والاثمار والاوراق لكل الاشجار الروحية،

165 المعموذية-غدير الحياة فاضت في العالم، وبواسطتها حمل البشر الاثمار كالاشجار،

166 صوّر حزقيال جمالا بهيا للمعموذية بذلك الوحي الممجد الذي رآه عند الكلدانيين،[39]

167 شجرة الحياة صنع له اخوة بالمعموذية وها انهم مشتولون عليها من هنا ومن هناك كالنيّرات،[40]

168 هوذا كل اشجار المعموذية كثيرة: وها انها نيّرة، وها انها جميلة، /446/ وها انها منتصرة.

 

اثمار الاشجار: ايمان ابناء النور، واوراقها: عباراتهم للشفاء

169 هوذا جمالها، وهوذا اوراقها، وهوذا اثمارها، وهوذا حلاوة ولذة فواكهها،[41]

170 لا يوجد شتاء ينزع عنها اوراقها، ولا زمان يجردها من اثمارها،

171 هوذا ايمان ابناء النور اي اثمارهم، وعباراتهم مليئة حياة كاوراقهم،

172 من اثمارهم تاكل البيعة الحياة كل يوم، وتبتهج وتفرح بعباراتهم اي باوراقهم،

173 حياتها تقوم بالايمان كما لو كان في الحلم وبتعليمها تُسعد جموعها روحيا،

174 هوذا مأكل سماوي لمن هو جائع، وشفاء مليء حياة لمن هو مريض،

175 لشجرة المعموذية اوراق واثمار: هوذا تعليم وايمان بيت الله،

176 بعباراتهم اولاد البيعة يزمرون كل يوم، ويعطون كل يوم اثمار التسبيح للاهوت،

177 يضمدون بالكلمة ويشفون من هو مريض، وبالايمان يضعون امامه خبز الحياة،[42]

178 هوذا اثمارها امست للأكل كما هو مكتوب، واوراقها صارت بالحقيقة للشفاء،[43]

 

179 تشرب المياه من بيت قدس اللاهوت، /447/ ولهذا فانها تعطي الحياة لآكليها،

180 ها انه تحمل بواكير التسبيح على اياديها، وفي راس الشهور تجلب الغلة لآكليها،

181 الاثمار للأكل، وكل اوراقها للشفاء لانها من بيت قدس [ اللاهوت تشرب الحياة،[44]

182 بايمانهم يعطون الحياة لكل النفوس، وبعباراتهم يوجد الشفاء للسامعين.

 

الخاتمة

183 باشراق الابن استنارت ايحاءات النبؤة، مبارك الذي اتى وكشف الاسرار التي كانت خفية.

 

 

 

 

 

[1] – مزمور 51/12

[2] – و: يهمل

[3] – ر: لك

[4] – مزمور 51/12

[5] – و: يهمل

[6] – حزقيال 3/1-3. انظر، ميمره 125 على المركبة

[7] – نص: وقُر، بيجان يصوب: وقَر

[8] – لماذا وكيف يبدل يعقوب نص حزقيال 47/3 من: الرجل (كابرو) الى الملاك (مالاخو)؟

[9] – و: غدران

[10] – حزقيال 44/1؛ 46/1

[11] – بصغره، بيجان يضع: كذا، سوني يصوب: بصغرها

[12] – لوقا 2/7

[13] – و: حملوه

[14] – متى 4/2؛ يوحنا 19/28؛ يوحنا 4/6؛ متى 27

[15] – 1يوحنا 1/1

[16] – لوقا 2/7؛ متى 3/13-17

[17] – و: مظلوما. و: كانه اله. متى 27/45-50؛ 27/53

[18] – ر: بشبه السور فخافت وفزعت وارتجت وارتجفت. 1بطرس 3/19؟

[19] – يعدد يعقوب مراحل عمر المسيح: مرة يحسبها ثلاث مراحل: طفل (طاليو)، شاب (علايمو) رجل (كابرو) 164/86، ومرة يعدها اربع مراحل: الطفولة والعماذ والموت والنزول الى الشيول. انظر، ميمره 164/82-83. في ميمره 71 على الايام الستة يعدها مرة خمس مراحل بالتوازي مع الحواس الخمس والعهود الخمسة: جنين (عولو) وليد (يالوذو) طفل (طليو)، رجل (كابرو) 71/1446؛ وفي نفس الميمر يعدها اربع مراحل: جنين، وليد، طفل، رجل، 71/525، 1278؛ وفي نفس الميمر يعدها مرحلتين 71/1239. هذه هي تعددية نظريات السروجي!

[20] – قولوسي 2/15

[21] – و: طرق

[22] – و: طغمات. و: عبرت

[23] – ياون (يون يَوُن). يقصد بها اثينا عاصمة بلد اليونان، ويقصد بها اليونان. انظر، ميمره 108 على الطوفان

[24] – و: اينون، نص: اينين. حزقيال 3/1-3

[25] – حزقيال 47/7، 12

[26] – حزقيال 47/12

[27] – و: تامن، نص: تمإن

[28] – حزقيال 47/8. يعقوب يذكر: البحر الميت لانه يعتبر جهة الشمال (كاربيو) حسب الفشيطتو، او (عربة) حسب السبعينية وتعني منطقة البحر الميت

[29] – حزقيال 47/9. حزقيال يذكر: نفس حية، يعقوب يذكر: الاسماك، في البيت 135 يذكر نفسا حية. 1قورنثية 15/45

[30] – حزقيال 47/9؛ تكوين 1/19، 24، 30

[31] – يوحنا 4/10-11؟؛ 7/37

[32] – تكوين 1/19، 24، 30

[33] – حزقيال 47/11

[34] – و: عراة للمصيدة. و: تصطاد

[35] – متى 4/18-19

[36] – و: يهمل

[37] – في النص لا توجد (ايلوني مشابحي) اشجار ممجدة. لعل يعقوب يذكر: زيتونة ممجدة؟. مزمور 52/8

[38] – حزقيال 47/12

[39] – حزقيال 1/3

[40] – تكوين 2/9. المسيح هو شجرة الحياة

[41] – بلاغة يعقوب استعمل 9 مرات (هوذا) في البيوت: 167-169

[42] – يوحنا 6/35، 48

[43] – حزقيال 47/12

[44] – ر: تشرب مياه اللاهوت