الميمر 154 (الرابع) على سدوم

الميمر 154

 

        ربي، افتح شفتيّ لاكرز غنى لطفك، وأجْرِ على لساني ميمر مجد لاهوتك، ساعدني لاصير عاملا لكلمتك بنشاط، وبها انهي حسنا مسيرة حياتي، لما اموت انام وانعس على تعليمك، ولن انفصل عنك ايها الرفيق الصالح حتى في الموت، لتكفّني كلمتك على مثال الامّ التي (تكفن) وحيدها، وارقد عليها لئلا اختفي بسكوت الشيول، لتكن كلمتك مستيقظة بعدي في الكتابات، لئلا اصبح غريبا عن صحبتك حتى وإن متُ، هوذا فمي موهوب لك ليصير كنارة الحان لموضوعك، ولتدخل كلمتك لتُنطق به وهو غير مستحق، بماذا يستحق ان يصل اليك الفم الدنس الا بمراحمك المبسوطة حتى على الاشرار.؟

        دخل ملاكان الى سدوم لانها خاطئة لا كدخول ثلاثة كما ورد في قصة ابراهيم: ملاكان دخلا وقت المساء الى سدوم، انصتوا ايها المتميزون وافهموا هنا جيدا، اثنان دخلا اليها، ولم يُرسل اليها ثلاثة لانها لم تكن مستحقة ليسير السر في اسواقها، الثالوث (دخل) الى بيت ابراهيم، (ودخل) اثنان الى سدوم، ومكث السر عند البار لئلا يدخل اليها، لم يدخل الثالوث الى مُحبِّة الفجور لئلا تنجو بدخوله دون ان تجمل، لو دخل سر الابن ليمشي فيها لكان يخلصها وهي غير مستحقة ولما دُمرت.

        لوط راى ملاكين وقال سيديّ في المثنى: ابراهيم راى ثلاثة وكان يتوسل الى واحد، وهذا (راى) اثنين وتوسل الى اثنين كما سمعتم، الثلاثة الذين رآهم ابرام دعاهم: الرب، ولوط الذي راى في سدوم اثنين قال: سيديّ، من هنا عليك ان تتعلّم بوضوح بان السر لم يدخل الى سدوم مع الملاكَين، عند ابراهيم الثلاثة كانوا واحدا فتوسل الى واحد، وعند لوط في سدوم اثنان لم يكونا واحدا لانهما كانا بسيطَين.

        فجور السادومين وصل الى تدنيس الملائكة: لما انتشر الخبر في اسواق المدنسة، ضج الزناة لاهانة القديسين، استيقظت شهوة العاهرين في الاجسام الوسخة ليمسكوا تلك الطبيعة النقية التي لا تتدنس، ودنسهم بالنساء كان يُعتبر لا شيئا، كان بسيطا لو يزني الفجار مع الاناث.!

        الشياطين لا يعرفون المستقبل ويُغشون بالظواهر: يا له من شيطان لا يعرف الخفايا، ويُضِلّ الناسَ (معتبرا) انه يفهم المستقبل، ها انه لم يعرف بانهما كانا ملاكَين في بيت البار، فلو عرف لما جلب الى هناك جبهته، سرقه المستيقظان بشكل الانسان، ولم يفهم وضلّ هناك لتصير معرفته محتقرة، لم يدخل ويجس الاجسام لانهما كانا بلا جسمَين، لقد ضلّ بالشكل وها انه يتكبر (بمعرفة) الخفايا، لو كان يعرف بانهما كانا ملاكَين لكان يخاف ويزجر الزناة لئلا يجنّوا، وكان ينفخ في شهوة الفاجرين ويطفئها لئلا تلتهب على الروحيين لانهما قديسان.

        الشيطان لا يزني لانه روحي: كان يعرف بان طبيعة الروح لا يُزنى معها ولا تزني لانها طاهرة من الدنس، منه شخصيا كان يلزم ان يعرف هذا الامر: بما انه روحي لا يزني بطبيعته، وبما انه يحب الزنى ولا يقدر ان يزني، فانه يستعير الآخرين ليزنوا لاجله لانه مجرم.

        لوط يقدم بنتيه على مثال ابراهيم ويفتاح وامّ المقابيين: واحدة هي محبة جميع العادلين لله، وواحد هو جمال سيَرهم لرب الكل، انهم يحبون الله اكثر من اولادهم، وحيثما يلزم يعطون ابناءهم لاجل محبته.

        خروج لوط من سدوم: ظل الزؤان في موضع الاشواك الملعونة، وخرجت الحنطة الجميلة لكي تُحفظ، يا اخوتي لعل لوطا المتميز صنع توسلا ليقربه لاجل البلد لئلا يفسد،؟ انه مكتوب بانه تاخر ومسكه المستيقظان بيدَيه وخرجا ولهذا يظهر بانه استعد ليتوسل.

        لوط يرسم الصليب: لوط صوّر بالتاكيد صليبَ يسوع في سدوم، وبه نجا من الحريق الذي اشعل الارض، كان يستتر تحت ظِل الصلب لئلا يحترق بشدة اللهيب، اخذ بنتَيه عن يمينه وعن يساره، وبيدَيه اللتين بسطهما ليمسك بهما صوّر الصليبَ.

        امرأة لوط: امرأة العادل التي التفتت دون ان تميز ابعدها السرُ لتتخلف عنه لانها لم تكن منه، انتهرها النمط لتتخلف عنه، فيبست للحال لئلا تبلبل منظر الصلب الجيد، ازداد غصن من اغصان صليب النور، فقطّعه السر لانه لم يكن يطلب الا اثنين.

        السروجي لا يريد اجرة لشعره: ماذا اخذت اجرة كلمتي من السامعين،؟ واية هدية اعطتني الجماعة التي اتعب فيها،؟ انه مكتوب: انه لن يبيت اجر من يتعب، اذاً ابينوا اليوم اثمار اعمالكم، انا انتظر ان تردوا لي هذا الاجر: لئلا يدخل احد ويظلم وينهب بجسارة، من احسّ ليزجر الاثم عن افكاره، ردّ لي جيدا اجرة كلمتي، وها انه لم يظلمني وابارك فطنته، وهذا اشفق علي ولا يسعني ان ارد فضله، لو لم اكن اكيدا بانكم استفدتم لكنتُ اضع يدي على فمي لاسكت في حضوركم، واذ اعرف بانه توجد نتيجة لهذا الزرع، انا ابذره في الارض الصالحة لتاتي ثمرته بمئة.

– المخطوطة: مخطوطة ماردين.

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب.الميمر قطعة شعرية بليغة وتفسيرية مهمة جدا لمعرفة افكار ملفاننا. يستعمل السروجي عبارة: اخوتي واحبائي، كما وردت عبارة يا ابني. هذه العبارة قد تكون اشارة الى نضوج السروجي وتقدمه في العمر. يؤكد على اهمية البتولية في البيعة دون ان يحقر القداسة اي الحياة العائلية ويمدح المؤمنين لان الزنى ليس موجودا فيما بينهم ويكتب: ايتها البيعة حاشا ان يكون فيكِ زرع من زرع سدوم، ولو اقول يوجد فيك منه لأُضرَب على فمي. لعله يتهجم على مقررات مجمع برصوما المنعقد سنة 486م؟. يذكر ملفاننا بانه من الضروري الحفاظ على تعليمه بعد موته. يقول يعقوب انه سكت كثيرا بعد تاليفه لميامره على قائين وهابيل. لعل سبب سكوته هو حوادث غلق مدرسة الرها.؟ قد يرقى تاريخ تاليف ميامره على سدوم وتحبير هذا الميمر الى حوالي سنة 490م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 154

الرابع على سدوم (تكوين 19)

 

المقدمة

 

1 ربي، افتح شفتيّ لاكرز غنى لطفك، وأجْرِ على لساني ميمر مجد لاهوتك،

2 ساعدني لاصير عاملا لكلمتك بنشاط، وبها انهي حسنا مسيرة حياتي،

3 لما اموت انام وانعس على تعليمك، ولن انفصل عنك ايها الرفيق الصالح حتى في الموت،

4 لتكفّني كلمتك على مثال الامّ التي (تكفن) وحيدها، وارقد عليها لئلا اختفي بسكوت الشيول،

5 لتكن كلمتك مستيقظة بعدي في الكتابات، لئلا اصبح غريبا عن صحبتك حتى وإن متُ،

6 هوذا فمي موهوب لك ليصير كنارة الحان لموضوعك، ولتدخل كلمتك لتُنطق به وهو غير مستحق،

7 بماذا يستحق ان يصل اليك الفم الدنس الا بمراحمك المبسوطة حتى على الاشرار،؟

8 محبتك معتادة ان تفتش عن فرصة ودوافع لتسكب المراحم لتحيي الاشرار والظالمين.

 

الرب قبل توسل ابراهيم حتى ينقذ سدوم

9 قبلتَ التوسل من ابراهيم لتحيي سدوم /118/ فلو وُجد فيها عشرة عادلين لما دُمرت،

10 من يطلب من تاديبك ليس مضطرا كما هي مضطرة نعمتك لتصالحه،

11 حنانك محتاج ان يصنع الامان وقت الغضب اكثر مما يتوسل المحتاج لاجل المصالحة،

12 انتَ تساعد التوبة بمحبتك لانه لا يسهل عليك ان تُنزل الدمار على المتمردين،

13 يسهل عليك ان تبري برية اخرى برمز فقط اكثر من تخريب مدينة صغيرة على سكانها،

14 لم تتاخر قدرتك العاملة وتَطُل على البرايا كما تاخرتْ لما نزلتَ لتمحو سدوم،

15 السماء والارض اتيا الى الوجود برمز فقط، والحكم على سدوم انتهى بجهد عظيم،[1]

16 سار بتؤدة في دربه لانه مليء مراحم ولم يكن يرضى ان يدمر بسرعة.

 

يعقوب يتكلم

17 قبل ايام قلتُ كما سمعتم: ان الرحمن فتش عن عدة فرص حتى يحيي سدوم،

18 لو لم يكن يفتش عن علة للمراحم، لماذا لزم ان ينزل على الارض بشكل الانسان،؟

 

19 وكان قد حث ابراهيمَ ليتوسل لاجلها، اذ كشف له عن زيارتها بمحبة،

20 وبمحبته العظمى استمر يسمع كلمات عبده /119/ ولذّ له ذاك التوسل لاجل الشقية،

21 كان التوسل قد دخل من السائل امام العظمة، وتم الشرط لاجل العشرة كما قلنا.

 

الرب ارسل ملائكين الى سدوم ليجسّا وضعَها

22 ذهب ليتعقب في ارض سدوم مثل لاعارف (قائلا): لو وجد فيها عشرةَ عادلين يجتاز عنها،

23 ارسل المستيقظين مثل الجواسيس الى داخل البلد ليريا الاثم المقترف من قبل سكانه،

24 عارف الكل تنازل ايضا حتى يعقب ليتم البحث عن الحقائق بعناية،

25 ارسل وجسّ بلد الاشرار بواسطة الملائكين، ليبرهن كم ان فعلة الاثم وقحون،!

26 انزل شاهدين من العلويين ليريا قضاءه، لانه سيدمر البلد بعدالة وليس بتهور واكراه،

27 فضح اثم سدوم بواسطة الجاسوسين لان وقاحة السادوميين حيرت حتى المستيقظين،

28 ارسلهم لما انتهت الطلبة، وكان قد ارتفع من عند ابراهيم الى خفائه.[2]

 

ملاكان يدخلان الى سدوم لا ثلاثة لانها لم تكن مستحقة

29 ملاكان دخلا وقت المساء الى سدوم، انصتوا ايها المتميزون وافهموا هنا جيدا،[3]

30 اثنان دخلا اليها، ولم يُرسل اليها ثلاثة لانها لم تكن مستحقة ليسير السرّ في اسواقها،

31 /120/ الثالوث (دخل) الى بيت ابراهيم، (ودخل) اثنان الى سدوم، ومكث السرّ عند البار لئلا يدخل اليها،

32 الاحتفال بصورة الملك في حفرة نتنة كثيرة الدنس كان اهانة،

33 كان قد خُدم جمال السرّ عند ذلك الطاهر، ولم يدخل الى المدنسة لئلا يهان،

34 سكينة العلي اختفت عن ابراهيم، وأُرسل مستيقظان بسيطان ليجسّا سدوم،

35 لم يدخل الثالوث الى مُحبِّة الفجور لئلا تنجو بدخوله دون ان تجمل،

36 لو دخل سرّ الابن ليمشي فيها لكان يخلصها وهي غير مستحقة ولما دُمرت،

37 واذ لم تكن مستحقة لم يدخل اليها المخلص العظيم بل ارسل وجسها بواسطة المستيقظين لانها تمردت عليه.

 

لوط البار استضاف ملاكَين (تكوين 19)

38 اتى الملاكان مساء الى سدوم كما قلنا، واستقبلهما لوط الجميل بمحبة عظمى،

39 نبت غصن من غابة بيت ابراهيم ليكرم طعم اثماره الضيفَين اللذين شاهدهما،

40 قام ابن عشيرة ذلك الجميل واستقبلهما ليتشبه بتصرفات العادل العظيم،

 

41 العادات المحبوبة التي اقتبسها من البار، /121/ كان يتصرف بها لاستقبال جميع المارّين،

42 كان قد تربى في عِشرة الفضائل، ولم يترك العمل الذي تعلّمه من ابراهيم،

43 عاش مع ذلك الشيخ مدة (من الزمن)، وتعلّم انماطَه ليستقبل الفقراء بمحبة،

44 ركض فروج ابراهيم-النسر ليرفرف على المارّين الذين رآهم بنمط ويستقبلهم،

45 اقترب البار بمحبة عظمى ليتوسل الى النار التي نزلت بشكل الانسان لتجسّ البلد،

46 لوط البار الذي يُذكر كان ايضا صيادا يجمع كل الفوائد،

47 ولعله كان يوجد شرط بينه وبين ابراهيم ليصيد المارّين: هذا ظهرا، وذاك مساء،؟[4]

48 بلغ الظهر الى ابراهيم ليريح المتعبين، وبلغ المساء لوطا ليستقبل عابري السبيل،

49 لانه كان يجلس على باب القرية، ويُعرف ايضا بان تمييزه كان عاديا.[5]

 

لوط يدعو الملاكَين: سيدَيّ لا سيدي في المفرد مثل ابراهيم (تكوين 19/2)

50 قام البهي واستقبلهما بمحبة وتوسل اليهما ليميلا عنده بتمييز،

51 قال المستيقظان: اتركنا ايها الرجل نبيت في السوق: ليس ليبيتا بل ليختبرا تمييزَه،

52 فتظاهرا بانهما يريدان ولا يريدان ،/122/ لكي يلحّ ذاك البار ويتوسل اليهما،

53 غليت غيرته، وبتوسله ركع امامهما، واذ لم يريدا اجبرهما ليدخلا معه،

54 كان يتوسل (قائلا): اطلب منكما سيديّ، وهذا يتطلب اصغاء وبعدئذ سيُعرف.

 

يعقوب يتكلم

55 من يهتم حتى يسمع بذكاء يفهم رمزَ كلمتي بوضوح،

56 في ميمر آخر قلتُ عن ابراهيم لو تذكرون كيف توسل سريا،[6]

57 راى ثلاثة وكان يتوسل الى واحد، وهذا (راى) اثنين وتوسل الى اثنين كما سمعتم.[7]

 

السرّ لم يدخل الى سدوم مع الملاكين

58 الثلاثة الذين رآهم ابرام دعاهم: “السيد”، ولوط الذي راى في سدوم اثنين قال: “سيديّ”،

59 من هنا عليك ان تتعلّم بوضوح بان السرّ لم يدخل الى سدوم مع الملاكَين،

60 عند ابراهيم الثلاثة كانوا واحدا فتوسل الى واحد، وعند لوط في سدوم الاثنان لم يكونا واحدا لانهما كانا بسيطَين،

 

61 يعرّف توسل ابرام ولوط بما يلي: ذاك دعا الرب الواحد في توسله، وهذا: سيديّ،

62 كان يتضرع: اطلب منكما سيديّ ادخلا واحتميا من شرّ السادوميين،

63 الزمهما ودخلا معه حسب ارادته، /123/ وقام المتميزان ليخدما بمحبة عظمى،

64 هوذا مرآة مليئة جمالا لمن يتطلع اليها: لوط وابراهيم [ صارا مينائَين[8] بتمييزهما.

 

استقبال المعتمذين الصغار

65 كم كانت العناية عظيمة بالمارّين، يا اخوتي اقتدوا وتشبهوا بهذين العادلَين،

66 لوط وابراهيم لم يعرفا بانهما استقبلا المستيقظين، وعظمتهما هي انهما اكرماهم دون ان يعرفا،

67 ايها المتميز اقبل الآن وانت تعرف بان الصغار الذين اعتمذوا هم اكثر صلاحا من الملائكة،[9]

68 المسيح الذي لا يحتاج هو مستتر في المعتمذ ولو انه يتسول، وهذا اعظم من الملائكة فقم واخدمه،

69 توجد نار اخرى اقسى من نار سدوم، وسينقذك صغار ربك الذين تستقبلهم،

70 ليكن لوط المتميز قدوة لك واقتنِ انماطه، وكما نجا انت ايضا تنجو من جهنم.

 

فجور وزنى سدوم

71 دخل المستيقظان الى مسكن لوط الطاهر الجميل، وأُكرما بمحبة من قبل المتميزين،

72 ولما انتشر الخبر في اسواق المدنسة، ضج الزناة لاهانة القديسين،

73 استيقظت شهوة العاهرين في الاجسام الوسخة ليمسكوا تلك الطبيعة النقية التي لا تتدنس،

74 /124/ التهبت حموة الزنى القبيحة لتلقي حمأتها حتى على النار وهي مقدسة،

75 كان قد فاض العكر في الآنية المحطمة: سكان سدوم لتعكير صفاء السماويين،

76 مكلوبو سدوم محبو الزنى صهلوا في الاسواق وتجمعوا بمشورة واحدة عند بيت لوط،[10]

77 كان الشر يُقترف كل يوم بصورة اعتيادية، ولم يبدأوا حديثا يعذبون بيت لوط،

78 كانت توجد هذه العادة هناك بين الاثمة: يمسكون المارّين ليتدنسوا بهم،

79 هذا الصراخ كان قد سُمع بقوة ولم تقاصص الارض جزافا من قبل العدالة.

 

مضاجعة الذكور في سدوم (تكوين 19/5)

80 كم انهم عكسوا طريقة الزواج المستقيمة حتى انهم كان يجنّون ليزني الرجل مع الرجل،

81 هانذا ادنس لساني حتى اذكر جرائمهم، ليتضح بان الجلد اصغر من الذنب،

 

82 كان يتزوج الرجل مع الرجل بدون خجل، بخزي اعظم من السمع ومن اللسان،

83 انتشرت الشهوة هناك في الرجال من قبل المكلوبين، ودنسهم بالنساء كان يُعتبر لا شيئا،

84 كان بسيطا لو يزني الفجار مع الاناث، وكانوا يجنّون الواحد مع رفيقه: انها لجريمة عظمى،!

85 /125/ صرخ الغرباء في اسواقهم من الدنس لانهم كانوا يُقادون مكرهين من قبل المتمردين،

86 خاف المارّون من المشي في المدنسة من فجور هولاء الدنسين الكثير،

87 واذ كانوا معتادين ومتمسكين بالفسق فقد تجمعوا حسب العادة لدى سماعهم بخبر ضيوف لوط،

88 سمع الزناة بوجود مارّين في بيت لوط، وركضوا بصفاقة ليزنوا حسب عادتهم،

89 احاطت الاشواك بالبيت المليء نارا، وهم يجنّون ليزنوا مع اللهيب،

90 روح الشهوة جمعت القشور اليابسة للنكاح مع جمرات النار المقدسة،

91 هبّ الكذب وجلب الهباء من كل الجهات ليعقد الشرط حتى يزني مع اللهيب.

 

النعمة-الام تشير الى الملاكين بعدم ايذاء السادوميين لعلهم يتوبون

92 المراحم حملت الارض التي حملتهم، وكانوا يُحفظون من قبل النعمة لئلا يضمحلوا،

93 النار محاصرة داخل الباب من قبل الهشيم، والدغل يهدد ولا تحرقه حرارتها،!

94 صارت النعمة حاجبة الباب للتوبة وفتحته حتى فيما لو دخلوا فيه لا يُبادوا،

95 احلّت سكوتَها على الناريين لئلا يسرعا ورمزت اليهما ليطيلا الاناة قليلا قبل القصاص،

96 /126/ افسحا لي المجال الى ان ارى هل سيرجعون فلا اغلق باب مراحمي بسرعة،

97 لن استفيد من عذاب بني الاثم، غير انني افرح لو عادوا الى التوبة،

98 سكت المستيقظان بعد نصائح الامّ الجميلة واطالا الاناة وهما يُشتمان من قبل الاثمة.

 

طبيعة المستيقظين

99 اشتعال السماويين خفف من لفحه، وكانا يختبئان في بيت البار مثل الخائفَين،

100 الشجاعان دائما صارا خائفَين شكليا: لعل هولاء المدنسين يتوبون من الدنس،؟

101 الطبيعة القوية التي لا تخاف من التهديدات كانت محاصرة في بيت لوط خوفا من الزناة،

102 الروح الحي الذي لا يُصاد استتر داخل الابواب في بيت الغريب كما لو كان بالشكل،

103 الشخصان الناريان اللذان ينفثان اللهيب كل يوم خافا من برد الاعشاب لكن ليس بالحقيقة،

104 ولدا اللهيب اللذان يرشّان البروق من مناظرهما احتملا تهديدا من المظلمين لاجل الغاية،

105 الضياءان المجيدان اللذان تغرق العين باشعتهما كانا يُضطهدان من قبل ضباب ينخل الظلمة،

106 الرجلان الناريان اللذان ارسلهما ايل الجبار كانا يستتران باخشاب بسيطة من الاثمة،

107 /107/ انها لمصيبة عظمى: الضعفاء المدنسون ارادوا ان يدنسوا اشبالا تربّوا في غابة اللهيب،

 

108 الاسدان اللذان لو زأرا لارتجفت الارض، حبستهما ثعالب عفنة لتتدنس بهما،

109 البطلان اللذان نزلا من لغيون آل جبرائيل صنعا كمينا ليفسحا مجالا للتوبة،

110 الناطقان اللذان خرجا من كرة آل ميخائيل لزما الصمت لما حوصرا من قبل النعمة.

 

السادوميون صغارا وكبارا كانوا عاهرين

111 واذ كان يُحرس محبو الزنى بطول الاناة، لم يكونوا يبتعدون عن عاداتهم،

112 كانوا يتوقون الى الفسق حسب عادتهم، ولم يكونوا يريدون ان يروا وجه التوبة،

113 تجمعوا حول بيت لوط بجسارة شبابا وشيوخا وشعبا كما هو مكتوب،[11]

114 لم يكن الشيخ يزجر الصبي وينظمه، بل كان الشيوخ اسوأ من الشباب،

115 هرم الشيوخ ولم يبتعدوا عن شرّهم، انتهت ايامهم ولم تفتر حموة عاداتهم،

116 شاخ معهم الشر الذي كانوا يمارسونه كل يوم، [ وانحنت[12] قاماتهم ولم ينحنِ بأس خطاياهم،

117 كم كانوا يشبهون العقبان الذين تربّوا في الدنس، /128/ ابيضّوا بالشيخوخة ولم يصيروا غرباء عن البذاءة،

118 هكذا كان صبيان سدوم مرّين، وكانوا يولدون للعهارة منذ البداية،

119 ويلزم علي ان اسمي هولاء ابناء الافاعي الذين يتقيأون السمّ منذ طفولتهم،

120 واحدة كانت [ وقاحة[13] الصبيان والشيوخ: انه مكتوب بان كل الشعب تجمع،[14]

121 صهل الفاجرون مثل الخيل الشبق للدنس، صخب وسخن قطيع الهمجيين العفن.

 

الشيطان لا يعرف المستقبل

122 يا له من شيطان لا يعرف الخفايا، ويُضِلّ الناسَ (معتبرا) بانه يفهم [ المستقبل،[15]

123 ها انه لم يعرف بانهما كانا ملاكَين في بيت البار، فلو عرف لما جلب الى هناك جبهته،

124 سرقه المستيقظان بشكل الانسان، ولم يفهم وضلّ هناك لتصير معرفته محتقرة،

125 لم يدخل ويجس الاجسام لانهما كانا بلا جسمَين، لقد ضلّ بالشكل وها انه يتكبر (بمعرفة) الخفايا،

126 لو كان يعرف بانهما كانا ملاكَين لكان يخاف ويزجر الزناة لئلا يجنّوا،

127 وكان ينفخ في شهوة الفاجرين ويطفئها لئلا تلتهب على الروحيين لانهما قديسان.

 

الطبيعة الروحية لا تزني ولا يُزنى معها

128 /129/ كان يعرف بان طبيعة الروح لا يُزنى معها ولا تزني لانها طاهرة من الدنس،

129 منه شخصيا كان يلزم ان يعرف هذا الامر: بما انه روحي فانه لا يزني بطبيعته،

130 وبما انه يحب الزنى ولا يقدر ان يزني، فانه يستعير الآخرين ليزنوا لاجله لانه مجرم،

131 طبيعته هي بعيدة عن الزنى، وقد استأجر الزناة بالشهوة ليجنّوا لحسابه،

132 لو كان الشرير يقدر ان يزني بنفسه لما كان يفتش كل يوم عن الناس لاجل الزنى،

133 هو كان يكمّل دربه برِجله مثل النشيط، ولم يكن يغري القديسين ليحملهم على الزنى،

134 ولم يكن يتحمل العار كل يوم من قبل المنتصرين الذين يقاومون الشهوة بالقداسة،

135 ولم يكن يتعب ليلقي الاغراء للبتولات لانه كان سيسعى على البتولات بوقاحته،

136 هذا الذي يسمو على الزنى بهذا المقدار ولو ليس قديسا، لو كان يعرف لما كان يسعى على الملاكَين،

137 اتضح اذاً بانه لم يكن يعرف بانهما ملاكان، ولهذا حرّك السادوميين ليهينوهما.

 

النعمة ربطت الغضب طيلة الليل لئلا يدمر السادوميين

138 ضلّ الروحي ومسك الروحيين ليدنسهما، والشرير الذي جنّ هدد عبدَي الملك،

139 /130/ دعا زناته وسجرهم بالعهارة، واطلقهم حسب عادتهم حتى يزنوا،

140 رشّ الحنان من النعمة وهدّأ المستيقظَين لئلا يشرعا بالتدمير منذ المساء،

141 كان الغضب مربوطا بحبال المراحم القوية لئلا يخرج بقوة مريعة على المتمردين،

142 كان لجام المحبة ملقى على السيف [ وينظمه[16] ليفسح مجالا لفعلة الاثم لعلهم يرجعون،

143 القوس ممدود ليمطر الموتَ على الاشقياء، والمراحم تحرس السهم لئلا يخرج،

144 الحنان الذي لا يتعب تعب من التحمّل وهو يمسك القضيب لئلا ينزل على الهائجين،

145 سُجر الشر على المتمردين من قبل العدالة، والنعمة بسطت كنفها لتسترهم،

146 باب التوبة كان مفتوحا طيلة الليل، ولم يدخل فيه الافاعي الذين سعوا على الدنس،

147 نادوا لوطا بالتهديد وهم يجنّون (قائلين): أخرِج لنا هولاء الرجال حتى نعرفهم.[17]

 

النعمة اشارت الى لوط ليقدم لهم بنتيه

148 اقتربت النعمة عند [ لوط[18] بمحبة وهي ترشده لياتي معها عند الجسورين،

149 ايها البار كن لي فاعلا واجتهد معي، /131/ انا فطنة وسوف لن تفقد اجرك عندي،

 

150 هلم نتعب مع بني الاثمة لعلهم يعودون، فاحرس الجبهة [ لأبعد[19] الغضبَ الآتي،

151 ايها البار اخرج عند الهائجين وأسكِتهم، اخرج بنتَيك لو طلبوهن منك واطلقهم،[20]

152 لما يصبح النهار ساعوض ما خسرته لو لم يتوبوا، ولعلني اليوم اكافئك،؟

153 الامّ الرحوم جذبت لوطا واخرجته عند الاثمة ليُسكِتهم لانهم كانوا هائجين،

154 لبس وجها ثائرا لما توسل ليهدّيء هولاء المدنسين الهائجين،

155 قال لبني الاثم: يا اخوتي لا تسيئوا، الرجل الطاهر سمى مدنسي كل يوم: اخوته،[21]

156 ذكّرهم باصل البشر وبانهم اخوة من عند آدم، وبان الجنس هو واحد.

 

بتقديمه بنتيه للسادوميين ذكّرهم لوط بسُنّة الزواج الطبيعية ( تكوين 19/8)

157 ها انه توجد لي بنتان جميلتان، لم يعرف الرجل واحدة منهما،

158 أُخرجهما واصنعوا بهما كل ما شئتم، اتركوا فقط هولاء الرجال واجتازوا واذهبوا،[22]

159 ماذا كان للوط ايضا ليعطيه بدل القديسين،؟ /132/ واي توسل اعظم من هذا قدر ان يصنعه،؟

160 ماذا يوجد احب من محيا بتولتَين طاهرتَين وجميلتَين كان قد وعدهما لهم،؟

161 ها قد تهيأت عدة فرص للتوبة هناك، واحتقر الاثمة كل توسل التواضع،

162 لوط بتضرعه ذكّرهما وهو يتوسل بان طريق العالم هي جميلة عند الاناث،

163 بالبتولتين اللتين وعدهما نصحهم بان سبيل العالم لا تُمهّد الا بالنساء،

164 السادوميون لم يسمعوا هذا الموضوع، ولم يطب لهم الخبر الطاهر لكونهم ارجاس،

165 احتقر الزناة جمال البتولتين وكانوا مصرين ليفسدوا الرجال بالشهوة،

166 لم يشتهوا عنق الشابات المحبوب، وكانوا متعطشين بعاداتهم الى تدنيس الذكور،[23]

167 لم ينظر الفاسقون الى الصبيتين الجميلتين، لانهم لم يريدوا السلوك في درب مستقيم،

168 لو فعلوا هذا الفعل لما كان جميلا، واذ كان شرا غير انه لم يكن سيئا كفعلهم،

169 ان يزني احد بربوات النساء ليس جميلا، الشر هو مجرد ان يفكر الرجل بالرجل فقط.

 

يعقوب يتكلم

170 هذه جريمة، وكيف اصفها لست ادري،؟ /133/ ولو لم تغصبني الكتب لما قبلتها،!

171 لم اكن اريد ان اصدّق بانها موجودة او قد اقترفت لو لم يذكرها بولس بدون خجل.![24]

 

الوثنية والزنى مع النساء هما اهون من مضاجعة الذكور للذكور

172 هذه الخطيئة هي جبل عال اعظم من الارض، واظن بان الوثنية هي اهون منها،

173 لو توجد لي دالة عند العدالة، لكنتُ ارشدها بالا تُغفر هذه الخطيئة،

174 مقارنة باثم السادوميين العظيم، انا احسب بتولا من يزني بمئة امرأة،!

175 واذ كان الزنى مع النساء خجل، شر السادوميين هذا هو اعظم،

176 من يزني يحصد الفساد من الزنى، زرع سدوم الشرير هو اسوأ واكثر مرارة،

177 درب الزنى مليء بالعثرات الكثيرة، ولهوّة السادوميين لا يوجد قعر،

178 لما كانت جهنم مهيأة لتمتليء من الزناة: ان نارها جليد ازاء لهيب السادوميين،

179 كل الخطايا بالنسبة الى هذا الحجر العظيم هي حصيات، وزنى النساء مقارنة بهذا هو قداسة،

180 ايها المتعلّم لا ترتخ بما قلتُه، اضبط فكرك لئلا تزني نهائيا مع النساء،

181 اذ تكلمتُ ضد هذا الاثم العظيم /134/ انت لا تظن بان اثم الزنى ليس بشيء،

182 انه عظيم ولا يوجد قعر لعظمته، ومهما عظّمتُه فان كلمتي اصغر من دنسه،

183 الزنى هو جرح وفي موضوعه يوجد وجع قاس، بينما جرح سدوم يقدر ان يُفسِد كل الشخص.

 

لا يوجد اليوم في البيعة مثل زنى سدوم

184 لا اريد ان احذّر من هذا الزنى، لانني اكيد بان هذا لا يُقترف اليوم،

185 ايتها البيعة [ حاشا[25] ان يكون فيكِ زرع من زرع سدوم، ولو اقول يوجد فيك منه لأُضرَب على فمي،

186 يكفي وصف خبر سدوم للتحذير من عدم ارتكاب فعلها،

187 حادث بنت عمورة يقدر بالحقيقة ان يزجر من يفكّر بافعالها،

188 بخبرها تحتقر نتنة الخبر فعليا من خطر على باله فكر ذلك الدنس،

189 ابناء المهدومة يلعنون الآن من يخطو ويدخل ويختلط مع جوق المعوّجة الطريق،

190 انها جريمة عظمى: احتقر الجهال البتولات وكانوا يجنّون بدون حد بشهوة الرجال،

191 لنتعجب من لوط ومن محبة استقامته: كم كان مهتما لئلا تفسد طريق العالم،!

192 /135/ وعد ان يعطي بنتيه لمحبي الزنى لانه كان مستاجرا ليتعب للنعمة مع بني الاثم،

193 الطاهر لم يشفق على الطاهرتَين اذ جعلهما تزنيان لانه عرف بان هذا الوجع اهون من ذلك.

 

العادلون احبوا الرب اكثر من ابنائهم

194 واحدة هي محبة جميع العادلين لله، وواحد هو جمال سيَرهم لرب الكل،

195 انهم يحبون الله اكثر من اولادهم، وحيثما يلزم يعطون ابناءهم لاجل محبته،

 

196 ابراهيم ربط اسحق وافتخر ليصير ذبيحة، وذبح يفتاح بنته بيدَيه دون ان يتذمر،[26]

197 امّ واحدة اعطت سبعة اولادها للموت، لاحظ ايها المتميز بان محبتهم هي واحدة للرب،[27]

198 انها [ عُملة[28] واحدة مطبوعون فيها جميع العادلين، وجميع محبي الحق مصبوغون بلون واحد،

199 لوط اراد ان يدنس بنتَيه بينما هما طاهرتان وحارب لاجل الطهارة ومحبته عظيمة،

200 القى الشابتَين في الدنس لو جاز (القول) مثل ابراهيم الذي ربط ابنه ولم يقتله،[29]

201 ابراهيم لم يتوقف عن القتل من ذاته، وبنتا لوط لم تنقذهما ارادته،

202 واظن بانه كان يسهل عليه ان يذبحهما، /136/ ولو لزم لنحرهما بدل القديسين،

203 لم يكن صعبا ان يُصعِدهما الى الذبح اكثر من تسليمهما الى الدنس،

204 ولما ابان محبته بقدر استطاعته، لم يقدر ان يخمد شهوة السادوميين،

205 كان يعد: لي بنتان وهما محصنتان وطاهرتان وبتولتان وبهيتان وبدون عيب،

206 [ مدحهما[30] ليجعلهم يشتهون بتوليتهما ولم يسمعوه لينزلوا عند الاناث،

207 خفّ توسل لوط امامهم لما طلب منهم، ومسك به فجار سدوم ليعذبوه.

 

السادوميون يهددون بتدنيس لوط

208 نبحت ذئاب الفساد على الحمل الطاهر، ومسكته من كل الجهات لتقطّعه،

209 اتى واحد ليسكن معنا، وبوقاحته يحكم علينا باحكام دون ان يكون مخولا،![31]

210 الآن نؤذيك اكثر منهما لانك تكبرت، اسمعوا ايها المتميزون وافهموا هنا جيدا،[32]

211 انهم كانوا يعرفون بان فعلهم شرير، وكانوا يجتهدون بجسارة لصنع الشر،

212 كانوا يقولون له: نسيء اليك اكثر منهما وقد فكروا بان يدنسوا حتى العادل ايضا.

 

العدالة تشير الى النعمة بالذهاب لتشرع بانزال القصاص

213 /137/ الى هنا كان باب التوبة مفتوحا، وكان كنف النعمة مبسوطا على الجسورين،

214 ولما قبض الوقحون على لوط بدون خجل، استيقظ الحق ليطالب بما يخصه مثل الجبار،

215 اتت العدالة ومدّت ذراعها الى القصاص مهددة بقوة، وسيفها مستل وهي متعطشة الى الدم،

 

216 تزأر لتحطم وهي مخيفة اكثر من اللبؤة، وسهامها محددة وقوسها مليء على المتمردين،

217 سيفها يلمع ويتطلع الموت من سيفها، وصوتها قوي وتصدر القضاء على المتمردين،

218 ولعلها قالت: ايتها النعمة انتقلي من هنا، لقد افسدتِ العالم بطول اناة لطفك،!

219 اتركي المستيقيظين يكملان المهمة التي أُرسلا لاجلها، لماذا اسكتّيهما بحنانك لما كانا يُشتمان،؟

220 لماذا يُعذب لوط المتميز الذي صبر معكِ،؟ افسحي لي المجال لانني لم اعد احتمل بعدُ.

 

النعمة تترك سدوم ويغلق الحق باب التوبة فيعمى السادوميون

221 النعمة افسحت المجال بعد هذه الامور، وركض الحق ليغلق باب التوبة،

222 التهب مستيقظا النار في بيت البار، وشلحا شكل الانسان الذي كانا يلبسانه،

223 بسطا يديهما لينقذا لوطا العادل، وضرب ضوء ضعيف الخارجيين واعماهم،[33]

224 /138/ نُزع عن الملاكَين لجام المراحم، وشلحا حالا نمط التواضع،

225 القى الجاسوسان شكل بني البلد، وظهرا كما هما محترقَين،

226 التهبا وابانا قوة طبيعتَيهما، وخرجت بروق اللهيب حواليهما،

227 ضُرب الخارجيون بسيور النار على عيونهم، وضربهم السراب وصاروا عميانا،[34]

228 ولم يخافوا حتى من هذا الحادث المريع الذي اعماهم ليطلبوا المراحم من الحنان،

229 تعبوا حتى يجدوا الباب بوقاحة وجسارة ولم يهدأوا الا بعد ان وجدوه بالتلّمس.

 

لوط وعائلته يخرجون من سدوم (تكوين 19/12-14)

230 المستيقظان قالا للوط المتميز: انتقل من هنا، ماذا تعمل في هذا البلد الذي سيُدمر،؟

231 اخرج من المدنسة التي ستنقلب، صراخها ارتفع وارسلنا الرب لتخريبها،

232 أخرِج من هنا ابناءك وبناتك وكل ما لك، ولا تتاخر لانه قد بلغ غضب الدمار،

233 خرج البار ليخبر اختانه بالخبر الذي سمعه، وفكر الجهال بان العادل يضحك ضحكا،

234 كم كان يشبه نوحا لما كان يكرز لبني شعبه، وكان الجيل الفاسد يحتقره بجسارة،[35]

235 /139/ ولزم ايضا ان يُترك هناك اختانه لئلا يخرج الزرع الشرير ويدنس الارض،

236 ظل الزؤان في موضع الاشواك الملعونة، وخرجت الحنطة الجميلة لكي تُحفظ،

237 يا اخوتي لعل لوطا المتميز صنع توسلا ليقربه لاجل البلد لئلا يفسد،؟

 

238 انه مكتوب بانه تاخر ومسكه المستيقظان بيدَيه وخرجا ولهذا يظهر بانه استعد ليتوسل،[36]

239 اخرج من هنا لئلا يُقاصص بخطايا البلد، واسرعا واخرجاه لئلا يتضرع لاجل الاثمة،[37]

240 مسكاه بيديه هو وامرأته وبنتيه، واخرجاه من المدنسة لئلا يهلك،

241 خرج الذبيحة المختبرة من كور السادوميين وظلت النفاية لتتلاشى باللهيب،

242 كان قد تنقى الزرع المبارك المحفوظ للكدس، وسقط التبن في فم النار واشتعل كله.

 

المستيقظان يضرمان النيران

243 زأر اللهيب ونزل والتهم البلد وكثر الحريق وتصاعد الدخان وتلبد،

244 تقرر الشر وبلغ القصاص واقتربت المجازاة وتهيات النقمة واستيقظ السيف وخرج،

245 وبلغت النهاية وزأر الغضب وارتجف الجسورون واضطرمت النار واشتدت حرارة اللهيب،

246 /140/ ورمز الامر مستيقظي النار والهبهما، فضربا ارياشهما وتناثرت الجمرات على الاثمة،

247 نفضا وقدحا النار في كل البلد واشتعلا وهما يطيران وغمرا الارض باللهيب،

248 تقيأا اللهيب واحترقت الارض بالحرارة ونفخا في الهواء والتهب بالحرارة.

 

حريق سدوم

249 صفّقا جناحَيهما واعميا البلد بالدخان وطارا في سدوم واحترقت بنت عمورة،

250 القى الرب نارا في الحقل المليء بالاشواك ليفنى الزرع الشرير الذي لوّث الارض،

251 [ كوى[38] باللهيب شهوة السادوميين البغيضة لئلا تحرق اجساما اخرى بالعهارة،

252 بذر الكبريت في كل ارض السادوميين ليضطرم ويقدح ويلتهب اللهيب،[39]

253 الطبائع المسجورة اضرمت بعضها بعضا ونزلت الى سدوم لتحرق الارض التي تمردت على العدالة،

254 غيوم العلى القت الكبريت على المتمردين ليغسلهم اللهيب بالحريق،[40]

255 هبّت الرياح الساخنة وامطرت الجمرات، وخبط الارض برد صاغته الحرارة،

256 العدلة القت حجارة نارية ورجمت بها الارض، /141/ واذ كانت تُخبط احترقت كلها بدون شفقة،

257 التهبت البروق بغليانها والقت اللهيب وزأرت الرعود، ورجمتها باصوات وركعت وسقطت،

258 الرمز انبح الهواءَ كله وجعله نارا ليحرق كل الارض الملوثة،

 

259 الامر نفخ في الريح وسجرها بحرارة لتلفح وتحرق جيدا لما تهب،

260 كل الطبائع التهبت بقوة لتشبّ النار منها في بنت عمورة،

261 اضطربت البرايا الغاضبة بسبب اثمها لتنتقم من الأمَة بتلك المجازاة،

262 التهبت الشمس ايضا ضدها لتحرقها، وكانت ترجمها باشعتها لتشعلها،

263 الرقيع رشّ عليها جمرات النار الشديدة لتُكوى الوقحة التي احتقرت ربها،

264 التهب تراب الارض باللهيب لانه كان مملحا باللهيب ليشتعل اكثر من الاخشاب،

265 فاض موج النار العظيم في ارض سدوم ليبيد الاثمَ العظيم الذي نما فيها،

266 كانت قد اشتدت عاصفة اللهيب القوية لتفني الاثم العظيم من البلد،

267 الغضب جلد بنت عمورة بسيور النار،/142/ وكانت تُضرب بسياط اللهيب،

268 اضرم تحتها وفوقها وتركها تشتعل، عذبها العمق بناره والعلى بجمراته،

269 كانت قد أُطلقت حموة اللهيب العظمى لتبدد حموة الزنى العظمى،

270 شبّت النار في الاجسام الفاسقة واكلتها واطفأت [ الشهوة[41] المضطرمة فيها،

271 خرجت البروق واحرقت الناس بشدة، وقامت المجازاة على الاثمة بغيرة،

272 اتت [ العدالة[42] لتطالب بقوة بما يخصها، وصنعت النقمة من الزناة بقوة،

273 استيقظ الحق لياخذ فريسته من [ المتمردين،[43] والقى وكسر كل قطيع الهمجيين،

274 خرج الغضب-الاسد المخيف وزأر في البلد وبقوته اركع السادوميين،

275 جثم عليهم ليعضّهم بفمه، وكان يقطعهم كالقوي ويفسدهم،

276 اطلقته العدالة على المجرمين لياكلهم فم اللهيب المسجور،

277 اسنان النار عضّت بحرارة الاجساد التي سعت بقوة على الدنس.

 

الرب يستيقظ ويحرق سدوم

278 /143/ استيقظ الرب مثل نائم وهو لا ينام، وقام مثل رجل معيط من الخمر حتى ينتقم،[44]

279 هيأ على الارض عرش استقامته البهي، ليتعقب قضاء الحقائق بعدل،

280 ارسل الى سدوم مرتبة السماويين العظيمة لتلقي القبض على زمرة الفاسقين المتمردة،

281 رُبطوا بالبروق القوية لياتوا امامه، وشُدّوا بسلاسل اللهيب،

282 سقطت على المجرمين اكبال صاغها اللهيب، وكانوا يُنظمون بحبال اللهيب،

283 امر الديان ان يُمسحوا بالكبريت ويُسلموا الى فم النار كالهشيم،

 

284 بذر عليهم طبيعة قوية مضطرمة الاشتعال، والقى عليهم اللهيب ليحترقوا،

285 سكب الكبريتَ بحرارة على اجسامهم ليحرقهم ببطء لانهم تكبروا،[45]

286 بقوة وبجمرات النار عذب الجوقَ المكلوب الذي عكس طريقة الزواج،

287 قلب الجبار الارضَ عليهم وطمرهم لانهم عكسوا اتقان القدرة العاملة،

288 كوّم عليهم تلال النار وابادهم، لانهم كوّموا في درب العالم اثما عظيما،

289 /144/ هزّ الارضَ لتتحرك وتحطمهم لانهم سعوا على الدنس في تصرفاتهم،

290 الغضب رجمها بحجارة نارية القاها على سدوم التي جنّت وافسدت الامور المتقنة،

291 كان قد رش اللهيب على ارضها لتحترق كلها ويصير كل ترابها رمادا بالحريق.

 

لماذا حرق الرب مع السادوميين الاشجار والحيوانات وهي غير مذنبة؟

292 استاصل اشجارها وقطع غاباتها واحرق كرومها والقى النار في اثمار الارض وافسدها،

293 خرب جفناتها والقى بساتينها في اللهيب، وكوى النبتة باللهيب لئلا تنبت بعدُ،

294 خرب ودمر الارض البهية والخصيبة، لتصير طعام اللهيب هي وغلاتها،

295 لماذا كانت البساتين ايضا تُخبط،؟ واذ لم تذنب لماذا اشتعل الغنم بالنار،؟

296 البهيمة التي لم تخطيء كانت تحترق مع الانسانية، واللاحرة كانت تُقاصص مع الحرية،

297 القطعان البسيطة والناس الاشرار في حريق واحد، لغير الخاطئين وللخطأة مجازاة واحدة،!

298 حمامات سدوم الوديعة التي لم تذنب هلكت مع الناس المسمومين اكثر من الافعى،

299 احترقت حملان القطيع بدون حرية ولا ذنوب مع الذئاب الاثيمة والمحتالة،

300 /145/ اللاعارفون أُبيدوا مع العارفين، ودُمر غير المذمومين مع المذمومين،

301 لماذا اذاً هلكت المقتنيات مع المقتنين، وماتت الحيوانات باللهيب دون ان تذنب.؟

 

قررت الحكمة الربانية ان تهلك المقتنيات مع اصحابها (2صموئيل 14/7؟)

302 الحكمة اصدرت بشدة الحكم هكذا: لتصير مجازاة واحدة للورثة وللمواريث،

303 وكانت تقال مثل هذه الامور في القصاص: لماذا [ تظل[46] الغلات على الارض بدون الآكلين،؟

304 لماذا الارباح ما لم يُترك الورثة،؟ خير الارض التي يموت اصحابها من ياكله،؟

305 البنت المكلوبة التي عذبها الغضب ليبيدها ليذهب معها كل ما تقتنيه لما تغادر البلد،

306 في المعرفة كان يُردد لحن الالم، وكان يُرتل بنغمة حلوة كما لو كان رثاء،

307 ايتها الشقية من اين لك هذه المتناقضات التي انقلبت على سكانك بسبب اثمك،؟

 

308 بنت عمورة التي لم تعد الى التوبة انزلي الى الفساد وليذهب معك كل غناك،

309 عروس زنت وصدر عليها حكم الموت، هوذا كل مهرك ينزل معك الى الشيول،

310 شابة تمردت ودنت الى الموت بغضب /146/ لتمُت معك كل زينتك وكل اعمالك،

311 ايتها العاهرة التي نزلت الى الشيول بفجورها، لتفسد بسببك ثياب رجاستك البهية،

312 ايتها الوقحة المستحقة ان تحترق بسبب اثمها، ليحترق معك وبسببك كل ما اقتنيتيه،

313 يا قاتلة نفسها التي تفسد بالحريق ستشعل النار المضطرمة فيك كل لباسك،

314 البهية التي نزلت حيةً الى الشيول بسبب اثمها، لتنزل ايضا سعاداتك ولتفسد معكِ،

315 يا ارضا انزل اثمها النارَ وها انها تحرقها، لتحترق معك الكروم والزيتونات التي [ربيتيها،[47]

316 يا مُحبِّة الاموال التي حدث لها كل هذا بطمعها، لتهلك معك القطعان والابقار التي تملكينها،

317 بعد موتك لا احد يرث افعالك، لئلا يمكث تذكارك على اثاثك،

318 لن تُذاق اثمار ارضك الى الابد، لان فمك اغلقه الغضب وسوف لن ياكل،

319 لن يُسكب عصير جفناتك للشاربين، سيدوسكِ الغضب باخمص قدمه انت وخمرك.

 

لما تُدفن البنت المحبوبة يُدفن معها كل ما تملكه

320 لما تُدفن البنت المحبوبة من قبل احبائها، تتوسل امّها ان يذهب معها كل ما تقتنيه،

321 /147/ وهكذا دُفنت ارض سدوم هي وامورها وغلاتها مع شتلاتها،

322 كفنها الغضب ودفن معها ما كانت تقتنيه وافسد معها كل زينتها ليبيدها،

323 كان قد القى في النار المزركشةَ وثيابها [ لتشتعل[48] بالحريق هي والبستها،

324 لم يبق في سدوم حيّ بسبب اللهيب، احترقت كلها ولم تنجُ منها العصيات الشائطة،!

325 باد الزناة والزانيات باللهيب، ليتطهر تراب الارض بالحريق،

326 قوصصت بقضيب النار بحرارة، لانه كانت قد نبتت فيها شهوة بغيضة بقوة،

327 البلد المكلوب الذي كان يتعاطى المتناقضات، نزلت نار وقلبته على سكانه.

 

يعقوب يتكلم

328 من لم يتالم او من تالم بسبب هذه الامور،؟ من لم يحزن ومن حزن بسبب هذه الجريمة،؟

329 يا اخوتي ولو تكلمت قليلا عن خبر سدوم فقد تالمتُ كثيرا من قصة المعذبة،

330 بحثتُ ميمرها سريعا وباختصار، ولم يكن يلزم ان ينتهي بالمختصرات،[49]

 

331 لا تحزنوا هكذا فقط كما سمعتم، /148/ ان المها عظيم وميمرنا اضعف من قصتها،

332 نطقتُ كلمات ولم ابيّن علنا الحريق، ومن هذا اعلموا بان القول انقص من الفعل.

 

حريق سدوم عبرة للآخرين

333 لو حرق القاضي شخصا واحدا وسط الجمع، سيخاف جميع من هم حواليه ويتالمون معه،

334 لو كان رجل واحد يحُزن كل الشعب بحريقه، ألا يؤلم كل البلد البهي المحترق.؟

 

الانسان الباطني يقدر ان يرى البلدان دون ان يتحرك من محله

335 اذهب ايها المتميز الموجود هنا وشاهد ذلك العذاب، وبسبب ذلك الالم ابكِ هنا وانت هناك،!

336 يوجد فيك شيء خفي لا يُفسر يقدر ان يرى البلدان دون ان يمشي،

337 تذهب روحيا بواسطة ذلك الانسان الباطني وشاهد سدوم وهي تُخبط بذلك الحريق،[50]

338 انظر الى الفاسدة وهي تذوب باللهيب المضطرم فيها الذي يبيدها بقوة،

339 اصغِ بسمعك كما لو كان بالم، وها انك تسمع صوت نحيب السادوميين بالحريق،

340 الصبيان يصرخون وبغليان واحد امسوا فسادا، والصرخة تتصاعد ويُسكتها اللهيب،

341 الوالدات تتعذب مع اطفالهن، والفتيان المحبوبون يُلقَون بين الجمرات،

342 الاشخاص البهية مضطرم فيهم اللهيب، /149/ والاجساد البشرية تحترق كالهشيم،

343 جموع محتشدة تشتعل النار في اعضائها، والقرى صارت كالاتون لسكانها،

344 الارض تشبه الحبة الساقطة في اللهيب، والبرية هي قوس الاعشاب في الاتون،

345 الاجسام مشتعلة مع الكبريت وهي [ مطلية] به، والاجساد [ محترقة[51] تذوب بين الجمرات،

346 يشبه الناس اوراقا تتناثر على اللهيب، ويذوب تراب الارض ويحترق اكثر من التبن،

347 الغضب مصبوب، والسيف مستل، والرمح سكران، والقتلى مطروحون، والنار تزأر، والبلد يحترق،

348 والجثث مكومة، والفساد شديد، والمصيبة عزيزة، ومهما اصفها فان المها يفوق القصة.!

 

 

يعقوب يتكلم

349 يا احبائي، ان هذا الالم انجبه الاثم، فاهربوا من الاثم الذي هو علة كل الشرور،[52]

350 ماذا اخذت اجرة كلمتي من السامعين،؟ واية هدية اعطتني الجماعة التي اتعب فيها،؟

351 ترحموا علي ترحموا علي يا سامعي الايمان، وارى بالحقيقة بانكم لا تتنكرون لما يقال،

352 مكتوب: بانه لن يبيت اجر من يتعب، اذاً ابينوا اليوم اثمار اعمالكم،[53]

353 /150/ انا انتظر ان تردوا لي هذا الاجر: لئلا يدخل احد ويظلم وينهب بجسارة،

354 حاجتي هي هذه: ان تبطلوا عن الشرور، ويخيفكم خبر الارض التي اقترفتها،

355 من احسّ ليزجر الاثم عن افكاره، وبذلك ردّ لي جيدا اجرة كلمتي،

356 من اقتربت الندامة قليلا اليه، ها انه لم يظلمني وابارك فطنته،

357 من استعد ليحجب يده عن الشرور، هذا اشفق علي ولا يسعني ان ارد فضله،

358 لو لم اكن اكيدا بانكم استفدتم لكنتُ اضع يدي على فمي لاسكت في حضوركم،

359 واذ اعرف بانه توجد نتيجة لهذا الزرع، فانني ابذره في الارض الصالحة لياتي بمئة.

 

دعوة الى الهرب من الزنى والتمسك بسُنّة الزواج او بالقداسة او بالبتولية

360 ابغضوا الخطيئة المعين الذي يفجّر كل الشرور واهربوا من الاثم علة كل الامور المرّة،

361 اهربوا من الزنى الى منزل القداسة او سيروا في درب الزواج الذي هو طاهر ايضا،

362 البتولية هي شمس بهية وشديدة اللمعان، والقداسة هي على مثال القمر البهي المنظر،

363 الزواج نور الصباح يمهد الطريق، /151/ والزنى مظلم يا ابني لا تدخل وتعثر به،[54]

364 ثياب البتولية البهية مغزولة بالضوء، والبسة القداسة الشهية البسة المجد،

365 الزواج متشح كله بالوان محبوبة، وراس الزنى مغطى بالسواد،

366 الشر الذي نبت في سدوم عظيم جدا، لو صادفه فكر تُعتبر الحفرة صغيرة (بالنسبة الى قصاصه)،

367 لو امكن اثبت في درجة البتولية، ولو ذهبت توجد درجة اخرى هي درجة القداسة،

368 ولو صعبت عليك، فهوذا الزواج سهل وامان، انتبه فقط من تيه الزنى،

369 لا تذكر ابدا حتى على لسانك خبرَ جريمة متناقضات السادوميين،

 

370 يا اصحاب النساء، ان الطريق التي تسلكونها ممهدة ومصفوفة فيها اميال شيت وآنوش البسيطة،[55]

371 ها انكم تسيرون على اعقاب نوح وابراهيم، لو انتم عادلون لا تعثروا بامور اخرى،

372 ايها القديسون ان الدرجة التي ارتقيتم اليها هي سامية، لقد ارتفعتم عند موسى البهي العظيم،

373 كونوا قديسين حتى [ في افكار[56] اذهانكم، لئلا يكون الجسد مقدسا ويزني القلب الباطني،

374 /152/ يا من [ وعدتم[57] (العيش في) البتولية انها عظيمة، انتم تسلكون طريقا ممهدة تفوق (درب) العالم.

 

ايليا بتول وزمري زان والمسيح غيور اكثر من فنحاس

375 انظروا الى ايليا وهو في الهواء لانه مشى فيها، ولا ترتخوا لئلا تصبحوا مثل الضعفاء،

376 انحدرتم ايها الزناة الى مضيق الشيول الموجود فيه زمري الصارخ: (هلموا) الى هنا يا رفاقي،[58]

377 المسيح غيور اكثر من فنحاس، فلو تذهب سوف لن يجيز الرمح في جسدك بل في نفسك.[59]

 

يعقوب يتكلم

378 لن اتكلم عن جرح سدوم العظيم لان جريمته عظيمة بمجرد صعودها الى الذهن،

379 بالحريق الذي استاصلها تفهم اولا بان اثمها عظيم، ولهذا قوصصت كثيرا،

380 يكفي هذا ما قلته، الاطالة لا تفيد فلو انت متميز ستنتفع بالمختصرات،

381 الآن اريد ان اتوقف عن سرد القصة، ولا يسمح لي جمال السرّ الذي اراه،

382 اقول اذاً كيف انقذ لوطا المتميز لئلا يفسد مع الزناة في سدوم،

383 سرّ الابن ساعدني وهو يخرج، والنار التي راته غابت عنه لئلا تقترب اليه.[60]

 

 

نجاة لوط وبنتيه بعلامة الصليب

384 لوط صوّر بالتاكيد صليبَ يسوع في سدوم، /153/ وبه نجا من الحريق الذي اشعل الارض،

385 مسك بنتَيه من هنا ومن هناك بكلتا يديه، وبتلك الحجة بسط سرّا ونجا بواسطته،[61]

386 كان يستتر تحت ظِل الصلب لئلا يحترق بشدة اللهيب،

387 اخذ بنتَيه عن يمينه وعن يساره، وبيدَيه اللتين بسطهما ليمسك بهما صوّر الصليبَ.

 

امرأة لوط ابعدها نمط الصليب لانها لم تكن مستحقة لتصوّره

388 امرأة العادل التي التفتت دون ان تميز ابعدها السرُ لتتاخر عنه لانها لم تكن منه،

389 انتهرها النمط لتتخلف [ عنه،[62] فيبست للحال لئلا تبلبل منظر الصلب الجيد،

390 كانت لونا بسيطا في صورة الملك، فاخذها منه لئلا ينتقص جمال بهائه،

391 التفتت اي انها عكست الهدف باضطرابها، فتركها لانها لم تكن نافعة لتذهب معه،

392 ازداد غصن من اغصان صليب النور، فقطّعه السر لانه لم يكن يتطلب الا اثنين.

 

الخاتمة

393 صوّر هناك صليبا كاملا بدون اضافة، مبارك من انقذ العادلَ من الحريق بسرّه.

 

 

 

 

 

 

 

[1] – تكوين 1/1

[2] – تكوين 18/33

[3] – تكوين 19/1

[4] – تكوين 18/1؛ 19/1

[5] – تكوين 19/1

[6] – انظر، ميمره 153

[7] – تكوين 18/3؛ 19/2

[8] – اضافة على النص: مينائين، نص: عادلين

[9] – الصغار المعمذون هم اكثر صلاحا من الملائكة !ملفاننا يبين عظمة الصغير المعمذ !. انظر، ميمره 189

[10] – تكوين 19/4

[11] – تكوين 19/4

[12] – نص: انحنت، بيجان يصوب: انحنى (حسب اللهجة الشرقية للمؤنث الجمع)

[13] – نص: حبر، بيجان يصوب: وقاحة

[14] – تكوين 19/4

[15] – نص: الزوائد، بيجان يصوب: المستقبل

[16] – نص: له، بيجان يصوب: لها

[17] – تكوين 19/5. عرف: بمعنى الممارسة الجنسية

[18] – نص: نوح، بيجان يصوب: لوط

[19] – اضافة يد اخرى: ضيف، بيجان يصوب: ابعد

[20] – تكوين 19/8

[21] – تكوين 19/7

[22] – تكوين 19/8

[23] – عنق الشابة هو احدى علامات جمالها !

[24] – رومية 1/27؛ 1قورنثية 6/9؛ 1طيمثاوس 1/10

[25] – نص: حسي، بيجان يصوب: حُس. ملفاننا يمدح البيعة ويقول لا يوجد اليوم فيها زنى يشبه زنى السادوميين

[26] – تكوين 22؛ قضاة 11/29-40. انظر، ميمره 159

[27] – 2مقابيون 7

[28] – نص: مونيطي، بيجان يصوب: مونيطا

[29] – تكوين 22

[30] – نص: مدحهم، بيجان يصوب: مدحهن

[31] – تكوين 19/9

[32] – تكوين 19/9

[33] – تكوين 19/10-11. المستيقظان شلحا “شكل الانسان” الذي كانا يلبسانه وانزلا النار على سدوم !

[34] – تكوين 19/10-11

[35] – تكوين 6-10؛ متى 24/37-39. انظر، ميمره 108

[36] – تكوين 19/16

[37] – تكوين 19/16

[38] – نص: كوز، بيجان يصوب: كوُو

[39] – تكوين 19/23

[40] – تكوين 19/23. ملفاننا يصف حريق سدوم ويقول حرك المستيقظان جناحيهما وطارا واضرما النار في سدوم !

[41] – بخط آخر: ركثو، نص: لركثو

[42] – نص: كِانوث، بيجان يصوب: كِانوثو

[43] – نص: السموم، بيجان يصوب: المتمردون

[44] – مزمور 78/65

[45] – تكوين 19/23

[46] – نص: يظل، بيجان يصوب: تظل

[47] – نص: تربى، بيجان يصوب: تربوا

[48] – نص: تمسك، بيجان يصوب: تشتعل

[49] – يحيرنا يعقوب اذ يقول بحثت ميمر سدوم باختصار بينما خصص لها اربعة ميامر وهذا الميمر بالذات هو طويل !

[50] – ملفاننا يدعو مستمعه ليذهب الى سدوم روحيا بواسطة “انسانه الباطني” ليشاهد حريقها لان الميمر الذي يصف الحريق ليس مثل مشاهدة الحريق !

[51] – نص: دمشيحين، بيجان يصوب: دمشَيحين. نص: دشويحين، بيجان يصوب: دشُيحين

[52] – يقول ملفاننا ان الاثم هو علة كل الشرور. في نصوص اخرى لا يقبل مثلا ان يكون اثم الوالدين سببا لعمى طفلهما. انظر، ميمره 88 على طيماي

[53] – لاويون 19/13. ملفاننا يقول بوضوح انه لم يستلم أي اجر من احد لقاء اتعابه في البيعة اجره الوحيد الذي يحب ان يستلمه هو ان يبطل الؤمنون من اقتراف الشرور ! ملفاننا “يبارك” من يرد له الاجرة والا سيسكت من قول الشعر “وسيضع يده على فمه” في حال عدم الاستفادة من ميامره !

[54] – ملفاننا يستعمل عبارة: “يا ابني”. هذا دليل على نضوجه الفكري والعاطفي فيشعر بالابوة وبحنانها على ابناء الرعية

[55] – تكوين 4/26

[56] – نص: افكار، بخط آخر: في افكار، بيجان يصوب: في افكار. لاويون 11/45، 1بطرس 1/15. عبارة القلب الباطني هي مرادف للانسان الباطني !

[57] – نص: وعد، بيجان يصوب: وعدوا. يبين ملفاننا اهمية البتولية. لعله يناهض مقررات مجمع سلوقية (486 م) المنعقد بهمة برصوما النصيبيني الذي سمح بزواج الاكليروس. قد يكون هذا الالحاح على اهمية البتولية والتمسك بسُنّة الزواج دليلا على تاريخ تاليف هذا الميمر في هذه الفترة بالذات!

[58] – عدد 25، خاصة 25/14

[59] – عدد 25/7-8

[60] – ملفاننا يلزم الصمت ويقول يكفي ما قلته باختصار الى الآن عن سدوم، قبل ان اختم ميمري علي ان اتكلم عن الصليب-السر الذي اخرج وانقذ لوطا وبنتيه

[61] – السروجي يبدل نص التكوين 19/16: الملاكان يمكسان لوطا وبنتيه وامراته بايديهما. السروجي يقول العكس: لوط يمسك بيدي بنتيه فقط!

[62] – نص: منه، بيجان يصوب: منها