الميمر 153 (الثالث) على سدوم

الميمر 153

 

        سكتُ كثيرا من (اتباع) تعليمك يا محب البشر، مُرْ لازمر لك بتمييز لاجل محبتك، ارمز الى السكوت لينتقل عني لانه قد استولى علي طويلا، واعطني كلمتك لاكرز كل يوم نعمتك، السكوت صار ضيفي الحزين ولا ينفعني، اطرده ليخرج وليدخل خبرك ليوصف من قبلي، يا من كان قد اتكأ في بيت ابراهيم ساعدني لاوضح اية علة دعتك عنده.؟

        ابراهيم وسارة مثال للعوائل: يا نساء الرجال انظرن الى امّكن سارة باستقامة لانها كانت مجتهدة لفعل الحسنات، كانت متفقة مع ذلك البار لتعمل معه، لانهما كانا مقتنَين فكر المحبة الواحد لله، كانا مربوطَين بنير الزواج الطاهر، وعملا الصالحات كجسم واحد بارادة واحدة.

        سارة عجنت ثلاثة اكيال رمز للثالوث: كان يقول لها: اعجني ثلاثة اكيال فطير: ثلاثة لثلاثة ليكتمل السر بكل جماله، ثلاثة اكيال من قمح واحد، اعني ثلاثة اقانيم جوهر لاهوت واحد، الاكيال كانت ثلاثة لعجنة واحدة صوّرت الاسرار: اسماء ثلاثة، جوهر واحد لا يُدرك، عجنت سارة ثلاثة اكيال مليئة ومطروحة على تلك المساواة التي لا تتنازل الى الانقسامات، لم يقل لها لتعظّم الآبَ وتصغّر الابنَ او لتنقّص كيل الروح عن (كيل) الوحيد، كان قد فاض السرُ من لسان ذلك البار ليُرتل به الثالوث دون ان يعلم، الحق رعد من شفتي العادل العظيم ليُعجن قمحه ثلاثيا كما لو كان بالسر.

        كيف اكل الروح:؟ انه لعجب القول اتكأ الروح تحت الشجرة، وبدون فم اكل بفم في بيت البار!، باية اسنان اكل اللهيب،؟ واي بطن استقبل الطعام الذي تناوله الروح،؟ اي بلعم امتص الوليمة التي وضعها ابراهيم،؟ ان كان لهيبا فكيف اكل،؟ انه لعجب عظيم، لم يُسمع بان للهيب الامعاء، واين صار ذاك الطعام الذي تناوله هناك،؟ ذاك الطعام اجتاز في حلق النار ورفرف عليه بحرارة كما لو كان على الذبيحة، كان قد استعار شخص الانسان بصورة وقتية، واكل بشكل الانسان العجلَ المهيأ، دخل الله الى بيت ابراهيم بواسطة الملائكة، لو تدعوه فانه يدخل الى بيتك بواسطة الفقراء، ذاك البار استقبل اللهيب بواسطة المستيقظين، وانت ايها المتميز اكرم النار الحية بواسطة الانسان.

        كيف دخل الرب الى بيت ابراهيم.؟ السروجي يفسر النص المعقد داعما تفسيره بمثلين: قصة معركة يعقوب-اسرائيل مع الرب الذي “ربط الرب” بواسطة الملاك، وقصة نزول الناموس بواسطة الملائكة فيستنتج قائلا: فاتضح اذاً بان الله ايضا دخل الى بيت ابراهيم بالحقيقة كما قلنا.

        لعلك تقول ايضا لم يدخل الرب الى بيت ابراهيم بالحقيقة، انهم كانوا ملائكة وليس الجوهر (الالهي)،؟ من الواضح بانه لم يرَ قط احد اللهَ، ومن المؤكد ايضا بانه ليس بعيدا عن ساجديه، انه قريب وخفي مستتر وعلني محجوب في جوهره، انه هو هو هنا وهناك خفي ومسبح، وبما ان العين لا تقدر ان تراه كما هو، فقد ظهر لها كلما لزم ذلك باشباه مختلفة، كانت العين تراه اولا بواسطة الملائكة، لان الرؤيا تبلغ الى اندادها بدون خجل، الكلمة التي كانت تُسمع في الخفاء، كانت تطرق السمع بواسطة الملائكة.

        وبما انهم كانوا يؤمرون بالكلام من قبل ارادته، فكانت كلماتهم ايضا تُسمع كما لو كانت من فمه، يلبس المستيقظون روحَ وجه اللاهوت لما يُرسلون الى المواضع للقيام بعمل ما، يهبط الرمز من الجوهر على عقولهم، ومنه ياخذون الدالّة لعمل شيء ما، الذهن الخفي يصبّ لفظه على عقولهم، وبه يتحركون للقيام باعمال اللاهوت، قوة العلي تسير وتنزل وتحركهم وتوجههم بيدها السامية كالاصابع، من ارادته يطبع الكلمةَ في افواههم، والسنتهم لا تتحرك من ذاتهم.

        الملائكة لا يتشفعون للبشر لئلا يعتبروا مستشاري الرب، للبشر وحدهم الدالة لاجل الشفاعة: للبشر فقط الامكانية ليتوسلوا اليه لان شبهَه مصوّر عليهم اراديا، صورته العظمى اكسبتهم الدالة لئلا يستحوا لما يتوسلون اليه بواسطة صورته، ولهذا يكشف عن الغضب لاحد العادلين ليدخل امامه ويتوسل اليه، قال لموسى: اتركني امحو الشعب الذي اخطأ، ولما ترك حثه ليتوسل لاجل المصالحة.

        هل يجهل الله اثم سدوم؟: ايها العارف كيف تظلم مجدك بهذه العبارة: انزل لارى لو كان الامر هكذا وإلا ساعرف،؟ كيف اختفى اثم سدوم عن عارف الكل،؟ واي خفاء غطى الاثم عن رائي الكل.؟ الديان حافظ على النظام لاجل المتهمين ليقاضي الحكم بالاسئلة ثم يبتُّ فيه، القاضي ولو انه يعرف الحقيقة عن القاتل يتنازل ايضا ويسأله امام الكثيرين، هذا ما بيّنه هنا رائي الكل: يلزم كثيرا ان يتعقب المرء عن الحقيقة.

        على القضاة ان يعقبوا على الحقيقة ويبتعدوا عن المحاباة: ايها القضاة خذوا من هنا برهانا وفتشوا عن الحقيقة بعناية وتسلحوا بها، هوذا معلّم القضاة قد علّمكم بحكمته لتنظروا الى الحكم بحق جلي وبتعقيب، لو كان العارف لم يجرّم قبل ان يعقب، كم بالاحرى على اللاعارفين ان يفتشوا عن الحقيقة، لما يهبّ المال كالريح في المحكمة، ينفخ في الحقيقة ويطفيء الحق لئلا يُذكر.

        النعمة توشوش لابراهيم ليتوسل الى الرب: هل تبيد كل البلد بغضب واحد،؟ وهل يُفني سيفك البار مع الخاطيء،؟حاشاك ان تصنع مثل هذا القضاء لانك مستقيم، كيف يمكن ان تصنع هذا وانت عادل.؟الرب لا يدمر البلد لو وجد فيه خمسين او خمسة واربعين او ثلاثين او عشرين واخيرا عشرة ابرار. هنا سكت ذاك البار ولم يتوسل، وقد استحى لانه نال الكثير من الواهب، الآخذ تعب من الاخذ، بينما يد الواهب ممدودة وهو تواق ليعطي وكنزه مفتوح، ضعف جناح الصلاة التي دخلت امامه ومراحمه لم تضعف من (عطاء) الخلاص.

– المخطوطة: مخطوطة ماردين.

يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. لا يفصح السروجي لماذا سكت طويلا عن قول الميامر، ولهذا يطلب من الرب ان يطرد السكوت عنه. الميمر روعة بلاغية وتفسيرية وروحية. السروجي يشرح كيف دخل واكل الروح عند ابراهيم بواسطة الملائكة الذين استعاروا وقتيا شكل البشر، واستعار الرب بدوره شكل الملائكة ليتمكن البشر من رؤيته والكلام معه. الملائكة لا يتشفعون لئلا يُعتبروا مستشارين لله، للبشر وحدهم دالة الشفاعة لانهم صورة الله. في هذا الميمر يوجه السروجي نقدا لاذعا للقضاء والقضاة حيث الرشوة تخفي الحقيقة وتبرز المحاباة. الميامر على سدوم الفها السروجي بعد ميامره على قائين وهابيل، كما يقول انه سكت طويلا عن تاليف هذه الميامر. لعل سبب سكوته هو حوادث غلق مدرسة الرها.؟ قد يرقى تاريخ تاليف ميامره على سدوم وتحبير هذا الميمر الى حوالي
سنة 490م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 153

الثالث على سدوم

 

المقدمة

 

1 سكتُ كثيرا من تعليمك يا محب البشر، مُرْ لازمر لك بتمييز لاجل محبتك،

2 ارمز الى السكوت لينتقل عني لانه قد استولى علي طويلا، واعطني كلمتك لاكرز كل يوم نعمتك،

3 السكوت صار ضيفي الحزين ولا ينفعني، اطرده ليخرج وليدخل خبرك ليوصف من قبلي،

4 يا من كان قد اتكأ في بيت ابراهيم ساعدني لاوضح اية علة دعتك عنده،؟

5 كان غضبك مسجورا من قبل العدالة لتدمر سدوم، وجذبتك محبتك عند ابراهيم لتتصالح بواسطته.

 

يعقوب يتكلم

6 هل ادركتم الى اين تتوجه مسيرة كلمتي،؟ /97/ او هل اضيف وابين لكم غاية قصتي،؟

7 كنتُ ابحث موضوع سدوم واتكلم عنها، واستقرت كلمتي عند ابراهيم وتخلّت عن القصة،

8 ايها المتميزون اعطوني اصغاء بمحبة لاسير بوضوح في الموضوع المليء فوائد،

9 اجمعوا من شفتيّ وردة الكلام في افكاركم ومنها اظفروا اكليل المدائح بالسنتكم،

10 طهروا حياتكم بالامثلة الصالحة الموجودة في الكتب واقتدوا وتشبّهوا بجمالها كل يوم،

11 لا تسمعوا عن ابراهيم باستخفاف لكن اقتنوا من موضوعه الفوائد لاشخاصكم.

 

ابراهيم وسارة قدوة للعائلة

12 يا نساء الرجال انظرن الى امّكن سارة باستقامة لانها كانت مجتهدة لفعل الحسنات،

13 كانت متفقة مع ذلك البار لتعمل معه، لانهما كانا مقتنَين فكر المحبة الواحد لله،

14 كانا مربوطَين بنير الزواج الطاهر، وقد عملا الصالحات [ كجسم[1] واحد بارادة واحدة،

15 كانا يفلحان البرارة بكتف متساو، وكانت غاية واحدة موضوعة لكليهما عند العدالة،

16 سارة العجوز لم تتذمر ابدا من [ ضيوف[2] ابرام، ولم يكن ابراهيم يتبرر بدون سارة،

17 /98/ كانت تُنطق كلمة واحدة من فمَين وارادة واحدة لان اجر مجازاتهما كان واحدا،

 

18 بسبب هذه المحبة التي مارساها استحق المتميزان ان يتكيء المستيقظون على اتقانهما،

19 راى الله اتفاق الزواج واتى بمحبته ليصير ضيفا لسكان بيته.

 

سارة تعجن ثلاثة اكيال قمح وتخبز فطيرا: رمز للثالوث (تكوين 18/6)

20 كم كان لائقا الشيخ البهي لما كان يحث زوجته لخدمة الضيوف الذين ادخلهم،!

21 كان يقول لها: اعجني ثلاثة اكيال فطير: ثلاثة لثلاثة ليكتمل السرّ بكل جماله،

22 ثلاثة اكيال من قمح واحد، اعني ثلاثة اقانيم جوهر لاهوت واحد،

23 الاكيال كانت ثلاثة لعجنة واحدة صوّرت الاسرار: اسماء ثلاثة، جوهر واحد لا يُدرك،

24 عجنت سارة ثلاثة اكيال مليئة ومطروحة على تلك المساواة التي لا [ تتنازل[3] الى الانقسامات،

25 لم يقل لها لتعظّم الآبَ وتصغّر الابنَ او لتنقّص كيل الروح عن (كيل) الوحيد،[4]

26 كان قد فاض السرُ من لسان ذلك البار ليُرتل به الثالوث دون ان يعلم،[5]

27 الحق رعد من شفتي العادل العظيم /99/ ليُعجن قمحه ثلاثيا كما لو كان بالسرّ،

28 ومائدة بيت ابراهيم كانت تستحق ايضا لتكسر اسرارُ الابن خبزَه بمحبة،

29 كان يريح كل يوم الضيوف المتعبين باطعمته، ولهذا استحق ايضا ان يستقبل الله،

30 كان مسرورا جدا ليستقبل الفقراء، ولهذا دخل الملائكة ايضا تحت ظِله،

31 كان الشيخ يشتاق ان يخدم امام القديسين، ولهذا اتى رب الاقداس ليستريح عنده.

 

محبة ابراهيم

32 لو تريد ان ترى كم كانت محبته عظيمة ستقف من الخبر على غيرته،

33 قال لزوجته وليس لجارياته: اعجني فطيرا، وركض هو شخصيا الى القطيع ليجلب عجلا،

34 حموة البرارة خطفت كرامته، واذ كان شيخا ركض مثل صبي حتى يهيء،

35 غليت محبته وتغلب على (حرّ) الظُهر، وذهب الى القطيع بسرعة وهو فرح،

36 الشيخوخة لم تجعله ثقيلا، ولا الحر منعه من الركض الذي شرع فيه،

37 محبته تغلبت على الطبيعة بحرارتها، وكان جريُ خطواته سريعا مثل خطوات صبي،

38 حث سارةَ لتعجن القمح كما قلنا، /100/ واستعد هو ليهيء كما سمعتم،

39 قام الشيخان ليخدما في تلك الوليمة، فشلحا والقيا الشيخوخة عنهما،

40 هوذا برهان لمن يميز ليفهم بواسطته: ليخدم باجتهاد امام القديسين،

 

41 كان ذاك العادل قد تفاضل بالايمان، واستحق ان يستقبل الملائكة دون ان يعرف،[6]

42 يشهد الرسول بانه استقبلهم دون ان يعرف، ولهذا فان اجر تمييزه ايضا هو متفاضل،

43 لم يعرف بان الضيوف الذين جلبهم كانوا روحيين ونزلوا من [ بلاط[7] اللاهوت السامي.

 

كيف اكل الروح تحت الشجرة؟

44 انه لعجب القول: اتكأ الروح تحت الشجرة، وبدون فم اكل بفم في بيت البار!،

45 باية اسنان اكل اللهيب، واي بطن استقبل الطعام الذي تناوله الروح،؟

46 اي بلعم امتص الوليمة التي وضعها ابراهيم، كان لهيبا فكيف اكل: انه لعجب عظيم،؟

47 لم يُسمع بان للهيب الامعاء، واين صار ذاك الطعام الذي تناوله هناك،؟

48 ذاك الطعام اجتاز في حلق النار ورفرف عليه بحرارة كما لو كان على الذبيحة،

49 /101/ بدأ ياكل كما لو كان شكليا امام المشاهدين لئلا يلتهب في بيت البار ويدهشهم،

50 كان قد استعار وقتيا شخص الانسان، واكل العجلَ المهيأ بشكل الانسان،

51 دخل الله الى بيت ابراهيم بواسطة الملائكة، لو تدعوه سيدخل الى بيتك بواسطة الفقراء،[8]

52 ذاك البار استقبل اللهيب بواسطة المستيقظين، وانت ايها المتميز اكرم النار الحية بواسطة الانسان.

 

ابراهيم راى الله اللامنظور والخفي بواسطة الملائكة

53 ولعلك تقول ايضا لم يدخل الرب الى بيت ابراهيم بالحقيقة، انهم كانوا ملائكة وليس الجوهر (الالهي)،!

54 من الواضح بانه لم يرَ احد اللهَ قط، ومن المؤكد ايضا بانه ليس بعيدا عن ساجديه،[9]

55 انه قريب، وخفي، مستتر، وعلني، محجوب في جوهره، انه هو هو هنا وهناك خفي ومسبّح،

56 وبما ان العين لا تقدر ان تراه كما هو، فقد ظهر لها كلما لزم ذلك باشباه مختلفة،

57 كانت العين تراه اولا بواسطة الملائكة، لان الرؤيا تبلغ الى اندادها بدون خجل،[10]

58 الكلمة التي كانت تُسمع في الخفاء، كانت تطرق السمع بواسطة الملائكة.[11]

 

 

الملائكة يلبسون روح الله ويحتكون مع البشر اندادهم

59 وبما انهم كانوا يؤمرون بالكلام من قبل ارادته، فكانت كلماتهم ايضا تُسمع كما لو كانت من فمه،

60 /102/ يلبس المستيقظون روحَ وجه اللاهوت لما يُرسلون الى المواضع للقيام بعمل ما،

61 يهبط الرمز من الجوهر على عقولهم، ومنه ياخذون الدالّة لعمل شيء ما،

62 الذهن الخفي يصبّ لفظه على عقولهم، وبه يتحركون للقيام باعمال اللاهوت،

63 قوة العلي تسير وتنزل وتحركهم وتوجههم بيدها السامية كالاصابع،

64 من ارادته يطبع الكلمةَ في افواههم، والسنتهم لا تتحرك من ذاتهم.

 

معركة يعقوب مع الملاك (تكوين 32/24-32)

65 كان قد تعارك يعقوب العادل مع الملاك، وكان يُظن بانه ربط الله بالحقيقة،[12]

66 كان قد تكنى اسرائيل اعني انه ربط الله، لان الله كان في الملاك.[13]

 

الناموس أُعطي بواسطة الملائكة (غلاطية 3/19)

67 والناموس الذي اعطاه الله على الجبل لموسى، نُطق من قبل الملائكة بصوت عال،[14]

68 فاتضح اذاً بان الله ايضا دخل الى بيت ابراهيم بالحقيقة كما قلنا.

 

يعقوب يتكلم

69 لنترك الآن كيف وبواسطة من دخل،؟ ولهذا لنقل لاجل اية علة كان قد نزل عنده،؟

70 دخل الله الى بيت ابراهيم لاجل (سدوم)، ولو لم تنسوا فهذا قد قيل في الميمر الاول.[15]

 

الرب لا يريد تدمير بريته حتى لما يهدد بتدميرها

71 /103/ ابان حنانه بانه لم يكن يريد ان يدمر، ولهذا وجّه دربه ونزل عند البار،

72 كان قد دخل عنده وحلّ عنده واكل معه ليتعوّد معه في الحديث حتى يتوسل اليه،

73 كان قد وعد ان يعطي ولدا لسارة العجوز وبهذا يبهجهما حتى يتكلما،[16]

 

74 بالموهبة جعلهما يقتنيان الدالة ليتوسلا اليه بسبب الغضب الذي كان معدّا،

75 وبهذا برهن بان ارادته مصممة للاصلاح لانه لما ذهب ليدمر البلد اعطى البنين،

76 رمزُه كان تواقا ليُكثر البشر وليس ليفنيهم، لانه اعطى البنين للعقر الذي التقاه،

77 رفع سيفه ليخرب الاثم الذي اقترفوه، ثم قبض يده وشرع يهتم بالاصلاح،

78 لو كان العادل تواقا ليغضب في الطريق التي سلكها لما كان يعطي ابنا للشيخوخة لما صادفته،

79 احتقر سدوم لانها لو جملت بافعالها لكانت تُبارك حتى عواقرها كما بوركت سارة،

80 لما وعد ابنا للعقر بيّن حنانه: ان القدرة البارية هي احب اليه من التدمير،

81 وكان يجب ايضا على الملك العظيم ان يثري مستقبليه من موهبته حيثما يحل،

82 /104/ وكان يلزم ايضا ان تكون موهبته محبوبة مثله من قبل المشاهدين،

83 اعطى استارا توجد عليه ايقونته لتشتهر صورته البهية بواسطة موهبته،

84 تناول الغذاء واعطى الموهبة وهام بالمغادرة، وهوذا ابراهيم يخرج ليرافقه في السبيل الذي سلكه.

 

النعمة تنصح الرب ان يكشف عن هدف زيارته لابراهيم حتىيتشفع لسدوم

85 رأت النعمة بان خبر سدوم لم يرد هناك، فضمّت يديها امام العظمة متوسلة،

86 وقالت لله مثل هذه العبارات: ربي كان يلزم ان تكشف لخليلك ما ستفعله،[17]

87 انه حبيبك فكيف تُخفي عنه السرّ،؟ يليق ان تبين له هدف سفرك،

88 اكشف لخليلك الى اي بلد تتوجه، لا يلزم ان تهمل لانه يستحي ان يسأل،

89 يثقل عليه ان يسألك عن مغادرتك، افعل ما يخصك واكشف سرّك وبيّن محبتك،

90 كان الرب يتوقع ان يسمع من ابراهيم ليبدأ هو الاول ويطرح السؤال،

91 واذ كان يعرف بان الشيخ ليس مهتما بالاسئلة، فقد احنى محبته ليبين له تصميمه،

92 ركّب علة ليفتح بابا للتوبة حتى يتوسل خليلُه لاجل البلد لئلا يُخرب.

 

الملائكة لا يقدرون ان يتشفعوا

93 /105/ كان ينتظر ان يتوسل اليه احد لاجل الشقية، ولا يمكن للعلويين ان يتوسلوا اليه،

94 في جميع حشود وقوات السماويين لا يوجد من يتوسل لاجل قضية ما لئلا يتجاسر،

95 كل الطغمات تتغطى وترتجف وتخاف منه، ولا تتوسل اليه لئلا تدخل الجسارة،

96 انهم يعرفون ان يقدسوه فقط وهم خائفون، ويباركونه بخوف عظيم بدون اضطراب،

97 هولاء الذين لا يقدرون حتى ان ينظروا اليه، كيف يمكن ان يطلبوا منه بشكل من الاشكال،؟

98 هذه الامكانية منزوعة عنهم بالتاكيد لئلا يصيروا له مستشارين ولا متوسلين،

 

99 لم تُعطَ لهم الدالة للتتوسل اليه، وليسوا مسلطين ليعطوا المشورة لحكمته،

100 جموعهم تواقة الى (انجاز) ارادته بسرعة، ولا يعصون كل ما يرمز اليه حتى يتوسلوا،

101 لو يؤمرون بالتدمير فعلوا هكذا، ولو يُرمز اليهم بالاصلاح لا يتأخرون،

102 انهم مستعدون ليطيعوه سواء لاجل الغضب او للامان، انهم ينتظرون فقط ان يؤمروا.

 

عقل وارادة الملائكة يخضعان للرب

103 عقولهم مصغية الى لفظه الخفي لما يامر، وحيثما مال نظره ليرمز يستجيبون،

104 /106/ لما يبيّن وجه الغضب لا يتوسلون اليه، وحيثا يرمز للتدمير انهم مستعدون،

105 لما تُرى علامة المحبة انهم يوافقون ارادتَهم معها حتى يرفرفوا،

106 يصير فرح في السماء بين الملائكة بخاطيء يتوب عن شروره،[18]

107 اراداتهم تسير مع ارادة الرب، ولانه مسرور بالخطأة يفرحون هم ايضا،

108 لما يرونه يرضى ان يعود الاشرار اليه، يفرحون لاجله بمن يتوب،

109 ولما يرون بان غضبه متقد على الاثمة، فركوا ارياشهم لتقدح النار وتحرقهم.

 

الملائكة لا يهربون من الرب ولا يعتذرون عن انجاز اوامره

110 لا يهرب المستيقظون من ارادته مثل يونان ولا يعتذرون ايضا مثل موسى من مهمته،[19]

111 يتحرك الافواج بنظره لانجاز مهمته بدون تاخير، ويطيرون بشدة حيثما يميل،

112 لا يتوسلون اليه لئلا تلين قدرته الآمرة، انهم يفعلون ما يأمر وهم ساكتون وخائفون.

 

للبشر فقط دالة الشفاعة

113 للبشر فقط الامكانية ليتوسلوا اليه لان شبهَه مصوّر عليهم اراديا،

114 صورته العظمى اكسبتهم الدالة لئلا يستحوا لما يتوسلون اليه بواسطة صورته،

115 /107/ ولهذا يكشف عن الغضب لاحد العادلين ليدخل امامه ويتوسل اليه،

116 قال لموسى: اتركني امحو الشعب الذي اخطأ، ولما تركه حثه ليتوسل لاجل المصالحة.[20]

 

 

 

انزلُ لارى ماذا فعلت سدوم وعمورة (تكوين 18/20-21)

117 وهكذا لما ذهب ليدمر سدوم كشف لابراهيم حتى يصنع توسلا لاجل الشقية،

118 بدأ الشفوق يذكر خبر البلد ليبطّل الغضب المعدّ بواسطة الطلبة،

119 دخل امامي صراخ سدوم وعمورة وازدادت خطاياهما كثيرا،

120 انزلُ لارى هل خبر خطايهما هو مثل نتيجة افعالهما،؟

121 نزلتُ لارى هل تصرفتا مثل الصراخ الذي دخل الي، وإلا ساعرف بالحقيقة.؟

 

كيف يخفى اثم سدوم عن عارف الكل؟

122 ايها العارف كيف تظلم مجدك بهذه العبارة: انزل لارى لو كان الامر هكذا وإلا ساعرف،؟

123 كيف اختفى اثم سدوم عن عارف الكل،؟ واي خفاء غطى الاثم عن رائي الكل،؟

124 اية ابواب اغلق المتمردون في وجه الاثم:؟ ان الافكار هي جلية امام فاحص الكل كالشمس،

125 في اي موضع فعلت الاثمَ بنتُ عمورة حتى تستتر عن عين اللاهوت،؟

126 /108/ في اي كمين اخفت اثمها امّ الاشرار عن المعرفة التي تفحص اللجج واعماق الارض،؟

127 كان النبي قد سماه: فاحص القلب والكلى، فكيف اذاً اختفى عنه اثم علني.؟[21]

 

التعقيب عن الحقيقة ضروري في المحكمة

128 لنتعلم الآن لماذا قال ذاك الحكيم الذي يرى الكل ويعرف الكل: انزل لارى،؟

129 ذاك الديان حافظ على النظام لاجل المتهمين لكي يقاضي الحكم باسئلة ثم يبتُّ فيه،

130 القاضي، ولو انه يعرف الحقيقة عن القاتل، يتنازل ايضا ويسأله امام الكثيرين،

131 العدالة تطالب بحقها من الكذابين لتبيّن بوضوح غيرتها بانها نزيهة،

132 هذا ما بيّنه هنا رائي الكل: يلزم كثيرا ان يعقب المرء على الحقيقة.

 

تانيب للقضاة الذين يحكمون بالمحاباة

133 ايها القضاة خذوا من هنا برهانا وفتشوا عن الحقيقة بعناية وتسلحوا بها،

134 هوذا معلّم القضاة قد علّمكم بحكمته لتنظروا الى الحكم بحق جلي وبتعقيب،

135 بقوله: انزل لارى، علّم ان يصير البحث عن الافعال لئلا تُظلم،

136 انزل لارى، كما يقال انتبهوا انتم لما تحكمون لئلا تسرعوا باصدار الادانة،

 

137 /109/ لتكن الحقيقة كمرآة [ لافعالكم] وبها تستهدون لئلا يصير السهو في [تصرفاتكم،[22]

138 لو كان العارف لم يجرّم قبل ان يعقب، كم بالاحرى على اللاعارفين ان يفتشوا عن الحقيقة.

 

الرشوة في المحاكم تنفخ في الحق وتطفئه

139 وجع الاثم حثني هنا بالم عظيم (لاقول) كم ان افعال القضاة هي مبلبلة،

140 نسوا الهدف الذي وضعه امامهم رئيس القضاة: انهم ينظرون فقط باثم الى وجه الذهب،

141 لما تدخل الرشوة تطرد الحقيقة من عندهم، ويهملون القضاء دون التفتيش عن العدالة،

142 لما يصل الذهب ويدخل خفية عندهم، خرجت المحاباة علنا من افواههم،

143 لما يهبّ المال كالريح في المحكمة، ينفخ في الحقيقة ويطفيء الحق لئلا يُذكر،

144 لما تلتهب محبة الذهب في افكارهم، لا يوجد بعدُ بحث عن الحقيقة في السنتهم،

145 لما يدخل الذهب ويعقد شرطه مع القضاة، ينسون البحث عن العدالة،

146 لا يتشبهون بعارف الخفايا الذي بيّن القضاء بالعدالة لئلا يختفي،

147 قال: انزل لارى اثم بنت عمورة لو كان (الامر) هكذا، وإلا ساعرف وهو كان يعرف،[23]

148 /110/ صنع القاضي وجها للقضاء بحكمته، ليشرق الحق ثم يهدد بانزال العقوبة،

149 ليرى من يحكم الحقيقة على هذه الصورة ليزكي نفسه من اللوم بفضل التحريات،

150 هوذا المرآة التي وضعها الباري امام القضاة، من هو مستقيم ليتزين بها لما ينظر اليها،

151 حنانه العظيم جلي كالشمس للمذنبين فهو لا يقاصص الاشرار بتهور وبدون اسئلة،

152 صراخ سدوم وعمورة دخل امامي ونزلت الآن لارى القضاء بالتدقيق.

 

النعمة تحث ابراهيم ليتوسل لاجل سدوم

153 كشف السرَ الذي كان خفيا عن ابراهيم ليقتنع العادل ويتوسل لاجل الاثمة،

154 اقتربت النعمة ووقفت عند البار وهي تحثه قائلة: افتح فمك للتوسل اليه،

155 ربك يذهب ليدمر البلد على سكانه، ولو لم تتوسل سوف لن يُعرف تمييزك،

156 رفع يدَه على الاثمة ليبيدهم، ومن يمسكه ليرد غضبه سينال الاكليل،

157 لن يلومك لو تتوسل لاجل المتمردين، انه سيذمك لو لم تتوسل اليه مثل القريب.

 

 

توسل ابراهيم الى الرب (تكوين 18/23-33)

158 اقترب ابراهيم الخليل الصالح عند الحنان، وصالحه بالطلبة كما يُصالح الغاضب،

159 /111/ هل تبيد كل البلد بغضب واحد،؟ وهل يُفني سيفك البار مع الخاطيء،؟[24]

160 هل تقاصص كل بنت عمورة بضربة واحدة: الصالحون والطالحون دون التمييز بينهم،؟

161 حاشاك ان تصنع مثل هذا القضاء لانك مستقيم، كيف يمكن ان تصنع هذا وانت العادل،؟[25]

162 ليس هكذا يا ديان كل الارض، لا يُدمر عادلو سدوم مع الاثمة،

163 ربي، لا تحرق الحنطة بغضبك مع الزؤان، ولا يفسد الزرع الجيد مع الدغل،

164 لا تُدمر الحملان البسيطة بسبب الذئاب، ربي لا يخبط البرَد العنبات مع الخرنوب.

 

الرب لا يدمر سدوم لو وجد فيها خمسين بارا (تكوين 18/25-26)

165 لو وُجد في سدوم خمسون عادلا يرضونك، يجمل بك ان تحيي البلد لاجل الخمسين،[26]

166 لو وجدتَ خمسين بارا بين الاثمة، ايها العادل كيف تبيدهم بغضب واحد،؟

167 ربي، لا تخرب ختم التوبة العظيم فاحيِ الاشرار بسبب الصالحين ولو لا يستحقون،

168 دينونتك مستقيمة فلا تمِلْ عن العدل لتساوي بغضب الابرياء مع المذنبين،[27]

169 ربي، سامح البلد لاجل الخمسين لو وُجدوا هناك، لئلا تُدمر آنية مختارة من قبل الزبل،

170 /112/ حينئذ فتح الصالح خزينته امام [ السائل[28] ليغرف وياخذ قدر ما يشاء،

171 سمع الحنان التوسل الذي يتفق مع شفقته، واطال اناته ليصغي لما يقال،

172 الموضوع الذي صدر من ابراهيم طاب للرب، فتاخر ليتكلم معه مطولا،

173 استجابه بمحبة لييّن له بانه يسمعه لانه رضي ان يفيض مراحمه على الظالمين،

174 لو وجدتُ في سدوم خمسين كما تقول، ساسامح البلد ولن ادمره لاجل الخمسين،[29]

175 سمع ابراهيم بانه قبل منه كثيرا، فاستعد ليرفع صوته في طلبته،

176 وجد السائل بان باب الكنز العظيم مفتوح، فتجاسر ليضاعف صوته في طلبته.

 

 

الرب لا يدمر سدوم لو وجد فيها خمسة واربعين بارا (تكوين 18/28)

177 فكّر قائلا: لعله لا يوجد خمسون عادلا في سدوم فنقّص خمسة عن العدد ثم توسل،

178 استجابه الرب بمحبة حسب ارادته وترك الخمسة كما توسل اليه في المطلب الثاني،

179 راى البار بان طلبه لا يُردّ، فتوسل ايضا وطلب بخضوع،

180 ها قد بدأتُ اتكلم امام عظمتك /113/ اعني شرعتُ الآن اطلب منك،[30]

181 وبهذا ايضا لن انهي طلبي منك، ولما تستجيبني ساسأل ايضا لتعطيني كذلك،

182 ولو وجدتَ هناك اربعين: ما هو الحل،؟ ألا تسامح لكل البلد بسببهم.؟

 

الرب لا يدمر سدوم لو وجد فيها اربعين بارا (تكوين 18/29)

183 بعد هذا اجابه الرحمن: اذا وُجد اربعون سوف لن يخرب البلدُ.[31]

 

الرب لا يدمر سدوم لو وجد فيها ثلاثين بارا (تكوين 18/30)

184 الآخذ وجد بان عين الواهب هي صالحة، فكان يتزاحم ليدخل وياخذ ايضا،[32]

185 كان قد سمى نفسَه بتمييز ترابا ورمادا لتدخل صلاته بتواضع عند العظمة،[33]

186 لم يتكبر لكون الرب قد استجابه بمحبة، واقر بالم بانه تراب ورماد،[34]

187 اتذكر بان طبيعتي ضعيفة وهي ترابية، ولن أُعاتَب لما اتوسلُ اليك لاجل الاثمة،[35]

188 ولو وُجد في سدوم ثلاثون، قال الرب: لو وجدتُ ثلاثين سوف لن ادمّر سدوم.[36]

 

الرب لا يدمر سدوم لو وجد فيها عشرين بارا (تكوين 18/31)

189 قال ابرام: لعله يوجد فيها عشرون فقط، اجابه ايضا: لن اخرب لاجل العشرين.[37]

 

 

الخجل يشير الى ابراهيم ليبطل من التوسل

190 الى هنا دخل السائل في باب المراحم، ووقف الخجل وصادفه مثل الغيور،

191 الى اين تخطو ايها الرجل وراء ربك،؟ /114/ انتقل من هنا فلو تدخل ايضا فهذه جسارة،

192 مهما طمعتَ على الخزينة المفتوحة والمتروكة خُذْ منها بالكيل وضعْ حدّا لأخذك منها،

193 لو كانت يد الواهب ممدودة ولا تمنع العطاء، ايها الآخذ ألا تكفّ من الطلب منه،؟

194 لو كانت موهبة ربك عظيمة وبدون كيل، ألا يُردع طلبك من قبل الكثيرين،؟

195 لو يسمع الحنّان كل ما تقوله، ألا تعرف بانه يوجد مجال للانتقام ايضا.؟

 

ابراهيم يعيد التوسل بخوف (تكوين 18/30، 32)

196 هبط القنوط الى ذهن ذلك البار، وكان يفكر بمثل هذه الامور في تلك الطلبة:

197 ظن بانه غصب اللهَ كانما بالاكراه، ولم يكن يعلم بان ربه متعطش الى صوت طلبته،

198 كان يخاف لئلا يقبله على مضض، وتقدم من التوسل ايضا وهو قانط،

199 لا يغتاظ ربي لاتكلم هذه المرة، اطلب امرا واحدا ولن اضيف التوسل اليك،

200 ايها البار انه لا يغتاظ بتوسلك اليه، لماذا تذكر الشر بخصوصه بينما هو الصالح،؟

201 خاف ابراهيم لانه كان يظن بانها جسارة، ولهذا قال: لا يغتاظ ربي لاتكلم.

 

الرب لا يدمر سدوم لو وجد فيها عشرة ابرار (تكوين 18/32)

202 ولو وُجد في سدوم عشرة عادلين فقط، /115/ ألا تسامح لكل البلد لاجل العشرة،؟[38]

203 هنا ايضا وعده وهو فرح: اذ وُجد عشرة هناك فسوف لن اخرب.[39]

 

النعمة تعاتب ابراهيم: كان يلزم ان تتوسل بعدُ الى الرحمن!

204 هنا سكت ذاك البار ولم يتوسل، وقد استحى لانه نال الكثير من الواهب،

205 الآخذ تعب من الاخذ، بينما يد الواهب ممدودة وهو تواق ليعطي وكنزه مفتوح،

206 تعب التوسل وغادر من عند الحنان الذي محبته هي اعظم من توسل السائلين،

207 ضعف جناح الصلاة التي دخلت امامه ومراحمه لم تضعف من (إعطاء) الخلاص،

208 سكت ابراهيم وظن بانه توسل كثيرا، اما الرحمن فكان ينتظر ان يطلب منه بعدُ،

209 النعمة عضّت اصبعَها ازاء الشيخ (قائلة): لماذا ايها الشيخ لا تطلب ايضا لاجل الشقية،؟

 

210 لم يكن يلزم ان تسكت الآن من الطلبة: الخزينة مفتوحة، لماذا مللتَ من الاخذ منها،؟

211 سكوتك هيّج سيف العدالة على البلد، ولن تسامح لاكثر من العدد الذي ذكرته لها،

212 /116/ لو كثّرتَ الكلام بدون خجل لكانت تنجو خمس قرى بطلبتك،[40]

213 ها انه لا يوجد في سدوم عشرة عادلين لذا ستُقلب، لماذا مللتَ بينما كان الواهب مسرورا بلقائك،؟

214 لو طلبتَ منه تاق ليصل الى الواحد، ولكان يرضى بالواحد فقط ولما كان يدمرها،

215 نزل من الخمسين الى العشرة كما طلبتَ منه، ولو لم تسكت لسامح ولما عصا عليك،

216 (يلزم) البكاء على الشقية التي ستُدمر لانه لا يوجد فيها عشرة عادلين ليسدّوا ثغراتها،

217 سكت ابراهيم من الطلب لاجل الاثمة، وركض الغضب ليدمر البلد على سكانه.

 

يعقوب يتكلم

218 (يلزم) السكوت عن قصة بنت عمورة، وبقية موضوعها واقفة في النهاية،

219 انتبهوا ولا تنسوا اين توقف موضوع الميمر، ومن هناك يلزمني ان اقول امورا كثيرة.

 

الخاتمة

220 ها قد انهينا بالشرط الذي أُبرم مع العشرة، المجد للصالح المفتوح بابه لمن يدعوه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] – نص: ونعم، بيجان يصوب: كجسم

[2] – نص: اخوته، بيجان يصوب: بضيوفه

[3] – نص: مثدراكنو؟، بيجان يصوب: مثراخنو

[4] – متى 12/31-32

[5] – ابراهيم يرسم ويرمز الى الثالوث بالاكيال الثلاثة دون ان يعلم

[6] – عبرانيون 13/2

[7] – نص: فولطين، بيجان يصوب: فُلطين

[8] – يظهر الله ثلاثيا: بواسطة الملائكة، او بواسطة الانسان الذي اكل في بيت ابراهيم. يظهر الله لك بواسطة الفقراء !

[9] – يوحنا 1/18؛ 1طيمثاوس 6/16

[10] – مبدأ المعرفة الارسطوطاليسي: تتم المعرفة بواسطة التشابه بين العارف والمعروف. للانسان والملاك قاسم مشترك يجعلهما شبيهَين لكونهما خليقتين. للانسان نفس روحية هي شبيهة للملاك الكائن الروحي، وهكذا يمكن رؤيا وسمع الملاك لكونه خليقة وبرؤيا الملاك الذي يستعير شبه الله، يرى الانسان الله اللامنظور

[11] – غلاطية 3/19

[12] – تكوين 32/24-32

[13] – يعقوب يحلل اسم اسرائيل حسب السريانية: اسر ءلؤا ايسار آلوهو (ربط اللهَ)، بينما في العبرانية يعني قوة الله. نص السريانية يقول: لانك قاومت الملاك والرجل وظفرت

[14] – غلاطية 3/19

[15] – لاول مرة يذكر ملفاننا تسلسل ميامره على سدوم بالاسم. انظر، ميمره 151

[16] – تكوين 15

[17] – يعقوب 2/23

[18] – لوقا 15/10

[19] – يونان 1-2؛ خروج 3/11-22، 4/1-17، خاصة 4/13-14

[20] – خروج 32/10-14، خاصة 32/10، عدد 14/13-19

[21] – مزمور 7/9؛ ارميا 11/20

[22] – نص: افعالهم، بيجان:؟، سوني يصوب: افعالكم. نص: بتصرفاتهم، بيجان:؟، سوني يصوب: تصرفاتكم

[23] – تكوين 18/21

[24] – تكوين 18/23

[25] – مزمور 11/7؛ 25/8

[26] – تكوين 18/24-25

[27] – مزمور 119/137

[28] – نص: سائلين، بيجان يصوب: سائل

[29] – تكوين 18/26

[30] – تكوين 18/27

[31] – تكوين 18/29

[32] – متى 6/23

[33] – تكوين 18/27

[34] – تكوين 18/27

[35] – تكوين 2/7؛ 3/19

[36] – تكوين 18/30

[37] – تكوين 18/31

[38] – تكوين 18/32

[39] – تكوين 18/32

[40] – تكوين 13/8