الميمر 149 (الثالث) على قائين وهابيل

الميمر 149

 

        هابيل القتيل صنع عرس الدم ودعاني، اعطني هدية مليئة الما لارسلها له، خبره سحبني لادخل الى وليمة آلامه، لقد وضع رب العموم اتقانات امام المدعويين، ميمر قتله جعلني فاعلا لافلح معه، ايها الغني اعطِ الاجر من كنزك، دخلتُ الى كرم موته لاعصر خمر آلامه وبطعمه اروي بتمييز السامعين، تعرفون بانني مزجتُ لكم من اجانته، اهدأوا لاسقيكم من نعيمه.

        قصاص قائين: السروجي يبدل النص الكتابي القائل: من يقتل قائين يقاصص سبعة اضعاف. يعقوب يقول: كل انسان قاتل يموت موتا واحدا، بينما قائين سيموت سبع ميتات لانه صار عينا للشر وفتح بابا للموت على الارض.!

        قال الرب: لا اصنع لك هذا، ولن تموت بسرعة كما طلبتَ، من الآن وصاعدا يحدث هذا لكل قاتل، اما انت سيتضاعف لك لانك صرتَ عينَي الشر، يُجازى قائين الواحد بسبعة لانه فتح الباب ودعا القتلَ ليخرج الى الارض على الوديع، سبعة اجيال ستنظر الى قصاصك، وجميع الاحياء سيستخفون بك ويزجرونك، ستقوم ضدك سبع قبائل لتعذيبك، لئلا تنجو بموت واحد وتنسى المك، ستنزل سبع درجات في العالم ثم ستسقط لئلا تستريح في اول درجة بسبات الموت، كُن رؤيا مخيفة لسبعة اجيال، لئلا تموت وينسى العالم قصاصك.

        الرب يضع علامة على قائين: ترك الربُ قائينَ على الارض بهذا الشرط، ووضع عليه علامة ليصير في العالم للتخويف، العلامة التي وضعها فيه الرب كانت علامة غضب بسببها كان يرتجف ويرتج كل جسده، القى ورمى الرجفة على اعضائه، وتركه وقيده وربطه بخيوط الخوف وتركه قائما، سمح له ان يحيا سبعة اجيال وهو يرتجف لكي يتعذب بحياة الرجفة بحسب ذنبه.

  • المخطوطتان: روما 117 ورقة 409؛ مخطوطة ماردين

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. السروجي يستنبط عدة ابيات لا وجود لها في الكتاب المقدس مثل لقاء قائين بابويه ورثاء حواء عليه وعلى هابيل. السروجي يتحدث الى مستمعيه: الى اين مشت الكلمة في ميمر الدم،؟ واين توقف خبر الآلام السابق لهذا (الخبر)،؟ كفى يا لساني من سرد رثاء حواء، اختم القصة ليؤلف فيها ميمر آخر، هنا ايضا احفظوا لي الموضوع ايها السامعون، للميمر ملحق وبعدئذ ينتهي، حتى ولو كان الموضوع ناقصا حسب نظام البلاغة، غير ان النية صافية بحديثها عن الامور المجيدة. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر التي تعالج قصة قائين وهابيل الى فترة شباب السروجي اي الى حوالي سنة 480-485م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 149

الثالث على قائين وهابيل

 

المقدمة

 

1 هابيل القتيل صنع عرس الدم ودعاني، اعطني هدية مليئة الما [ لارسلها[1] له،

2 خبره سحبني لادخل الى وليمة آلامه، لقد وضع رب العموم اتقانات امام المدعويين،

3 ميمر قتلِه جعلني فاعلا لافلح معه، ايها الغني اعطِ الاجر من كنزك،

4 رفعتُ صوتا على قصته لازمر خبره، ربي اعطِ القوة للكلمة لتبلغ الى [ جماله،[2]

5 دخلتُ الى كرم موته لاعصر خمر آلامه، وبطعمه اروي بتمييز السامعين،

6 /33/ تعرفون بانني [ مزجتُ[3] لكم من اجانته، اهدأوا لاسقيكم من نعيمه،

7 خبره محبوب وميمره شجي بين المتميزين، ولا تشبع الكلمة من ترتيل آلامه كل يوم،

8 الى اين مشت الكلمة في ميمر الدم،؟ واين توقف خبر الآلام السابق لهذا (الخبر)،؟

9 من يوجد هنا وقد انصت بعناية الى قصتي، ولم يطش عقله من استيعاب نظام كلمتي،

10 من فهم ليحافظ على النظام بعناية، وليفهم في اي ميعاد كان قد توقف الخبر،

11 المقطع الذي انتهيتُ به هو هذا: لُعن قائين من قبل الله ومن قبل الارض،

12 كان قد لُعن من قبل العدالة كما سمعتم، وصار مطرودا بالقصاص كما قلنا.

 

قائين يتعذب من قبل العدالة

13 ضُرب المجرم بسيوط الخوف وارتجف كله وبدأ يرتجف من الضربات التي قبلها جسمه،

14 غيمة الغضب نفضت [ حريقها] الجسور، [ واحنت] الارزة باحجار برَد [امطرتها[4] عليها،

15 نفخت ريح المحكمة الجفاف على الزؤان، واحترق الشوك اللعين بالحرارة،

16 لبس القاتل درعا مصاغا من اللعنات، /34/ واحترق جسده وارتجف جسمه وارتجت اعضاؤه،

17 أُفرغت [ جعبة[5] الغضب على الجسور، ورُمي بسهام الرجفة وارتج كالقصبة،

 

18 مدّه الغضب ليُجلد من قبل العدالة، وبدأت [ تهبط[6] قضبان الحكم على مثانته،

19 ضرب القاتل الى ان ارتجف من الضربات، وخبطه الجلد واصبح يرتجف،

20 واذ شعر في نفسه بانه [ ضُرب بمرارة،[7] بدأ يطلب من الحاكم ان يصدر حكما بالموت،

21 راى بان ظهره طُعن بالجلد فسأل الموتَ، وشعر بان الموت اصلح له من الحياة،

22 نظر الى جسمه الخائف والمرتجف وتحير، وبسبب العذاب كان يتوق ان ياتي الموت.

 

قائين بتكبره يقطع رجاءه من المغفرة (تكوين 4/13)

23 بخوفه اصبح القاتل مقطوع الرجاء، [ لانه لم[8] يقصد ان يلتجيء الى التوبة،

24 المريض الجاهل نفض يديه من الشفاء، وظن بانه لا يوجد علاج لجروحه،

25 لم يلقِ نفسه في بحر المراحم ليغسل اثمه، بل نزل الى حفرة قطع الرجاء،

26 قال لله: جهالتي اعظم من ان تُغفر ولا اقرّب لك توسلا لتصالحني،[9]

27 /35/ لا يوجد لك ضماد كافٍ لعلاج مرضي، ولا دواء فيه القوة لشفائي،

28 كنزك اصغر من ايفاء ذنبي الكثير، وغناك اقل وغير كاف ليُمزق به صكي،

29 بحرك اصغر من غسلي بين امواجه، ومياه نهرك [ ايضا[10] اضعف من ازالة وسخي،

30 لو تصب علي كل سيل فيضك العظيم لن يغسل حمأتي وينظفني من الدنس،

31 لو تشد جرحي بكل الضمادات الموجودة لديك لن تشفيني لان جرحي صعب الشفاء،

32 ذنبي هو اعظم من الغفران: (هذا) يعني بان حنانك اضعف من ان يرسل لي المغفرة،!

33 هنا ايضا جعل نفسه اعظم من الله وكان يفكر بانه اقوى منه بالقوة،

34 كان [ يقول[11] له: ان ذنبي اعظم من ان يُغفر، لقد ثلمتُ اساسا ولن تسيجه بقوتك،

35 السور الذي هجمتُه لن تقيمه لانك ضعيف، والكتلة التي رميتُها لن يقلبها جبروتك،

36 الثلمة التي صنعتُ لا [ تُسيج[12] فلا تتعب بها، والقواعد التي دمرتُ، قوتك اضعف من ان تشيدها،

37 لقد اغلقتُ الطريق ولن تمهده قوتك، /36/ واغلقت الباب ولن تفتحه عزتك،

38 لقد صنعتُ اثما لا توجد فيك قوة لمسامحته، وفعلت اثما لا تستطيع ان تغفره،

 

39 الخطيئة التي مزقتها والقيتها هي جرف عظيم، واذ تصدم بها لن [ تعيدها[13] الى الغفران،

40 ذنبي اعظم من ان يُغفر لماذا تتعب،؟ والهوة التي [ صنعتُ[14] لن يملأها نشاطك،

41 بارتيابه خفّ الحنان العظيم في عينيه، وفكّر بان الرب لم يكن قادرا ان يغفر له،

42 بالاثم الذي صنعه جعل حاجزا امام الله، وقام وقال له: لن يقفزه جبروتك،

43 اغلق باب التوبة امام العدالة، لئلا تخرج المراحم الفائضة وراء عقبه،

44 قطع جسر الحنان بقطع الرجاء، لئلا تعبر المحبة وتجلبه الى الغفران،

45 سدّ الطريق امام الطلب لئلا يسير فيها، وردّ على الرب: ذنبي اعظم من ان يُغفر،

46 لُعنتُ ولن احاول ان انال البركة، استولت علي الخطيئة ولن اتجاسر لاطلب الغفران.

 

قائين مطارد وهائم على وجهه في الارض (تكوين 4/14)

47 ها قد القيتني من على وجه الارض مثل المجرم، وباثم يديّ طُردتُ من امام وجهك،

48 /37/ ها قد جعلتني في العالم [ للرعب[15] مثل الغريق، ولا نصيب لي في المسكونة لاسكن فيها،

49 هانذا ارتجف وارتج من ضرباتك، [ ويرتجف[16] عقباي بقصاص استقامتك،

50 هانذ ارتجف بالجَلد الذي نلته من عدالتك، وهانذا ارى بانك ارخيتَ مفاصلي،

51 هوذا ركبتيّ توجعانني بسبب قضيبك العزيز جدا، ومن تاديبك [ ضعفت[17] قوة يديّ،

52 ضربتك احنتني ولا اقدر ان امشي باستقامة، واحكامك ضايقتني والعيش هو عذاب بالنسبة الي.

 

قائين يطلب الموت لنفسه

53 ربطتني بالمخاوف وهانذا ارتجف بدون [ ريح،[18] يعوز الموت وينتهي كل شيء بتمردي،

54 لا يتاخر الموت من المجيء لانني احبه، اصنع معروفا معي: لئلا اتعذب وانا ارتجف،

55 كل من يجدني سيقتلني ويسكب دمي، [ فلا[19] اتعذب بهذه الآلام المحيطة بي،

56 لياتِ الموت وليحلّ قيودي وياخذني لانه لو اظل في هذه الحياة فالوجع مضاعف،

57 عليك ان تصنع معي هذا المعروف الذي سيريحني: لو صادفني احد في البرية مُرْهُ ان يقتلني.

 

 

قائين يقاصص سبع مرات لمدة سبعة اجيال! (تكوين 4/15)

58 [ قال[20] الرب: لا اصنع لك هذا، ولن تموت بسرعة كما طلبتَ،

59 من الآن وصاعدا يحدث هذا لكل قاتل، اما انت سيتضاعف لك لانك صرتَ عينَين للشر،[21]

60 يُجازى قائين الواحد بسبعة لانه فتح الباب ودعا القتلَ ليخرج الى الارض على الوديع،

61 سبعة اجيال ستنظر الى قصاصك، وجميع الاحياء سيستخفون بك ويزجرونك،

62 ستقوم ضدك سبع قبائل لتعذيبك، لئلا تنجو بموت واحد [ وتنسى[22] المك،

63 ستنزل سبع درجات في العالم ثم ستسقط لئلا تستريح في اول درجة بسبات الموت،

64 كُن رؤيا مخيفة لسبعة اجيال، لئلا تموت وينسى العالم قصاصك،

65 تنال جَلدا عظيما بالكيل [ السابع[23] المليء، لان موتا واحدا هو قليل بالنسبة الى ذنبك،

66 سيشد الغضب سبعة قضبان لما يضربك، وستُضرب بخصلة سباعية دون ان تُحل.

 

الرب وضع علامة على قائين (تكوين 4/15)

67 ترك الربُ قائينَ على الارض بهذا الشرط، ووضع عليه علامة ليصير في العالم للتخويف،

68 العلامة التي وضعها فيه الرب كانت علامة غضب /39/ بسببها كان يرتجف ويرتج كل جسده،

69 القى ورمى الرجفة على اعضائه، وتركه وقيده وربطه بخيوط الخوف وتركه قائما،

70 سمح له ان يحيا سبعة اجيال وهو يرتجف لكي يتعذب بحياة الرجفة بحسب ذنبه،

71 لم يبترِ الرقبة القاسية باول سيف، ضربه سبعة [ وبعدئذ[24] رفعه ليتعذب،

72 ولما انتهت المهمة من قبل العدالة واكتمل القصاص النهائي،

73 ولما انجز الديان مهمته بالنسبة الى القاتل، ارتفع عنه وتركه في خوف حتى يرتجف،

74 قدّمه الى المحكمة واسكته بالجَلد وكثّر آلامه وارتفع الى موضعه [ الاول[25] وتركه يرتجف،

75 مكث قائين خائفا، ومرتجفا، [ وشقيا، ومرتجا،[26] وملعونا، ومعذبا، ومحتقرا، وطريدا، ومطروحا، ومعوزا،

76 اخوه ليس موجودا، [ وقوته قد انتهت،[27] وجسمه يرتجف، وجسده يرتج، وذبيحته مرذولة، وربه غاضب،

 

77 هابيل عضو مبتور ومطروح عن ابن امّه، واكليل الاخوَين مخزق [ ومنثور[28] ولا يوجد جماله،

78 فرغت الارض من كل الجهات بالنسبة الى القاتل، /40/ الذي كان يُعذب بالرعب من كل الجهات،

79 ويخاف ويرتجف ولا يوجد اخ ليسنده، ويرتج جسمه ولا يوجد ابن امّ ليدعمه،

80 وترتجف يداه ولا يوجد قريب ليتسلى به: الابوان كانا غائبين والاخ مقتولا، وماذا يعمل،؟

81 [ كان اخرس[29] ومطروحا ليذهب ويسند راسه على اخيه، وخجل من فعله ليعود عند ابويه،

82 توسط وقام بين الخوف والرعب، واحاط به القنوط الصادر من كل الجهات،

83 عاد رجل المخاوف ليذهب عند ابويه وكان عقباه يرتجفان ولا يوجد موضع لخطواته،

84 طريق الحلم كانت اسرع من طريقه، ولما كان يمشي كان مندهشا ومترنحا كما لو كان في السبات،

85 ولم يكن لخطواته نظام مرتب اذ كانت تسير الواحدة الى الامام والاخرى الى الخلف،

86 لما يتشجع ويقف ليمشي كان يترنح، ولما يصمم [ ليمشي[30] في درب كان يرتجف ويسقط.

 

لقاء قائين بابويه

87 يا ترى كيف رآه آدم وحواء،؟ [ وباي[31] وجه التقاهما قاتل اخيه،؟

88 هل عرفا بانه قائين ام لم يعرفاه لانهما شاهدا علامة الفزع في شخصه بخلاف العادة،؟

89 /41/ هل سألاه اين هابيل الذي خرج معك،؟ وما هذه علامة الفزع التي تُرى فيك،؟

90 قائين مَن اضعف جسمك الذي كان قويا،؟ ومن وضع فيك هذه المخاوف المحيطة بك،؟

91 اية ريح احنتك ايها الارزة فها انك ترتجف،؟ كم كانت شديدة لانها [ بهبوب[32] واحد قلعتك،

92 اية ريح ساخنة صادفتك ايها الوردة،؟ وذبل جمالك، واي جليد اعمى نبتتك المحبوبة،؟

93 اية فخاخ صادتك ايها النسر ونتفت ريشك، وها انك تتعذب في وهن لم تكن تعرفه،؟

94 اية غيمة خبطت اثمارك ايها الشجرة،؟ واي برَد حطّم اكنافك الجميلة،؟

95 اية شراك مسكتك ايها الايل السريع الجري، ها قد عُرقل سير خطواتك القوي،؟

96 ايها الاسد القوي من ربط بأسك والقى الرعب [ على[33] اعضاء قوتك،؟

97 ماذا حدث لك،؟ وماذا يخيفك،؟ ولماذا ترتجف،؟ ولماذا ترتج،؟ اين هو اخوك،؟ افصح عن هذه (الاسئلة) كلها.

 

 

رد قائين على ابويه وهو يقارن ذنبه بذنبهما

98 ولعل قائين الشقي ردّ بعد هذه (الاسئلة) بما يلي: قتلتُ اخي ولهذا حدثت لي كل هذه الامور،

99 وقد قصد بالا ينكر ما جرى، /42/ لانه شعر بانه فُضح من قبل العدالة،

100 راى بان اعضاءه صارت شهودا لتوبيخه، واذ كانت ترتجف اشتكت عليه جهرا،

101 اعترف بالقتل سواء اراد ام لم يرد واذ اعترف فقد عبّر بمثل هذه (العبارات):

102 الشرير الذي اضلكما بين الاشجار خدعني وقطفتُ هابيلَ من بين الاحياء كثمرة،[34]

103 من الشيطان هبطت علي مشورة لاصنع هذا، وابان لي لاهرق دما زكيا على الارض،[35]

104 لم اكن اعرف الى اي شر ساصل، كما لم يكن واضحا لكما ذلك العري،[36]

105 قتلتُ هابيل لارث الارض، [ كما[37] ظننتما بانكما تقتنيان اللاهوت من الشجرة،

106 لم تقتربا الى تلك الثمرة لتتعريا، ولا انا قتلتُ هابيل لاخاف وارتجف،

107 بدل العري تقتما الى اللاهوت، وكنت اجتهد بان ارث الارض بدل الخوف،

108 كما تاجرتما الاذية في عدن، هكذا انا ايضا ورثتُ الفزع من الارض،

109 تعرفان حرب الشهوة على العظمة، وقد اختبرتما [ مثل[38] هذا الوجع،

110 /43/ ها قد سقطتما في تجارب الشهوات، ولما هبت ريح الشهوة لم تقاوماها،

111 وحدث لي مثل هذا لاقتل بالشهوة، ولاجل هذا هانذا ارتجف وافزع،

112 ذاك اللص الذي كان يكمن لكما بين الاشجار، اتى عندي وبمكره ضربني ضربة الهلاك،

113 تلك الشبابة التي زمرت لكما المتناقضات، وشوشت في اذنيّ الحانا مضطربة لاقتل هابيل،

114 ذاك الصياد الذي عرقلكما بمصائده، طمر فخاخه وربطني واوثقني بحيلته،

115 كان قد بدأ سمّه بكما وانهاه بي، وكما اضلكما اقلقني ايضا فقتلتُ اخي،

116 الخوف الذي تجدانه [ فيّ هذا هو سببه،[39] وهانذا ارتجف بالقصاص من قبل العدالة،

117 روح القتل نفخت الخوف في اعضائي، وقضيب الدم ضربني بدهشة وهانذا ارتجف،

118 اطلق قائين مثل اصوات الالم هذه لما سئل من قبل ابويه: اين هو اخوك.؟

 

 

حواء تردّ على قائين برثاء حزين

119 بعد هذه الامور بماذا اجاباه،؟ وكيف ردّت حواء على ذلك القاتل،؟

120 الم تنح الحمامة على فروجها بالالم، /44/ وصرخت بالقاتل لكي تبكي،؟

121 يا بكر امّه لماذا جعلتَ المقفرة ترتجف،؟ يا مجدد ضيقاتي اين هابيل لاتعزى به،؟

122 يا رفيق اخيه لماذا تخليتَ عن ابن امك،؟ يا شريك هابيل من فصلك عن حبيبك،؟

123 يا قائين لقد حطمتني منذ البداية وفي النهاية، وجعلتَني احتمل كل آلام الزوجات،

124 يا ابني بك عرفتُ اوجاع الحبل التي لم اكن اعرفها، وانت علمتني الم الولادة الذي لم اكن قد اختبرته،[40]

125 بقتل اخيك اقمتني في درجة الموت، كل هذه الامور بسببك يا متعب امّه ماذا افعل بك،؟

126 بك تعلمتُ ان اناغي الولد الجديد، بهابيل اتعلم ان اندب الميت الملقى (امامي)،

127 يا ابن الخائفة، عذابك قاس مثل عذاب اخيك، وابكي عليك بمرارة كما ابكي على هابيل،

128 [ اؤلف] مرثية باصوات متناسقة، وبمرارة ابكي [ سوية على القاتل[41] والمقتول،

129 يا (شجرتا) السرو باية ريح ضُربتما، فاستاصلت واحدا واحنت آخر كما لو كان بغضب،؟

130 يا شجرتا الدلب المستقيمان اي فأس وصل اليكما فقطع واحدا وطرح آخر وتركه قائما،؟

131 /45/ ايهاالحملان المحبوبان، اي ذئب سعى وافسدكما وجعل واحدا اخرس وقطع الآخر دون ان يقتله،؟

132 ايها الحجلان البهيان اللذان باشرا يطيران في الارض، اي باشق قتل واحدا منكما ونهش الآخر،؟

133 ايها الوردتان البهيتان اللذان انبتهما المرج الذي سقاه آدم، اي حر قطف واحدا منكما واذبل الآخر،؟[42]

134 على من ابكي اعلى الميت او على الحي،؟ هل اتالم على هابيل او اصنع حدادا عليك يا قائين،؟

135 [ لا] شجاعة لي بسبب الميت القتيل والمطروح، ولا تسلية لي بالحي الذي [ يحتمل[43] المخاوف،

136 هوذا موت هابيل، وخوف قائين يحيطان بي، وانا اتعذب بدم الميت ورجفة الحي،

137 هوذا هابيل مقتول، وانت ترتجف بدم اخيك المذبوح والملقى وانت [ ترتجف[44] وترعبني،

138 ايها القاتل: الجثة اكثر لياقة منك كثيرا، انها صامتة وانت لا تبطل من الاهتزاز،

139 هل اسميك جثة ترتجف بسبب خوفك، او ميتا مؤذيا تُرك في المسكونة لاجل الترهيب،؟

140 يا ابني هل العنك،؟ المك اعظم من اللعنات وقصاصك شديد مثل ذنبك،

141 لم تُلعن الحية التي مكرت بي اكثر منك ،/46/ تلك قوصصت برِجليها فقط بينما انت كلك قوصصت،[45]

142 جسدك مقتول ونفسك محفوظة للترهيب وقائمة وتحافظ عليك ليتعذب جسمك،

 

143 يا قائين: خبرك يلقي الرجفة على الوالدات ويُدخل الالم على بطون المتزوجات،

144 لتخبيء عليك كل الاكناف احباءها، لئلا تسعى ايضا الى افساد احبائها،

145 تحفظ الام طفلها منك باحتراس، لئلا تفسده كما افسدتَ هابيل بحيلتك،

146 من ادعو ليسلي اباك آدم: ان اخاك مقتول، وانت مرتجف، انه حِداد عظيم،!

147 كنتما عينيه وبكما كان يرى النور الذي ولدتُه، وهذه الواحدة عمياء والاخرى مريضة ومن يشفيها.؟[46]

 

يعقوب يتكلم

148 كفى يا لساني من سرد رثاء حواء، اختم القصة ليؤلف فيها ميمر آخر،

149 تكفي هذه الاصوات الشجية التي سُردت [ فيك،[47] ابدأْ اذاً الكلام عن التسلية،

150 هنا ايضا احفظوا لي الموضوع ايها السامعون، للميمر ملحق وبعدئذ سينتهي،

151 حتى ولو كان الموضوع ناقصا (حسب) نظام البلاغة، غير ان النية صافية بحديثها عن الامور المجيدة.

 

الخاتمة

152 /47/ هوذا الموضوع قد وصل الى الالم الذي بلغ الى آل آدم، مبارك من عزّاهما بشيت بسبب هابيل.

 

كمل الميمر الثالث على قائين وهابيل

 

 

 

 

 

 

[1] – مد: ارسل

[2] – مد: شوفريه، شوفراو

[3] – ر: دمزغيث هو ، نص: دمزغيث. انظر، ميمره 148

[4] – نص: عليه. نص: احنت كذا. مد: نفضت

[5] – ر: شدة

[6] – ر: الذين ينزلون

[7] – مد: وضرب بتمرد

[8] – مد: لو، نص: دلو

[9] – تكوين 4/13

[10] – ر: هي

[11] – ر: قال. تكوين 4/13

[12] – ر: مستايغو، نص: متتسيغو

[13] – نص: هفخت، بيجان يصوب: هُفخَت

[14] – نص: صنعت، بيجان يصوب: التي صنعتُ

[15] – ر: رعب

[16] – ر: ورعيلي، نص: وروعلون

[17] – ر: ذهبت

[18] – مد: رياح

[19] – مد: لُا، نص: دلُا

[20] – ر: يقول

[21] – النص الكتابي يذكر بان من يقتل قائين سيُقاصص سبعة اضعاف. يعقوب يقول العكس: كل انسان قاتل يموت موتا واحدا، بينما قائين سيموت سبع ميتات لانه صار عينا للشر وفتح بابا للموت على الارض!

[22] – ر: وتنجو

[23] – ر: بسبعة

[24] – ر: ولما

[25] – ر: عالي

[26] – ر: مثواي روعيل، نص: ماذواي روإيث. بلاغة يعقوب استعمل 10 صفات لقائين بدون فعل

[27] – مد: قوته وخارت

[28] – مد: ويسير

[29] – ر: اخرس

[30] – ر: هُا دنرذي، نص: دهُا نرذي

[31] – نص: وباية (جمع)

[32] – ر:نُشبُه، نص: نشُبُه

[33] – ر: من

[34] – تكوين 3، خاصة 3/6

[35] – مزمور 106/38

[36] – تكوين 3/11

[37] – مد: كما ايضا

[38] – مد: ها هذا

[39] – مد: لي.مد: تلك

[40] – عرفت حواء امراض الحبل والولادة بعد الخطيئة. تكوين 3/16

[41] – مد: الآمر. مد: تلزمني للقاتل

[42] – صورة جنسية: المرج يعني حواء التي سقاها آدم الاكار (الماء يعني الزرع)، وانجبت لما عرفها حسب نص سفر التكوين. تكوين 4/1

[43] – ر: لاو، نص: لو. نص: الذي يحتمل

[44] – مد: روعيل، نص: نوإيذ

[45] – تكوين 3/14. النص لا يتكلم عن رجلي الحية، كما يقول يعقوب، بل يكتفي بذكر مشيها على بطنها

[46] – تلاعب على عويرو، دعيرو

[47] – نص: بك