الميمر 147 (الاول) على قائين وهابيل

الميمر 147

 

        انت ايها الجميل ساعدني لاتكلم عن هابيل الثمرة المحبوبة الذي بكّر وقطفه الحسد البغيض، المسيح الحمل الذي ذبح ذاته على الجلجلة ازرع فيّ كلمتك لاتكلم عن ذبيحة سرك، يا بكر الاحياء الذي غلب الموت وقام من القبر ساعدني لاتكلم عن هابيل بِكر الاموات، كان يشبهك ولهذا انتصر قتله في البرية، سرّك تبعه ولهذا يتكلم دمه، ظِلّ قتلك سقط على طهره فحسنت ذبيحته وهوذا كل البرية تزمر له.

        آدم منذ البداية علم ولديه الكهنوت وحكى لهما قصة طرده من الفردوس: ارسل هدية الى الملكوت بواسطة ولدَيه ليزول الحقد الذي صار هناك لما طُردا. قال آدم: كونا لي يدَين وبكما اعمل الحسنات، واذهبا وصالحا الرب معي الغاضب بسبب جهالتنا، لا يجوز لليد التي قطفت الثمرة في عدن ان ترفرف على قربان اللاهوت.

        قرابين قائين مرذولة: قائين لم يقرب اثمار ارضه بطهر، ولم تكن ذبيحة الحبر الراخي مملحة بالتمييز، حمل باحتقار الاثمار الفاسدة بدون تمييز ولم يملّح ذبيحته بالايمان حتى تُقبل.

        قرابين هابيل مقبولة: هابيل الكاهن الطاهر لم يقرب هكذا، لانه غذى الذبيحة بالتمييز وبالايمان، اختار ابكار القطيع وسمانه واخذ حسان واجود قطعانه وميزها بالايمان.

        هابيل رمز الشعوب، وقائين رمز الشعب. قائين يقتل هابيل خارج بيت القربان رمز لموت المسيح خارج المدينة.

        اذاً يا اخوتي يكفي ما قلته اليوم لان الموضوع رمز اليّ لاوقف كلمتي من القصة، الفم الذي تعب بميمر الآلام يريد ان يستريح، فاللسان مربوط بالحزن بسبب هابيل، والوقت ايضا لا يسمح بالاطالة، وليس سهلا ان يُحدد الموضوع بالمختصرات ولا تُسلك طريق هابيل بدون مراحل ليقطعها المرء بنهار واحد.

  • المخطوطتان: روما 117 ورقة 405؛ مخطوطة ماردين

– يرد في البداية اسم الطوباوي مار يعقوب. يستعمل السروجي عبارة: اخوتي. يحمل السروجي مستمعيه على البكاء على هابيل الذي رمز الى المسيح وصار نمطه. الميامر التي تعالج قصة قائين وهابيل تعود الى فترة شباب السروجي يوم كان يعلم بالميامر البديعة ويفسر نصوص العهد القديم. هذه الميامر تعتبر من بواكير ميامره مثل ميمره على الايام الستة. في نهاية الميمر يتعب ملفاننا ويريد ان يستريح، ليكمل القصة بعد يوم. يقول لمستمعيه ان يتذكروا ويذكروه اين وصل حتى يكمل سرد القصة من هناك. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى حوالي سنة 480-485م.

 

 

الميمر 147

الاول على قائين وهابيل

الذي الفه الطوباوي مار يعقوب

 

المقدمة

 

1 انت ايها الجميل ساعدني لاتكلم عن هابيل الثمرة المحبوبة الذي [ بكّر[1] وقطفه الحسد البغيض،

2 ايها المسيح الحمل الذي ذبح ذاته على الجلجلة ازرع فيّ كلمتك لاتكلم عن ذبيحة سرّك،

3 يا بكر الاحياء الذي غلب الموت وقام من القبر ساعدني لاتكلم عن هابيل بِكر الاموات،[2]

4 كان يشبهك ولهذا انتصر قتلُه في البرية، وتبعه سرُك ولهذا يتكلم دمه،[3]

5 كان استارا طُبع في عُملة قتلك، ودينارا كانت صورة موتك حاضرة فيه،

6 /2/ بدمه صوّر صورة عظمى لذبيحتك وصعد ووضعها على قمة الارض لترى جمالها،

7 كان قد اقام ايقونة الآلام لصلبك وصوّرك بجروحه ونام ليُبعث بك،

8 بدمه الطاهر صوّر درب قتلك العظيم، وبقاماته نسج قميص سرّك ولبسه،

9 الرمح الذي طُعنتَ به سريا [ جُرب به اولا[4] من قبل راميه،

10 رمح الآلام الذي ثلم جنبك اجتاز فيه، وبعدئذ وصل اليك من قبل الصالبين،[5]

11 به جرب الحسد سيفَه ليرى هل هو حاد، ورماه المكر ببكر سهامه ليختبرها،

12 ظِلّ قتلك سقط على طهره فحسنت ذبيحته وهوذا كل البرية تزمر له.

 

يعقوب يتكلم

13 ساعدني لاتكلم عن هذا الفاعل المليء آلاما، لان سرّ موتك جذبه الى درب المقتولين،

14 [ ايها] السامعون اصغوا اليّ [ بالم[6] عظيم لاسرد خبرا يُجري الدموعَ على المتميزين،

15 من له قلب حجري حتى لا يتألم لما يُسرد خبر اخ قتيل من قبل اخيه،؟

16 الغصن الذي نبت من جفنة ابينا آدم /3/ وقطعه الحسد من نبتته لئلا ينمو بعدُ،

 

17 انه لالم القول ان [ العنبتين[7] الباكورتين تخاصمتا، والعنقود عصر عنقودا رفيقه كما لو كان بالغضب،

18 اضع اذاً هدف [ الموضوع[8] في بداية القصة، وأُمطِر عليه سهام اصواتي لاحمل على البكاء،

19 اتمسك بنظام في طريق ميمر الاخوَين: (لاشرح) اية علة دعته لينفذ القتل.؟

 

آدم يعلم ولديه الكهنوت

20 صار للنسر-آدم فروجان من حواء، وعلّمهما ان يبنيا اولا العش للقدس،

21 مرّنهما ليرضيا الرب بالقرابين التي يجلبانها للسامي ويرضيانه بكرامتهما،

22 حثهما على الحبروية منذ البداية ليبطّل بالذبيحة الغضب الذي كان موجودا هناك.

 

آدم يتحدث عن قصة طرده من الفردوس

23 ارسل هدية الى الملكوت بواسطة ولدَيه ليزول الحقد الذي صار هناك لما طُردا،

24 كان آدم يعلّم ولدَيه بالم عن السبب الذي دعاه [ ليخرج[9] من الفردوس،

25 كان يتحدث لهما عن سلطته الاولى، وعن هوان طرده لما تعرى،[10]

26 سرد لهما كل الموضوع بوضوح /4/ ليمنعهما بحذر عن (ارتكاب) الاثم،

27 لا تخطئا انتما مثلي او تتجاوزا (على الوصية) ولا تتعلما التمرد وتتشبها بي،

28 اجلبا الهدايا من غلات مقتنياتكما، واظهرا جمال تمييزاتكما بقرابينكما،

29 كونا لي يدَين وبكما اعمل الحسنات، واذهبا وصالحا مني الرب الغاضب بسبب جهالتنا،

30 لا ارسل الاكليل للملك بيدَي حواء لانها ستُخدع عند باريها كما هي معتادة،

31 لا اقرب الذبيحة للرب لانني لستُ طاهرا، الخطيئة ملتصقة بي وتدنس ذبيحة يديّ،

32 لا يسهل علي ان اصير حبرا امام القدوس فلا يحسن ان يُصعِد الذبيحة الكاهن المطرود،

33 لا يجوز للرِجل التي ركضت الى الشجرة ان تدوس [ درجة[11] بيت الحبروية دون ان تكون طاهرة،

34 لا يجوز لليد التي قطفت الثمرة في عدن ان ترفرف على قربان اللاهوت،

35 لا يليق بفم ابوَيكما الشره ان يدعو الربَ بسلطة لياتي عنده،

 

36 هلما انتما واصعِدا الذبائح [ لانكما طاهران[12] وارضيا الرب بالقرابين بتمييز،

37 /5/ كان آدم يعلّم ولدَيه مثل [ هذه[13] الامور ليعوّدهما منذ البداية على الحبروية.

 

هابيل قبل تعليم ابيه، اما قائين فلم يقبله

38 كلاهما لم يجلبا قرابينهما بتمييز كما تعلّما منه،

39 هابيل قبل التعليم بالايمان، اما قائين فقد سخر [ بجسارة[14] مما سمعه.

 

قرابين هابيل وقائين (تكوين 4/2-5)

40 قائين لم يقرب اثمار ارضه بطهر، ولم تكن ذبيحة الحبر الراخي مملحة بالتمييز،

41 حمل القربان ليس ليقربه بنقاء، لكنه اصعد ذبائحه بيدَي الانقسام،

42 من [ غلاته[15] لم يجلب الاثمار المختارة، ولم يفكر وياخذ هدية متميزة للتقريب،

43 حمل باحتقار الاثمار الفاسدة بدون تمييز ولم يملّح ذبيحته بالايمان حتى تُقبل،

44 هابيل الكاهن الطاهر لم يقرب هكذا، لانه بالايمان غذى الذبيحة بتمييز،

45 اختار ابكار القطيع وسمانه واخذ احسن واجود قطعانه وميزها بالايمان.

 

الافكار والنية تجعل القرابين مقبولة

46 جلب الراعي الحملان المختارة من رعيته، وفكّر افكارا طاهرة في ذهنه،

47 تفكيره كان مقدسا وكاملا /6/ ولهذا أُكرمت ذبيحته اكثر من ذبيحة اخيه،

48 النية تصنع وجها للذبيحة وتوصلها لتُقبل بتمييز،

49 هي تنقي المحرقة لترضي بقوّتها، وتبسط الجمال على القربان وتنقيه،

50 النية تصير حبرا وتذبح ذاتها، وحينئذ تصل الذبيحة العلنية لتُقبل،

51 لو لم تُطهر النية بكمال، الذبيحة لا تحمل القدس من القربان،

52 لو لم تّذبح الافكار في بيت المغفرة، فان ذبيحة المقرب هي ناقصة ولا تُقبل،

53 الالم الخفي يجعل الذبيحة العلنية جميلة، والقلب الطاهر يرش القدس على القربان،

54 لم تكن السمان التي قربها هابيل محبوبة، تمييزه كان قد مُدح مع [ قربانه،[16]

 

55 لم يرضِ [ اللهَ[17] لانه جلب ابكار القطيع انما (ارضاه) لان ايمانه كان حارا،

56 ولم تخفّ ذبيحة قائين بسبب حقارتها، لكنها (خفّت) لانه لم يقربها بتمييز.

 

قائين وهابيل كاهنان جديدان

57 الاخوان الحبران حملا وجلبا قرابينهما، /7/ عند الله كل واحد منهما حسب تمييزه،

58 اخوتي لعل آدم وحواء حضرا ليفرحا بالقربان الجديد (ويريا) هل سيُقبل،؟

59 اقتربا ليريا كيف تصعد ذبيحة الكاهنَين وهل ستُقبل هدية الحبروية عند الله،؟

60 كان العبدان الطريدان فرحَين بذلك الاتقان، لان قائين واخاه دعيا الرب الى الوليمة،

61 كانا ينتظران الرب لياتي عند ولديهما، ليقيم العهد للمصالحة بواسطة [ الذبائح،[18]

62 الكاهنان الجديدان ورئيسا الارض اخذا الذبائح ليقرباها لإيل الجبار بتمييزاتهما،

63 اقترب اولا الذئب قائين وجلب خاصته، وهنا ايضا السر محفوظ ليبين [ نفسه.[19]

 

قائين وهابيل رمز للشعب وللشعوب اي للجماعة وللبيعة

64 في ولدَي آدم كان مصورا الشعب والشعوب، كانت تُرى فيهما الجماعة والبيعة،

65 في جمال هابيل ظهرت صورة البيعة التي رسمها يعقوب بعد مدة ثم هرب،[20]

66 قائين البكر كان يشبه الشعب البكر وهذا مطرود وهذا مرذول من قبل الله.

 

العدالة قبلت قربان هابيل ورذلت قربان قائين

67 قائين كان قد قرّب الاثمار من غلاته، وجلب هابيل [ حملانا[21] طاهرة من قطيعه،

68 /8/ ولما دخل [ قربان[22] كليهما عند العظمة، اتت العدالة وانتخبت واخذت الذي اختارته،

69 القت الزبل الذي لم يكن يصلح ليُقبل، واخذت المختار الذي كان يلزم ان [يُكرم،[23]

70 تحننت واخذت القدس من الطهارة، وفصلت وتركت ذبيحة الانقسام للدنس،

71 ابتهجت واخذت الذبيحة النقية من الجميل، ونفضت يدها والقت الثمالى التي جلبها البغيض،

 

72 نار الذبائح نزلت من قبل العلي، وهي التي ميزت بين القربانَين: ايهما هو اجمل،

73 [ قربان[24] قائين ملقى ومرذول وبارد ومتروك، والنار تلتهم الخراف التي جلبها هابيل،

74 كانت العين الخفية قد تطلعت الى القرابين وسمحت لنارها بان تتلذذ،

75 كان اللهيب قد اشتمّ الرائحة حسب تمييزاتهما، وعرف ايا هو مُلكه فاضطرم فيه،

76 صفّت النار ذهبَ هابيل لانه كان مختارا، وبها انكشف زيف قائين الذي كان منقسما،

77 حل اللهيب على اتقان ذلك الجميل، وذرّت وتركت ذبيحة ذلك الكذاب،

78 رفرفت النار على المحرقة التي جلب هابيل، /9/ ولم تذق من قربان قائين البغيض،

79 اتت من العلى (الضيفة) مدعوّة الذبائح التي دُعيت واذ كانت ذكية فقد اكلت الواحد وتركت الآخر،

80 الاخوان دعيا الوليمة فاتت ونزلت وحلّت خاصة على اتقان الواحد،

81 اتت الضيفة فاحصة الذبائح الى بيت القربان، واذ لم تطب لها هدية قائين رذلتها،

82 استقر اللهيب على وليمة الحبرَين ولم يشتعل حيث كانت توجد رائحة الاثم.

 

قائين يقطّب جبينه حسدا لما رُفض قربانه (تكوين 4/5)

83 راى قائين بان قربانه قد تُرك بدون رفرفة، فحزن كثيرا وقطب جبينه كانما بالغضب،

84 كان قد طُعن بسهم الحسد وتغير لونه، فحثه الوجع بسبب الخصام وذبل جماله،

85 صاغ فكره درع الحزن [ الخفي[25]واخرجه وبسطه على محياه بحزن عظيم،

86 حاكت افكاره قميص الالم بالنول الخفي، واخذ الحزن ولبسه قناعا ظاهرا،

87 سبح قلبه في السم الداخلي وغلي فيه وفاض وخرج وتكوّن على محياه وتغير به،

88 بكبريائه كان قد اسودّ بوجع الغيرة الخفي وانجب من فكره شرا ليصنع قتلا.

 

الرب يسأل قائين ليحثه على التوبة (تكوين4/6-7؟)

89 /10/ راى الله بانه قد يتحول الى اثم عظيم، فارسل له تعليما ليعود اليه،

90 الطبيب جس الجرح ووجده ملتهبا جدا، فاعطاه الكيّ لئلا يتحول الى الآكلة،

91 اخذ ووضع عليه ضماد التعليم العظيم، لكي [ يستفيد[26] من شفاء التوبة،

92 كان قد اقترب اليه باسئلة مثيرة حتى يزول الغضب باغراء الاقوال اللينة،

93 كان قد وجد بانه يبس ولن يتغير بكلمات قاسية ، فاغراه باللين بدون تهديد،

94 كان يقول له: لماذا يا قائين انت حزين،؟ ولماذا وجهك كئيب كما لو كان بالم،؟

 

95 لو تحسن (سيرتك) من الآن وصاعدا اقبل ذبائحك، ولو تتوب آخذها دون اخذِها،

96 يعود اليك ان تجمل اذاً بالكمال، ولو تحسن (السلوك) فقد قبلتُك مسبقا،[27]

97هانذا لستُ غاضبا فلا تغضب لانني رذلتك فلو تحسن (السلوك) اقبلك مثل هابيل،

98 [ اقبل ان آخذ منك ولو انا لم آخذ، احسن (السلوك) وكن بلا دنس وها قد قبلتُك،[28]

99 /11/ هوذا قربانك قد دخل عندي ولو هو مهمل، واخذتُ ذبيحتك غير الحسنة كما لو كانت مختارة،

100 لن اعطي ذريعة للاثم عُدْ الى الحقيقة: لو تحسن (السلوك) لن ارذلك، فلا تهرب مني،

101 هدّيء غضبَك فانا لم اثر الغضب، وازِل حقدك فهانذا لست حاقدا لو تحسن (السيرة)،

102 لو تتذمر لانني لم اقبلك فهانذا اعِد بانني قد قبلتُك فاحسن (السيرة) منذ الآن،

103 ولو لم تحسن (السيرة) فهوذا الخطيئة متربعة على الباب وبارادتك تتسلط [عليك،[29]

104 انها متربعة وهادئة لا تقترب اليها، وسوف لن تنهض لتعطّل فاعبر ولو لم تهيجها لن تؤذيك،

105 لن تقوم الخطيئة المتربعة التي تنتظرك، حذارِ بالا تقلق مربعها لئلا تفسدك،

106 اتركها متربعة لانها لا تقدر ان تنهض من ذاتها فلو لم تسندها ارادتك فانها [مربوطة[30] ومطروحة،

107 لو لم تُنهضها الحرية فانها ضعيفة لكي تنهض، لا تسندها لانها لو قامت ستطرحك،

108 انها تنتظرك لتمدّ لها يدك لتقوم، حذارِ لئلا تعطيها اليد [ لتقوم[31] وتحتقرك.

 

قائين لم يقبل تعليم الرب

109 /12/ كان قائين قد احتقر مثل هذا التعليم، وكان الحبر الدنس يهدد بغضبه،

110 المريض قطّع والقى ضماداته لئلا يستفيد، وبانقسامه طرد الشفاءَ من عنده،

111 ارشد الرب قائين ليتوب من جريمته، ولم يمل اذنه ليقبل النصيحة النقية،

112 غيمة المراحم نفضت مطرها على الزؤان، والشوك الملعون اثمر العقد بمرارته،

113الثمرة السيئة شربت ماء التعليم ولم يطب لها طعمه لانها لم تكن متعافية لقبوله.

 

قائين يدعو هابيل للذهاب الى الاكمة (تكوين 4/8)

114 الاخ الماكر كان قد [ فكّر[32] بحكمة وتعزز ايضا بالحسد ضد ابن امّه،

115 اقترب الذئب وقال للحمل بلطف: هلم يا اخي نسير الى الاكمة القريبة في الاسفل،

 

116 قرض وجه المحبة ولبسه بحيلته ليخدع بخارجه اخاه حتى يذهب معه،

117 بيّن وجها بشوشا بينما فكره كان مضطربا كالبحر ليدعو الوديع الى القتل بهدوء،

118 المحتال التواق الى الفساد رشّ الضحك المستعار على شخصه بينما فكره يصوغ القتل في الكمين الداخلي،

119 كانت تسيل محبة [ الاخوة[33] في الوديع ،/13/ ولم يكن يخاف ليذهب معه الى حيث دعاه،

120 بدأ يمشي علنا مع القصاب ويتخطى بشجاعة وبدون خوف مع قاتله،

121 قاده ونزل من سمو بيت القربان، ليصل الى كمين الاكمة ثم يقتله،

122 مشى الفروج ورافق الباشق ليسير معه، والمفترس كان يغرز ظِفره لاماتته.

 

مقتل هابيل خارج بيت القربان رمز لموت المسيح خارج المحلة

123 دعاه الى الاكمة من مكان المحرقة، وهنا ايضا كان قد ظهر السرّ جليا،

124 نمط يسوع تبعه في الدرب الذي سلكه، فهو ايضا جرّوه ليصير ذبيحة خارج الشعب،[34]

125 لم يذبحوا المسيح الحمل في بيت المغفرة، ولم يقتل اخوه هابيلَ في بيت القربان،

126 قائين لم يعرف بانه قد حفظ السرّ، وكان يحاول ان يقوم بفعل شيء بدل شيء (آخر)،

127 اولا حتى يبتعد عن موضع ابوَيهما، وثانيا حتى يختبيء من الرب،

128 كان يظن بان الرب كان موجودا خاصة في ذلك الجبل الذي تكلم معه،

129 واذ لم يكن مهيأ ليصوّر نمط الحقائق، فقد اشرق السرّ ليظهر جماله بالرموز،

130 سار هناك شبهُ الابن في درب الآلام، /14/ وسند هابيلَ ليخرج [ الى القتل[35]

131 [ صورة[36] ربنا كانت تدفعه الى السكين ليمشي ويخرج بهدوء حتىيصير ذبيحة،

132 سكت الوديع وهو متوجه الى الموت مثل المسيح الذي لم يتكلم لما كان يُسأل.[37]

 

قائين يقتل هابيل (تكوين 4/8)

133 نزل القاتل والمقتول وبلغا الى الاكمة، وفجأة غيّر قائين الخبيث وجهه،

134 امتدت الحية الملعونة [ وقبضت[38] على الحمام والتفّت عليه وصبّت سمها كالتنين،

135 كان قد لبس وجهَ الحقد بغضب عظيم، وايقظ خصاما جديدا في الارض بقلب قاس،

 

136 داس محبةَ الاخوّة الموجودة هناك، وجرجر واسقط صداقة الاخوة بينهما،

137 رئيس القتلة القى يديه على الوديع، وبدأ يقطع ويفترسه بعنف،

138 نظر اليه بغضب واسقطه بحقد [ ورماه[39] بتهديد وضربه (ضربة) الهلاك واعطاه للموت وهو يتعجب،

139 فاعل الشرير عصر العنقودَ وافسد جماله ودعس عنباته وهرق خمره وطمره في الارض.

 

قائين يدمّر عمل القدرة البارية بقتله هابيل

140 صار قائين غيمة البرَد للفساد، وبها خُبطت باقة هابيل التي كانت متجمعة،

141 /15 القاتل قاوم الربَ بما فعله، وبجسارته صنع خصاما مع الله،

142 بالخصام الذي فعله القى [ الدمار[40] على العامل، وبمقتل اخيه تعارك مع السامي،

143 [ سعى[41] ليفسد عمل يدَي القدرة البارية، واراد ان يحلّ تركيب القدرة العاملة،

144 [ تهلل[42] على المهندس الذي بنى آدم، وقام لينقض اسس الجسم المصفوفة الذي شيده،

145 الاثيم احتقر ذلك الحرفي الذي اقام العوالم، والقى يديه على اتقاناته ليفسدها،

146 كان يهدد ذلك المصورَ الذي صوّر البرايا، وقبض ومسك صورة مهارته البهية،

147 كان قد تسلق ليكسر ايقونة الملك بتمرد: لقد كسر صورة الله بهابيل كما ظن،

148 كا قد هجم على جمال صورة اللاهوت ليفسده بوقاحته،

149 الكلب المكلوب كان قد مسك صاحبه ليعضه، وبجنونه لم يكن يعرف ما يعمله،

150 واذ لم يقدر ان يصعد الى سمو الباري فقد اخذ لوحة صورته اي هابيل [وكسرها،[43]

151 /16/ وجد بان قمة الملك هي عالية ليسعى اليها، فجرجر ايقونته ليهديء غضبه بالقريب.

 

يعقوب يتكلم

152 اذاً يا اخوتي يكفي ما قلته اليوم لان الموضوع رمز اليّ لاوقف كلمتي من القصة،

153 الفم الذي تعب بميمر الآلام يريد ان يستريح، فاللسان مربوط بالحزن بسبب هابيل،

154 والوقت ايضا لا يسمح بالاطالة، وليس سهلا ان يُحدد الموضوع بالمختصرات،

155 طريق هابيل تتطلب لتُصفّ فيها الاميال لانها مبللة بالدم ولا تُسلك بدون مراحل،

 

156 مساحتها قاسية حتى يقطعها المرء بنهار واحد، انها درب القتل اذاً [ موضعها[44] موقر ومخيف،

157 انتبهوا بالا تنسوا الى اين مشينا اليوم، لكي تسافر الكلمة من هناك لما ستُقرأ.

 

الخاتمة

158 لنا الوقت لنسير مع هابيل الحمل، مبارك الذي زينّ موضوعه بدم ذبيحته.

 

كمل الميمر الاول على قائين وهابيل

 

[1] – ر: جنى

[2] – 1قورنثية 15/20، 23

[3] – تكوين 4/10

[4] – ر: به اولا مُنع

[5] – يوحنا 19/34

[6] – مد: او، نص: اون. مد: بمحبة

[7] – ر: الغابة

[8] – ر: الميمر

[9] – ر: يخرج

[10] – تكوين 3/11، 23-24

[11] – ر: باب

[12] – نص: طاهران انتما

[13] – ر: هولين دين، نص: هو هولين. في هذا الميمر يؤكد يعقوب بان آدم كان حبرا وكاهنا وعلم الكهنوت لولديه. انظر، ميمره 5

[14] – ر: مثل جسور

[15] – مد: الغلات

[16] – مد: القربان

[17] – ر: زائد

[18] – ر: ذبيحة

[19] – ر: جمال

[20] – تكوين 28/10-19

[21] – ر: اثمارا

[22] – ر: قرابين

[23] – ر: للقبول. (سولونو) تعني الفضلات البشرية: الخراء. عربناها بالزبل من باب الحشمة

[24] – ر: قربانه

[25] – مد: البغيض

[26] – ر: يتعود

[27] – تكوين 4/6-7. البيوت 94-96. لا يذكر النص الكتابي حرفيا نظرا لصعوبته

[28] – مد: يهمل

[29] – ر: بك، مد: به. تكوين 4/7

[30] – مد: سيئة

[31] – ر: ضدها؟

[32] – مد: للراحة، للتنزه؟

[33] – ر: لاخ

[34] – عبرانيون 13/11-12

[35] – ر: يهمل

[36] – ر: شبهه

[37] – متى 26/63

[38] – ر: وقبض عليه

[39] – مد: وحلّه

[40] – نص: الدمارات

[41] – ر: ابغض

[42] – مد: يندهش

[43] – ر: وو تبار، نص: تابار وو

[44] – ر: موضعه