الميمر 146 / الثامن / على التسبيح (على) المائدة

الميمر 146

 

        ايها المتكئون على المائدة المليئة تطويبات اسمعوامن الشقي تعليما مليئا حياة، بلغتني القرعة لاصير ساقيا روحيا فاقبلوا واشربوا كلمة الحياة المليئة نورا، رايتُ السقاةَ مسرعين للخدمة وحثتني المحبة لامزج الخمر الروحي، يا خمر الجفنات اعطِ المجال لخمرنا الصالح لتشرب منه النفس الحزينة وتنسى آلامها، يا خدام الامور الجسدية اعطوني المجال لانني تحركتُ وقمت للخدمة روحيا، اتركوا الآن النفس تشبع من التعليم، ربّ البيت وضعني لخدمة النفس، لقد جاعت كثيرا وستشتكي عليّ لانني لم اخدمها، اسمحوا اسمحوا لاعيد للنفس ما هو مُلكها من التعليم الالهي الذي منه تسمن.

        بنت العبرانيين ابغضت الآب وصلبت الابن وتقمقمت على المقيت الذي اعطاها المن والسلوى فعضتها الحيات، بنت الشعوب تؤمن بالآب وبالابن وتشكر المقيت: اولاد العروس بنت النيرات لا يشبهون صائغة العجل لما كانت تتذمر على المقيت، الجماعة ابغضت الآبَ بغضا في آشيمون، فلو لم تبغضه لما كانت تبدّله بعجل، لما يبغض احد فانه يبغض موهبة مُبغضِه، ولا تُحبّ حسناته لما يصنعها.

        لك التسبيح من المائدة المليئة تطويبات، ومن الاجاجين التي يرتل لك الشاربون منها، لك الشكر لان خبز الاوجاع تبارك بك، ليصير منه خبز مقدس للعالم كله، ربي، لك التسبيح لانك مثّلت الخمر الذي هتك نوحا، بدمك لتجعل به جميع العاهرين عفيفين، من مائدتنا لتُرتل لك الحان التسبيح، ومن طعامنا ليُقرّب لك كل شكر.

– المخطوطتان: ماردين وبيروت

– يرد في البداية اسم الملفان مار يعقوب. السروجي يسمي نفسه بالشقي وبالفقير ويقول: بك يُكرم من اكرم صغرَنا ومنك يغتني من خدم فقرنا. ملفاننا يعلم ويصير “ساقيا” روحيا يسقي الجماعة خمر التعليم بدل ما يقدمه السقاة من الخمور على المائدة. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر الاخرى التي تعالج موضوع التسبيح على المائدة الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

للملفان مار يعقوب

الميمر 146

الثامن على التسبيح (على) المائدة

 

يعقوب يتكلم

1 ايها المتكئون على المائدة المليئة تطويبات اسمعوا من الشقي تعليما مليئا حياة،

2 بلغتني القرعة لاصير ساقيا روحيا فاقبلوا واشربوا كلمة الحياة المليئة نورا،

3 رايتُ السقاةَ مسرعين للخدمة وحثتني المحبة لامزج الخمر الروحي،

4 يا خمر الجفنات اعطِ المجال لخمرنا الصالح لتشرب منه النفس الحزينة وتنسى آلامها،

5 يا خدام الامور الجسدية [ اعطوني[1] المجال لانني تحركتُ وقمت للخدمة روحيا،

6 صففتم الخبزَ ونظفتم الكأس ومزجتم الخمر، والنفس لم تنتفع شيئا من اتقانكم،

7 شبع الجسد وسمن بالشهوات، اتركوا الآن النفس تشبع من التعليم،

8 ربّ البيت وضعني لخدمة النفس، لقد جاعت كثيرا وستشتكي عليّ لانني لم اخدمها،

9 /911/ اسمحوا اسمحوا لاعيد للنفس ما هو مُلكها من التعليم الالهي الذي تسمن منه.

 

المتميز يشكر حتى لو اكل خبزا، والسفيه لا يشكر حتى لو اكل جبال العسل

10 ايها المتكئون اشكروا كثيرا بسبب الطعام، فلا يؤخذ من قبل المتميزين بدون شكر،

11 من هو ناقص التمييز لو ياكل جبال العسل لا يتنازل نهائيا حتى يشكر،

12 ولو اعطيت لمن هو مليء تمييزا خبزا بسيطا تحرك بقوة حتى يشكر.

 

الجماعة اكلت المنّ والسلوى ونكرت الجميل ولم تشكر

13 جماعة [ الشعب[2] لما كانت تاكل المنّ الحلو، حينما كانت الريح تلقي السلوى على مائدتها،

14 ولما كان عمود النار موضوعا كمصباح، ولما كانت مستترة بالغيوم وهي بهية ومليئة جمالا،[3]

15 ولما اتتها الخيرات من كل الجهات، كانت تكفر وتتذمر وتجدّف على المقيت،

16 كل الطبائع جُعلت لها مثل الخدام [ والعلى والعمق[4] عبيدَين خاضعَين ومطيعَين،

 

17 كان العلى يمدّ لها المنّ، والعمق السلوى: خبزا بهيا ولحما نقيا لتتربى به،[5]

18 وبعد هذه اوفت الرب بالاهانة والتذمر والتجديف بدل الشكر المترتب عليها،

19 /912/ اهانة للرب، ولموسى كلمات غير حسنة، وبدل التسابيح كل التجاديف من قبل المجنونة.

 

قصاص العبرانيين بالحيات (عدد 21/4-9؛ يوحنا 3/14)

20 العدالة مثل معلمة لها القضيب سجرت الجلدات بعدل على الظالمين،

21 دعت الحياتِ التي تاكل التراب وهي لا تتذمر على واهب ذلك الطعام،[6]

22 وكانت تقال من قبل العدالة مثل هذه الامور للناكرين الذين تقمقموا على المقيت:

23 انظروا ايها الظالمون الى الحية التي تاكل التراب وهي هادئة ولا تجدّف ولا تتذمر ولا تتململ،

24 الشيء الذي اعطاها الرب لتاكله كالخبز تناولته كطعام فاخر وهدأت بدون تذمر،

25 ايها العبراني [ هوذا[7] المنّ ممدود والسلوى موضوعة وتتذمر على واهب الحسنات،!

26 ولهذا ادّبت العدالة هولاء الذين اكلوا المنّ وتذمروا بواسطة الحيات التي تاكل التراب،[8]

27 جلدتهم بسياط مليئة سمّا لانهم اكلوا المنّ في [ القفر[9] ولم يسبّحوا،

28 وحدثت هناك دينونة مستقيمة بذلك التاديب، [ وصفرت[10] الحيات في الشعب لتلدغه،

29 وكان الشعب قد بُلي بلسعات سامة، /913/ لانه كان ياكل المنّ والسلوى ويتذمر،

30 ولو لم يمنع السرُ الحياتِ بواسطة الحية، لكانت تلسع كل الشعب بسبب تذمره،[11]

31 وهذه الامور التي حدثت ومضت مع اوقاتها صارت تعليما للاخيرين وللوسطيين،

32 لئلا يتذمر احد على الطعام الذي يُعطى له، لكن ليشكر المقيت ويعطي له التسبيح،

33 ماذا يطلب المقيت من الانسان،؟ او ماذا يريد سوى ان يعرف من اقاته،؟

34 اذاً الآن لما تاكل من خيرات الرب، اشكر لئلا تُجلد مثل العبرانيين.

 

 

اولاد بنت الشعوب لا يشبهون اولاد بنت صائغة العجل

35 اولاد العروس بنت النيرات لا يشبهون صائغة العجل لانها كانت تتذمر على المقيت،[12]

36 الجماعة ابغضت الآبَ بغضا في آشيمون، ولو لم تبغضه لما كانت تبدّله بالعجل،

37 لما يبغض احد فانه يبغض موهبة مُبغضِه، ولا تُحبّ حسناته لما [ يصنعها.[13]

 

بنت صائغة العجل ابغضت الآبَ وصلبت الابن

38 واذ ابغضت الآبَ نكرت حسناته، وكانت تتقمقم على الاشياء التي يبعثها لها،

39 واذ ابغضته وصلبت ابنه لما اتى عندها لم تكن تريد ان يشفيها بالرغم من كونها مريضة.

 

بنت الشعوب احبت الآبَ وتمسكت بالابن

40 ربي، بنت الشعوب[ تحب اباك وتتمسك بك[14] وتريد ان توفي كل خيراتك بالشكر.

 

التسبيح للرب من المائدة والاجاجين والمدعويين

41 لك التسبيح من المائدة المليئة تطويبات، ومن الاجاجين التي يرتل لك الشاربون منها،

42 لك الشكر لان خبز [ الاوجاع[15] تبارك بك، ليصير منه الخبز المقدس للعالم كله،

43 ربي، لك التسبيح لانك مثّلت الخمر الذي هتك نوحا بدمك لتجعل به جميع العاهرين عفيفين،[16]

44 من مائدتنا لتُرتل لك الحان التسبيح، ومن طعامنا ليُقرّب لك كل الشكر،

45 من اجاجين الخمر بهاء لقدرتك البارية، ومن اطعمتنا عطر ومبخرة للاهوتك،

46 بك يتبارك كل من هو متكيء على مائدتنا، وبك يطهر كل من تعب في اغذيتنا،

47 بك يُكرم من اكرم صغرَنا ومنك يغتني من خدم فقرنا.

 

الخاتمة

48 انت تُقيتُ، وانت تحيي، وانت تطعم، ومنك هي كل الملذات، لك التسبيح.

[ كمل الميمر الثامن على التسبيح (على) المائدة[17]

كملت (الميامر)

[1] – نص: اعطني، بيجان يصوب: اعطوني

[2] – نص: عامو، بيجان يصوب: دعامو. خروج 16

[3] – خروج 13/21

[4] – بر: والاعالي والاعماق

[5] – خروج 16

[6] – تكوين 3/14

[7] – نص: صار، بيجان يصوب: هوذا

[8] – خروج 16؛ عدد 21/4-9؛ تكوين 3/14

[9] – مد: الحلو

[10] – بيجان يصوب: افسدت. صفرت الحيات عبارة استعارها ملفاننا من افراهاط

[11] – يوحنا 3/14

[12] – خروج 32

[13] – مد: يصنعه، بيجان يصوب: يصنعها. فلسفة يعقوب وتلاعب على كلمة سنو وسونأو: من يبغض يبغض حتى هدايا مبغضه!

[14] -، نص: اباك تحب وانت

[15] – مد: العادلين. تكوين 3/19؛ مزمور 126/2. الخبز المقدس مرادف لـ (فريستو) اي القربانة او التمييز (فورشونو؟)

[16] – تكوين 9/2-27

[17] – من اضافة الناشر