الميمر 142
ايها الجياع الذين شبعوا اعطوا التسبيح بافكاركم لذلك المقيت المليء كنزه كل الخيرات، يا افواها اكلت وشربت اشكري بتمييز: كم هو غني من يُشبع جميع الجياع.؟
للنحلة ست حواس وهي مثال للعمل الدؤوب: اعطى المعرفة وسكب وملأها حكمة واستنارة وتمييزا وحِرفة. وتلتقط من الجذور ومن الورود ومن الاعشاب، وبحكمتها تصنع مادة عجيبة، العسل موجود عندها كل يوم كأنها تبريه برية، الباري اعطاها هكذا لما براها حيثما تحل وكيفما تريد تجد العسلَ.
خلية النحلة: لا الحكماء ولا المهندسون ولا المصورون يقيسون كمقاييس النحلة، انها تشيد الخلايا وتجبل الاجسامَ وتغلق الابواب وتغطيها الى ان تنبعث لتطيّرها.
سخّر الرب كل البرايا لخدمة الانسان لكي يسبّح: كل البرايا تسعى لاجلك، وانت بطال من تسبيح الرب ربك، انت الآن بدل كل الحواس رتل بشفتيك اصوات التسبيح لواهب كل حسناتك، اشكر لانك اكلتَ، وسبّح لانك شربت، وهلل لانك تلذذت، واشكر بدل الوليمة المليئة تطويبات، الشعب نكر الطعام في القفر، ولما اكل فانه لم يسبّح لانه كان ناكرا للجميل.
– المخطوطتان: ماردين وبيروت
– يرد في البداية اسم الملفان مار يعقوب. ارقى وصف للنحلة بشعر سرياني رائع. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر الاخرى التي تعالج موضوع التسبيح على المائدة الى حوالي سنة 485-490م.
للملفان مار يعقوب الميمر 142
الرابع على التسبيح (على) المائدة
المقدمة
1 ايها الجياع الذين شبعوا اعطوا التسبيح [ بافكاركم[1] لذلك المقيت المليء كنزه كل الخيرات،
2 يا افواها اكلت وشربت اشكري بتمييز: /889/ كم ان مُشبع جميع الجياع هو غني،؟
3 تلذذ الآكل ليفتح فمَه للشكر، لا يسكت الآن بعد ان شبع مثل البطال،
4 يا من كان فمه مفتوحا واكل مثل النشيط، افتحه الآن واعطِ التسبيح مثل المتميز،
5 شربتَ الخمر والعسل وطال صمتك، فتكلم وسبّح تسبيحا نقيا بصوت عال.
للنحلة ست حواس
6 لاجلك اعطى الباري النحلة عقلا عظيما لتجمع لك ذوقا حلوا،
7 اعطى المعرفة وسكب وملأها حكمة واستنارة وتمييزا وحِرفة.
النحلة تصنع العسل
8 وتلتقط من الجذور ومن الورود ومن الاعشاب، وبحكمتها تصنع مادة عجيبة،
9 وتدخل سعادة النحلة امام الملوك ولا يوجد عند الملك طعم آخر يشبه طعمها،
10 دون ان تسأل ودون ان تقرض ودون ان تشتري ودون ان تغير المواضع لتجلب شيئا،
11 حيثما وُجدت يوجد في [ موضعها[2] ما يصلح لها ولا تحتاج لتذهب الى البلدان ابدا،
12 المادة التي تتنشط بها موضوعة امامها وفي موضعها، [ والعسل موجود عندها كل يوم[3] كأنها تبريه برية،
13 /890/ ذاك الباري اعطاها (لتعمل) هكذا لما براها حيثما تحل وكيفما تريد تجد العسلَ.
خلية النحل عجيبة بشرانقها
14 ولو يرى الملوك [ الخلية[4] يتعجبون من مقاييسها وتقسيماتها وهندستها،
15 فلا الحكماء ولا المهندسون ولا المصورون يقيسون هكذا كمقاييس النحلة،
16 انها تشيد الخلايا وتجبل الاجسامَ وتغلق الابواب وتغطيها الى ان تنبعث لتطيّرها،
17 ولا [ تتعب[5] النحلة ابدا عبثا، فلها في كل ساعة اسفرار الوجه في صنائعها،
18 تطير اسراب من الاخدار المجوفة التي [ شيدتها،[6] ولما تفرغ جمعت العسل وملأتها به،
19 وجناحها الصغير يخرج الى الموضع بنشاط، ويلتقط لك المادة الحلوة لتسعد بها.
الطبيعة غير الناطقة تسبّح، بينما الانسان بارد ولا يسبّح
20 ها انك صامت، وها انك بارد من التسبيح، بينما الباري يهتم كل يوم باطعمتك.
العوسج القبيح يعطي ورودا جميلة
21 اعطاك عسلا من منخس النحلة، ومن الاشواك اعطاك وردة بهية اللون،
22 الصانع المليء حكَما اعطى لاجلك [ من اغصان العوسج ورودا جميلة،[7]
23 لباس الملوك لا يشبهها بلونه، /891/ ولا بالرائحة ولا بالجمال المليء عجبا،
24 انظر الى العوسج الاكثر قبحا من الاشجار، انه يحمل لونا لم يلبس حتى الملوك مثله،
25 فيه الاشواك والعقد والاسم القبيح، ويُخرج ويعطي وردة اجمل من الحجارة الكريمة،
26 الشجرة قبيحة واسمها يشهد على قبحها، والثمرة حسنة ولونها يعلن عن جمالها،[8]
27 ولو هو متميز من يقطف [ وريقات[9] الورود، يُكثر التسبيحَ لمكوّن كل الاشجار،
28 وبذلك اللون وتلك الرائحة يكثر التعجب: اية ثمرة يقدّم الشوك ليلتذ بها العالم،؟
29 ارزات لبنان هي اعلى وابهى من الاشجار، ولا توجد امكانية لتعطي وردة كما يعطي العوسج،
30 باري الكل احترم قدرته العاملة ليحس العالم بانه يبيّن قوته بامور صغيرة،
31 بمهارته يُخرج وردة من بين الاشواك، ومن الغصن المليء عقدا الوانا سامية،
32 [ جُعل[10] العشب الصغير وكيلا لمادة حلوة يُدخلها رؤساء الشعوب الى موائدهم،
33 جناح النحلة الحقير حيّر (الكائنات) السريعة والحكيمة والنشيطة،
34 /892/ [ وريقات[11] الورود المعلقة في اغصان العوسج تحتقر بجمالها من يحيكون ثياب الملوك.
البرايا تخدم الانسان لئلا يبطل من التسبيح
35 هوذا كل البرايا تسعى بنشاط لاجلك، وانت بطال من تسبيح الرب ربك،
36 هوذا العوسج يحمل الالوان [ والوريقات] ويقدمها لك: [ رائحته[12] لحاسة شمّك، ولونه السامي لنظرك،
37 ولو كانت لك حواس مليئة تمييزا، لما قدرتَ ان تبطل من التسبيح نهائيا،
38 النحلة ايضا تتعب معك هكذا، وتجمع لك مادة حلوة كلها عجب،
39 وهي نشيطة لاجلك، [ وتتعب[13] كثيرا لاجلك، وذاك الغذاء الذي تهيئه ينفعك،
40 كل البرايا تسعى لاجلك حتى تخدمك بطبائعها وعاداتها،
41 ولئلا تبطل انت من خدمة اللاهوت فقد دعا البرايا واقامها لخدمتك،
42 وها انها تسعى لاجلك وتجمع كل الملذات لاجلك برائحة ولون وطعم طبائعها الحلو.
الرب يسعد حواس الانسان
43 انظر وتعجب واشتمّ واندهش وذُقْ واشكر لان الرائحة واللون والطعم الحلو هو لاجلك،
44 اعطاك كل الملذات حسب حواسك، /893/ لكي تتلذذ كلك من موهبته المليئة عجبا،
45 اعطى لنظرك الالوان المجيدة لكي تبهجه، واعطى لحاسة شمّك رائحة حلوة لتلذ له،
46 لحنكك الطعم، ولسمعك الالحان الحلوة، ولاصابعك اللمس لتمسك كل الاشياء.
ايها المؤمن سبّح ولا تتشبه بالشعب الناكر الجميل
47 انت الآن بدل كل الحواس رتل بشفتيك اصوات التسبيح لواهب كل حسناتك،
48 اشكر لانك اكلتَ، وسبّح لانك شربت، وهلل لانك تلذذت، واشكر بدل الوليمة المليئة تطويبات،
49 الشعب نكر الطعام في القفر، ولما اكل لم يسبّح لانه كان ناكرا للجميل،
50 ياكل المنّ وكان يتذمر على المقيت، ويشرب الماء من الصوان وكان يتقمقم،[14]
51 كانت السلوى متوفرة على مائدته ولم يشكر، فلا تتشبه به لكن سبّح لما تاكل.
الخاتمة
52 ربنا ساعدْنا لنشكر كل يوم موهبتَك، ايها الصالح الذي وهب لنا كل الخيرات، لك التسبيح.
كمل [ الميمر الرابع على التسبيح (على) المائدة[15]
[1] – بر: بالسنتكم
[2] – مد: في الموضع
[3] – بر: كل يوم..عسل. يعقوب يستعمل عبارة “كأن النحلة تبري العسل برية”. فعل “برى” لا يليق الا بالله، هنا نسبه الى النحلة ولكن بصيغة رمزية: “كأنها تبري”. ملفاننا يخلط بين فعل “برى” وفعل “صنع” ويعتبرها مرادفين !
[4] – (بايتو): حرفيا البيت، عربناه الخلية
[5] – بر: تدخل
[6] – مد: عملتها
[7] – مد: وايضا ورودا جميلة من العوسج
[8] – تلاعب على عبارة (سنيا سانيو) قبيح، (سانيو) عوسج. انظر ميمره 71 على الايام الستة
[9] – نص: هَبَبي، بيجان يصوب: هَبَي
[10] – مد: جعل
[11] – نص: وهَبباِ، بيجان يصوب: وهَبِا
[12] – نص: وهَبباِ، بيجان يصوب: وهَبِا. مد: رائحة
[13] – نص: تفلح
[14] – خروج 16، 17/1-7
[15] – من اضافة الناشر