الميمر 122 على يونان النبي

الميمر 122

 

        ربنا اعطني الكلمة المليئة كل فوائد لأُخرج كل يوم الفوائد من كنزك، ليكن لساني بتمييز مركبة لكلمتك، وبه تنتقل الى السامعين المبتهجين بها، ايها الغني اسكب وأسْقِ الاسرار لبيعتك بواسطتي، وامزج فيّ الخمر لبيعتك التي انقذتها من السالبين، اطلب منك لاجل المكللة ساعدني لاسقيها مادة حلوة من ينبوعك، لتلبس كلمتي كلمتَك لما تشرق حتى تجمل القبيحة بواسطة الجميلة كالبلور‎. من يعطني اذنا مليئة محبة عظمى ومتعطشة الى الاسرار لتشرب منها بتمييز،؟ العطاش يهربون الى الينبوع ليرويهم، والمتميزون الى التعليم ليسعدهم، انظر الى الكتب وها انك تجد صورته العظمى، فانه مرسوم هناك بوضوح بين الايحاءات.

        السروجي وعلم البحار: ايها المتميزون لم اخرج من درب الميمر، انما الرجل ذاته جذبني لاتكلم عن البحر، النبي ذاته توجه الى الامواج، والميمر الذي يتطرق اليه يسير وراءه الى حيث يذهب، اعطاني فيضا وارسلني وتركني بين الامواج لاعظّم بتمييز باريَ البحور اي ربها. صناعة البشر تغلبت على الامواج ومهدوا البحر بالسفن وبالملاحين، جعلوه مطية وقادوه كيفما ارادوا واستقلوه واجتازوا الى البلدان كما لو ركبوا على سرج، صاروا غطاسين ونهبوا اللآليء من عمقه، وتجارا مهدوا فيه سبلهم بتواتر، ركّبوا اخشابا منشورة واشتغلوها بصناعة، واحصوا جزره وبلدانه المستعصية، الريح فقط كانت صعبة الاخضاع، لكنهم ربطوها بنير لتقود السفن الى البلدان، وركّبوا المجاديف ضد الامواج وتغلبوا عليها.

        درب الميمر مسرعة لتذهب الى النهاية، واسرار الابن لا تتركني لامشي، بداتُ بشيء وصادفني شيء آخر، لان ابن الحي مصور في كل شيء بالنسبة لمن ينظر اليه. ميمر يونان يقوم عليّ مثل الحاكم لاسير في خبره بسرعة حتى اصل الى النهاية.

        غلبني ميمره الذي لا ينتهي بالاطالة، الرجل ادخلني الى البحر وموضوعه ايضا هو بحر، واذ لا توجد سفينة قريبة مني فقد غرقتُ بالامواج، غطس الفكر ليُصعد موضوعه من البحور، وقُهر من قبله واعترف بان ابن العبرانيين غلبه.

        لامني الميمر لانني تأخرتُ في قصته، لانه مسرع ليبلغ الى النهاية بعجلة، وماذا اعمل لانه يصعب عليّ ان اختم الميمر اذ تولد فيه كل البدايات.؟

        يونان صوّر الابنَ في درب كرازته، ورسم النمطَ في سبيل آلامه لانه كان يشبهه. لماذا اذاً عمل يونان هذا العمل الناقص هل لانه اراد ان يتملص من الله،؟ صورة الابن ابعدته ليدخل ويصل الى الآلام وارسلته الى اليم لما كان يهرب، لو وجّه دربه الى نينوى كما أُرسل اليها لما صار آية لربنا كما قد صار، جمال دربه هو هربُه من الله، فبتلك الحجة تحقق سر الابن، هربُه حسن وهو بهاء نبؤته اذاً، وانه بدون لوم بسبب هربه من الله.

        سفينة نوح رمز لمريم: صارت مريم سفينة متعبة لملاح المسكونة وكانت تُضطهد في العالم كما لو كان في البحر، لندعُ مريم السفينة المتعبة المليئة ثروات، ولم يفتقر الكنز المحسود الذي كانت تحمله.

        النفس صورة الله وهي مخلوقة ولا تنحل مع البرايا: النفس المخلوقة واللامنحلة مع البرايا، هذه هي اسمى من الموت ولا يطالها، لان الحياة معجونة في طبيعتها من قبل الباري، هذه التي صارت صورة اللاهوت البهية التي منها وعليها مصوَّر الباري لئلا تفسد.

        النفس اثمن من الاموال: وقت الخطر يعرف كل واحد ما يفيده ويترك مقتنياته التي لا تنفعه، المال محتقر مقارنة بالنفس وهو لا شيء، انها كنز عظيم وهي احب من كل المقتنيات، لا شيء من المقتنيات يشبه النفس، ويقصّ لنا النازلون الى البحر بسفنهم، التجارة لا يحبونها اكثر من النفس، انهم يحترسون على النفس وحيث لزم القوا التجارة، لم يُسمع منذ الازل بان احدا يقبل ان تهلك النفس في الامواج بدل المقتنى، الانسان يخسر المقتنى لاجل النفس التي هي الغنى وكل المقتنيات لا تعادلها.

        رمزية نوم يونان: هل نام كثيرا بسبب الحزن، ام هل ربطه السر روحيا بالنوم،؟ لعل ربنا صوّر نومه في البحر لانه كان يحتفل بشبه الابن،؟ بنزوله الى الاعماق صوّر دفنَ الابن، وهو القاه في السفينة ونام طويلا، واذ توصل ليرسم الموتَ بنبؤته، كيف يمكن ان يكون غريبا عن سبات الاسرار،؟ مكتوب: ربنا نام في البحر، لعل يونان ايضا نام في السفينة لهذه الغاية.؟

        حوت يونان هو سفينة: اقتنى يونان سفينة جديدة لا تنكسر واستقلّها ومشى بسرعة في قلب البحار، سفينة مضطربة تغطس وتجس لجج البحر، سفينة تمشي فوق الماء ليس بالريح، بل بالسباحة في الامواج بدون ملاحين، قبر جديد كان يحمله زخم عظيم، وميت كانت تحفظه القوة الخفية، شيول تحمل ميتا وتسبح بين الامواج، ومياهها تنبع حياة عجيبة بقوة عظمى، ميت مظلوم وهو حي في الهلاك ولا يفسد، وحي لم يمت واخذوه ودفنوه والقوه وطمروه، ختن المخاوف، صارت له السمكة كخدر واتكأ لينعم بوليمة الآلام حيث كان يسكن، جنين صغير دخل من الفم الى جوف امه، وصار محبولا به بدون زواج وبعجب عظيم.

        كل طريق ابن العبرانيين كانت مصورة به، ولا يوجد مكان  سافر وحل فيه بدونه، لو لم يصور في دربه شبه الابن، لما كان يسكت في البحر ثلاثة ايام، لو لم يكن يسير في درب الاسرار، لما كان يُحفظ في اللجة بدون اذى، لو لم يكن يمهد سبيل الصلب لما كان يصل الى هذه الآلام التي داهمته، درب الابن كان يُرسم بدرب يونان: الحكم عليه وقتله وصلبه وموته العظيم.

        السروجي يمدح نينوى بنت الشعوب التي آمنت بكلام يونان الذي لم يعمل العجائب ويذم ويستخف ببنت ابراهيم اي الجماعة اليهودية لم تؤمن بالمسيح الذي اجترح امامها العجائب. اذكر اذاً خبرها العظيم بمحبة ولا املّ من الميمر المليء بكل الفوائد، لينسج لساني اكليل المدائح وليقدمه لنينوى بنت الشعوب (قائلا): كم حسنت بافعالها.

        نينوى لم تنقلب، تالم يونان لانه أعتُبر كذابا: كان يتضرع امام الله (ويقول): ربي خذ نفسي مني فالموت الآن اصلح لي من الحياة، اصير ميتا، ولا كما جعلتني كذابا، ربي اطلب لي الموتَ اكثر من الحياة، لقد فسدت كلمتي مقارنة بكلمة الانبياء، كان من الاصلح لي ان اموت ولا أُعيّر، لئلا يشير اليّ الناس بالاصبع في نينوى (ويقولوا): هذا الرجل تكلم عن دمار ولم يتحقق، الكذب لا يجمل بالنبؤة، ربي، اموت لان الكذب قد اعترضني.

        السروجي ينهي تفسير كل كتاب يونان تقريبا بخلاص نينوى. استخلص هذه العبرة: الرب يهدد البشر ليتوبوا ولما يتوبون يقبل توبتهم، كما افهم يونان بقصة اليقطينة.

-المخطوطتان: لندن 14623 ورقة 31، روما 117 ورقة 117

– يرد في البداية اسم مار يعقوب الملفان ويرد في النهاية اسم الطوباوي مار يعقوب. الميمر طويل وقد وزعته الليتورجية السريانية الى عدة ايام. يرد قسم منه في صلاة “الباعوثة”. انه اطول ميامره بعد الميمر 53 على الآلام والميمر 71 على الايام الستة. السروجي نفسه يعرف انه اطال ولكنه يبرر ساحته بحجته الاعتيادية: كثرة رموز يونان الذي لا يفيه حقه. في الميمر العلوم البحرية، والوصف الطويل والممل لتوبة وصوم نينوى. السروجي يؤلف ميمره ليسقي البيعة خمر التعليم ويسكرها. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شباب السروجي اي الى سنة 490-500م.

– الدراسات:

الميمر الثاني عشر، على يونان النبي وتوبة اهل نينوى، لاجل صوم يونان، قبطي، 125-176

 

 

الميمر 122

على يونان النبي

الذي الفه مار يعقوب الملفان[1]

 

المقدمة

 

1 ربنا اعطني الكلمة المليئة بكل الفوائد لأُخرج كل يوم الفوائد من كنزك،

2 ليكن لساني بتمييز مركبة لكلمتك، وبه تنتقل الى السامعين المبتهجين بها،

3 ايها الغني اسكب و أسْقِ الاسرار لبيعتك بواسطتي، وامزج فيّ الخمر لبيعتك التي انقذتها من السالبين،

4 اطلب منك لاجل المكللة ساعدني لاسقيها مادة حلوة من ينبوعك،

5 [ لتلبس كلمتي كلمتَك] لما تشرق [ حتى تجمل القبيحة بواسطة الجميلة[2] كالبلور،

6 انت الملء العظيم ومنك يغتني جميع التجار بوزنة تنتج مئة ضعف لمن يقتنيها،[3]

7 انت بحر كامل يبحر فيه جميع الملاحين، ولا احد قدر ان يجسه او يقدر ان يجسه مطلقا،

8 بك ومنك تستنير الشمس وتنير الارض، /369/ انها تبهج ما هو مُلكك غير انه لا يوجد النور فيها ابدا،

9 لو لم يرافق ضياؤك الشمس لما انارت، انت اقرضتها اللون الذي يلمع على البرايا،

10 اشرق عليّ سرّ النور منك لاصفك لانه لمن توجد الكلمة لتصفك الا بك،؟

11 هوذا تجليك مرسوم بوضوح في الكتب وفي الاسفار يضيء نورك اكثر من الشمس،

12 من يعطني اذنا مليئة محبة عظمى ومتعطشة الى الاسرار لتشرب منها بتمييز،؟

13 العطاش يهربون الى الينبوع ليرويهم، والمتميزون الى التعليم ليسعدهم

 

الرب موجود في ايحاءات الانبياء

14 انظر الى الكتب وها انك تجد صورته العظمى: انه مرسوم هناك بوضوح بين الايحاءات،

15 انه مصور في [ الانبياء[4] وجماله يلمع في ايحاءاتهم، وانه حالّ في الاسفار ويصدر السرّ من تراجمهم،

16 به تكلم جميع مبصرو المستقبل، وفسّر سرَّه كل من [ كرز[5] على الخفايا.

 

 

يونان يرسله الله الى نينوى

17 يونان صوّر الابنَ في درب كرازته، ورسم النمطَ في سبيل آلامه لانه كان يشبهه،

18 العامل المختار يحمل الآلام امام ابن الملك، ليمهد الدرب لربه الآتي ليسير عليها،

19 /370/ اتكلم اذاً عن ابن متى وانا مندهش من جمال الاسرار الذي كان يتبعه ويمشي معه،[6]

20 هبط الوحي على النبي من الله ليذهب ويعيد الشعوب الوثنية الى التوبة،

21 ارسله الى نينوى ليخبر المحصّنة بالدمار حتى يبطّل منها الشرور بتهديده اياها،

22 قال له: قم واذهب الى نينوى واكرز في اذنيها [ القصاص[7] الذي سادلي به اليك،

23 المدينة العظمى التي فيها اقترف الاثم العظيم كان يغلي حنان عظيم ليحييها [ بالتوبة،[8]

24 ذاك الحنان المليء خيرات هو غني بالمراحم، وغضبه فقير وناقص حتى يخزي كثيرا،!

25 انه ماهر بالحنان، والشفقة غنية فيه، ولما يغضب ليضرب الاشرار كانه لا يعرف،

26 انه بطيء للتعذيب وسريع جدا للحنان، ويهدد تهديدا لكنه لا يقاصص حسب تهديده،

27 لو كان يقصد ان يضرب نينوى بسبب اثمها الكثير، لما كان يرسل اليها ويحذرها من الشرور،

28 لو كان مصمما ليذل بالحقيقة، لكان يرسل فجأة ويضربها بغضب،

29 كان قد ملأ قوسه ولانه رآها عارية /371/ فقد اشار اليها لتلبس السلاح الذي صاغته الطلبة،

30 علّق قوسه فوق راسها وهي لاتشعر، وارسل اليها لتشعر وتدعو المراحم لتنقذها،

31 رفع يده ليضربها ضربة الهلاك، واذ كانت نائمة دعا وايقظها لئلا تُقاصص في نومها،

32 ثارت الغيرة من قبل العدالة على الشقية، وبالنعمة ارسل اليها لتركض الى التوبة،

33 صدر غضبه على المدينة لابادتها، فسبقه الحنان ليغلق ابوابها ولا يدخلها،

34 لو لم توجد هذه المراحم هناك لماذا لزم إرسال الكاروز،؟

35 أُرسل حتى يهزّمهم من الشرور لتصير [ المبادرة[9] بالتوبة ولا يبادوا.

 

يونان يختبيء من الله

36 وكانت كلمة الله على النبي ففزع يونان واستعد بالا يذهب،[10]

37 بدأ يهرب من الله برعب عظيم، وتوجه بسرعة في مسيرته الى البحر،

38 باية احاسيس هرب يونان من الله،؟ وبماذا كان يفكر ان يصيبه في الطريق التي سلكها،؟

 

39 هل كان يفكر بانه يوجد موضع عاص على الله ليذهب هناك ويختبيء فيه،؟

40 /372/ انه لخوف عظيم ان يهرب احد من الله، واذ هرب يونان، ماذا نقول عن تفكيره،؟

41 هل كان بسيطا ولكونه بسيطا هرب من ربه،؟ ام هل كان وديعا وفعل هذا بوداعته،؟

42 انها لجهل عظيم ان يفكر احد بوجود فرصة للتخلص من تلك القوة الحاملة للبرايا،

43 انها لسذاجة عظمى ان يفكر احد بان يهرب من الله الى موضع آخر،

44 ماذا اقول عن ذلك البهي المليء ايحاءات لانه لا يقال شيء واحد من هذه الامور على بهائه،؟

45 انه نبي ذكي ومليء تفكيرا، وهو مستنير العقل وواسع الافكار وله ذكاء متسلط على الخفايا،

46 انه حكيم القلب وذكي ويقظ في الله، ورجل الروح وفم النبؤة الناطق،

47 ابن العبرانيين الذي كان قد تمرن بالناموس وتربى في تعليم بيت آدوناي،

48 كيف اراد هذا الرجل المليء حكَما ان يهرب من الله في الطريق التي سلكها،؟

49 لا يُظن بانه توجد هناك سذاجة ولا ضلالة او افكار ناقصة.

 

صورة الابن ابعدت يونان الى البحر ليصور آلام الابن

50 لماذا اذاً عمل يونان هذا العمل الناقص لما اراد ان يتملص من الله،؟

51 /373/ صورة الابن [ ابعدته] ليدخل ويصل الى الآلام وارسلته الى اليم [ لما كان يهرب،[11]

52 راى وميض السرّ وعلى ضوئه مشى الهارب، وسكت ثلاثة ايام في قلب الارض،

53 كان قد أُرسل ليكرز التوبة للشعوب، ولو لم يتالم لكان غريبا عن سرّ الابن،

54 لو وجّه دربه الى نينوى كما أُرسل اليها لما صار آية لربنا كما قد صار،[12]

55 جمال دربه [ هو] هربُه من الله، فبتلك الحجة [ تحقق سرّ الابن،[13]

56 لو لم يهرب لما كان ينزل الى اليم العظيم، ولما كان يصور درب ربنا الآتي الى العالم،

57 لو لم يهرب لما [ سكن] في سفح الجبل، ولما رسم [ موت[14] الابن مدة ثلاثة ايام،

58 هربُه حسن وهو بهاء نبؤته اذاً، وانه بدون لوم بسبب هربه من الله،

59 لو كان يلام لما كان يتضاعف عليه الوحي ولما كان ينتصر بالنبؤة بعد جسارته،

60 السرّ حثه ليستصعب الذهاب لئلا يذهب حتى يمهد الدرب المليء آلاما امام المخلص،

61 /374/ توفر لابن العبرانيين سبيل ليذهب الى نينوى [ فقادته[15] الاسرار ليمشي على درب الابن،

62 مهّد ربنا سبيل الآلام في القبر، والقى يونان في هوة الماء ليسير فيها،

 

63 سكر فكره من الوحي الذي تم، وبهزيمته رسم صورة ابن الله،

64 لو لم تكن القضية بالحقيقة كما اقول: فانه لم يُسمع بان نبيا هرب من الله،

65 انه لقبيح جدا ان نقول فقط انه هرب، لو لم ينكشف السر الموجود هناك،

66 لو لم يوضح التفسير خبر دربه، من كان يعترف به نبيا لانه هرب وفزع،؟

67 لو لم يكن يصور الغاز الابن لاستحق الضحك عليه لانه غيّر الموضع على الله،

68 لو لم تُمهّد بدربه طريق اخرى لكان السبيل الذي نهجه محتقرا لما كان يهرب،

69 أهكذا صار ذاك الحكيم جاهلا حتى انه ظن بان الله ليس موجودا في البحر،؟

70 أهكذا ضل ليفكر بان يهرب من الباري ولا يصيده في احد المواضع،؟

71 أهكذا اذاً هرب التفكير من ذهنه /375/ حتى لا يفهم بان الرب مسلط ايضا على الامواج،؟

72 لوكان الامر هكذا فانه لا يستحق ان يكون نبيا، وبما انه نبي فهذا واضح بانه كان يستحق (النبؤة)،

73 حكيم القلب [ اختار[16] يونانَ للنبؤة وهو الذي قاده في درب الاسرار ليسير عليه،

74 التدبير استقر على يونان وجعله يهرب لينزل ويمهد الطريق المليئة اسرارا في البحر،

75 لما كان يهرب قال انه هرب بهذا الشرط: ليتوجه الموضوع الى طريق سلكها في البحر،

76 كان قد راى بان قصاص الرب مليء مراحم، ومن هنا صارت له ذريعة لئلا يذهب،

77 هرب مثلما هرب واتى الى البحر ليستتر فيه، وترك اليابسة ليصنع كمينا بين الامواج،

78 استاجر سفينة وسلك بين الامواج واذ كان يسرع لينجو صار له الفرج،

79 يونان اخذ مركبة الموت باجرة جيدة وبدأ المعذب يمشي في درب الامواج،

80 هرب من اليابسة واتى الى البحر المليء مخاوف ووجّه سفينته ليتملص من الله.

 

العاصفة تهب على يونان

81 حينئذ القى الرب ريحا قوية في البحر، /376/ ليصيد العبد الذي هرب حسب ظنه،

82 صارت عاصفة وهجمت على السفينة لتحطمها ليُنتقم من الهارب لئلا ينجو،

83 رب البحر رمز الى البحر ليهيجه فهاج كثيرا حتى يعذب ابن العبرانيين،

84 رمزُ [ القدرة البارية[17] استقر على الامواج فاهاجتها على الهارب الذي بدّل الموضع،

85 البحر عبد مطيع قبل الرمزَ فذهب ليجلب الى الله رفيقَه الذي هرب،

86 ركضت الرياح مثل جاريات على الهارب لتعذبه لانه تحوّل من بيت ربه،

87 ركضت الامواج ركضا سريعا بحركة عظمى، وهددت العبراني لتصطاده بسرعة،

88 خافت البحور لان الرجل هرب من الله واغلقت طريقه لئلا يسلكها كما فكر.

 

الامواج توبخ يونان: الرب موجود في كل مكان

89 كانت الامواج تقول مثل هذه الامور: يونان الى اين وجّهتَ اليوم دربك لتسير،؟

90 تريد ان تهرب من الله، الى اين تذهب،؟ البحر هو بحر الرب، فتش عن موضع آخر لهربك،[18]

91 الرب هو هنا وهو الذي يدبر البحر العظيم، لو يوجد موضع ليسترك بدّل طريقك،

92 /377/ الموج متجمع في راحة يده، فالى اين تهرب،؟ انت في شبره فلو تتملص اسرع الخطى،

93 انه تحت البحار وهو يامر في العمق، الى اين تهرب،؟ عد اليه فها انه عندك،

94 للبحر ابواب واقفال من قبل الله ، من حثك لتاتي وتُصطاد لو انت هارب،؟[19]

95 مهما تبحر في البحر العظيم فانت تهرب الى الداخل لانه لا يوجد موضع خارج الرب فالى اين تذهب،؟

96 تركتَه في اليابسة وها قد وجدتَه في البحر، ولو تجتاز الى موضع آخر سيصادفك ايضا،

97 كان البحر يعذب يونان الذي ضل الطريق وكان يؤدبه كما يؤدب المعلم الصبي،

98 معلم صامت لذلك التلميذ المليء فهما كان ينيره ليعترف بانه قد ضل لئلا يضل بعدُ،

99 ربطه بالامواج وكان يعذبه بالعواصف، وكان صامتا ومهددا ويعذبه لئلا يضل بعد،ُ

100 كانت سفينة يونان تتقاذفها الامواج، وكانت تُحرس لئلا تتاذى بالعواصف،

101 كانت امواج البحر تقذفها كالكرة ويتناولها هذا من ذاك ولا تتاذى،

102 لما كانت تميل سندها الرمز لئلا تهلك، ولما كان يهاجمها البحر سندها الحنان لئلا تتحطم،

103 /378/ نبحت الامواج على يونان بوقاحة حتى تتعطل الطريق لئلا يمشي فيها،

104 هجمت هوة البحور على العبراني واحاطت به [ المياه الى النفس وها انه يهلك،[20]

105 ريح عظيمة قلبت البحر بالرمز القوي، وترنحت الامواج تحت الهارب لتطرحه (فيها)،

106 اللجة احاطت به واصطيد الرجل التواق الى الهرب، وتوقفت الطريق التي بدأ يسير عليها،

107 الرمز سجنه في سطح البحور، واغلق في وجهه ليُصطاد هناك حيث هرب من الله،

108 صارت العاصفة في مجمّع الماء واقلقتها، ورذاذ الامواج وصل الى الغيوم بخوف عظيم،

109 سقطت الريح على البحر وارتجف على ابن متى، والخوف اجتاح جزرا بعيدة وحيّرها.[21]

 

البحر والعالم مضطربان على يونان وعلى الرب

110 بميمر يونان كان يُفسر خبر ربنا وكما قيل فان هربه صادر من هناك ايضا،

111 انظرُ اذاً الى العالم والى البحر واقول انهما كان مضطربين على يونان وعلى مخلصنا،

 

112 العالم اكثر شرا من البحر في افعاله، انه مضطرب وقلق ومليء ويلات لمن يحبه،

113 حسده هو [ فيض[22] وغيرته العظمى هي امواج /379/ وامواجه هي اهانة ونمثّل شتائمه بالريح،

114 اقول: ان البحر لا يشبهه الا البحر، ولعل البحر يشبه العالمَ قليلا،

115 يوجد وقت فيه البحر هاديء من العواصف، اما العالم الشرير فهو يقلق كل يوم من يدخل اليه،

116 الضلالة اقلقت العالم كالعاصفة التي تقلق البحر، والاثم فيه كالامواج التي لا تهدأ،

117 الخطايا مضطربة في المسكونة اكثر من الامواج، وكل مسكن الناس مضطرب بهيجانها،

118 هانذا ساكن في بحرين بسبب الموضوع الذي ابحثه، ربي ليكن صليبك دفة لتنقذني،

119 بك ينتصر من ينتصر على العالم-البحر، وبك ايضا يصعد من ينجو من العواصف،

120 بك نجا يونان النبي الذي غرق، سرّك ساعده وصعد من العمق،

121 درب الابن مصور في يونان لمن ينظر اليه، والبحر بالعالم المضطرب على مخلصنا،

122 تفجر الحسد من قبل الصالبين كالامواج، واثم الكهنة كان يعصف اقوى من البحر،

123 ربنا مهّد دربه في العالم ليمشي فيه والتقاه الحسد كعاصفة التقت ابنَ العبرانيين.

 

مريم سفينة لملاح المسكونة كانت مضطهدة في العالم

124 صارت مريم سفينة متعبة لملاح المسكونة /380/ وكانت تُضطهد في العالم كما لو كان في البحر،

125 الرياح [ ارتطمت[23] بسفينة يونان بسببه، والشتائم (لحقت) ببنت داؤد بسبب ربنا،

126 لندعُ مريم السفينة المتعبة المليئة ثروات، ولم يفتقر الكنز المحسود الذي كانت تحمله.

 

درب المسيح اعظم من درب الانبياء

127 ربنا كرز بين الشعوب اكثر من يونان، وبكلمته اعاد كل المسكونة الى التوبة،

128 طريقه هي اعظم من درب الانبياء الذين كانوا مصوَرين [ به] كما ان شخص الجسم هو اعظم من
[ ظِله،[24]

129 التقاه الحسد من قبل الصالبين الذين حسدوه، وكان (حسدهم) متصاعدا جدا (كتصاعد) العاصفة على ابن متى.[25]

 

اضطراب البحر يفزع الملاحين فيدعون آلهتم لينقذوهم

130 كان قد مشى يونان في هذه الطريق المليئة آلاما ولهذا ثار البحر ضده لما كان يهرب،

131 ظِل ابن الله نزل الى البحر وهناك صوّر صورةَ الآلام بين الامواج،

132 كان يونان غارقا في مهمة ابن الله ولهذا احاطت به الاوجاع والآلام في طريقه،

133 يونان حمل صورة الاسرار ليجلبها الى العالم، وثقل اسراره اوقعه في البحر لما ابحر،

134 اضطرب الموج على العبراني كما قلنا، ووقف الموج وزجر الريح التي كان يسير بها،

135 /381/ احاطت به الرياح واصطادته مثل هارب وقذفته بين الامواج كما لو كان في سجن،

136 الرمز الخفي سجنه في البحر كما لو كان في سجن، واغلق في وجهه ليتالم هناك بين الامواج،

137 راى الملاحون بان البحر مضطرب [ فقلقوا[26] وراوا العاصفة ترتفع بقوة فتعذبوا،

138 راوا بان مياه البحر مضطربة  بصورة غير اعتيادية، وتثيره ريح قوية حتى تقلقه،

139 راوا بان الرياح تهددهم من كل الجهات، وتقف الامواج ضد سفنهم مثل الحكّام،

140 البحر يشبه رجلا غاضبا ومليئا خصاما وعبوسا ومضطربا وسكران بحقد قوي،

141 راى الملاحون آية الغضب في البحر وخافوا وبدأوا يدعون آلهتهم ليساعدوهم.[27]

 

الملاحون القوا الامتعة في البحر ليهدأ: النفس افضل من المادة

142 القوا الامتعة من السفينة ولم يستفيدوا لان ثقل يونان كان يضغط عليها ليغرّقها،

143 راوا بان [ الحرب وصلت[28] بالحقيقة الى النفس فتركوا اموالهم بسرعة،

144 حمولة السفينةالتي جُمعت [ في مدة[29] طويلة القوها كانها لا شيء لاجل هدف،

145 /382/ لان النفس [ محبوبة[30] وارادوا ان ينقذوها ولهذا القى الاشقياء الامتعة في البحر بدون شفقة،

146 صعودهم من البحر عراة وبدون اذى اعتبروه كتجارة عظمى وقت الخطر،

147 هنا ايضا كان يشرق التعليم ويتاكد الموضوع الذي يزجر الطمع،

148 وقت [ الخطر[31] يعرف كل واحد ما يفيده ويترك مقتنياته التي لا تنفعه،

149 المال محتقر مقارنة بالنفس وهو لا شيء، انها كنز عظيم وهي احب من كل المقتنيات،

150 لا شيء من المقتنيات يشبه النفس، ويقصّ لنا النازلون الى البحر [ بسفنهم،[32]

 

151 التجارة لا يحبونها اكثر من النفس، انهم يحترسون على النفس وحيث لزم القوا التجارة،

152 لم يُسمع منذ الازل بان احدا يقبل ان تهلك النفس في الامواج بدل المقتنى،

153 الانسان يخسر المقتنى لاجل النفس التي هي الغنى، وكل المقتنيات لا تعادلها،

154 جارة الحياة لا توزن بالذهب ولا تُقارن باللآليء لانها كلها نور،

155 لا تعادلها الاختام والاحجار الكريمة /383/ لانها شيء عظيم واثمن من كل البرايا،

156 ليهتم كل احد بان يقتني هذه فقط، لانها ثروة عظمى ولا يماثلها العالم كله،

157 اي ملك لما تُطالب [ نفسه[33] منه لا يعطي كل ما يقتنيه حتى يخلص نفسه،؟

158 اي غني لما يدخل اجلُه ويقف على مخدته لا يرسل كل غناه لينجو هو،؟

159 اين رايتم صاحب الذهب لا يعطي كل ذهبه لو طالبوه به بدل موته،؟

160 الملاح ايضا لما تشتد عليه العاصفة يلقي ثيابه ويحتفظ بنفسه لكونها محبوبة.

 

النفس مخلوقة لكنها لا تنحل مع البرايا لانها صورة اللاهوت

161 ليهتم كل واحد بالمحافظة بدون اذى على هذه المخلوقة واللامنحلة مع البرايا،

162 هذه هي اسمى من الموت ولا يطالها، لان الحياة معجونة في طبيعتها من قبل الباري،

163 هذه التي صارت صورة اللاهوت البهية التي منها وعليها مصوَّر الباري لئلا تفسد،

164 هذه هي كنز ولو يقتني احد العالم كله وخسرها فانه خالٍ ومجرد من المقتنيات،[34]

165 ويقصّ لك التجار في سبلهم: ان النفس هي محبوبة اكثر من المقنيات،

166 /384/ في موضع خطر يهتمون بانقاذ النفس لانها اثمن من كل الخيرات الموجودة في امتعنهم،

167 لو يحاصرهم اللصوص في مضيق الوديان، فالهزيمة مفضلة لئلا يقضوا على الحياة،

168 يتركون الاطعمة المحتقرة كثيرا وينقذون النفس من المضرات لانها محبوبة،

169 من يحمل اللآليء في موضع خطير لو يطالبونه بها فانه يتركها ويهرب بسرعة،

170 ويتمسك بالنفس الوحيدة ويفقد البقية: اللآليء وكل ما يقتني لينجو،

171 يشهد معنا ايضا المنفيون اثناء عذاباتهم: ان النفس اعظم من المقتنيات ومن البلدان،

172 بسبب خبر اللصوص يتركون مساكنهم حتى تنجو النفس من استعباد الغرباء،

173 يلقون الى الوراء كل المقتنيات مع الحقول لينقذوا فقط النفس الحرة من العبودية،

174 لا يوجد شيء لنمثّله بها لتُبدّل به فهي اعظم من الكل، ومحبتها اثمن من كل البرايا،

175 انها محبوبة في اليابسة، ومحبوبة في البحر ويشهد هولاء الموجودون في سفينة يونان ابن العبرانيين،

 

176 وجدوا بان البحر مخيف ومضطرب على سفينتهم فالقوا الامتعة ليخففوا عنها كما هو مكتوب،[35]

177 /385/ تضايقت روحهم بالعاصفة التي عذبتهم وسئموا من امتعتهم وانزعجوا،

178 الطمع راى الامواج المرتفعة وسدّ فمه، ورفع اصبعه (قائلا): لا تلزم الاشياء الزائدة،

179 هناك خزي الظلم من نفسه لانه لا ينتفع من المقتنيات في ساعة الموت،

180 القى الملاحون كل ثروة موجودة في سفينتهم لان الحياة الحسنة هي غنى عظيم يفوق كل شيء.

 

يونان كان الثقل الذي يهيّج البحر

181 واذ افرغوا السفينة لاجل النجدة، ظل ثقلها فيها لان يونان كان فيها فلم تنتفع،

182 برطلوا البحر مثل مذنبين يرشون رجلا طماعا ولم يحابِ ليبطّل حكما كان عادلا،

183 وكان الحاكم غاضبا جدا على الهارب، ولم يقبل الرشوة التي اعطوها له لينقذوه،

184 القوا له الثياب كما تُلقى الفريسة للاسد، ولم يهدأ البحر الثائر ليهلكهم،

185 كان الموج يطالب بالانتقام من ابن متى، ولم يكن يريد ان ياخذ شيئا بدل شيء،[36]

186 القوا له الثروة بدل العبراني، ولم يرض ان ياخذ كنز السفينة عوض العبد،

187 اعطوه كثيرا ولم يفتش الا عن يونان، /386/ [ فقدوا بضاعتهم[37] وظلت النقمة بلا وفاء،

188 اعطوا كل ما يقتنونه ولم يوف من دَينهم شيء ولهذا كانوا يُطالبون بتسليم يونان،

189 كانوا فقراء [ وظلوا[38] كما هم مدينين، ولم يترك البحر يونان الذي فتش عليه،

190 كانت تدور رياح البحر لتفتش على يونان، وبما انها لم تصده فانها لم تهدأ من ثورانها.

 

يونان ينام في قعر السفينة

191 نزل النبي النقي الى قعر السفينة ونام هناك وهو لا يعرف ماذا سيصيبه،[39]

192 السفينة تتلاطمها الامواج المحيطة بها، ويونان نائم وكانه غير موجود فيها وهي تترنح،

193 قوة الامواج كانت تقذف السفينة لتحطمها، ونوم يونان لا يطير بالرغم من الخوف العظيم،

194 البحر يزأر واستولى الرعب على الملاحين، وابن العبرانيين نائم وهاديء كانه ليس قريبا منهم،

195 البحار تصرخ بامواج قوية: قم من هناك، ولم يتحرك الرجل من نومه الثقيل،

196 نوم يونان لم يطر بالريح العظمى التي اقلقت كل البحر لانه كان نوم الالم،

 

197 رفاقه يصرخون كل واحد الى الهه، والمعذب صامت وغارق في نوم ثقيل،

198 /387/ الالم اغرقه، والنوم ثقل على اعضائه، فنام المتعب ولم يعرف ابدا ان ينهض،

199 الحزن ضغط عليه وارتخى بالكآبة، وسقط عليه هدوء عظيم ليغرقه،

200 انسحق بالالم وكان نوم [ الخوف[40] ملقى عليه، وضغط عليه ثقل وضيق فنام نوما ثقيلا،

201 خاف من هربه وفزع لان البحر اصطاده، ومن الضيق استند على النوم المليء آلاما،

202 في قعر السفينة نخره الهمّ والتفكير العظيم، فغرق في نوم ونسي نفسه ولم يكن يتحرك.

 

نوم يونان رمز لنوم الابن في السفينة ورمز لموته

203 سفينته تطاردها الهيجانات المحيطة بها، ويونان هادي كانما لا يعرف،

204 هل نام كثيرا بسبب الحزن،؟ ام هل ربطه السرّ روحيا بالنوم،؟

205 لعل ربنا صوّر نومه في البحر لانه كان يحتفل بشبه الابن،؟

206 بنزوله الى الاعماق صوّر دفنَ الابن، [ وهو القاه[41] في السفينة ونام طويلا،

207 واذ توصل ليرسم الموتَ بنبؤته، كيف يمكن ان يكون غريبا عن سبات الاسرار،؟

208 انه مكتوب: ربنا نام في البحر، /388/ لعل يونان ايضا نام في السفينة لهذه الغاية،؟[42]

209 نام ربنا واضطرب البحر على التلاميذ وهذا النمط كان يُبان بنوم يونان،

210 نومه صوّر سريا نومَ ربنا ليرسم في كل شيء سبيلا مليئة آلاما،

211 لم يُكتب عن الكثيرين الموجودين في سفينة ابن العبرانيين بانه نام ما عداه لاجل السرّ،

212 نام [ وايقظوه[43] كما لو كان بنمط، وهذا ما حدث من قبل التلاميذ مع مخلصنا،

213 نام يونان واضطرب البحر على الملاحين وكانوا يُقذفون بين الامواج بسبب العاصفة،

214 أُغمي على الاشقياء بسبب العاصفة التي عذبتهم فخافوا واضطربوا من الرعب الذي حيرهم.

 

دعوة آلهة ليست موجودة لم تنقذ الملاحين

215 دعوا كثيرا آلهتهم ولم يستجيبوهم، والقوا ثيابهم ولم  يروا علامة الامان،

216 دعوا الآلهة ولا يوجد اله لينقذهم، وازدادت العاصفة لتبتلعهم،

217 انه مكتوب: كل واحد منهم دعا الهه، واذ ليسوا موجودين فلم يساعدوهم لما دعوهم،[44]

 

218 من كان الهه الها كان نائما وصامتا، وهولاء يدعون، وبهذا الامر تعظم الحقيقة،

219 /389/ لو دعا يونان معم لما كانوا يدعون، من كان يعرف ايَّ رب انقذهم،؟

220 في سبات يونان انجز التدبير ما يخصه لكي يُذكر اله واحد وحده،

221 جعل ذلك ينام لئلا يدعو لما كانوا يدعون، ولما انفضحوا زجرهم حتى يوقظوه،

222 كانت اهانة عظمى للاله الواحد [ ليدعوه[45] يونان مع الآلهة مثل البقية،

223 ولهذا كان نائما لما كانوا يدعون، لئلا يُذكر الاله الواحد مع الآلهة،

224 لو كان يقظا لما كان يقدر الا ان يدعو، وكان سيخلط اسم (الاله) الحقيقي مع الكذبة،

225 يونان نائم وهم يدعون آلهتهم ولا يوجد من يستجيبهم لينقذهم من العواصف.

 

الملاحون يوقظون يونان من نومه

226 اقترب من يونان رئيس الملاحين وقال له: لماذا تنام بينما المخاوف تحيط بنا،؟

227 استيقظ ايها الرجل وانظر الى البحر الذي يهددنا، وادعُ الهك بتنهدات ليساعدنا،

228 اترك نومك لان الموت يداهمنا فنحن مُطالبون بعدم النوم لكن بالموت،

229 اتى الموت، ليذهب النوم لانه ليس بشيء، /390/ تقرر الشر فادع الهك لعله يخلصنا،؟

230 صوت الامواج اخذ نفسنا وانت نائم، والبحار مضطربة وانت لا تترك نومك،؟

231 لستَ غريبا عن الالم الذي يضغط علينا: الموت عمومي فاستيقظ معنا لاننا نتعذب،

232 ادعُ الهك لعله يستجيب ويساعدنا، وصل الغضبُ قم وتوسل حتى نخلص.

 

يونان يستيقظ من نومه ويعترف بان الله هو رب البحور

233 استيقظ يونان وراى البحار تحيط به والموج مرتفعا كثيرا ويرتطم بالسفينة،

234 راى الامواج تقوم عليه مثل الحكام فتحير الرجل ولم يكن يدري ماذا يفعل،؟

235 اصطيد الشقي ولم يقدر ان ينجو، احاطت به اللجة ولم يعرف الى اين يهرب،؟

336 غارت هناك القدرة البارية لتبين عزتها بالامواج المرتفعة وبعواصف البحر العظيم،

237 يونان تعلم مثل تلميذ في المدرسة وتمرّن في التاديب المليء عجبا،

238 [ فهم[46] بان البحر معلق برمز القدرة البارية، وبان القوة الخفية تدبره بعجب عظيم،

239 راى بان مياه البحور مربوطة بصوت الامر، وفهم بانه لو حلّها لقلبت الارضَ،

 

240 /391/ صغرت نفس الرجل في عينيه من الامواج، [ من ] يهرب من تلك القوة التي تحتوي
[ البحار،؟[47]

241 هبط الفكر الاول واحتقره كثيرا، كيف يجوز اذاً ان يهرب من باري البحر،؟

242 استنار بالقوة التي صنعتها القدرة البارية، وتعلم كثيرا عن عزة القدرة العاملة،

243 رؤيا العينين تقدر ان تعرف افضل من السمع، والعمل القريب يساعد اكثر من الكلمات،

244 المسافرون في البحر راوا اعمال الرب كما هو مكتوب، من أعماله يتعلم المرء كم انه عزيز،[48]

245 من البحر يفهم المرء بان باريه قوي العزة، وجبروته لا يقاس.

 

البحور فوق الرقيع

246 به يرى المرء كم ان قدرته العاملة عجيبة، لان امره صرّ مجمّع المياه كما لو كان في صحن،[49]

247 من يتامل بتمييز يفهم بان القوة الخفية تمسك بلجام بحور العلى،

248 صرّها كما لو كان في الزقاق فلا تنسكب لان قوته العظمى نظمتها في منازلها،[50]

249 جمع الامواجَ فوق قبة الرقيع، وركّبها على ظهر [ العلى[51] ولا تنسكب،

250 [ البحر] في العلى لا [ يترنح، /392/ وبه تظهر] قوة الباري التي تحتوي [الطبائع،[52]

251 مياه البحر مجتمعة هنا [ بجبروت،[53] ولا تنسكب في الموضع المقعر الموجود حولها،

252 يوجد منحدر من كل الجهات ولا تنصب فيه، والعمق مقعر ولا تنسكب فيه لانها مربوطة،

253 الامواج مجتمعة فوق دائرة عجلة الهواء وهي راكدة في الموضع العالي كما لو كان في عمق البحار،

254 جعلها تتربع على قمة العلى العالي، والعمق مجوف من هنا ومن هناك ولا تنسكب،

255 الموضع العالي حيث هي مربوطة هو كصهريج، وهي تنسكب الى فوق بزخم عظيم،

256 ذاك الامر الذي ربطها منذ الازل حدد ان تنزل الى فوق فيما لو انسكبت،

257 ذاك الذي صنع في البدء الرقيع وسط المياه وضع قانونا للمياه العليا والسفلى،[54]

258 ذاك الجبار الذي اقامها في حدودها وزع لها المواضع بحكمته.

 

 

بحور الارض

259 لهذه المياه السفلى ركّب الاعماق وجمعها فيها، والعليا اتقن الاعالي وكوّمها هناك،

260 لا المياه العالية تتدافع لتنحدر الى العمق، ولا السفلى تزدحم لتصعد الى العلى،

261/ 393/ الرمز الخفي الذي ربطها هو قيدٌ عظيم ولا تقدر ان تتجاوز ناموسا فرضه عليها،[55]

262 ربط البحرَ برمل مبذور ولا يذيبه، وبشيء زهيد ابان قوته بانها شيء عظيم،[56]

263 بهذه المياه السفلى يفهم المرء بانه لجمها بلا شيء كانما بشيء،

264 الجبار الحامل البرايا ربط [ البحور[57] بالرمل، ولما ترتفع الامواج القوية لا تذيبه،

265 كدن الامواجَ الهمجية كما لو كان بنير، واحنى واخضع العنق العالي تحت سيطرته،

266 وضع الناموس لليم العظيم ولا يتجاوزه، والامواج مرتفعة، ورمل مبذور يُحنيها.[58]

 

يعقوب يتكلم

267 ميمر يونان يقوم عليّ مثل الحاكم لاسير في خبره بسرعة حتى اصل الى النهاية،

268 بخبر البحر لا ابطل من سرد قصة ذلك الهارب الذي اصطاده الرمز بين الامواج،

269 ايها المتميزون لم اخرج من درب الميمر، انما الرجل ذاته جذبني لاتكلم عن البحر،

270 النبي ذاته توجه الى الامواج، والميمر الذي يتطرق اليه يسير وراءه الى حيث يذهب،

271 /394/ ابن العبرانيين خرج من اليابسة ودخل الى البحر وصار سببا لاتكلم ايضا بعجب عن البحر،

272 اعطاني فيضا وارسلني وتركني بين الامواج لاعظّم بتمييز باريَ البحور.

 

البشر بتقنيتهم صنعوا السفن والاشرعة واخضعوا البحور

273 نزل الى السفينة ودعاني [ لارى السفينةفي موضع مدهش[59] بعجب عظيم،

274 برية المياه التي تدبرها القوة العزيزة، ومجمّع المياه الذي ينظمه الرمز الخفي،

275 مربوطة هناك الامواج المضطربة بنير القدرة البارية، والرمز يتحكم في مسيراتها،

276 صناعة البشر تغلبت على الامواج [ ومهدوا[60] البحر بالسفن وبالملاحين،

277 جعلوه مطية وقادوه كيفما ارادوا [ واستقلوه واجتازوا[61] الى بلدان كما لو ركبوا على سرج،

 

278 بالسفن الكثيرة داسوا عليه كانما باحذية ومهدوا فيه السبيل كانما في اليابسة لتجاراتهم،

279 صاروا غطاسين ونهبوا اللآليء من عمقه، وتجارا مهدوا فيه سبلهم بتواتر،

280 ركّبوا اخشابا منشورة واشتغلوها بصناعة، واحصوا جزره وبلدانه المستعصية،

281 /395/ مهدوا السبل بين امواجه كانما على اليابسة وبمسيرة السفن فتحوا البلد المستعصي،

282 الريح فقط كانت صعبة الاخضاع، لكنهم ربطوها بالنير لتقود السفن الى البلدان،

283 الناس اخضعوا الريح والبحر بصناعتهم، ودخلوا وتسلطوا على البلدان المستعصية،

284 المسافرون في البحر اخضعوا البلد المستعصي وركّبوا المجاديف ضد الامواج وتغلبوا عليها.

 

يونان يستيقظ من نومه

285 بهربه يونان شاهد هذا الفعل ليزداد العجب في بحر كان يسير فيه،

286 بحجة هربه من اليابسة الى الامواج، راى [ العظائم[62] في السبيل الذي سلكه،

287 البحر افهمه بالفواجع التي حدثت هناك كم ان ذراع القدرة البارية العظيم هي قوية،

288 هاج البحر على النبي لما كان يهرب، ودائرة الامواج سجنته بعجب بين السيول،

289 نهض من نومه الطويل وراى البحر يهيج بقوة شديدة،

290 كان قد خرج موج ليصطاد الهارب وقلب موضع البحور وفتش عليه،

291 راى الملاحون بان الشر قد قُدّر ولا يُبطّل /396/ فكثر الغضب ولم يعرف ان ينتهي،

292 راوا عاصفة مخيفة ومرعبة ومضطربة ومليئة فزعا وطويلة الامد ولم [تكن تشبه[63] (عواصف) كل الايام،

293 راوا بانه كل ما مضى الوقت تزداد العاصفة شدة، ولا يهدأ زخم الامواج المرتفعة،

294 ولعلهم ادركوا بان البحر يفتش عن واحد، والموج يغضب كثيرا على واحد.!

 

الاقتراع على المذنب

295 ولهذا فكروا بالقاء القُرَع ليروا بسبب من يرتفع الموج،؟[64]

296 لماذا تُحرس السفينة بينما هي تُطارد: ان البحر يفتش عن احدنا لنرَ من هو،؟

297 لو طوردت السفينة لتُباد كلها لهلكت بهذه العواصف المحيطة بها،

298 لو يريد الغضب ان يغرّقنا جميعنا، لما كان يطيل اناته الى الآن في تعذيبنا،

299 بالحقيقة يوجد شخص مذنب في السفينة، وبسببه البحر هو مكلوب ليبيدنا،

 

300 يظهر بان الغضب لم يثر اليوم ضدنا جميعنا، فلو كان يفتش عن جميعنا لكنا قد هلكنا،

301 سنعرف بقرع لماذا الموج مضطرب،؟ والبحر الثائر الذي يعذبنا عمن يفتش.؟

 

وقعت القرعة على يونان

302 /397/ القوا القُرَع كما فكروا بتمييز، وصعدت قرعة يونان الذي هرب من الله،[65]

303 بالقرع التي القوها ابان البحرُ عمن كان يفتش، وقُبض على يونان مثل المذنب من قبل القضاة.

 

العدالة ترمز الى الملاحين بان يتخلصوا من يونان ليهدأ البحر

304 اتت العدالة ورمزت اليه كما لو كان باصبع: هذا هو الرجل الذي اقلق البحر في الطريق التي سلكها،

305 هذا هو سبب هذه العواصف الشديدة، وبسببه الامواج ترتفع على سفينتكم،

306 ولهذا قامت العاصفة لتغرقكم، فلو تلقونه من سفينتكم سيستتب الامان،

307 هذا الرجل اقلق البحر والامواج، والرياح والامواج تركض وراءه لتصطاده،

308 هذا العبد هرب من سيده وبدّل الموضع، وخرجت الريح وراءه لتردّ العاصي،

309 [ اعطوا[66] يونان فقط للبحر وسيهدأ حالا، فلو لم ياخذه لن يهدأ من عواصفه،

310 اتركوا هذا وانتم سافروا الى الامان، اعيدوا العبد الى سيده الذي طلبه ولن تتعذبوا،

311 اغلقوا درب الهارب لئلا يسير عليه، وسافروا انتم الى الامان بدون اذى،

312 لو لم يُعد يونان فالغضب (حالّ) عليكم، /398/ ولو لم تهدأ العاصفة، فالموت قريب (منكم)،

313 لا[ استر] على العبد الذي هرب[ لتنجوا] انتم، لئلا يغضب سيده ويهلكه[ هو ايضا[67] (ويهلككم) انتم،

314 اعيدوا العبد ليخدم سيده وانتم لن تتعذبوا، [ اعطوا[68] للبحر مطلبه الذي هرب ولن يغرقكم،

315 أُمرت الريح بالا [ تترككم[69] ما لم تاخذه، دعوه يذهب ولن تتعذبوا بشدة،

316 بقرعة يونان كانت تقال مثل هذه الامور، وكان يُشتكى عليه من قبل العدالة مثل الهارب.

 

الملاحون يطالبون يونان بان يقر بذنبه

317 وجد الملاحون بان سبب الغضب هو يونان، وقرعة العبد قرفته بسبب جريمته،

318 وجدوا بان العاصفة مضطربة بسببه، وصرخ البحر كانما بفم على من كان يفتش،

 

319 [ نظر] جميعهم اليه كانما الى اناء مليء شرورا، وبغضب اقتربوا اليه [بالاسئلة،[70]

320 خافوا منه كانما من عشّ الحيات، وبغضب عظيم كانوا ينظرون اليه كانما الى الهارب،

321 ايها الرجل [ بيّن] لنا هذا الشر العظيم، وباية علة اتى [ ووصل الينا[71] بسببك،؟

322 /399/ قم وبيّن لنا ما هو عملك،؟ واية هي ارضك،؟ ومن اي شعب انت لان شرّك هو عظيم جدا،؟

323 كم من شر اقترفتَ في هذه المدة الطويلة حتى يهيج البحر كله ضدك بهذا الشكل،؟

324 ايها الرجل يبين بان شرك اعظم من العاصفة، ولهذا هاجت لتهرب منك بقوة،

325 فعلك اقلق كل مجمّع البحور لان الامواج والرياح تحيط بنا بسببك،

326 هل شعبك هو شرير،؟ او هل ارضك هي مليئة اشرارا،؟ او هل انت رجل اكثر شرا من الاشرار بافعالك،؟

327 لو لم يكن شرّك عظيما وبدون مقياس، لما كان يضطرب كل البحر بسببك،

328 لو لم يكن عملك اكثر مرارة من كل [ الشرور،[72] لما كانت كل هذه العاصفة تفتش عليك،

329 ايها الرجل [ بيّن[73] لنا الشر الذي يحدق بنا، ولماذا يهدد البحر حتى يغرقنا،؟

330 او قم وصالح البحر الهائج لو استطعتَ، او اذا لزم اخلِ السفينة لئلا تبيد.

 

القاء يونان في البحر

331 قام يونان بين امواج البحر العظيم، وترتطم به العواصف ويؤنبه الملاحون،

332 صدر تأنيب على النبي من كل الجهات، /400/ ورذل دربه وذمّه كثيرا وانّبه،

333 البحر يهدد، والرياح عاتية، والامواج مرتفعة، والعاصفة هوجاء، والسيل مضطرب والغضب محتدم،

334 والسفينة مطاردة، والخوف استولى على الملاحين، والنبي في وسط الاضطرابات، وماذا يعمل،؟

335 قرعته ضده، والرياح عكسه، والامواج ضده، والبحر والهواء والعاصفة مع الملاحين،

336 العاصفة مائجة وتهدده ليبغض حياته، والسفينة مرتجفة لتلقيه منها وسط البحور،

337 قرعته تصرخ: ان هذا اقلق كل البحر، ورفاقه يقولون: ماذا عملتَ قم وبيّنه لنا،؟

338 احاطت به المخاطر في السفينة وخارجها، في الداخل الملاحون، وفي الخارج الامواج المحيطة بها،

339 نزل الرمز على النبي وسط البحور وسجنه هناك في موضع صعب كما لو كان في الجبّ،

340 بانت عليه الخيبة من كل الجهات، وشرع يعترف بذنبه للملاحين،

341 سُئل مثل المذنب في المحكمة وفضح نفسه لانه [ هرب[74] هربا من الله،

 

342 بدأ النبي يتكلم بحزن عظيم (ذاكرا): ايا هو شعبه، ومن اين هو كما سُئل،[75]

343 /401/ انا عبراني من جنس بيت ابراهيم، وانا بالحقيقة عبد بيت آدوناي،[76]

344 لي رب مسلط على البحر واليابسة، البحر هو ندّي ولان ربي امره زاد من آلامي،[77]

345 انا من جنس موسى الذي شطر البحر العظيم، وابن اسرائيل الذي عبر الفيض بعجب،[78]

346 انا من قبيلة يشوع ابن نون الجبار القوي الذي شطر النهر واجاز الشعب العظيم،[79]

347 انا عبراني من ذلك الشعب الذي مشى بين الامواج، وجاز كما لو كان في اليابسة ولم يتبلل،

348 قبيلتي هي تلك التي غلبت البحر في الماضي، وعبرت وداست الامواج كانما على الاكمة،

349 انا من ذلك الجنس الذي خرج من مصر، وخافت منه مياه البحر وسمحت له (بالعبور)،

350 [ لي رب مسلط على البحر وعلى اليابسة،[80] واعبده وقد هربتُ منه ولهذا اصطادني،

351 هو يجعل الريح تهب على البحر وخارجه، ولو يصرخ فيه ييبس وكانه غير موجود،

352 رمزه الخفي جمع الامواج وحبسها ولو يريد يبددها بنفخة فمه،

353 البحور محبوسة في المستنقعات بقوته العظمى، /402/ ولو اطلقها لقلبت الارض بحيث لن تعود صالحة للسكنى،

354 الهي عظيم ولانني تاخرت من (تنفيذ) امره، احاطت بي مخاوف البحر لان رمزه سمح بذلك،

355 ارسلني لاذهب الى الشعوب وبما انني لم اطعه، فها انه يعذبني بين الامواج بحكم عادل،

356 ارسلني لاكرز لمدينة عصت عليه، واذ لم استجب له فقد احاطت بي المياه في الموضع الصعب،

357 واذ لم ترق لي طريق نينوى فقد اصطادتني البحار، وهوذا الامواج تلطمني بهيجان معاركها،

358 واذ لم ارد ان ادعو الخطأة الى التوبة، فهوذا امواج البحر تصرخ بي: بئس التأخير تأخيري.

 

يونان يعلّم الملاحين ويبشرهم بالله

359 طريق يونان في البحر كانت مفيدة لان الملاحين تثقفوا بتعليمه،

360 لما سئل يونان اجاب بحكمة وسمعوا منه بذكاء حتى يفهموا،

361 هم سالوه: من هو شعبك،؟ واية هي ارضك،؟ واضاف هو بانه يخاف الرب،

362 لم يسالوه عمن هو الهه، هو اراد ان يذكر خبر الرب [ في[81] السؤال،

 

363 كان يفتخر لان ربه صنع البحر واليابسة وبذلك كان يزداد التعليم اهمية،

364 /403/ سمع الملاحون كلمته وخافوا بتمييز لان خبر الرب المذكور ارجفهم،

365 خافوا منه بعد ان علموا من هو ربه، واقتربوا منه بلطف ليسألوه،

366 يا عبد الرب انت علمنا ماذا نصنع،؟ وقم وبيّن لنا باي شيء يهدأ البحر،؟

367 شعبك مختار، والهك اعظم من الكل، وانت حكيم فتش لنا عن طريقة لننجو بها،

368 انت تعلم بانه لا احد يقدر ان يعصي على ربك، فكيف اذاً ننجو وانت معنا،؟

369 ايها الحكيم قل [ ماذا] يلزم ان نصنع الآن،؟ فكّر وعلمنا [ ماذا[82] نصنع لاننا نتعذب،؟

370 البحر يضطرب بالهيجان ويعذبنا، واتضح ما يريد ان يصنعه بمن يفتش عنه،

371 انت تعلمنا بان ربك صنع البحر واليابسة، وليس من حقنا ان نقول انه امر البحر ليصطادك،

372 ما هو السبب الموجود في الوسط انت تعرفه،؟ وانت تفهم كيف يمكنك حلّ هذه المشكلة،؟

373 هل يجمل بالعبد ان يهرب من سيده، طريقك مفتوحة لو تركك البحر لتبحر،؟

374 ولو لا توجد فرصة ليتملص احد من ربك /404/ اوضح لنا الى اين نوجه سفينتنا لئلا نتاخر،؟

375 منك نسمع مثل الحكيم ما هو المطلوب،؟ فلو كنتَ ذكيا حُلّ المعضلة التي تعذبنا،

376 ماذا نصنع للبحر لتهدأ امواجه،؟ انت تعرف بان تدلنا بحكمتك.

 

يونان يقول للملاحين: القوني في البحر وتهدأ العاصفة

377 قال يونان: خذوني والقوني في البحر، فيهدأ لانه يهددكم بالغرق،[83]

378 ثارت العاصفة اليوم ضدكم بسببي، ولا توجد فرصة الا وياخذني البحر منكم،

379 لو لم اسقط في الامواج لن يسكت، فالقوني اذاً ويكفى عذابكم بسببي،

380 انا الذي احتقرتُ امر الرب لاسقط في البحر، وانجوا انتم من الضيقات المحيطة بي،

381 يستريح البحر لما يبلعني انا الضعيف، وانتم ايها الرجال ابحروا الى ميناء [ الامان[84] العظيم،

382 اصير مثلا للعالم كله للاجيال القادمة: اصطادتني الامواج وحبسني البحر لانني اردت ان اهرب،

383 لتتعرف على فعلي كل الارض والناس الساكنون عليها، لئلا يتجاوز احد على امر الرب،

384 اصير كالمرآة لعبيد بيت آدوناي، ولينظروا الي لئلا يتاخروا من (تنفيذ) ارادته،

385 /405/ ليغطني البحر لانني تركتُ درب رب البحار، ولأُعير لانني اردت ان اهرب من الله،

386 انزل واجس قعر الاعماق بالم عظيم، لانني اعتذرت من (تنفيذ) امر رب البحار،

387 لتهتز عليّ رؤوس الشعوب والبلدان: انا ممن هربتُ،؟ وكيف صادني بين الامواج،؟

 

388 ليضحك عليّ اليبس الذي تركني انهزم، والبحر الذي صار شبكة لخطواتي وبها رُبطت،

389 لأُعيّر في كل موضع اسافر اليه واحلّ فيه، وليعرفوا لماذا هربتُ من آمر الكل،

390 القوني اذاً بين الامواج ولا تحزنوا، واعطوا للبحر مطلبه فيهدأ ولا يضركم،

391 البحر الهائج يطلبني انا وحدي، فلو القيتموني بين الامواج لانحلّت القضية،

392 بسببي قامت عاصفة عظمى عليكم، وبي يستريح البحر الغاضب لئلا يغرقكم،

393 خذوني [ والقوني[85] حالا في البحر الهائج، فيهدأ وبي يخمد غضبه وانتم ابحروا الى موانئكم.

 

الملاحون يلقون يونان في البحر

394 سمع الملاحون كلمة يونان المليئة احزانا وحزنوا عليه وارادوا ان ينقذوه لو امكنهم،

395 بمرارتهم فكروا ان يرجعوا الى اليابسة، /406/ ولم يقدروا بسبب الموج المحيط بهم،

396 تعاركوا مع الامواج الهمجية، وما لم يخمد غضب البحر لن يسمح لهم (بالعودة)،

397 طردوا السفينة لتاتي وتخرج الى اليابسة، فخطفتها البحور لتدخل الى العمق العظيم،

398 بكل الفرص حاولوا ان يعيش يونان، وهدد البحر (قائلا): ما لم آخذه لن اهدأ،

399 اتركوا الهارب واخرجوا واذهبوا حيثما تريدون، والقوا من السفينة الرجل الذي اقلق الامواج،

400 السفينة مضطرة لتتعذب بين الامواج، ولا تستريح ما لم تلقوا يونان منها،

401 كلما تواجد فيها هجمتها دائرة الامواج، وما لم ياخذوه فلن [ يتركوها[86] تبحر،

402 لو فكرتم بان تبحروا اتركوا يونان ليمهد درب مهماتكم،

403 لو اشتقتم لتبحروا نحو الميناء بعد عذابكم، ليظل العبراني الذي ترك ربه،

404 ها قد علمتم سبب مضايقكم، فلماذا تتعاركون لانه لا توجد امكانية لانقاذه،؟

405 على قدر الإمكان حاول الملاحون ان ينقذوه، والبحر المضطرب لم يتركه يذهب،

406 /407/ لما تقرر نهائيا عدم نجاة يونان، فانهم دعوا الله ليخلصهم من اللوم،

407 نعم ايها الرب لا نهلك بنفس الرجل، ربي، لا تحسب الدم البريء يذنبنا،[87]

408 انت الرب فلو تامر يهدأ البحر، ولنخلص من دم الرجل لئلا نهلك بسببه،

409 ارادتك تحركنا الآن للعمل، فلو القيناه او لم نلقه فهذا يعود اليك،

410 لو ترمز الى البحر سيهدأ من عواصفه، وسينجو عبدك من الدوامة المحيطة به،

411 ربي، لو امكن ان يحيا يونان ليهدأ البحر، ولو لزم (ان يهلك) فلا تذمنا لو القيناه،

 

412 لو توجد فرصة ليهدأ الموج وهو في السفينة، ولو تقرر ان نلقيه [ نجّنا[88] لئلا نخطيء ضدك،

413 ربي، الامر يعود اليك، وعلّمنا ما سيحدث، ولتكن مشيئتك، وانصرنا في كل ما سيحدث.

 

يونان صار معلما للوثن في البحر على ظهر سفينته

414 انتصر تعليم يونان واثّر على الملاحين لانه علمهم مَن يدعون في ضيقاتهم،

415 لما كان نائما، كل واحد دعا الهه كما هو مكتوب، ولما [ نهض[89] علّمهم الى من يصرخون،

416 علّمهم بان ربه صنع البحر واليابسة، /408/ ومن الآن وصاعدا تركوا آلهتهم،

417 شرعوا يقولون: انت هو الرب، وما تريد تصنعه كما [ تعلّمنا[90] من العبراني،

418 قبل مدة كان كل واحد يتوسل الى الهه، ولما [ تتلمذوا كانوا يدعون رب يونان،[91]

419 النبي الذكي راى بان الامواج احاطت به، لانه تنكر للتعليم فبدأ يعلم بين الامواج،

420 واذ لم يكرز في اليابسة لنينوى التي أُرسل اليها فقد اضطر ان يتلمذ ويعلّم السفينة في البحر،

421 هرب من اليابسة وصار كاروزا في البحر، وهناك علّم مَن [ صنع البحر واليابسة،[92]

422 لم يشأ ان يزرع التعليم في ارض نينوى، لكنه القى زرعه بين الامواج وقد قُبل،

423 زرع في البحر واتى زرعه حالا بالغلة، لانه لما كان يريد صار اكارا يقظا على عمله،

424 صار معلما للمسافرين في البحر، ولقنهم بان [ الرب صنع البحر برمزه لانهم[93] لم يكونوا يعرفون،

425 لما راى بان التعليم لم يُهمل، دعا الملاحون الرب بالم حتى يخلصهم،

426 كان التعليم عزيزا على النبي المتعب الذي /409/ هرب الى البحر واكتسب التلاميذَ بين الامواج،

427 معلم جميع المعلمين الماهر حاصره هناك، وبدأ يعلّم بوضوح وهو لا يريد،

428 صياد الشعوب صنع له جمعا من الملاحين، واقامه ليتكلم باسهاب هناك،

429 واذ ترك التعليم على اليابسة فقد اصطاده في البحر والزمه ليترجم عن عظمته للمسافرين في البحر،

430 اصغى الملاحون مثل التلاميذ الى المعلم العادل، وتعلموا منه وبدأوا يرددون مثلما تعلموا،

431 انت انت الرب وتصنع لنا كل ما تريد، هذه الغلة هي من زرع ابن العبرانيين،

432 لما تعملوا دعوا الله وليس الآلهة، وتوسلوا لئلا يهلكوا بدم يونان،[94]

433 صدّقوا بان الرب صنع البحر واليابسة، وصرخوا اليه لئلا يحسب عليهم الدم،

 

434 عرفوا ان يقولوا بعجب عظيم: انت الرب، كلمة جديدة للرب الصالح في الموضع الصعب،

435 صرخ الملاحون: كل ما تريد تصنعه، البحر ويونان علّماهم على عظمته،

436 الموضوع الذي تكلم به التلاميذ الذين اقتناهم يونان بين الامواج كان محبوبا اثناء القنوط،

437 كلمة الرب هي زرع صالح ياتي بمئة، /410/ ولو زُرعت حتى في البحر لا يقدر ان يخنقها،[95]

438 تكلم يونان وسط البحار ليساعد، [ وكلمة[96] الرب جمعت الغلة من البحر،

439 توسط ووقف بين الامواج في ساعة رهيبة، وصرخ الملاحون الى الله بالم عظيم،

440 تضرعوا في صلاة حزينة في ساعة [ الحزن بخوف[97] عظيم (قائلين): لا نهلك بنفس الرجل،

441 الموج مرتفع، وراس ابن العبرانيين منحن، والبحر يزأر، ويونان صامت مثل [مذنب،[98]

442 هولاء يصلون وهو لم يتكلم بسبب خجله، الامواج تطارده، واستولى الرعب على الكاروز،

443 الصلاة مسرعة ويونان ينتظر القصاص، الهارب مربوط وساعة الدينونة مهددة بشدة،

444 العبد الذي هرب يقف منحنيا وهو مليء رعبا، وكان يُعذب بالموج مثل متمرد.

 

الملاحون يعددون صفات يونان متاسفين عليه

445 اقترب الملاحون وسلّموا القضية للرب وقادوا يونان مثل اسير،

446 اخذوه من السفينة بخوف عظيم، وكانوا يرافقونه مثل حزين بالم عظيم،

447 يا عبد الرب هذا الامر لا يعود الينا، ربك مسلط في البحر وفي اليابسة كما علمنا،

448 /411/ ليست ارادتنا [ تتمّ] فيك وانت تعرف، انه [ عمل الرب،[99] ايها الحكيم لا تذمنا،

449 حمولتنا التي فُقدت لم تضايقنا مثل فراقك، ولو شاء ربك فانه مسلط ومخيف ومن يعصيه،؟

450 لم نحزن لان سفينتنا فقدت بسببك، لقد حزنّا لاننا حُرمنا من مؤانستك،

451 صرتَ مثالا صالحا لجميعنا لاننا منك تعلمنا بان للبحر [ ربا[100] خفيا يدبره،

452 لتكن كلمتك لنا خميرا صالحا وتلذذنا، وليثبت فينا طعم الحياة الذي اقنيتنا اياه،

453 اذهب ايها العبراني، ليرافقك السلام بين الامواج، ولا نغرق في دمك البريء لما نلقيك،

454 لتوضع نفسك في [ يدَي[101] ربك، فلو شاء يسهل عليه انقاذ حياتك من الامواج،

 

455 بعد ان نلقيك ليستقبلك البحر [ بخلاف العادة،[102] وليصنع لك شيئا جديدا مليئا عجبا،

456 اليوم لتغير اللجة طبيعتَها البالعة، واذا بلعتك ستجد الحياة بين الامواج،

457 البحر الذي يخنق من ينزل اليه لا يخنقك، لان ربك يقدر ان يصنع العجب كل يوم،

458 /412/ لتجد رجاء في موضع قطع الرجاء الرهيب، وسيف الحرب التواق الى الموت لا يقتلك،

459 ما لم يصِر ليصِر لك من قبل الله، وستشعر الارض بافتقادك وسنفرح نحن،

460 اليوم لتبدل المياه طبيعتها لاجلك، ولتسقبلك [ كوديعة[103] ولتعد الينا.

 

طرح يونان في البحر فهدأ البحر

461 اخذوا يونان بعد [ نطق] هذه العبارات، [ والقوه في البحر فهدأ من معركته،[104]

462 هدأت حالا حركة الامواج [ الهائجة،[105] لان العبد الذي فتشت عليه قد اصطيد،

463 هدأت الريح التي اقلقت البحر العظيم اذ قبضت على ذلك الذي أُمرت باصطياده،

464 هدأت العاصفة مثل التاجر الذي انهى دربه، وبالرمز الخفي احاط بالبحر امان عظيم،

465[ صمت[106] صوت الهبوب والعواصف، وصار هدوء للسفينة المطاردة وللملاحين،

466 استراحت السفينة المتضايقة بالاعاصير مثل الوالدة التي تنجب جنينها وتزول اتعابها.[107]

 

الملاحون ذبحوا الذبائح ونذروا النذور للرب

467 [ [108]] راى الملاحون بان البحر [ سكت] من اعاصيره، /413/ فازدادوا خوفا من الله لكونه رب
[ البحار،[109]

468 راوا عمليا بان رمز الرب مسك اللجة لان قوته العظمى تدبرها برمزها الخفي،

469 تاكدوا من الاعجوبة التي حدثت: تلك العاصفة ‎أُرسلت وراء يونان،

470 فهموا بتمييز بان الرب يامر امواج البحر وتطيعه كما (يامر) العبيد،

471 ثبتوا في ايمان رب البحور، وذبحوا الذبائح ونذروا النذور بمحبة عظمى،[110]

 

472 دخلوا والتجأوا الى بيت آدوناي وبدأوا يذبحون هناك الذبائح السلامية.[111]

473 غلتهم محبة الرب الذي تتلمذوا له، وبنذورهم كانوا يرضونه بمحبة،

474 هدأت الامواج وصار هدوء على الملاحين، وزال الخوف وهناك كثرت الذبائح والنذور.

 

يونان آية للرب في قعر البحر

475 نزل يونان ليصور نمط ابن الله، وبين الامواج يصير آية لقتل الابن،

476 صرخ به السرّ: انزل وجسّ الاعماق لان ربك ياتي وينزل ويجس اعماق الشيول ويفرغها،

477 انزل الى اللجة وصِر نمطا لابن الحي لانه سينزل الى هوة الموتى مثل الغطاس،

478 /414/ هلم وصِر في البحر ميتا-حيا بخلاف العادة، لان محي الكل ايضا يموت ليبعث الكل،

479 اغطس وانزل ومهّد الدرب في قلب الارض، لان ربك ياتي لينزل الى [ اسافل[112] الارض،

480 ليغطك البحر وتصِر مدفونا لا يفسد: هذا ما سيحدث لربك في القبر لما ينحدر اليه،

481 مُت وانت حي، ولن تفسد فسادا، فالفساد لن يدنو من ربك الذي سيموت ايضا،

482 صِر جاسوسا وافحص اعماق البحر العظيم، لان ربك سيجس بحيرة الموتى لما ينزل اليها،[113]

483 صوّر لنا نط ميت حي لا يفسد، لان هذه الآية لا تُرى الا في ربك،

484 انزل الى اللجة ومهّد الدرب امام ابن الملك، لانه بموته البار سينزل ويجس الاعماق،

485 ايها العبراني اغطس في هوة البحار وصِر آية لابن الله الذي يغطس في الشيول ويفرغها.

 

نزول يونان الى البحر يشبه الم الصلب ونزول الابن عند الموتى

486 نزول يونان الى البحر يشبه كثيرا نزول ابن الله عند الموتى،

487 بنزول يونان الى البحر هدأت الامواج، كما استراح الصالبون بموت ابن الله،

488 كان الشعب هائجا على مخلصنا [ كالعاصفة /415/ وكان هائجا عليه اكثر من البحر على ابن متى،[114]

489 قرعة يونان صارت سببا ليجس الاعماق، والنبؤة صورت ربنا يغطس في الشيول،

490 وقف يونان امام الملاحين وهو يُسأل كما كان ربنا يُعقّب من قبل بيلاطس،[115]

491صرخ الملاحون الى الله بسبب يونان لئلا يهلكوا بدم الرجل الذي كان بارا،

492 القاضي ايضا غسل يديه بسبب ربنا لئلا يتلطخ بدم البار الذي كان زكيا،[116]

 

493 اراد الملاحون ان يعودوا الى اليابسة ولم يقدروا ان ينقذوا ذلك العبراني من الهوة،

494 القاضي ايضا تحرك كثيرا وسعى لاجل مخلصنا ولم يقدر ان يعين ذلك البريء،

495 نزل يونان وهدأ البحر من الامواج كما بطل الصالبون بموت ابن الله،

496 أُرسل النبي ليصور هذه الاسرار ولهذا ابتلعه البحر ثم سكن،

497 حمل بين الامواج الم الصلب العظيم وغطس في اللجة كما لو كان في الموت ولم يفسد.

 

يعقوب يتكلم

498 طريق الميمر مسرعة لتذهب الى النهاية، واسرار الابن لا تتركني لكي امشي،

499 /416/ بداتُ بشيء وصادفني شيء آخر، لان ابن الحي مصور في كل شيء بالنسبة لمن ينظر اليه.

 

درب يونان نمط لدرب الابن

500 كل طريق ابن العبرانيين كانت مصورة به، ولا يوجد مكان  سافر وحل فيه بدونه،

501 لو لم يصور في دربه [ شبه[117] الابن لما كان يسكت في البحر ثلاثة ايام،

502 لو لم يكن يسير في درب الاسرار لما كان يُحفظ في اللجة بدون اذى،

503 لو لم يكن يمهد سبيل الصلب لما كان يصل الى هذه الآلام التي داهمته،

504 سبيل الابن كانت تُرسم بدرب يونان: الحكم عليه وقتله وصلبه وموته العظيم.

 

يونان في بطن الحوت يحرسه الرمز الالهي

505 القوا يونان في البحر وهدأ البحر وهدأت العواصف الهائجة بسببه،

506 حينئذ هيأ الرب سمكة كما هو مكتوب، وابتلعت يونان لتحتفل به بين الامواج،[118]

507 سمكة كبيرة استقبلته كهدية، لئلا يتعذب بين الامواج المحيطة به،

508 صادفه رجاء في مكان لا وجود فيه للرجاء نهائيا، وبرمز خفي [ نبعت[119] له الحياة من الموت،

509 في مكان لا وجود فيه لحارس ولا [ لمخلص[120] /417/ ستره الحنان لينقذ حياته من الهلاك،

510 مشى يونان في طريق مخيفة وبدون مرافق، ولحقت به المراحم وصارت رفيقا له في موضع القنوط،

511 التصق به الحنان ليحفظ حياته من الهلاك، وبدأ يسير في درب جديد لم يُسلك،

 

512 لحقه جوق المراحم في مضيق البحور [ ومشى[121] وسلك دربه في موضع مخيف بلا قنوط،

513 حيث لا يوجد منقذون ولا حراس، حفظ الرمز ابن العبرانيين لئلا يفسد،

514 بلغته القرعة لينزل ويجس اعماق الارض، وكانت الاسرار المستورة تحرسه لئلا يفسد.

 

سمكة يونان صارت سفينته الجديدة

515 اقتنى يونان سفينة جديدة لا تنكسر واستقلّها ومشى بسرعة في قلب البحار،

516 سفينة مضطربة تغطس وتجس لجج البحر، وحملها محفوظ من مضرات لا تصلها،

517 سفينة تمشي فوق الماء ليس بالريح، بل [ بالسباحة[122] في الامواج بدون ملاحين،

518 بيت يركض بين الامواج ويسكنه احد، ولما يُقلب لا يفرغ لانه بيت عجيب،

519 قبر جديد كان يحمله زخم عظيم، وميت كانت تحفظه القوة الخفية،

520 /418/ شيول تحمل ميتا وتسبح بين الامواج، ومياهها تنبع حياة عجيبة بقوة عظمى،

521 ميت مظلوم وهو حي في الهلاك ولا يفسد، وحي لم يمت [ واخذوه[123] ودفنوه والقوه وطمروه،

522 ختن المخاوف، صارت له السمكة كخدر واتكأ لينعم بوليمة الآلام حيث كان يسكن،

523 جنين صغير دخل من الفم الى جوف امه، وصار محبولا به بدون زواج وبعجب عظيم.

 

يعقوب يتكلم

524 درب يونان مليء عجبا لمن ينظر اليه، والميمر الطويل هو قصير حتى يعدد جماله،

525 تتقهقر الكلمة من قبل ابن العبرانيين، لان دربه عجيب ولا يوصف الا بالعقل،

526 لو وُصف ميمره فانه يشبه البحر واظن بان موضوعه اوسع من البحر،

527 رجل لم يخنقه البحر الذي القوه فيه، وميمره هو لجة لانه غلب اللجة التي نزل اليها.

 

يونان في بطن السمكة كما لو كان في خدر

528 هذا الذي سبح في كل البحور ولم ينقع، واحاطت به المياه حتى النفَس ولم تؤذه،[124]

529 هذا الذي مشى في سفوح الجبال مثل تاجر، وسلك دربه في سفينة حية ونفسانية،[125]

530 انه نبي [ عجيب وفريد[126] في فعله، /419/ لانه لم يمش احد تحت البحور ما عداه،

 

531 ان رجل مهّد سبيلا جديدا في حضن الارض ومشى في الاعماق في موضع مستتر عن المشاة،

532 هذا الذي اجتاز في مواضع لم يُسمع بان [ احدا[127] منذ الازل مشى فيها ما عداه،

533 هذا نزل وتفقد اعماقا لم تكن مفتقدة، وصار ساكنا تحت الارض، ومن يشبهه،؟

534 انه رجل مهّد سبيلا في البحور ليسلكه، ومشى في دربه على سفح الجبال بدون اذى،[128]

535 انه الشيخ الذي صار جنينا من جديد في امعاء السمكة، ووجد الحياة بدون تنفس في موضع ضيق،

536 اتكلم عنه بتمييز وانا مندهش لان الموضع الضيق حيث حل كان واسعا عليه،

537 صارت السمكة كمقصورة [ المملكة،[129] وسكن فيها بسعادة كما لو كان في خدر.

 

الرب حرس يونان في بطن الحوت مثل الجنين في احشاء الام

538 رمز القدرة البارية العظيم وضعه هناك، واعطاه التنفس لئلا يؤذيه الموضع الضيق،

539 على باري الكل كل الامور الصعبة سهلة، لانه يقدر ان يصنع [ كلما[130] يريد دون ان يتعب،

540 يُنزل سكانَ الماء الى الماء بدون عذاب، والطير في قمة الهواء وهو لا يتعب،

541 /420/ وبحكمته يقطر الحياة لكل موجود في موضعه: للناس التنفس وللملائكة بالرمز الخفي،

542 رمزه يحيي الاجنة في بطون المتزوجات، ويستنشقون التنفس من ارادته بدون هواء،

543 البطن الذي يحمل الجنين ليس ضيقا عليه، لان الموضع الضيق واسع عليه ولا يخنقه،

544 الحضن مهيأ للجنين كقصر للملك، وهناك يسعد كثيرا بدون همّ،[131]

545 الغني محتاج ولو ان ثرواته وافرة جدا، ولا يحتاج الجنين لو بلغته حاجة،

546 مرة يضيق البيت الكبير على الغني، والبطن ليس ضيقا للجنين الساكن فيه،

547 يسكن في حضن صغير كما لو كان في ناؤوس عظيم، ولا يضايقه ولا يخنقه بل يكفيه،

548 الموضع [ الضيق[132] واسع عليه ولا يتعذب، ويتكيء ويستريح كما لو كان في مقصورة مليئة تطويبات،

549 انه محبوس في سجن صغير [ ومخيف] ومليء ظلمة، وبدون هواء [ يرضع[133] التنفس برمز خفي،

550 ذاك الحكيم الذي صنع هذه الامور بمهارته حرس ذلك العبراني في بطن السمكة،

551 حيث لا موضع للحياة اعطاه حياة، /421/ وصنع له تنفسا كما لو كان في بيت كبير،

 

552 ضغط عليه بشكل الاجنة بدون [ عذاب، وسجنه[134] ووضعه في امعاء السمكة بدون اذى،

553 ادخل الحياة بدقة وحبسها فيه ليتغذى بالمنطق بدون تنفس،

554 وضع له شيئا في باطنه ليسعده لئلا يهجم عليه حضن السمكة حيث كان متكئا،

555 اعطاه حياة لا تُقلع بالمضرات لانه حتى وإن دخل الى امعاء الموت لا يؤثر عليه،

556 لما نزل صاغه ليكون لامتالما، وادخله ووضعه بين الآلام بدون مضرات،

557 اعطاه نفسا لا تختنق في اللجة، واطلقه لينزل ويجس الاعماق ولا تؤذيه،

558 السمكة لم تاكل ذلك العبراني اكلا، ابتلعته ابتلاعا كما هو [ مكتوب[135] لئلا يفسد،

559 لم تاخذه على شكل الطعام لانه صدر امر لحمايته لئلا تستاصله لما تبتلعه،

560 انه عمل جديد مهما وصفناه فانه ينتج العجب ومن ميمره ينبع جماله،

561 /422/ شيء حدث منذ الازل بمفرده، ولم يصر [ شيء[136] مثله ما عداه،

562 انه عمل لائق (كعمل) الله ولا يُترجم، وهو مليء عجبا وموضوعه محبوب ولا يُحدد،

563 اين رايتم رجلا في السمكة الا يونان او احدا يغطس في سفح الجبال الا هو،؟[137]

564 من سمع قطُّ بان السمكة صارت سفينة، وحملت تاجرا وعبّرته ليسلك دربه،؟

565 هذا الفعل كان قد ظهر في يونان فقط، هلموا نتعجب بموضوع تصعب قصته.

 

يعقوب يتكلم

566  [ [138]]  امسى العبراني ثلاثة ايام في امعاء السمكة يرافقه التدبير المليء عجبا،

567 هذا هو جمال درب ذلك الكاروز، ولهذا ثار ميمره فيّ لاتكلم عنه،

568 في هذه الايام التي ظل في السمكة صوّر الابنَ وهذه الغاية دعت الميمرَ حتى يتكلم.

 

صلا يونان في بطن السمكة

569 ظل يونان مدفونا ثلاثة ايام في [ قلب الارض، لتُفسر به [139] طريق الابن الى القبر،

570 النبي في السمكة، ورب الانبياء في الموت الذي شاءه: /423/ نبت مدفونان من الهلاك وهما غير فاسدين،

571 الميتان اللذان صارا بافعالهما سبب الحياة: يونان لنينوى، وابن الله لكل الارض،

 

572 صارا غطاسَين ومن [ العمق[140] اخرجا الفوائد، وميتَين عجيبَين نبعت منهما الحياة الجديدة،

573 كان يونان قد غطس وانقذ نينوى من العمق، وغطس ايضا ربنا وانقذ آدم من الهوة،

574 دفنُ يونان كان يُرسم بدفن المسيح، وهذا السرّ انزل ابنَ العبرانيين الى البحر،

575 القول عجيب والسكوت محير، كانا مدفونَين: يونان وهو حي، ورب يونان وهو محيي الكل،

576 اين رايتم مدفونا يصلي الا يونان او واحدا مقتولا ويحيي الموتى الا ربنا،؟

577 ركض يونان في هذه الطريق المليئة اسرارا، ولهذا فان ميمره يسمو علينا،

578 بدأ المدفون يصلي في قلب الارض من الهلاك صلاة عجيبة بالم عظيم،

579 هبطت عليه المشاعر ليرى بانه ليس ميتا بينما [ كان[141] ميتا، وذاك الحكيم صاغ في قلبه صلاة،

580 استقبلته السمكة ولم يكن يعرف ماذا حل به، ويظن بان اللجة ابتلعته وهجمت عليه.

 

يونان يفكر هل هو حي ام ميت، وهل فقد حواسه ام لا؟

581 /424/ ولما احس بانه لا يتعذب ولا يشقى وعرف بانه حي ومحروس حيث يوجد،

582 واذ فكر لعل الموت آت بشكل من الاشكال او لعله بعد قليل سيتعذب،

583 فكر: ما هو الموت،؟ وكيف هو،؟ ومتى (يقدم)،؟ والمياه التي [ قبلتني[142] لماذا لم تخنقني سريعا،؟

584 أهكذا هو موت البحر لمن ينزل فيه،؟ او هل الامر يحرسني هنا لئلا اتعذب،؟

585 هل اموت بعد قليل،؟ او هل متُ،؟ وفي النفس هل قائم فيّ الاحساس،؟

586 هانذا احس بان زخما عظيما يحملني ويركض، واعرف ايضا بانني لست متضايقا حيث انا موجود،

587 سقطتُ في البحر وهوذا المياه لم تخنقني، هل ذاكرتي يقظة فيّ كلها وتشتغل حسيا،؟

588 اظن بان شيئا عظيما يحملني ويركض، او اذا متُ هل النفس تطير في الهواء،؟

589 [ لعل[143] ذلك العبراني فكر بمثل هذه الامور لما خطفته السمكة ومشى بزخم عظيم،

590 واذ اطال (التفكير) وجد بانه هو هو ولم يتبدل: ذاكرته يقظة، وعقله قوي، وقلبه حكيم.

 

صلاة يونان (يونان 2/3-10)

591 واذ فهم بان الرمز يحضنه ويدبره، /425/ غلي ذهنه ليصلي داخل السمكة،

592 لتصعد الصلاة كباكورة من [ الاعماق، وصنع طلبة في[144] سجن كان مطروحا فيه،

 

593 ارسل الى ديان العالمين الى موضعه السامي وبدأ يقول: دعوتُ الرب في ضيقاتي واستجابني،[145]

594 صرختُ وسمعتني من الاعماق التي نزلت فيها، وضعني الموت في بطن الشيول وانت حرستني،[146]

595 بحور احاطت بي ودبرتني بدون مجاديف، وحبستني في العمق وها قد القيتني في البحر،

596 نزلت الى البحر وحسن لديك ولم تُمِتني، وابتلعني الموت وها قد احييتني في فمه،

597 غمرتني المياه وبما انها لم تخنقني فهذا يعود اليك..[147]

598 عليّ انا الضعيف [ عبرت[148] العواصف والامواج بكثرة والهبوب والمخاوف والضيقات الكثيرة،

599 ملأتني عجبا لان الحياة [ صادفتني[149] في موضع الموت، وحيث ظننت بانني ضعت نهائيا انت وجدتني.

 

الرب في كل مكان ولا تحصره المواضع

600 من البحر يسبّحك لساني كثيرا، وفي اسفل الجبال ازمر لك بتمييز،[150]

601 ربي تركتك في اورشليم عند تابوت العهد، وها قد وجدتُك تحت الارض مدبرا،

602 /426/ سكينتك حالّة فوق الاعالي مثل الديان، [ وفي العمق[151] تحمل الارض مثل الجبار،

603 انت فوقُ واسفل وفي البحر وخارجه [ وفي العلى[152] والعمق وفي كل الجهات، لك التسبيح.

 

يونان يشكر الرب ويقدم له ذبائح تسبيحه

604 اشكر هنا في موضع صامت حيث سُجنتُ، هنا اسجد في هذا العمق الذي جلبتني اليه،

605 ها قد اسكنتني في منزل تحت الارض، وفيه ازمر لك الحان التسبيح لاجل عظمتك،

606 يا رب الحياة اسبّحك من الموت، ومن الهلاك يظفر لك فمي اكليل المدائح،

607 الآن بعد ان دخلتُ واغلقت الارض اقفالها في وجهي، افتح فكري لتسبيح قدرتك البارية،

608 هنا حيث راسي المارد محبوس في قعر الجبال، يشكرك فمي: كم اشفقت عليّ نعمتك،[153]

609 سكان المياه يسبّحون اليوم هنا معنا، ومن الاعماق يعظم تسبيحك يا رب البحور،

610 اصير سبب تسبيح متفاضل بعجب عظيم لجنس الاسماك والحيوانات الموجودة في البحر،

 

611 سبيل البحور يرعد، وبسببي يسبّح قوتك العظمى التي تحيي الكل بحكمتك،

612 ربي اضيف: لارى هيكل قداستك /427/ اذ كنت اظن بانني ابتعدت من امام وجهك،

613 ربي والهي اصعدتَ حياتي من الهلاك، وها قد احييتني في موضع ليس فيه حياة للناس،

614 كل العبادات خارجا عنك هي باطلة، لانه لا توجد حياة الا لك لتحيي الكل،

615 اذبح لك كل شكر بتمييز، واقرب لك نذور التسبيح بكثرة،

616 هنا حيث لا توجد الاغنام والثيران للتقريب لتكن الحاني ذبائح سلامية ترضيك،

617 ربي بما انني لا املك شيئا لانذره واقربه لك، لتكن طلبتي نذرا مختارا ولتُكرم بها،

618 انا معوز لاوفي، فخذ لك التسبيح بدل الوفاء، ولتكن صلاتي كموهبة ترضيك.

 

يعقوب يتكلم

619 تحير فكري بمذهلات ابن العبرانيين، وقد غلبني ميمره الذي لا ينتهي بالاطالة،

620 الرجل ادخلني الى البحر وموضوعه ايضا هو بحر، واذ لا توجد سفينة قريبة مني فقد غرقتُ بالامواج،

621 غطس الفكر [ ليُصعد] موضوعه من [ البحور،] وقُهر من قبله [واعترف[154] بان ابن العبرانيين غلبه،

622 مركبته سريعة ودربه سالك بين الامواج، /428/ واي ميمر يقدر ان يدركه ليصف جماله،؟

623 لو يسمح لي لاستريح كما لو كان في ميناء السكوت، لان الكلمة غُلبت من قبله وهو لا يُغلب،

624 كيف اسكت وهو لا يسكت حتى في اللجة، لانه من داخل السمكة يتلفظ (بصلاة) الى الله،؟

625 هوذا قصته ترعد في العمق، فكيف يسكت الميمر من قصته المليئة عجبا.؟

 

يونان يصلي في السمكة مثل كاهن

626 صلى في البحر لله كما لو كان في بيت المقدس، ورعدت صلاته كما لو كان من موضع الكواريب،

627 انه لقول عجيب: الكاهن يصلي طويلا، وهيكله يسبح بسرعة بين الامواج،!

628 المذبح في السمكة وترعد الصلاة بدل القربان، كان قدس اقداس لم يدخله احد سوى واحد،

629 انها هيكل لم يُشيد لكنه مولود داخل الماء، واتى كاهن من اليابسة ودخله وقدس فيه،

630 في الخيمة اهرون، وعلى قمة الجبل ايليا، وفي الهيكل سليمان وفي السمكة يونان النبي،[155]

631 [ مذبح بتولي لم يدخله احد[156] ليكهن فيه، وكاهن بهي وفريد في خدمته.

 

 

صلاة يونان تصعد امام الله

632 انه لقول عجيب لما لفظ صلاته في امعاء السمكة وهي تصعد ولا يوجد شيء يعيقها،

633 /429/ تشق اللجج ولا تُمنع بين الامواج، وتطير الى العلى ولا يغرقها العمق العظيم،

634 تزاحمت ودخلت بين الملائكة ولم تُمنع، صادفتها مراتب اللهيب ولم تُزجر،

635 يداها مضمومتان وتصرخ بالم امام العظمة، وراسها منحن وتسال المراحم من الحنان،

636 كانت تدوّي ويرتفع صوتها لتتوسل، وكنارتها حلوة وفمها منطقي لتطلب المراحم،

637 ربي، ذاك العبد المحسود الذي هرب ارسلني لآتي، ذاك الذي حبسته في قعر البحور قدّم توسلا،[157]

638 ذاك الذي القيته في سمكة عظيمة كما لو كان في سجن يتوسل لتفتح بوجهه لو تامر،

639 ذاك الهارب الذي لم تنقطع طريقه كما ظن، انه مذموم ومعذب وعطشان لترسل له المراحم،

640 ذاك المدفون مثل ميت في اللجة في قلب الارض، ها انه ينتظرك [ لتبعثه[158] لو شئتَ،

641 ذاك الذي صارت السمكة قيدا له والقيته فيها وهناك ربطته كما لو كان باكبال لانه كان يهرب،

642 ربي، لقد اذنب: مُرهُ لياتي ويرى وجهك، وافتح السجن واطلقه ليخرج من الظلمة،

643 الثمرة التي ارسلها يونان من داخل السمكة كانت شهية: /430/ صلاة صعدت كباكورة لرب الاعالي،

644 كانت باكورة وظهرت [ له[159] جديدة، واشتاق الملائكة اليها بمحبة لكونها محبوبة،

645 الموضع الذي اتت منه هو بعيد وهي جميلة لانه من صلى تحت الارض ما عدا يونان،؟

646 اتت من الغربة مثل عروس مليئة جمالا، وتعجب من بهائها مستيقظو العلى،

647 انها ترتيل رعد وحده من العمق، ولا يوجد مثله قبله ولا بعده،

648 انها لحن اطلقه عبراني في قلب الارض، وصعد وبلغ الى قمة الاعالي بعجب عظيم،

649 انها عنقود مجد قطفه يونان من داخل السمكة وارسله، [ وتعجب[160] مستيقظو العلى من طعمه الحلو،

650 وضع يونان عطر البخور ليس على النار، لكن في المياه وبرائحته ابهج السماويين،

651 صلاة طاهرة رائحتها اطيب من العطور، ومحبة تغلي اكثر من جمرات اللهيب،

652 فم مقدس اكثر من مبخرة ذهب جيد، ونبي الاسرار كله عجب لمن ينظر اليه،[161]

653 كانت تُسمع صلاة يونان من العمق، ولفظها الخفي كان يُقبل من قبل سامع الكل،

654 /431/ صرخ النبي بالم عظيم من داخل السمكة، وفي موضعه السامي انصت الرحمن الى صوت طلبته،

655 دخلت الصلاة [ واخرجت معها] حنانا عظيما، ليجلب [ من[162] الهلاك الرجاء لمن هو بلا رجاء.

 

بعد ثلاثة ايام يونان يصعد من البحر

656 رمزُ الحياة قطر على الميت، فانبعث ليصعد من القبر بعد ثلاثة ايام،

657 امر الرب السمكة العظيمة بالرمز الخفي، واخرجت ابنَ العبرانيين الى اليابسة وهو غير فاسد،

658 [ باعث الموتى] امر القبر فاعاد الميت، ورمز الى الشيول وتقيأت [طعامها[163] كما ابتلعته،

659 خرج السجين من الظلمة وراى النور: انسانا جديدا ولدته المياه بخلاف العادة،

660 ولدته السمكة مثل جنين من الظلمة، واستلمته اليابسة مثل طفل من المرضع،

661 صعد كما نزل ولم يفسده بطن الشيول، وخرج من الموت دون اذى وهو مليء حياة،

662 مشى النبي ثلاثة ايام في الهلاك ولم يرَ الفساد في الموضع الضيق الذي يفسد الكلَ،

663 صعد الكاروز من بيت الآلام بدون اذى، واعاده البحر كوديعة الى اليابسة رفيقته،

664 /432/ اشرق الانبعاث على النبي ورش عليه الحياة، ففتح عينيه وراى النور واشتاق الى لقائه.

 

يونان آية للمسيح

665 هنا فاض جمال الميمر على (وصف) اللسان، اذ كان النبي كله مطبوعا [ سريا بربنا،

666 بكلمته الحية]، فسّر درب [ ابن[164] العبرانيين لانها كلها مرسومة خاصة (بدربه)،

667 قال للشعب: الجيل الشرير يطلب آية، وتُعطى له آية يونان ليتامل فيها،

668 كما ظَل في قلب الارض ثلاثة ايام، بنفس الشبه سانزل الى اعماق الشيول،[165]

669 كان السرّ محفوظا وقد فسّره ربنا بوضوح، اذاً كل جمال الميمر هو ربنا،

670 غطس في الموت كما غطس يونان في البحر، وهذه الآية اعطاها لشعب طلب آية،

671 صمتَ في بطن الموت ثلاثة ايام مثل العبراني الذي مكث في السمكة ثلاثة ايام،

672 ولهذا ابتلعت السمكة ذلك الصادق ليصير آية لابن الله الذي سيموت هو ايضا.

 

تكلم الانبياء عن المسيح ولم يتركوا ليونان شيئا ليقوله ولهذا صار نمطا للرب

673 الانبياء زمروا للابن بلحن (قائلين): كيف سياتي، وهذا النبي برهن بنفسه عما سيحدث له،

674 /433/ راى رفاقَه [ يرسمون الصورة لابن الله،] وكل واحد منهم [قدم لونا ليمزجه فيها،[166]

675 سمع اصواتهم وهم يصرخون عن مجيئه، ويذكرون درب آلامه باسهاب،

676 اصغى يونان الى كل اصوات النبؤة، ورتل رفاقه بدون هدوء لابن الحي،

 

677 الواحد يكرز: ان البتول ستلد بخلاف العادة، ويدعون اسمه عمانوئيل لما تلده،[167]

678 [ آخر قال: هوذا] رجل واسمه اشراق، [ واضاف وذكر بانه يركب عفوا[168] ابن اتان،

679 آخر يصرخ ويعطي علامة: انه يبيّض ثوبه بالخمر، ويصبغ كساءه بدم العنب،[169]

680 واحد صعد على قمة [ جبل[170] وصوّره بالربط ورسمه بكبش اعطته شجرة بلا زواج،

681 هابيل جبل بدمه الوانا لصورة الابن، ويعقوب صوّره بمياه وعصيات واغنام،[171]

682 موسى رسمه بعصا الاسرار، وببسط يديه، وكتبه اهرون باحجار الافود وباكليل القدس،[172]

683 حزقيال رآه مثل انسان على المركبة، ودانيال (رآه) آتيا تزيحه الغيوم،[173]

684 /434/ زمّره داؤد: تُقبت يداه ورجلاه، ويعطونه مرارة وخلا في عطشه،[174]

685 ويُجلد [ بسياط امام الحاكم،] ويضاف وجع الى وجعه وقت [ المه،[175]

686 واذ هو ابن الاحرار فانه ينزل ويحل بين الموتى، ولن يرى الفساد هناك بين الموتى،[176]

687 كل من اتى جلب الى ارضنا خبر آلامه، وكل من تنبأ وقّع على موته البار،

688 الانبياء صعدوا الواحد بعد الآخر مثل ملافنة وترجم كل واحد منهم خبر المخلص،

689 سمع يونان بان رفاقه نهبوا الخبر ولم يتركوا له شيئا ليقوله عن ذلك البار،

690 فركض ووقف فوق البحر وترك نفسه ليبين كيف يموت ابن الله،

691 القى عجبا في كل جمع الانبياء لانه وصف الابنَ اكثر منهم دون ان يتكلم،

692 وبما ان رفاقي لم يتركوا لي المجال لاتكلم، سافعل فعلا كما سيفعل ربي لما سياتي،

693 سيغطس مثلي، وسيصعد مثلي من العمق، [ ومثلي[177] سينزل، وسيصعد بقوة بدون فساد،

694 عدّوا الايام التي اصير في قلب الارض، /435/ وهلموا واذهبوا وانظروا اليه لانه سيصير مثلي في مسكن الشيول،

695 هوذا امواج البحر تغطيني بعدما انزل اليه، في وجهه ايضا سيُغلق القبر لما يدخل اليه،

696 هوذا سمكة عظمى تبتلعني ولا تذوقني، هو ايضا يُدخله الموت الى وكره ولا يفسده،

 

697 هانذا انزل الى قعر الجبال ولا اتاذى، هو ايضا يغطس في بحر الآلام ولا تؤذيه،[178]

698 هلموا وانظروا اليّ لما تُخرجني السمكة الى اليابسة، هكذا يتقيأه الموت دون ان يتلذذ به،

699 ينتصر مثلي في الصعود وفي النزول في البحر، هذا هو خبره، فاسردوا انتم ايحاءاتكم،

700 ايها المعلم الذي الّف القصة بدون كلمات، ومن الصمت صدّر خبرا كله عجب،

701 مِن رفاقه الكلمة، ومنه فعل الحقائق، هو لم يتكلم لكنه مهّد [ دربه[179]بنفسه،

702 رفاقه الانبياء رسموا اشباها مثل المصورين، وهذا الرجل صار صورة لانه كله آلام،

703 هولاء كرزوا: انه سياتي وسيتالم ولم يتالموا، اما يونان فقد اقام خبره بالم نفسه،

704 ليس فنّانا رسم صورة للملك ربه، انما هو رجل صار ايقونة لابن ربه،

705 /436/ يونان لم يتكلم كلمة واحدة عن مخلصنا، هو صار كلمة [كرز بسكوته الابن-الكلمة،[180]

706 رفاقه بتراجمهم قالوا قولا، اما هو فانه ميمر يرعد بسكوت بدون صوت،

707 اذاً انه آية وليس نبي الكلمات وحسبُ، لكن آية كما اعطاه ربنا آية،

708 وقف داؤد على القبر وراى الابن وعرّفه (قائلا): هوذا ابن الاحرار حالّ بين الموتى،[181]

709 ابن متى حلّ في قلب الارض، لقد مات منذ مدة لئلا يكرز مثل [ البعيدين،[182]

710 نزل الى الهلاك [ وأُغلقت[183] في وجهه اقفال الارض، وصعد من الاعماق وهو بلا فساد وصار نمطا،

711 يونان لم يكرز بصوت بان ربه سيموت، هو دخل في بطن الموت ليصير ميتا،

712 فكّر بان كل ما يقوله عن المخلص قد قيل وذُكرت آلامه من قبل كثيرين،

713 ولئلا يقول شيئا قيل من قبل رفاقه، فقد صنع وحده فعلا لم يُصنع الا من قبله،

714 راى الحكيم بانه مهما يقول قد قيل، واقام خبرا كله عجب دون ان يتكلم،

715 نزل الى اللجة وغطاه البحر مثل ميت /437/ ونبع من عمق وطريقه بهية كالانبعاث،

716 ذهب ومات وياتي ولم يسلك الدرب برجليه، وصعد من البحر وفمه [ مليء[184] كرازة،

717 هذه الاسرار صادفت يونان في السبيل التي [ سلكها وسجنته[185] في البحر وفي السمكة وفي العمق،

718 هي التي انزلته الى قعر البحار بالم عظيم، وهي التي اصعدته من العمق لئلا يفسد،[186]

719 اشرق نور على السجين وتعزى به، وافتقدته المراحم كالانبعاث (الذي يتفقد) الميت المطروح.

 

يعقوب يتكلم

720 كم اتكلم عن ابن متى وانا منذهل، ومتى اسكتُ عن العبراني اذ لا يمكنني (وصفه)،؟[187]

721 صعد من البحر، وطرحني خبره في البحر، وصل الى الميناء، والميمر هو بعدُ بين الامواج.

 

يونان يذهب الى نينوى

722 صعد الهارب من البحر بعجب عظيم، وهبط عليه الوحي من الله ثانية،[188]

723 وكانت تقال مثل هذه الامور من قبل الحنان في ذلك الوحي الذي تضاعف على يونان في الطريق التي سلكها:

724 [ اجهدتَ[189] نفسك ولم تنقطع طريق نينوى، البحر سحقك والكرازة باقية عليك،

725 قم واذهب الى نينوى واكرز هناك ما اقوله لك، عليك ان تقطع الطريق ولا تؤخر ذهابك،[190]

726 /438/ مهما التهيتَ فعملك غير مكمل وينتظرك، اسرع خطاك الى عملك، لماذا تجلس،؟

727 المدينة الصبية تنتظر معلم [ الحقائق]، اذهب وثقفها بكلمة [ الكرازة[191] السليمة،

728 النبي المتعب توسط وقام بين الايحاءات: بغضَ ان يذهب، ولم يقدر الا ان يذهب،

729 البحر عذبه وطريق نينوى ثقيلة عليه، والسمكة حاصرته ومدينة الشعوب لا تحبه،

730 الامر سريع، وماذا يعمل ابن العبرانيين،؟ الوحي مخيف، ولو يهرب فهذه [اضحوكة[192] عظمى،

731 يعرف بالحقيقة بان ربه رحوم، وكان يفهم بانه مليء حنانا ولا يخزي (احدا)،

732 فكّر (قائلا): لو يريد ان يستاصل المدينة لما دعاني الى الوسط وبعدئذ [يهدمها،[193]

733 لو يريد ان يهدم المدينة كما قال لي، لكان يجعلها تلا عظيما برمز صغير،

734 وضع في الوسط اربعين يوما وبعدئذ تُهدم، مُلكه الرمز وطرفة عين كل الافعال،[194]

735 اقام السماء والارض برمز، فكيف يتعب طويلا في هدم مدينة واحدة،؟

736 وضع في الوسط اربعين يوما كما قال لي، /439/ كانه يريد ان يهيء جيشا على الشقية،

737 وكانه يجلب خيلا وناسا وسلاحا كثيرا ويصفّ جيوشا لمجابهة الخطر ثم يهجم عليها،

738 وكانه يشيد المنجنيق من كل جهاتها او يهيء لها الخنادق وبعدئذ تُخرب،

 

739 وكانه استأجر [ جيش الشعوب ليحاصروها] ويحاربها بفرق حتى تفتح [ ابوابها،[195]

740 كان هذا العمل يُعدّ في اربعين يوما، وبما انه لم يكن محتاجا ليصنع هذا، فلماذا اذاً يتاخر،؟

741 المراحم اوقفته ليضع شرطا دون ان يقلب، فلو اراد ان يقلب لما كان يطيل اناته،

742 اذهب اذاً كما قال لي ولا اتاخر، انه مسلط ويتعلق بارادته ان يقلب او لا يقلب،

743 اكرز للمدينة بالدمار الذي ذكره، ولو شاء ان يشيدها تشييدا فهذا لا يعود الي،

744 انطق هناك ما قاله لي وانا خائف، وليصنع لها ما يحسن لديه وهو متباه،

745 لا اضيف ولا انقص من امره، هانذا اقول كل ما قاله ولن اعصي،

746 اكرز بالدمار لنينوى كما قال لي، هو يعرف ماذا يفعل بها بعد كلمتي،

747 /440/ هربتُ منه الى البحر فصادني وعذبني كثيرا، اسمع كلمته لئلا اتحمل مخاوف اسوأ.

 

كرازة يونان في نينوى وتهديده بالويل لها وبقلبها بعد اربعين يوما

748 شرع يونان يسير على درب نينوى، وصرخ اصواتا تسبب الآلام لسامعيه،

749 [ وصل] الى المدينة ورجمها باصوات [ كرازته[196] وهو يهدد ويغضب وهو مليء غضبا وزعلا،

750 يلقي كلمته ويدعو بالدمار للمدينة المحصنة، واصواته سريعة [ ويبشرها[197] بالسقوط،

751 يُكثر التهديد ويقضي عليها بقلب عظيم، ويدعو الخراب والغضب ليتسلط عليها،

752 بدأ النبي بكرازة مليئة آلاما وصوته عزيز ليهدم المدينة وتخلو من السكان،

753 الويل لكِ الويل لكِ ايتها المدينة المتباهية لان اثمك كثر وصدر [ عليك[198] القصاص السيء من قبل الديان،

754 الويل لكِ لان اثمك العظيم صعد امام العدالة، وهوذا سيفها مستل لتفسد كل جمالك،

755 الويل لك يا نينوى لقد وصل الغضب من العلي ليهدم اسوارك، ويُدخل الخراب الى مقصوراتك،

756 الويل لان الخطايا [ فاحت[199] منك كالدخان، وهوذا الغضب يهدد ليجعلك تلا ببأسه،

757 /441/ الويل لكِ اذاً يا نينوى البهية الشهيرة، لان اجلَك قد دنا ليتم قلبك بسبب اثمك،

758 الويل لكِ ايتها المدينة المظفرة والعجيبة في البلدان، ها انهم يهدمونك لتصيري عارا وتأنيبا،[200]

759 ظلت اربعين يوما لكِ يا بنت الشعوب، وسياتي الغضب ويجعلك تلا مليئا رعبا،

 

760 بعد قليل يبلغ السيف الى [ بهائك[201] لافساد كل جمال خصوبتك،

761 هوذا الديان العادل قد دانك بسبب اثمك، واصدر الحكم وقصّر حياتك ليهلككِ،

762 بعد اربعين (يوما) تصيرين تلا انت وما فيك، بعد اربعين (يوما) تكونين قبرا لمن هم فيك،

763 بعد اربعين (يوما) يذبل كل جمالك، وبعد اربعين (يوما) يظلم كل بهائك،

764 بعد اربعين (يوما) تخلو ابوابك من الداخلين، وتتعطل كل الطرق الممهدة من قبلك،

765 بعد اربعين (يوما) يبكي عليك عابرو الطريق، ويتجنبونك كما لو كان قبرا مليئا مخاوف،

766 بعد اربعين (يوما) الخوف يزيل كل جمالك ويهجم ويلقي نواويسك العالية على سكانها،

767 /442/ بعد اربعين (يوما)، الدمار [ يفسد كل زيناتك] ويستاصل المباني [الشهية[202] ويقلقك،

768 بعد اربعين (يوما) ينزل احرارك احياء الى الشيول، ومحرراتك يضغط عليهن الغضب مثل العاصر،

769 بعد اربعين (يوما) [ انتِ[203] لست مدينة بل تلا، سيسمونك الشيول ولا نينوى المشهورة،

770 بعد اربعين (يوما) يصدر عليك السيف المسلول ليقطع الحياة ويُكثر القتلى في [قصورك،[204]

771 بعد قليل يصل اجلك ايتها الشقية، وقد بلغ يوم مجازاتك يا صاحبة الاهواء،

772 وصل صوت خوف ليزعجك، ورعد الغضب يحمل سقوطك بصورة مفاجئة،

773 بعد قليل يصل الغضب ويثلمك، وعجلة المخاوف تدور وترعبك،

774 بعد قليل يقترب يوم خرابك ويجعلك مثلا واضحوكة بما سيحدث لك،

775 الويل لكِ يا نينوى لان الغضب يفسد جميلاتك، [ والظلمة[205] تعفّن زينة بتولاتك،

776 الويل لك ايتها المدينة لان اثمك اشتد اكثر من البحر وظلمك قوي مثل موج البحر العظيم،

777 /443/ الويل لك لانك تعاليت على ديان كل لارض، وبقصاصه صاحب [ديونك[206] اسلمك الى الموت،

778 وصل الرب الذي يهدم هياكل زينتك، ويسقط ابراجك العالية على الارض ويضعفك،

779 هوذا سيف الغضب قد صدر لابادتك، وهو متعطش الى دمكِ ولا يوجد لكِ منقذون،

780 يونان القى اصواتا مخيفة على بنت الشعوب، فخافت وارتجفت وقُهرت بتهديده.

 

نينوى تسمع كرازة يونان

781 رماها بالاخبار كما لو كان بالسهام وركعت امامه، ورجمها بالانباء كما لو كان بالحجارة،

782 صرخ فيها بغضب [ وخافت[207] من تهديداته، تمنى لها الدمار واذ صدقته لبست الحِداد،

783 كرز يونان بقوة وهو يهدد، وسمعته بتمييز لانها كانت ذكية،

784 القى فيها [ صوتا[208] ونهضت كما لو كان من نوم الذنوب، وركضت بقوة الى يقظة التوبة،

785 كانت تُرتل كلمة يونان في اسواق نينوى، وكانت كرازته تُسمع بمحبة من قبل كل احد،

786 المدينة المسورة كانت تخاف من رجل واحد، وبتهديدها استولى عليها بصوته بدون سلاح،

787 صرخ بها وارتجفت وهددها وخافت من عباراته، /444/ قال لها: انها ستقع وارتعبت كانما قد وقعت،

788 [ خافت منه اكثر من صفوف الجيوش، وحاصرها باصواته اكثر من فوج[209] الجبابرة،

789 انه منزوع السلاح وصوته يُرجف الاقوياء، ومنظره فقير ويرتجف منه العساكر،

790 انه حقير ومجرد وصوته يخيف رؤساء الارض، وهو دنيء في منظره وترتجف المدينة من عباراته.

 

توبة النينويين

791 سمع النينويون صوت يونان ابن العبرانيين الذي يدعو بالدمار ويكرز بالخراب على اسوارهم،

792 ارتجف الاشقياء من الكاروز المليء [ تهديدا[210] وارتجفوا وتحيروا لانه ارعبهم بالاخبار،

793 لما علموا بان الغضب قد وصل من العلى هربوا [ منه[211] ودخلوا واحتموا بالتوبة،

794 فرضوا الصوم ولبسوا المسوح بحزن عظيم، وركضوا [ والتجأوا[212] بتمييز الى التوبة،

795 ودخلوا الى التوبة كمدينة مسورة ونظموا الصوم لمقارعة الغضب،

796 وصاغوا المسوح ليجابهوا الخطر الذي حيرهم، وباصوامهم اقاموا جبهة البرارة،

797 لبس الحِداد الكبير والصغير بسبب الخوف /445/ لان صوت يونان كان يرجفهم بتهديداته،

798 بلغت الكلمة الى ملك نينوى بخوف عظيم وارتجف العزيز بصوت اعلن السقوط،

799 تكلموا مع الملك الرهيب عن يونان (وقالوا): من هو هذا الذي يهدد ويغضب على ولايتك،؟

800 من هو هذا الذي يحتقر تاجك ويسخر منك ويكرر كثيرا: انه يقلب المدينة بغضب،؟

801 ايها الملك العظيم انظر الى خبر هذا الذي احتقرك وافحص مهمته: باية قوة يهددك،؟

 

802 من ارسله لانه لا يُعِر لملوك الارض اهتماما،؟ لماذا يهددنا لانه ليس شيئا في منظره،؟

803 لياتِ ويبين لنا اذا كانت الكلمات التي قالها صادقة، ولنستفسر منه عن غضبه على شعبنا.؟

 

يونان لا يقبل الهدايا ولا يحابي لئلا يبطل من كرازة التوبة

804 يونان يكرز وصفوف الملك متحيرون، العبراني مهدِّد والشعوب يرتجفون من خوفهم،

805 النبي كان مضطرما من الوحي الالهي ويلتهب بالكرازة كما لو كان بالنار،

806 اعطوه الذهب ليسكت ولم يكن يسكت، وكانوا يقدمون له ثيابا شهية ولم يقبل،

807 كان ينظر الى فضة الارض كما الى الزبل والى المال كما الى تراب بلا فائدة،

808 كان يعتبر ملوك الارض كالحيوانات، /446/ ولم يكن يحسب الجبابرة سوى هباء،

809 يتكلم معه الرؤساء والملوك والسلاطين ولا يتنازل ليرد عليهم بتواضع،

810 يدنو عنده اصحاب الثروة ليتوسلوا اليه، وكان يطردهم بنفور قوي،

811 ينحني الاحرار ليغروه فلا ينخدع ويطلبون منه وكان يتشدد في تهديده،

812 قربوا له هدايا متميزة ولم ياخذها، وسجدوا له ولم يكن يعرف الا ان يهدد،

813 يتوسل اليه الملك ولم يرد ان يحابيه، ويطلب منه ولم يكن يهدأ من التهديد،

814 يا عبد الرب تكلم معنا بلطف لنتعلم منك، واذا وُجدت فرصة لنشفي [جرحنا،[213]

815 ربك غاضب كما تقول بماذا يتصالح،؟ لو استطعتَ توسل معنا ليزول الغضب،

816 ما السبب الذي ايقظ ضدنا السيف المهدد لنا،؟ وباية فرص يزول عنا،؟ انت علمنا.

 

يونان يؤكد بان الرب ارسله لتدمير نينوى

817 قال يونان لا توجد فرصة ليزول الغضب، لقد اشتد الاثم ووصل الدمار ليعذبكم،

818 تقرر الشر ووصلت النهاية [ المحتومة[214] ودنا الضيق، وهوذا السقوط على الباب،

819 /447/ الرب الجبار الحامل البرايا ارسلني لاعلن دمارا واصوات خوف ضد اسواركم،

820 ذاك القوي الذي يحوي برمزه كل البرايا وينظر الى الارض وترتجف منه لانه ربها،[215]

821 ذاك الذي [ قاصص[216] الارض بمياه المجازاة واباد الخطأة منها ولم يخلصوا،

822 ذاك الذي بدد الشعوب في الاقاصي منذ عهد بابل، ولما اخطأوا ضده فقد بلبلهم واهلك السنتهم،[217]

 

823 ذاك الذي قاصص السادوميين بنار الغضب واحرق الارض التي اقترفت اثما ولم تُسكن بعدُ،[218]

824 ذاك الذي ارسل الخراب الى مصر بواسطة موسى، [ وقاصصها[219] بضربات عشر لانها تخاصمت معه،

825 ذاك الذي شطر البحر العظيم لشعبنا، وعذب فيه المصريين لانهم اخطأوا ضده،[220]

826 ذاك الذي قلع اسوار ايريحا العالية وجعلها تلا بسبب [ الاثم[221] الذي كثر فيها،

827 ذاك الذي ضرب الكنعانيين بحجارة برَد وابادهم بسبب خطاياهم الكثيرة،[222]

828 انه يبغض الاثم، وسيفه مستل على الخطأة، وبما ان اثم مدينة نينوى ازداد فانها ستصير تلا،

829 سادوم الشقية كانت اخصب منها، /448/ وبسبب اثمها جعلها تعييرا للمدن،

830 ذاك الذي اباد هولاء الشعوب بخطاياهم، ارسل بواسطتي الدمار الرهيب لمنازلكم،

831 توجد اربعون يوما في الوسط وياتي الغضب، ايها الاشقياء وصل اليكم قصاص الاثم،

832 يرسل الهزة وبرمز واحد يقلب الاسوار، ويستاصل ويطرد عماراتكم بدون تعب،

833 يلقي نظره وستسقط المدينة على سكانها، وبصوت واحد تنهار الاسوار وتسقط،

834 يرمز رمزا وتهتز اسسها المتينة، قوته صارمة وسيفه حاد ويبغض الاثم.

 

ملك نينوى يتوب ويلبس المسح

835 كان يُوبخ ملك نينوى بهذه الاصوات وخاف من الاخبار المريعة التي سمعها،

836 ملك نينوى خاف من يونان اكثر [ من[223] آلاف الجبابرة وارتخى امام ذلك الحقير،

837 قام الملك من عرشه ورفع تاجه عنه ولبس المسح وهيأ نفسه للتوبة،

838 راى بان يونان لا يريد ان يترك خصوصيته، ففكّر ليحل كلماته بالمتناقضات،

839 [ وجد] بان النبي يهدد كثيرا وبقوة، فشدّ حزامه [ ليلقى[224] الخطر بجبروت،

840 /449/ علم ماذا [ يلزم] لتلك المعركة، فهيأ [ نفسه[225] ليقيم الجبهة مثل العزيز،

841 فهم بان هذه [ المعركة] ليست اعتيادية، [ فدعا عساكره] وحثهم على [النصر،[226]

842 دعا النشيط رؤساء الجيش ليامرهم، وايقظ صفوفه ليلاقوا خطر التوبة،

 

843 جمع افواجه وصفّهم ليطلبوا ومدّ الصفوف ليسد الثغرات بالصلوات،

844 فرض الصوم على الرجال والنساء والاطفال ليتعارك كل واحد حسب قوته ضد الغضب،

845 وكان الملك يقول مثل هذه العبارات لجيوشه التي [ تجمعت[227] لاجل الطلبة:

846 الآن داهمتنا حرب جديدة غير مألوفة، لنوقظ نفسنا على النصر بجبروت،

847 [ اريحوا السلاح[228] واحملوا المسوح بدل الدروع واتركوا السهام وليفح منا صوت الطلبة،

848 ليقف الاطفال والشيوخ ضد الغضب، وليحارب الرجال والنساء مع الهلاك،

849 ولا يتعطل عن المعركة حتى ابن يوم لان الحرب قاسية فلا نبين فيها الملل،

850 /450/ ليقف معنا في نظام رضّع الحليب وليساعدونا[229] الى ان يُدفع الشر عنا،

851 في هذه الحرب الاطفال اقوى من الجبابرة، وتسهل المعركة على الاطفال اكثر من الرجال،

852 صبي لم يخطيء يدحر الفا في هذه المعركة، لياتوا معنا لان كل الحرب بهم تُربح،

853 هوذا العبراني يهدد ويلوح ليبيدنا لنجابهه لئلا يفرح بنا لما يغلبنا،

854 هو لا يبطل من دعوة الغضب لابادتنا، ونحن لن نبطل من دعوة المراحم لتنقذنا،

855 الرجل يريد ان يثبت كلمته لانه نبي، اتركوه يكرز وهلموا عند ربه حتى نطلب منه،

856 هو لا يرضخ لانه لا يحق له ان ينقض كلماته، ربه مسلط لنرجع اليه لئلا يهلكنا،

857 ارسله لياتي ويقول لنا ما قاله له، انه مسلط ليكرز، وهو لا يهدم فلا نحزن،

858 لو كان في يده قلب المدينة لقلبها، انه في يدَي الرب فلا نمل من التوسل اليه،

859  لو كان يسهل عليه ان يبني ويدمر حسب تهديده لكان من الزائد ان نطلب منه لانه لن يرحم،

860 الكلمة مُلكه فليشددها على قدر استطاعته /451/ لقد سمح له ان يكرز، ولو استطاع لاستاصلنا بصوته،

861 لنوقظ اصوات التوبة ضد صوته، ليسكت الرجلَ رعدُ البكاء وها هو [ يهدأ،[230]

862 لا نتوسل اليه لانه لا يطيعنا ليحجب كلماته، لنرسل الى العلى اصوات الالم وسنُخلَّص.

 

النينويون يتوبون ويصومون (يونان 3)

863  [ [231]]صدر الامر من بيت الملك بقوة لدعوة كل المدينة الى التوبة،

864 في الاسواق كثر الكراريز الواحد بعد الآخر، واختفى صوت يونان باصواتهم،

865 عبيد الملك صرخوا بقوة في المدينة، وارتعدت الاسواق بالكرازة المليئة الما،

 

866 بامر ملك نينوى ورؤسائه: صوم للرب للشعب كله بالم عظيم،

967 لا ياكل البشر ولا البهيمة ولا الحيوانات ولا الاغنام ولا الثيران في بيوت اصحابها،[232]

868 ولا ترعى ولا تشرب الماء ابدا، انه صوم عظيم يزول به الغضب العظيم،

869 ليلبس كل الشعب المسوح هو وبهيمته، وليرجع كل واحد عن طرقه الاولى،[233]

870 ليبطل الاثم والافك لا يُستعمل في المدينة، /452/ ولا يُذكر نهائيا خبر الخطف والسلب،

871 ليسدّ فمه [ الظلم[234] ومحبة المال، وليصمت خبر الزنى والفجور،

872 ليبطل اذاً الاثم الظاهر والافك الباطن: خطايا كل يوم مع زلات كل الاوقات،

873 وصل الغضب ليصُغ كل واحد سلاحا لملاقاته، صدر الشر ليركض الشعب الى التوبة،

874 ارتجفت المدينة بسبب الاثم الذي اقتُرف فيها، ليسند كل واحد بيته بالصوم لئلا ينهار،

875 وصل الدمار لو تبطل الطلبة [ منه،[235] واقترب الهلاك لو لم يزجره الصوم،

876 الغضب شديد ما لم يخمد بالصلاة، ليجلب كل واحد الاثمار اللائقة بالتوبة،

877 ليصنع كل واحد شيئا لائقا بالايمان، وليحمل كل واحد أعماله الصالحة كالعطور،

878 ليسدد كل واحد دَينا عظيما من الصك، وليؤدِّ قسما منه حسب طاقته الى ان يوفى،

879 من له الدموع ليجلب الدموع وسيُقبل، ومن يقدم الالم فبالمه يوفي ما يقع عليه،

880 لو يجلب آخر تنهدات فانها محبوبة، او طلبة فانها ترضي كثيرا صاحب الدَّين،

881 /453/ الرماد غنى وهذا يليق ليجمل به الملك، والبكاء ذهب، وبه يُمزق كل الصك،

882 الايام قصيرة والغضب عظيم ويخيفنا، ليركض كل واحد ويدعو المراحم لتنقذنا،

883 كانت تُسمع هذه الاصوات من الكراريز وتجمع الشعب بخوف الى صوت الطلبة،

884 الملك الحذر والماهر في الحرب صرخ، وكل المدينة مثل شخص واحد لبست السلاح،

885 [ وقف في المقدمة وجيوشه] وراء عقبه، وشجعهم على [ التوبة[236] كما لو كان لمجابهة الخطر،

886 يا جيوشي هلموا نتضرع [ ما دام[237] المجال، لئلا يهجم الشر فجأة ويفنينا،

887 صادفتني حروب ولم تخفني الا هذه، ورايت المعركة وهنا خفت مثل الجزوع،

888 لم افزع من افواج [ اية] جبابرة، من يونان ترتجف [ رجلاي[238] وهو فقير،

889 شعوب الارض لم يخيفوني بحروبهم، وهذا الرجل افزعني دون ان يحارب،

 

890 لم اتطلع الى االابطال مثل الضعيف، وهذا الضعيف هددني وارتجفت من تهديده،

891 /454/ لنحارب مع هذا ايضا بنظام وبحكمة، ولتكن الصلاة والصوم سلاحا يساعدنا،

892 كان شهيا التجمع الذي صنعته نينوى للتوبة، فكانت تُسمع اصوات الالم من كل الافواه،

893 محبوبا كان الاحتفال الذي صار في شوارعهم لانهم كانوا يعطون الدموع وياخذون المراحم لاجل خلاصهم،

894 لائقا كان الزفاف الذي [صنعوه بانسحاق النفس،] لان اصوات البكاء [ كانت ترعد فيه[239] بدل الشبابات،

895 كان بهيا العيد الجديد الذي صار هناك، وبدل الذبائح دخلت الصلاة لتُقرب [فيه،[240]

896 نينوى صنعت وليمة لربها الغاضب ليدخل ويستريح على مائدتها ويرضى عليها،

897 جمعت بيتها بثياب الاحرار والحرات وبللت الاسواق بالدموع التي سالت من بآبئها،

898 زينت ابوابها بالمسوح الحزينة الحاملة الالم، وبدل البخور سجرت الدموع في جوارها،

899 فاحت [ التنهدات[241] من كل الافواه كالعطور ليرضى الرب بذلك الطعام الذي كان يحبه،

900 كانت طلبة مليئة عجبا لمن ينظر اليها، لان من اسمعها وجمعها كان الملك،

901 /455/ خرج الختن من خدره وهو لابس المسح، ومن خدرها خرجت العروس وراسها منحن،

902 نظروا الى الملك الذي القى تاجه بحِداد عظيم، فالقى الاعراس اكاليلهم وبكوا معه،

903 القت العرائس ثياب اعراسهن البهية، واذ كانت تبكي لبسن المسوح على اجسادهن،

904 بدل الصوف لبسن ثياب الحِداد، وبدل البخور بذرن الرماد على رؤوسهن،

905 بدل الخمور المهيأة لزفافهن، مزجن البكاء في ولائمهن لمدعويهن،

906 بصوت يونان بطلت الافراح في المدينة، ولبست المدينة كلها الحِداد مع سكانها،

907 اضطربت زينة المخطوبات المنتظمة، ففي اسواقهم لم يكن يلمع سوى المسح،

908 خبر الخوف افزع [ البتولات،[242] فالقين ورمين كل جمال زينتهن،

909 الشباب ابغضوا كل زينة العهارة، وتجردوا مثل “مبكى” المتوحدين،

910 الملك جُعل صاحب الحِداد للشعب كله، وكل من ياتي كان ينظر اليه ليبكي معه،

911 بكى عليه احراره وبكى على جيوشه، /456/ وكانت تُسمع اصوات الالم من كل الافواه،

912 كل المدينة خرجت الى الطلبة بالمسوح وفجأة كوّنت ليلا من النهار،

913 لبس السواد البهيمة والبشر واظلم البلد وهناك رُسم لون الليل من قبل جموعهم،

914 صعدت غمامة دكناء من نينوى في صحو وهي مليئة ظلمة ولابسة حِدادا بالم عظيم،

 

915 تكلم رعد البكاء بقوة، ورش بدل المطر الدموع بغزارة،

916 مسح ورماد وحِداد والم وبكاء ودموع وصلاة مستمرة مع تنهدات كثيرة،

917 كانت طلبة غير شكلية وغير اعتيادية، انجبتها حواس النفس بوجع قاس،[243]

918 اين رايتم البهيمة تصوم الا هناك، او الحيوانات تطلب الا فيها،؟

919 لم يُسمع صوم الصبيان الا في نينوى، ولم يُذكر الم كذلك الالم الا هناك،

920 كان الما به [ تضايقت الام وابناؤها،] فكانت [ ترى اولادها مطروحين وثدياها[244] مليئان (حليبا)،

921 تصرخ المراحم ويفيض الحليب من المرضع، /457/ والصبي مفطوم دون ان يعرف السبب،

922 صار الولد مثل غريب عن ثديَي امه، يصرخ ازاءها وتبكي ازاءه بمرارة،

923 اختلط صوت الوالدات واولادهن، وهناك [ رعدت[245] اصوات شجية اثناء الطلبة،

924 فاض الحليب والدموع من الامهات وهن ترين الصبيان يصرخون من العذاب،

925 فرض الملك المليء حكَما صوما عظيما خُصص للبشر وللبهيمة،

926 حتى عن الطفل منعوا الحليب لانه انسان لئلا ينقض احد صوم الملك بشكل من الاشكال،

927 يصرخ المسنّون في مقدمة الطلبة مثل الشيوخ، وبافعاله يشبه الملك الكاهن الاعظم،

928 مرتبة في المؤخرة الوالدات واولادهن ويقف جمع المخطوبين والبتولات،

929 نُزعت زينة العرائس وعرسانهن وتتصاعد صرخة الزوجات ورجالهن،

930 كان الرماد مبذورا على راس الشابات، ولطخ الشباب الدموع والتراب على وجوههم،

931 الملك في الرماد وماذا يعمل المتسول،؟ البهي متواضع والوضيع هناك ماذا يفعل،؟

932 /458/ من كان يرى الملك يبكي ولا يولول، والراس العالي منحنيا على الرماد ولا يخاف.؟

 

الملك يحث النينويين على التوبة

933 تجمع هناك جمع عظيم مليء الما، ووقف الملك مثل معلّم ليتحدث [ فيه،[246]

934 وكانت تقال مثل هذه العبارات من قبل العزيز فيما لو كان يسمح البكاء بان يسمعوا ما كان يقوله:

935 لنوقظ نفسنا للتوبة بالم عظيم، ونحرس مدينتنا من المضرات المعدة لها،

936 هذا خطر لم يداهم احدا غيرنا، لنعدّ نفسنا مثل النشيطين لئلا يسخر منا،

937 هذا هو زمن تلزمه الحسنات ويحب الاعمال الصالحة لنقم بها،

 

938 ليترك كل واحد الشرور التي فعلها، وليترك كل واحد الاثم الذي كان يحبه،

939 من سلب الارملة ليردّ السلب الذي سلبه، ومن خطف [ ما[247] لليتيم ليعده اليه ويحسن اليه،

940 من اثم كثيرا ليتنشط بالبرارة، ومن اثم كثيرا ليأتِ الى باب التوبة،

941 من وُجد في يديه نهب لينفضهما، ومن خزن سلبا في بيته ليُخرجه ويطرحه،

942 من يسعى في طريق سيئة ليمتنع عنها، /459/ ومن مهّد سبيل الاثم لا يمشِ عليه،

943 من شرع يسلك في الشر لا يمشِ فيه ومن يتابع عملا بغيضا ليتركه ويبطل عنه،

944 ابدأوا واسلكوا في درب الحسنات، واتركوا الامور الاولى لئلا تُقترف.

 

ملك نينوى حمل اوجاع شعبه: الرئيس يحمل ثقل الجسم

945  [ [248]] في تلك الطلبة ابان الملك جبروتا، اختبره الزمان واذ صار قويا نال النصر،

946 كان يليق به ان يكون ملكا على الكثيرين لانه حمل اوجاع كل شعبه وشفاهم،

947 كانت الرئاسة تليق بذلك الجبار لان الرئيس يحمل ثقل كل الجسم العظيم.

 

نينوى مثال التوبة لكل العالم

948 نينوى عاصمة آثور عملت عملا محبوبا، لتصير نمطا للمدن حتى تنظر اليها،

949 صورت صورة للتوبة التي هي كلها ذهب، وفي كل الاجيال لمع جماله ولم يفسد،

950 صارت مثالا صالحا في البرية لمن ينظر اليها، ليلتجيء الانسان الى التوبة اثناء الغضب،

951 علّمت سِفرا لو يتهجأ فيه جميع الخطأة لتعلموا حالا البرارة المليئة حياة،

952 مهدت الدرب للاشرار في العالم، فلو سلكوه /460/ لصاروا صالحين لله بانسحاق النفس،

953 منذ عهدها نال المسح والرماد النصر ليصير سلاحا للتوبة في وقت السوء،

954 بطلبتها علّمت العالم كله بماذا يرضى الرب لما يغضب حتى يضرب،

955 صارت مرآة للمدن، فلو يُفرض الشر عليها لتلتجيء الى التوبة،

956 فتحت الباب للاشرار ليدخلوا عند الله، وعلّمتهم باية ذبائح يرون وجهه،

957 ارسلت خبرا الى البلدان فيما لو سقطت بيدَي الغضب عليها ان تسعى الى التوبة،

958 ارسلت الى المدن فيما لو هُددت بالسقوط ان تسكب دموعا وهوذا منازلها قد ثبتت،

959 منها تعلمت كل القرى العامرة فيما لو كُسرت بيدَي الاثم بماذا تُضمد،

960 من عملها يفهم المرء لو نظر اليها بان الصلاة تقدر ان تنقض قصاص الرب،

 

961 بنينوى تعلمت كل الارض بانه لو استل السيف للقتل يكلّ بالصوم ويُمنع،

962 بعد نينوى صار الصوم سلاحا لمن يلبسه، والطلبة ايضا تقدر ان تنقذ من السالبين.

 

يعقوب يتكلم

963 /461/ اذكر اذاً خبرها العظيم بمحبة ولا املّ من الميمر المليء بكل الفوائد،

964 اقول انها كانت نشيطة [ في توبتها، وبطلبتها[249]ا ينتصر خبرها في العالم كله،

965 لينسج لساني اكليل المدائح وليقدمه لبنت الشعوب (قائلا): كم حسنت بافعالها،

966 في قصتها اصير العامل الذي يعمل بنشاط لتلك النشيطة التي كانت مجتهدة للطلبة.

 

نينوى وبنت ابراهيم

967 بواسطتها استخفُ ببنت ابراهيم (قائلا): كم انها خفّت لانها لم تقبل المخلص الذي اتى عندها،

968 تلك سمعت النبي الذي دعا بالدمار، وهذه انقسمت على ربها الذي أتى ليطلبها،

969 يونان دخل الى مدينة نينوى بدون انتصارات جبارة وهو يكرز الدمار فقط،

970 تكلم فيها كلمة بسيطة بدون برهان، ولم يحتقره رجال نينوى الذين كانوا حكماء،

971 ولهذا كُتب بان رجال نينوى يقومون ويحكمون على جيل سعى على المخلص،[250]

972 يُحكم الآن على بنت العبرانيين من قبل النينويين، لانها قبلت الميمر واعطت ثمرات التوبة،

973 /462/ لم يدخل يونان الى نينوى وهو يعمل قوات ولا ينتصر بعجائب مثل مخلصنا،

974 لم يبدل [ فيها[251] الماء الى الخمر لتتلذذ به، بل مزج لها الما وقبلت منه لانها كانت حكيمة،

975 لم يعطِ شفاء للمرضى لكي يُحب، بل هدد الجبابرة بالتدمير ولم يتذمروا،

976 لما جلب اخبارا سيئة سمعوه بمحبة فلو فعل هناك حسنى ماذا كان سيحدث،؟

977 اعلن هناك بان المدينة ستقع وقد قُبل، فلو قدر ان يقيم الموتى كم كان سيعظم،؟

978 [ قال لها : احياؤها سيموتون،] فسجدت واكرمته، فلو قال لها: [ سيحيا امواتها[252] لعلها كانت تملكّه (عليها)،!

979 صهيون نكرت سبيل ربنا المحبوبة، واذ كان يصنع فيها الحسنات كان يُهان،

980 شفى المرضى، وعافى الاوجاع وطرد، الابالسة وطهر البرص واخرج الشياطين واسمع الصم[253]،

 

981 وزجر الحمى واغرق اللغيون بين الامواج وسند مشلولا واعاد شابا الى حضن امه،[254]

982 فتح العميان واعطى العافية للنازفة وكثّر الخبز وبدّل الماء الى خمر جيد،[255]

983 احيا الصبية ومدّ اليد اليابسة /463/ وشفى الاخرس واستجاب الكنعانية التي دعته،[256]

984 فتح المريض الاخرس والاعمى واستنار، وقد نكرت صهيون كل هذه الحسنات،[257]

985 صهيون نكرت كل هذه الحسنات وبعد كل هذه الامور اوفت ابن الله بالاهانة،

986 يونان لم يفعل واحدا من هذه الامور في ارض نينوى، بدأ بالهدم وجميعهم احبوه وتوسلوا [ اليه،[258]

987 ولهذا قال ربنا عن النينويين: انهم يحاكمون في الدينونة الجيل الذي لم يقبله،[259]

988 هانذا افضل من يونان بامور كثيرة، لماذا لم يقبلوني كما قُبل ذاك الكاروز،؟[260]

989 يونان لم يُهن في نينوى لما اعلن هدمها، انا اتيتُ لابني وهوذا ابناء ابراهيم يلطمونني،

990 في نينوى بدأ يونان بقلبها، وكان يُكرم وانا اعطيتُ الحياة للموتى وأُهان،

991 ولهذا قال ربنا عن النينويين: انهم يقومون في الدينونة مع بنت ابراهيم،

992 النينويون [ سمعوا[261] من يونان كلمات فقط، وانا (صنعتُ) اعمالا تثبت الكرازة،

993 يونان قال قولا، وانا فعلت فعلا، واي هو الافضل:؟ الاعمال تشهد كم انا اعظم من ابن متى،[262]

994 /464/ واذ كان الامر هكذا تماما لم تقبلني بنت ابراهيم، ولهذا ستُحاكم في الدينونة من قبل النينويين.

 

يعقوب يتكلم

995 لامني الميمر لانني تأخرتُ في قصته، لانه مسرع ليبلغ الى النهاية بعجلة،

996 وماذا اعمل؟ لانه يصعب عليّ ان اختم ميمرا: تولد فيه كل البدايات،

997 ليوصف اذاً من قبلي خبر نينوى بدون نهاية، حتى يبدأ كل واحد بالتوبة مثلها.

 

نينوى مثال للتوبة

998 يليق بهذه اسم مظفر في العالم باسره، لانها علّمت في الارض عملا صالحا لمن يقوم به،

999 هذه تقوم في الدينونة الاخيرة مع بنت يعقوب وتحاكمها لانها تشككت من المخلص،

 

1000 خُلصت نينوى بطلبة وليس بذهب، مدينة دفعت الدموعُ ثمنها ودخلت ثم سكنتها،

1001 مدينة اشتريت بصلوات من قبل الله، قرية البأس التي صار لها المسح والرماد سورا،

1002 مدينة القلف تنتصر في الدينونة على مدينة المختونين، معلمة صوم الالم لبنيها وبه تُخلص،

1003 تجمعت حول الطلبة بالم عظيم، لانها لم تتشكك من الكاروز الذي تكلم فيها،

1004 [ سمعت[263] يونانَ وصدّقت كلماته كما تكلم معها /465/ ووجهت دربها الى ربها لتطلب منه.

 

نينوى تكتب رسالة الى الرب فيها تطلب المراحم

1005 وبالتوبة كتبت كانما رسالة بالدموع، [ وارسلتها[264] لله في موضعه السامي:

1006 ربي، اطلب ان تنقض القصاص المهيأ لي واطرد ليزول عني الغضب الآتي ليدمر اسواري،

1007 ربي، اطلب: اعِدِ السيف المسلول عليّ وازِل غضبا مرتفعا على راسي لئلا أُطعن به،

1008 ربي، اطلب ان تمنع المدمرين المهددين لي، وبلا خوف احفظ اسواري التي تسيجني،

1009 ربي، اطلب ان تحرس عماراتي من الاذى، وابوابي التي تحرسني لتبقَ بلا خراب،

1010 يطلب منك تاج الملك المطروح عنه، والعرش الخالي من المملكة قبل ان تامر،

1011 ربي، يطلب منك شيوخي المنحنين على وجوههم، وجميع احراري المليئة وجوههم رمادا،

1012 يطلب منك الاطفال الذين اضعفهم الصوم، والامهات اللواتي ترين الالم في اولادهن،

1013 تتوسل البتول لاجل رفيقها لئلا يفسد، وزوجة الرجل لاجل شريكها لئلا يتعذب،

1014 ربي، تتوسل اليك الارملة وجميع ايتامها، لئلا يدفنها الغضب بالدمار هي واحباءها،

1015 /466/ تطلب منك الوالدات واولادهن لئلا يُسلّم احباؤهن بيدَي الغضب،

1016 يطلب منك نظام الزواج العادل لئلا يُحرموا من تسلسل الولادة بسبب الفاجعة العظمى،

1017 تتضرع العاقر التي كانت تتوق ان تجد الثمرة لئلا ترى بان المدينة كلها صارت عاقرا،

1018 تصرخ اليك الحبالى في ضيقاتهن لئلا تركعهن مع الفساد تحت الركام،

1019 اليك يتوسل الاجنة [ مع] البطون يا منير الكل [لتفتح[265] لهم باب المراحم ويروا النور،

1020 تطلب منك الابراج العالية وسكانها لئلا يُرسل صوت الرعب ويهدمها،

1021 يتضرع اليك سورنا العالي لتصير سوره لئلا نخرب بالسقوط كما في وقت السبي،

1022 المدينة التي افزعها يونان تطلب فاستجبها في ضيقها، وتتوسل اليك لترضى عليها،

1023 ارسل المراحم لتفتح ابوابي لانني متضايقة، حنانك العظيم يريح كربي المحاصرة فيه،

1024 ربي، نعمتك تقف في وجهي لانني متضايقة، ولتكن محبتك العظمى طبيبا عظيما لانني مريضة.

 

اربعون يوما من التهديد والحزن والتوبة

1025 اربعون يوما كانت تُسمع اصوات الحزن /467/ في طلبة صنعتها نينوى لله،

1026 اربعون يوما ضمّت يديها امام العدالة لترضى عليها لكونها غاضبة على [رذائلها،[266]

1027 اربعون يوما طرقت على باب الطبيب ليشفي جرح الاثم الذي سحقها،

1028 اربعون يوما بكت على باب صاحب الدَّين ليمزق الصك العظيم الذي كان يخيفها،

1029 اربعون يوما سكبت الدموع امام الديان، ليحابيها ويمنع العذاب المهيأ لها،

1030 اربعون يوما صنعت احتفالا للتوبة، وبالدموع التي كانت تحملها اشترت منها الحياة،

1031 اربعون يوما اكتسبت تنهدات (وجهتها) الى الله لينقض منها القصاص الذي جلبه يونان،[267]

1032 يوم الى يوم [ انبع[268] ميمر التوبة، وليل الى ليل ابدى فكرا في تلك الطلبة،

1033 تجمهر هناك جمع عظيم مليء عجبا، [ وجلس في حِداد قاس[269] اربعين يوما كانما كانت يوما واحدا،

1034 لان صوت يونان ارعبهم في مساكنهم، ولم يكونوا يريدون ان يبتعدوا عن الطلبة،

1035 كل واحد خاف وهو في بيته فتركه، لان الطلبة صارت بيتا عموميا تجمعوا فيه،

1036 /468/ خافوا من العمارات وابغضوها لانها حُسبت كالفخّ على سكانها،

1037 كل واحد كان يحسب داره قبرا فيخاف منه، لانه فكّر بانه بعد قليل سيصير تلا،

1038 احلامهم اثناء نومهم صارت مخاوف، وفي فزعهم كانما يُسمع السقوط،

1039 كان الحلم [ يُرجفهم[270] في نومهم، وكانوا يتنهدون كانما كوّم عليهم تلا،

1040 كلما كان الهاجس [ الشرير] ينبض في افكارهم، [ اطارت[271] الاهواء غير المنتظمة والمقلقة احلامهم،

1041 لما كانت افكارهم تحبل دمارا بغيضا ولد النوم تلا مليئا كله بالجثث،

1042 في المساء ضيق، وفي الليل حلم مقلق، وفي الصباح كانت تُسمع كل الطلبات،

1043 الصباح قدّمها للمساء ببكاء عظيم، والمساء [ لليل[272] ولد آلاما باحلام شريرة،

1044 الليل عبّرها [ بخوف[273] الى النهار لان اوقاتها كانت تتسلسل على كل الضيقات.

 

 

آخر يوم من الايام الاربعين: الامهات يبكين على ابنائهن

1045 كملت ايام قصاص اعلنه يونان، وادركها المساء الاخير الذي هو كله آلاما،

1046 /469/ واذ كانت ايام تلك الطلبة كلها آلاما، في اليوم الاخير رعد البكاء بغزارة،

1047 كل يوم بكاء، في ذلك الليل تنهد كل واحد واشتدت واختلطت اصوات باصوات،

1048 كان يوما فيه انتهت الحياة العزيزة، وقام الموت المحتوم ليبيدهم،

1049 كان وقت فيه انتهى العالم بالنسبة لهم، وادركهم يوم النهاية كما كُرز،

1050 انتهت اربعون يوما محتومة، وخاف الاشقياء من النهاية التي بلغتهم،

1051 نظروا الى بعضهم بعضا وكأن احدا لم يرَ رفيقه، وبكوا على بعضهم بعضا كما لو كان على الموتى وقت انفصالهم،

1052 كانت الام تتطلع الى [ ابنها[274] بالم عظيم، وتنظر اليه لتشبع منه لانه سيفسد،

1053 دغمت الاصوات كما لو كان في رثاء لتصفه، وببكاء شجي كان يُسمع بصوت عال،

1054 يا ابني انظر اليك اثناء ساعة الحياة الموجودة في الوسط، قبل ان ياتي الدمار ويطمرني انا وانت،

1055 [ ابكيكَ[275] يا ابني ما دمتَ موجودا لانهم سوف لن يسمحوا لي لابكيك وقت الشر لان الدمار سيغطيني انا ايضا،

1056 لنبك على بعضنا بعضا لانه من سيبكي علينا في ذلك الوقت،؟ /470/ فالمدينة ستركع [ كلها[276] تحت السقوط،

1057 وكما يقولون اليوم سيدخل الرعب الى ارضنا، ويقلب كل الابنية على اصحابها،

1058 اليوم ستصير [ المدينة[277] تلا مليئا رعبا، وفيها يفسد كل الجمال المصفوف فيها،

1059 اليوم سيُرجف الرعبُ الاسسَ القوية والدمار يهجم المساكن على اصحابها،

1060 هذا الليل الاخير من الحياة كما كُرز ، هوذا الاجَل واقف على الباب لينهينا،

1061 في هذا الليل يقود الموت الامَّ وابناءها وتخرب المدينة من [ الفوائد ومن الورثة،[278]

1062 اليوم تنحني غيمة الظلام بجوارنا، والمخاوف تثلم سورنا المتين،

1063 في هذا اليوم يخرج الخراب الى اسواقنا، ويدمر الامهات واعزاءهن،

1064 يا ابني بعد غروب الشمس [ ستنتهي[279] حياة مدينتنا، ولن نرى بعدُ شمسا اخرى،

1065 هذا اليوم يقطع الرجاء من الاستمرارية، فها قد قطعوا نول الحياة لانه اكتمل،

 

1066 في هذا الليل [ ينزل الغضب مثل العصّار، /471/ ويعصر] سوية الجفنة [والعنب[280] اي الام وابناءها،

1067 اليوم يدخل فأس الغضب الى [ غابة[281] آثور ويخرب ويلقي ارزاتها العالية ويدمرها،

1068 بكت الامهات على اعزائهن بهذه الاصوات وندبت هنا مثل الوالدات على احبائهن،

1069 كان قد حان وقت دفن كل المدينة، وكان يليق بكاء عظيم للحِداد العظيم،

1070 ليل المخاوف ارجف بني الاثم وفزعوا مثل الموتى من الرعب الذي حيرهم.

 

النعمة تتشفع في نينوى امام الحاكم

1071 انتهت الايام وانتهت حياتهم وكانوا يبكون كما لو سقطت المدينة في الليل،

1072 صعد عطر تلك الطلبة الكاملة، وفاحت رائحتها بشدة بين الملائكة،

1073 أُرسلت الاصوات الى العلى من قبل المذنبين، فصعدت واقلقت معسكر السماويين،

1074 صلاة نينوى قرعت بيديها ابواب العلى، وفتحتها ودخلت تصرخ امام العظمة،

1075 طلبة الكثيرين صنعت مجمّعا وتزاحمت ودخلت لتسال المراحم من الديان،

1076 اتت النعمة الى ابواب المحكمة المخيفة وفتحتها لانها كانت مغلقة بغضب،

1077 /472/ حملت طلبةَ الارضيين في السِفر ودخلت لتقرأها امام منبر اللاهوت،

1078 قبلت الدموع التي ارسلتها نينوى في تلك الطلبة وسكبتها لما توسلت امام الديان،

1079 ادخلت [ معها التنهدات[282] التي أُفيضت وسجرتها كطيوب في هيكل الملك،

1080 جلبت التوبةَ المليئة جمالا ودخلت وراسها منحن وصرخت بالم امام الديان،

1081 وكانت تقال مثل هذه العبارات من قبل النعمة في اذنَي الرب حتى يتصالح مع نينوى:

1082 ربي انظر كم ان وجه التوبة جميل والقِ نظرك وشاهد كم ان دموعها غزيرة،

1083 انصت الى انغامها وانظر كم ان صلواتها هي [ عالية،[283] وارضَ بصومها المختار واشتمّ رائحته كم انها طيبة،

1084 لو لم تقبل توسل نينوى فالمصيبة عظيمة، سيخاف الناس ولن يتضرعوا اليك لاجل جهالة،

1085 لو ترجع هذه الصلاة دون ان تتحقق، سيخاف منك جميع الخطأة ليصلّوا لك،

1086 لو لم تُقبل هذه الطلبة في بابك، مَن لن يخاف ان يطلب منك لما تكون غاضبا،؟

1087 لو لم يرضك هذا الصوم العظيم، /473/ اي توسل للعالم حتى يرسله لك،؟

1088 لو تهمل كل بكاء نينوى، ليضحك اذاً من يخطيء بدون تفكير،

 

1089 ربي لا ترم سهما على المسح مثل الضعيف، انت غاضب على الاثم والآن نزعوه ولبسوا الحِداد،

1090 لا يتعذب سكان نينوى بيدَي الغضب، ليكن حنانك سورا عاليا وبه ينجون،

1091 ربي لا ترذل صوم الصبيان [ الملي[284] الما، اقبلهم واطرد الغضب الذي يهددهم،

1092 تحنن على المضطربين بسبب هولاء الصبيان الانقياء، الشيوخ اخطأوا ضدك، هوذا الاولاد اطهار من الاثم،

1093 هولاء لم [ يتوسخوا[285] نهائيا بالشرور، ولا يعرفون ما هو الاثم حتى يُلطخوا به،

1094 هولاء الذين يوجد عليهم جمال بريتك، ولم تفسد طبيعتهم النقية بالاثم البغيض،

1095 لا يفسد عمل يديك بيدَي الغضب، تليق بك المراحم فافضها على المذنبين.

 

الرب يزيل غضبه عن نينوى

1096 دخل التوسل من النعمة امام العظمة، وطرد الشر الغاضب على الخطأة،

1097 واذ كان الغضب واقفا على الباب وقوسه مليء ليرمي المدينة وتقع كلها على سكانها،

1098 /474/ واذ الملائكة مسجورون على الجريمة وينتظرون رمزا خفيا [ليحركهم،[286]

1099 واذ الهلاك نزع نعلَيه مثل العصار لينزل ويدوس الكرم في عنبه مثل الجبار،

1100 واذ يمين المهلك تحمل السيف والجوع للقتل وهي عطشانة الى دم الكثيرين،

1101 وفعلة الغضب محيطون بالمدينة العظيمة، ليدمروا مع الغضب اسسها القوية،

1102 والريح مجمعة وواقفة ازاء الاسوار بغضب، لتهدمها بسرعة لما تؤمر،

1103 وصفوف الخدام مصطفة فوق الهواء، ليصرخوا فتركع نينوى لتسقط،

1104 واذ كان العساكر يستعدون للتدمير صدر امر وابطلهم من التخريب،[287]

1105 أُرسل الحنان الى المدينة من قبل الديان، ليخرج ويكرز بصوت عال الامانَ لنينوى،

1106 [ نقض[288] الديان القصاص: لا تخافوا لقد دخل التوسل وبطل الشر المهدِّد،

1107 زال الغضب بالمراحم فكفوا النحيب: الرب ليس غاضبا [ من[289] النينويين فلن يبادوا،

1108 هوذا التوبة قد دخلت وعقدت المحبة معه /475/ وتصالح، ليزِل السيف المهدد،

1109 من ديان كل الارض سلامٌ لنينوى، وامانٌ [ للمدينة] من امر رب [ المدن،[290]

 

1110 من الله اكليل المراحم للتوبة، والسلام والامان للطلبة لكل العالم،

1111 نينوى كئيبة باصوات مضطربة تُسمع فيها، فاتى الحنان ونقض القصاص ولم تشعر،

1112 وقفت المراحم في باب المدينة من كل الجهات ومنعت عنها المفسد لئلا يدخل اليها،

1113 بطلت وسُحبت آلات التعذيب التي كانت مُعدّة لان برطيل التوبة اوقف الديان،

1114 المدينة المحاصرة لم تحس بالمراحم التي حدثت ولم تعرف بان الرب نقض القصاص،

1115 لم ترد ان تبطل من الطلبة ابدا لان اصوات الالم كانت تُسمع مننها كلها،

1116 زال ومضى المساء الاخير الذي ارعبهم، وليل [ الآلام[291] الذي اضعفهم بالحزن،

1117 اشرق النور مثل رسول مليء امانا، وحل المسجونين كانما من الاكبال،

1118 اتى الصباح وجلب بشرى لسكان المدينة /476/ [ وزال] الشر المهدد على [اسوارهم،[292]

1119 كمل ومضى العدد الذي حدده الديان [ واتضح[293] بان المراحم صالحته وزال الغضب،

1120 استقبل النينويون الصباح المليء افراحا، كعاصفة من بحر مليء آلاما،

1121 استقبلوا النهار كميناء واستراح الاشقياء، ورتلوا وزمروا الحان التسبيح بافواههم،

1122 راوا بعضهم بعضا مثل الموتى القائمين بالانبعاث ورتلوا بتمييز لباعث الموتى،

1123 رفعوا رؤوسهم من مسوحهم في الصباح وازالوا الرماد من رؤوسهم ليسبّحوا،

1124 دخل النهار وزار الحزانى وابهجهم وفتح الليل كسجن واخرجهم،

1125 رعدت الاسواق بالحان التسبيح من كل الافواه، وختموا الطلبة وبدأوا يزمرون لحن الشكر،

1126 تبدلت اصوات البكاء الى اصوات التسبيح وبدل الدموع دهنوا وجوههم بالبهجة،

1127 رتل الاحرار امام الملك بلحن عال: بشرى جديدة [ تبهجك[294] ايها الملك ان شعبنا عاش،

1128 قم ايها النشيط من الطلبة وافرح معنا، /477/ لقد بطل الغضب ايها الحكيم انزع حِدادك،

1129 تصالح الرب مع المدينة انهض من الرماد، أُعطيت المراحم للمدينة فاختم طلبتك،

1130 البس مُلكك الآن بعد اظهار نشاطك، وضع التاج لان سلطتك استقامت من قبل الله،

1131 رعدت المدينة [ بصوت[295] البشائر الحسنة، وضحكت لبعضها بعضا الليالي التي تركت العذاب،

1132 المرضى الناجون من السقوط رعدوا بالشكر، وعدّوا الايام لئلا يصير سهو في الوسط،

1133 حسبوا وهم يرتجفون ووجدوا بان الايام قد انتهت، فشكروا وظهر الخلاص وعزاهم لانهم كانوا حزانى.

 

المراحم وَقَت نينوى بينما يونان ينتظر سقوطها (يونان 4)

1134 كرز يونان في شوارع نينوى مثل عزيز، وانتقل منها وخرج ليرى ماذا سيحدث لها،

1135 نُقض الحكم بدونه وهو لا يعرف، وكان ينتظر ان يرى الدمار الذي نشر خبره،

1136 المراحم واقفة وتحفظ الاسوار من الانهيار، ويونان يصغي ليسمع صوت الهزة العظمى،

1137 يتطلع بسرعة متى يرى غبار دمار بناياتهم يتصاعد كالدخان،

1138 كان يشتاق ان يسمع صوتا مفاجئا: المدينة تصرخ بضيق بسبب السقوط،

1139 /478/ كان يتوق ان يرى السور يُثلم وابواب المدينة تسقط على الارض محطمة،

1140 كان الرجل متضايقا ليرى متى تاتي الهزة وتدمر بضجة واحدة كل المدينة،

1141 تعب وهو ينظر: هل يهتز السور او لا،؟ وهل سترتجف الابراج لتسقط كما كرز،؟

1142 مضت الايام ولم تحدث الهزة التي انتظرها، كملت الايام والسور واقف ولا يتحرك،

1143 [ انتهت[296] ايام القصاص الاربعين ولم يحدث السقوط الذي كان يونان يتوقع ان يراه،

1144 زمرت نينوى الحان التسبيح بدل [ الخلاص،[297] ويونان بكي لان الهزة التي كرزها تاخرت.

 

يونان كان يعرف بان الرب رحوم وشفوق ولهذا هرب منه

1145 [ كان قد حزن[298] ذاك العبراني وتعذب وتضايقت روحه وصلى بالم الى الله،

1146 غليت فيه الغيرة وادغم اللوم في الصلاة، ليذم الربَ بسبب المراحم وهو يتاسف،

1147 ربي، كنت اعرف بانك رحوم وشفوق، ولهذا سبقتُ وانهزمتُ لما ارسلتني،[299]

1148 كنت اعرف طول اناتك منذ مدة ولهذا خفتُ ان آتي الى نينوى المليئة اثما،[300]

1149 ربي، كنت اعرف بانه لا حد لنعمتك /479/ اذ لا تتركك تضرب الاشرار كما يجب،

1150 كنت اعرف بان بحر المراحم يسيل منك، وكل تهديدك يضمحل به وكانه غير موجود،

1151 ربي كنت اعرف كم ان يدك مليئة حنانا، ولا تقدر ان تمسك قضيبا لعذاب مبرح،

1152 كنت اخاف من هذا الامر الذي [ حدث[301] الآن، ولهذا سبقتُ وهربت منك مثل المارد،

1153 هذه كانت قناعتي لما كنت في ارضي، وكما كنت اعرف فقد وجدتك رحوما،

1154 لم اتعلم مجددا مَن انت، كنت اعرفك ولهذا استصعبتُ الكرازة،

 

1155 كنت افهم كل يوم كم ان اناتك طويلة، وكنتَ تعيد الشر الصادر (للابادة)،

1156 تريد ان تهدد لكن لا تسرع الى الضرب، تريح غضبك بالكلمات وتهمل التاديب،

1157 كنت اعرفُك ولهذا لم ارِد ان آتي الى نينوى، غصبتني لآتي فاتيتُ لادعو بدمار غير موجود الآن،

1158 ايها المتميزون انظروا بماذا يلوم يونانُ الربَ: كنتُ اعرفك رحوما وشفوقا،[302]

1159 عيّره بسبب المراحم وكان يلومه لانه لا يُذِلّ وكان يذمه بسبب كثرة نعمته.

 

يونان يطلب الموت لنفسه

1160 /480/ كان خصاما مليئا عجبا لمن ينظر اليه وقد اعدّه النبي ليتخاصم مع الله،

1161 فتش عن اسباب بحسب امكانيته ليناقشه بها، ولم يجد سوى كونه رحوما،

1162 كان يعيّره بهذا التعيير لانه يترحم، ولهذا السبب بدأ يونان يلومه،

1163 تضايق يونان ولو ملك ربوات الححج لأتى بها ضد ربه بسبب الحزن الذي لحق به،

1164 وبما انه لم يقدر ان يقول شيئا ختم بقوله: كنت اعرف بانك رحوم وشفوق،

1165 ذمّ الله بسبب مراحمه ورأفته، وبدأ يطلب الموت لنفسه بمرارة.

 

الكذب لا يجمل بالنبؤة

1166 كان يتضرع امام الله (ويقول): ربي خذ نفسي مني فالموت الآن [ اصلح[303] لي من الحياة،

1167 اصير ميتا، ولا كما جعلتني كذابا، ربي اطلب لي الموتَ اكثر من الحياة،

1168 لقد فسدت كلمتي مقارنة بكلمة الانبياء، كان من الاصلح لي ان اموت ولا أُعيّر،

1169 لئلا [ يشير اليّ[304] الناس باصبع في نينوى (ويقولوا): هذا الرجل تكلم عن الدمار ولم يتحقق،

1170 الكذب لا يجمل بالنبؤة، /481/ ربي، اموت لان الكذب قد اعترضني،

1171 لئلا يقولوا ان هذا الذي اتى اقلقه حلم ولم يقبل وحي الرب لما كان يكرز،

1172 لئلا يسخروا مني، وانا اعرف بانني نبي وانت ارسلتني وكنتُ استعمل وحيك،

1173 ربي، بالنسبة للمتميزين: ان ميتا صامتا افضل من ناطق مليء فمه بالكذب،

1174 الجثة احبّ من كلمة غير صادقة، اذاً لاصمت [ بالموت[305] ولا اتكلم بالكذب،

1175 ما الفائدة التي اطلبها في الحياة لان النبؤة التي كنت مزينا بها قد فسدت،؟

1176 من الآن وصاعدا مَن سينظر الي مثل نبي [ فها قد سُمعت مني نبؤة الكذب،؟[306]

 

1177 من يصدقني حتى يطلب من فمي الخفايا [ لان كلمتي اتضحت للكثيرين،؟[307]

1178 جعلتني مرذولا ولا اقدر ان اتكلم بعدُ ولن يُقبل الامان لو كرزته،

1179 ولهذا اطلب ان اموت بسرعة، قبل ان اتحمل عار واهانة الكذب،[308]

1180 /482/ ذم اللهَ وطلب الموتَ كما قلنا وجلس ليرى ماذا سيحدث للمدينة العظمى.

 

يونان غيور مثل ايليا

1181 حينئذ وجد الرب بانه كان مليئا غيرة، فركّب حجة مليئة عجبا لتوبيخه،

1182 كان رجلا يقظا جدا في غيرته، وكان مصمما كثيرا على ابادة الخطأة،

1183 كان عزيزا ومنفردا ومجردا وطاهرا ومن جوق آل ايليا المليء عجبا،[309]

1184 كان تلميذ ذلك الغيور كما بُشر وتشبه به لانه طلب الموت لنفسه،[310]

1185 وتحامله على الاشرار يعود اليه وهو الذي اضرم فيه هذه الغيرة الشبيهة بالنار.

 

يونان فقير في العالم واعطاه الرب نبتة القرع (يونان 4/6-8)

1186 لم يقتن ابن العبرانيين شيئا في العالم وكان حادا اكثر من سيف ذي حدَّين،[311]

1187 لم يكن له شيء على الارض ليجربه به فاعطاه شيئا لما ياخذه منه يسبب له الالم،

1188 امر نبتة القرع ونمت فوق راسه، فكثر الظِل بالمظلة التي صنعها له،[312]

1189 لم يكن ليونان بيت ليهدم بيته، ولا اولاد ليقطفهم كالورود،

1190 لم يكن مجربا بهوى العالم ليطيل اناته، ولكي يُجرب اعطاه القرع ليبتهج به،

1191 /483/ كانت تُرى حكمة خفية في يقطينة يونان، وكان يُرى ذهن عظيم في شيء صغير،

1192 امر الرب ونبتت اليقطينة فوق يونان، ورآها ففرح وزال كربه الشديد،[313]

1193 استراح المتعب تحت الظل وابتهج قلبه بزوال الضيق المحيط به،

1194 هام الرجل بالبيت الجديد الذي اقتناه فجأة، واحبه كثيرا حتى انه نسي كل المه،

1195 ابتهجت نفسه بالاوراق التي رآها هناك، وزال غضبه ولم يعد يطلب الموت لنفسه،

1196 [ كان[314] الرب قد صفّ امامه منظرا شهيا، وبحكمة ابهج محياه الكئيب،

 

1197 اقتنى مقتنى بخلاف العادة وخطفه [ الافتخار[315] فطرد الكآبة ليفرح قلبه بالاموال التي وجدها،

1198 راى الاوراق والثمرات مصفوفة فوق راسه، فتكبر الرجل مثل غني بذهبه الكثير،

1199 راى الورود في ذلك السقف الذي فوقه، وفرح بها كانما بالكواكب التي توجد في الرقيع،

1200 هبّت الريح وتكلمت الاوراق وفرح قلبه، وتلذذ بالهواء الرطب كما لو كان بالخمر،

1201 سرق الرب منه الكآبة ولم يشعر /484/ وجعله يفرح بلاشيء وهو لا يعرف،

1202 كان قد صفّ نبتة القرع ازاءه ونسي وجعه حتى انه فكر بان كآبته لم تكن بشيء،

1203 لما نُشّف كل الالم من فكره وزالت الكآبة الساكنة فيه ولم يعد خبرها موجودا،

1204 ودخل الفرج واقلق الرجل كثيرا وتمسك واحب ذلك الشيءَ الذي صادفه،

1205 واستراح المتعب من عذاب كرازته وزالت كل هذه الامور التي جعلته يتذمر.

 

الرب يوبخ يونان (يونان 4/7-11)

1206 تهيأ سبب [ لتوبيخ[316] يونان من قبل الله، وأُعدّ ليونان شيء يقرفه،

1207 حينئذ امر الرب نبتة القرع فيبست بريح حارة أُرسلت اليها بسخونة،

1208 [ تناثرت[317] الورود ويبست الاوراق وذبلت الثمار، و برمز خفي فسد الجمال المستعار،

1209 تفطر بيت يونان من كل الجهات، ودخلت الشمس وعذبت الرجل بمرارة،

1210 اخذت الريح ذلك الظِل الذي اراحه ولفحته الحرارة وتضاعف العذاب على المتعب،

1211 تغير الهواء الرطب الى السخونة، وحرقه الحر في سبات متعب كان قد استولى عليه،

1212 /485/ بريح السموم [ تناثرت[318] الاوراق التي فوقه، وقلق الرجل وفاق من نومه وهو محتار.

 

يونان يجادل الرب قائلا: يبست يقطينة لم تذنب، ونينوى المذنبة سلمت من الدمار!

1213 ولعله ظن بان هذا هو الدمار الذي انتظره وهجم على المدينة وبلغ اليه ليعذبه،؟

1214 نظر ليرى هل الهزة قلبت نينوى ومعها استاصلت مظلته الشهية،

1215 لعل الغضب قلب المدينة على سكانها، واتى ووصل الى اليقطينة واستاصلها فسقطت،

1216 واذ نظر ووجد بان المدينة قائمة ولم تُدمر رعدت نفسه وسأل الموت بالم عظيم،

1217 كان يتوسل الى الله: ربي يمكنك ان تاخذ نفسي، اعطنى الموت الذي اطلبه،[319]

 

1218 مدينة القلف المشيدة بالاثم لم تُهدم، والظل الصغير الذي اقتنيتُه احاطت به الهزات،

1219 المظلة قُلبت بينما لم تتجاوز على امرك، ونينوى ترعد بينما لا تُحصى شرورها،

1220 مدينة الاشرار اسوارها عالية وقوية، واستئصلت وأُلقيت اليقطينة الصغيرة التي كانت تريحني،

1221 ابراج الوثنيين المليئة بالاثم نجت من الغضب، والاوراق الحقيرة التي اقتنيتُها سقطت وفسدت،

1222 ابناء النينويين كثيرون جدا ولو انهم [ اثمة،[320] /486/ وابان غضبك حدته بورودي،

1223 اذاً ايها الرب اطلقني من الحياة التي تضايقني، ساستريح بالموت لانني لا اجد هنا الراحة.

 

يونان يحزن على قرع يبس، الله يشفق على نينوى (يونان 4/9-11)

1224 بالقرع الذي يبس ابان الرب له بان النبي ايضا هو انسان ويؤلمه هو ايضا الالم،

1225 وُجّه سؤال الى النبي من قبل الله وقال له: هل حزنت كثيرا كما تقول،؟[321]

1226 كان يسأله هل حزن ام لم يحزن ليعرف اذا حزن حتى يوبخه،؟

1227 قال يونان: حزنت جدا حتى الموت، ضيقي عظيم [ وبسببه[322] سألت الموت.

 

الرب يُفهم يونان بانه يهتم ببراياه ويغفر للانسان بعد توبته

1228 واذ كان يقول انه حزن على اللاشيء، حينئذ استعمل الرب تأنيبه،

1229 قل لي ايها النبي لماذا [ ذممتَ[323] شفقتي،؟ ولماذ وشيتني لانني تركت التدمير،؟

1230 نبتة القرع لم تتعب فيها ولم تربّها نبتت في الليل وانت لم تشعر او تعرف بها،

1231 عادت ويبست وانت بعيد عن كلتا الحالتين، ولا يعود اليك نموها ولا جفافها،[324]

1232 لم تُنمِها انت ولم تنبت بتعبك، واذ كان الامر هكذا فانت حزين جدا كما تقول،

1233 /487/ كيف لا احزن لو تهدم مدينة عظمى وآلاف الناس الساكنين فيها،؟[325]

1234 لماذا لا [ تشفق[326] على ربوات الفتيان الاثنتي عشرة الموجودة في نينوى مع الحيوانات الكثيرة،؟

1235 اليقطينة التي يبست وليست مُلكك احزنتك، المدينة التي هي مُلكي لماذا لا [تشفق[327] عليها لو تُقلب؟

 

1236 انا صورتُ الاجنة في [ بطن[328] المتزوجات، انا اعطيت الحياة للبشر بالمنطق،

1237 انا سكبتُ النور في العيون الجميلة، واكسبتُ السمع للآذان الحبيبة،

1238 انا صغتُ الاجسام الناطقة حسيا، بارادتي انا صنعتُ الناس بحكمة،

1239 انت لم تخلق، وعذبتك اليقطينة لانها فسدت، انا بريتُ [ الا[329] اشفق على اتقاناتي،؟

1240 انا غضبتُ على النينويين لما ارسلتك، ولما طلبوا مني [ اشفقتُ[330]، فلماذا تتذمر،؟

1241 من شأني ان اريد ومن شأني ان اصنع [ ما اشاء،[331] لماذا انت مضطرب لانني ترحمتُ على التائيبين،؟

1242 من المك تعلّم واحس (بالم) الآخرين ولا تشته ان يصل الالم الى البشر،

1243 /488/ مظلة صغيرة سببت لك وجعا عظيما، لو سقطت مدينة عظمى ماذا كان سيحدث،؟

1244 يقطينة صغيرة يبست اقلقتك بمرارة، من يقع منزله العالي ماذا كان يصنع؟

1245 حزنتَ كثيرا بسبب ورود هي لا شيء، كم كان يولول من كان يبيد الدمار ابناءه،؟

1246 تناثرت اوراق اليقطينة الحقيرة وانت تتذمر، الا تشفق على الاحشاء التي يعصرها الغضب،؟

1247 هل مصيبتك تؤلمك فقط كما تقول ووجع الآخرين ولو هو وجع ليس بشيء،؟

1248 هل تظن بان ألمك هو الم والالم العظيم الموجود في الآخرين لا يؤلمك،؟

1249 هل الالم يؤلمك انت ولا يؤلم الآخرين،؟ او هل طعم الضيق مرّ لك ولذيذ لهم،؟

1250 هل نفسك فقط هي نفس وهذه كلها هي ظِلال بدون معرفة،؟

1251 ايها العبراني كل واحد يتالم لما يُضرب، لماذا تذمني لانني اشفق ولا اضرب سريعا،؟

1252 كل واحد يحزن لو يفسد مقتناه، لماذا تسرع لتدمر مدينتي التي هي مقتناي،؟

1253 تعلم من نفسك بان من يملك بعض الاموال يحب كثيرا ان تكون محفوظة من المضرات.

 

يونان ويقطينته رمز: الباري والعالم والبشر والهواء

1254 /489/ تجلت الحكمة الخفية على ابن متى واعطته توبيخا مليئا عجبا،[332]

1255 نزل جبار العالمين بمعرفة لا تُدرك ليريح [ يونان[333] من غضبه بفضل الحجج،

1256 كان قد تنازل الى الواقع مثل المهتمّ لياخذ من يونان همّه العظيم،

1257 فتش عن حجة كما لو كان بفرصة ليقدر ان يوبخ الرجل دون ان يضايقه لانه يحبه،

 

1258 تنازل ليُنبت اليقطينة ويجففها ليبين [ المراحم[334] بالدهاء دون يغصبه،

1259 علّم للعالم بانه شفوق ومليء بالمراحم ويتالم كثيرا على مقتنياته فيما لو فسدت،

1260 حطّ شدته من ارتفاع مخافته ليصير ندّا ليونان عبده ببعض الاشياء،

1261 كان يقول له: انا وانت نقتني، لك القرع، ولي البشر الذين بريتُهم،

1262 وكما تضايقتَ على ما تملكه لانه فسد، انا ايضا [ اشفق[335] على خاصتي لو دُمروا،

1263 انظر الى [ الجبار[336] الى اين حطّ ذاته ليمثّل مراحمه بضيق يونان،

1264 /490/ كما حزنتَ الآن انا ايضا كنتُ احزن اكثر منك على نينوى لو سقطت،

1265 جعل يونان مثلا لمراحم قدرته البارية، واليقطينة التي نبتت ويبست صوّرها بالعالم،

1266 مثّل البريةَ بتلك النبتة الجميلة، وبالورود البشرَ الذين كانوا محبوبين،

1267 وبالمظلة [ رسم[337] الهواء البهي جدا، اعني كان يونان هناك الها،

1268 فسد الجمال البسيط فتالم العبراني، وبه علّمنا بانه [ يشفق[338] ايضا على براياه،

1269 [ صوّر] هناك صورة عظمى للتوبة، اذ انتصر [ جمالها[339] في كل العالم عند التائبين،

1270 منذ ذلك [ الحين،[340] سجّل نفسه بانه شفوق ليعطي حجة للتوبة حتى تاتي عنده.

 

الخاتمة

1271 بحنانه فتح بابا عظيما للتوبة، مبارك لانه مليء بالمراحم ويشفق على من يدعونه.

 

كمل الميمر على يونان الذي قاله الطوباوي مار يعقوب

 

[1] – ر 117: ايضا للطوباوي مار يعقوب الملفان على يونان النبي وعلى كرازته في نينوى

مد: لمار يعقوب على يونان وعلى كرازته على نينوى وعلى توبتها وعودتها

[2] – نص: كلمتك كلمتي لتعش لما. نص: من الجميلة تتزين القبيحة مثل

[3] – متى 13/23، 19/29، 25/14-30

[4] – نص: نبي، سوني يصوب: انبياء

[5] – ل: كرزوا

[6] – يونان 1/1

[7] – ر: الكرازة. يونان 1/2

[8] – نص: بتوبتها

[9] – ل: ابثو، نص: افثو

[10] – يونان 1/1

[11] – ل: تحوثيه؟، نص: دحوثيه. ل: مثل الهارب

[12] – متى 16/4

[13] – ر: ذاك هو. نص: كل الاسرار تحققت فيها

[14] – نص: يغطس، يعتمذ؟. نص: شبهه

[15] – ل: قادته

[16] – ل: مختاره؟. ايوب 9/4

[17] – ل: دبريوثو، نص: دبورويوثو

[18] – مزمور 95/5

[19] – ايوب 38/8؟

[20] – نص: المياه الى النفس وها انها كانت تهلك

[21] – يونان 1/1

[22] – ل: ملواا، نص: ملاا

[23] – ل: عذبته

[24] – ر: بها. نص: الظل

[25] – يونان 1/1

[26] – ل: قلق

[27] – يونان 1/5

[28] – ر: وصل الحرب، السيف

[29] – ر: لمدة

[30] – ل: تحب

[31] – ر: الخوف، ل: قرسو، نص: قارسو

[32] – نص: باشكالهم

[33] – ل: نفه؟، نص: نافشيه

[34] – متى 16/26

[35] – يونان 1/5

[36] – يونان 1/1

[37] – ل: وفقد بضاعتهم

[38] – ل: وظل

[39] – يونان 1/5

[40] – ل: المخاوف

[41] – ل: شذثه ؟، نص: شذوثه ووث

[42] – متى 8/24

[43] – ل: ايقظ

[44] – يونان 1/5

[45] – ل: نقروهي، نص: نقريوهي

[46] – ل: حزيه، نص: حزوهي

[47] – نص: البحر لمَ

[48] – اشعيا 42/10؟، مزمور 77؟

[49] – ايوب 26/8؟، امثال 30/4؟

[50] – مزمور 33/7

[51] – ل: البحور، ر: البحر. مزمور 148/4؟

[52] – ل: (يامي) البحور، بيجان يصوب: ياممي. نص: تميل وبه تبين. نص: اللجج

[53] – ل: كبرإيث، نص: كانبوروإيث

[54] – تكوين 1/6، مزمور 148/6. انظر ميمره 71 على الايام الستة

[55] – مزمور 148/6

[56] – ارميا 5/22

[57] – ر: لياممي، نص: ياممي

[58] – ل: في الحاشية: هنا انتهى. مزمور 148/6. ارميا 5/22

[59] – ر: عنده لارى. ر: عمل ممحير

[60] – ر: داسوه

[61] – ل: ركب عبروه

[62] – ر: عظمة

[63] – ل: يهمل

[64] – يونان 1/7

[65] – يونان 1/7

[66] – ل: اعط

[67] – ر: وسترونا. ر: تكونوا. نص: وانا

[68] – ل: اعط

[69] – ل: ترفِخون، نص: ترفيخون

[70] – ل: نظر. ل: وبسؤال

[71] – ل: بيّن لي. ل: ادركني

[72] – ل: اشرار

[73] – ل: بيّن لي

[74] – ر: هارب

[75] – يونان 1/8

[76] – يونان 1/9

[77] – يونان 1/9

[78] – خروج 14

[79] – يشوع 3

[80] – ر: الرب الموجود لي هو ذاك الذي صنع البحر واليابسة. يونان 1/9

[81] – ر: لغاو، نص: بغاو

[82] – ر: مونو، نص: دمونو. ر: مونو، نص: دمونو

[83] – يونان 1/12

[84] – ر: بامان

[85] – ل: ارماونني، ر: ارمونني، بيجان يصوب: ارماوني

[86] – ل: يتركوه

[87] – يونان 1/14

[88] – ل: نجني

[89] – ل: نهضوا. يونان 1/5

[90] – ل: دالفنان، نص: ديلفنان. يونان 1/14

[91] – ر: كانوا تعلموا منه من هو الرب

[92] – نص: صنع كل البحر

[93] – ر: صنع الرب البحر واليابسة ولا

[94] – يونان 1/14

[95] – متى 13/23

[96] – ل: وكلمتها

[97] – ر: القنوط والخوف. يونان 1/14

[98] – نص: الضعيف

[99] – ر: يخدم، يتم. ر: ارادة الرب

[100] – نص: السيد

[101] – ل: ليصنع لك هذا البحر شيئا جديدا (كذا)

[102] – ر: دلو، نص: لو. سوني: هنا المخطوطة ل: تورد ما جاء في الحاشية 43

[103] – ل: على الوديعة

[104] – نص: تنفذ. نص: واستراح البحر من الامواج المضطربة

[105] – نص: المرتفعة

[106] – ل: كمل

[107] – يوحنا 16/21

[108] – مد: فصل ليل الاربعاء

[109] – ل: تعذب. ل: يامي، نص: ياممي

[110] – يونان 1/16

[111] – حزقيال 43/27

[112] – نص: اسافله

[113] – رؤيا 20/13؟

[114] -نص: اكثر من يونان وقضاؤه العظيم كالعاصفة على ابن العبرانيين. يونان 1/1

[115] – متى 27/1-2، 15-26

[116] – متى 27/24-25

[117] – ر: موته

[118] – يونان 2/1

[119] – ل: نبَع، نص: نبَعو، سوني يصوب: نبَعي

[120] – ل: مخلصون

[121] – ل: ومشت

[122] – ر: الموضوعة

[123] – ل: واخذ

[124] – يونان 2/6

[125] – يونان 2/6، تكوين 1/21؟

[126] – ر: هذا وفريد

[127] – نص: هوذا

[128] – يونان 2/6

[129] – ر: دبيث ملكوثو، نص: لبيث ملكوثو

[130] – ر: اخمو، نص: دخمو

[131] – متى 13/22

[132] – ر: دبيث اولصونو، نص: بيث اولصونو

[133] – ر: موثيق، نص: يونيق

[134] – نص: العذابات وازدحم

[135] – ل: دخثيب، نص: دخثيبو. يونان 2/1

[136] – ر: ابدا

[137] – يونان 2/6

[138] – ل: في الحاشية: هنا كمل

[139] – ر: في بطن السمكة. نص: كانت. يونان 2/1، متى 12/40

[140] – ر: الاعماق

[141] – نص: هو ميت

[142] – ر: ابتلعتني

[143] – ل: اخبر، نص: كبر

[144] – ر: العمق..من

[145] – يونان 2/3

[146] – يونان 2/3

[147] – نقص في النص

[148] – ل: عبر

[149] – ل: صادف

[150] – يونان 2/6

[151] – ر: وتحت العمق

[152] – ل: في الاعالي. هذا البيت كانه خاتمة للميمر!

[153] – يونان 2/6

[154] – ر: يصعد. ر: المياه. نص: لاعترف

[155] – خروج 25-27. 1ملوك 18-19. 1ملوك 8

[156] – ر: ناؤوس بتولي احد ابدا لا

[157] – يونان 2/6

[158] – ر: لتبعثه يا ربي

[159] – ر: كانت

[160] – ل: وتعجب، بيجان يصوب: وتعجبوا

[161] – عبرانيون 9/4

[162] – ل: وخرج في موضعها، بيجان يصوب: وخرج وراءها. ر: داخل

[163] – نص: الميت كان قد امر. نص: الطعام

[164] -نص: هو بربنا بوضوح بكلمة ربنا. ر: دبار، نص: بار

[165] – متى 12/40

[166] – ر: رسموا صورته في الكتابات. نص: قدم فيه

[167] – اشعيا 7/14

[168] – ر: آخر كان صرخ ها. نص: آخر يرتل بانه راكب عفوا. زكريا 6/12. زكريا 9/9

[169] – اشعيا 63/1-3

[170] – نص: الجبال. تكوين 22

[171] – تكوين 4. تكوين 30

[172] – خروج 4/1-5، خروج 17/8-16. خروج 28/6-30، خروج 39

[173] – حزقيال 1، 10. دانيال 7/13

[174] – مزمور 22/16. مزمور 69/21

[175] – ل: بفرولوكي مين، نص: بفروكيلي قذوم. نص: الالم. متى 27/26. مزمور 38/17؟

[176] – مزمور 88/5. مزمور 16/10

[177] – ل: مثلي

[178] – يونان 2/6-7

[179] – ر: الدرب

[180] – نص: الآتي بسكوته يكرز

[181] – مزمور 88/5

[182] – ر: البعيد. يونان 1/1

[183] – ل: وأُغلق

[184] – ل: وملأ

[185] – ل: سلكها وهو سجنه

[186] – يونان 2/6

[187] – يونان 1/1

[188] – يونان 3/1

[189] – ل: اليت، نص: الايت

[190] – يونان 3/2

[191] – ل: الصادقة. ل: كرازتك

[192] – ر: مصيبة

[193] – نص: يستاصله

[194] – يونان 3/4

[195] – ر: جيوش الشعوب يحيطون بها. نص: الابواب

[196] – ل: وصلها. ل: الكرازة

[197] – ل: ويبشره

[198] – ل: له

[199] – ل: فاح، بيجان يصوب: فاحوا

[200] – بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (الويل) في البيوت: 853-858

[201] – ل: بهاؤكَ

[202] – ل: يفسد كل زيناتك ر: اهتماماتكِ، بيجان يصوب: زيناتكِ. ر: شهوتكِ

[203] – ل: انتَ

[204] – ل: دُرُثِيخي، نص: دُرُثِخي. بلاغة يعقوب استعمل 11 مرة (بعد اربعين) في البيوت: 862-870

[205] – ر: وفي الظلمة

[206] – ل: حاوبيخي، نص: حاوبايكي

[207] – نص: كانت تخاف

[208] – ر: اصوات

[209] – ر؟: افزعها باصواته اكثر من الجوق. ل: يهمل: مُن

[210] – نص: تهديدات

[211] – ل: منها

[212] – ل: التجأ

[213] – ر: جروحنا

[214] – ل: دفسيقتو، نص: دفوسيقوثو

[215] – مزمور 104/32

[216] – ل: قاصص، بيجان يصوب: قاصصوها. تكوين 6-7

[217] – تكوين 11

[218] – تكوين 19

[219] – ل: قاصصه. خروج 7-12

[220] – خروج 14

[221] – ر: اثمها. يشوع 6

[222] – يشوع 10/11. بلاغة يعقوب استعمل 8 مرات (ذاك) في البيوت: 921-928

[223] – ل: يهمل

[224] – ل: حزيه، نص: حزوي. نص: يلقى

[225] – نص: كان يلزم. نص: كان له

[226] – نص: العمل. نص: وجمع شعبه. نص: المعركة

[227] – ل: تجمع

[228] – ل: انحو؟ زاينوا وطعان، بيجان يصوب: انيحو زاينو وطعانو

[229] – ل: وليساعدني

[230] – نص: يخمد

[231] – ل: في الحاشية: هنا كمل

[232] – يونان 3/7

[233] – يونان 3/8

[234] – ل: علوبتو، نص: علوبوثو

[235] – ل: منها

[236] – نص: قامت في المقدمة الجيوش. ر: على الطلبة

[237] – نص: على

[238] – ر: من، ل: يهمل. ر: عقباي

[239] – ل: صنع للتوبة. ل: كان يرعد فيها

[240] – ل: فيها

[241] – ل: تنهداته، بيجان يصوب: تنهداتها

[242] – ل: للبتول

[243] – ل: ولدته حركات بالآلام بمحبة عظمى

[244] – ر: عظيم الام متضايقة. ر: ابنها مطروحا وثدياها

[245] – ل: ورعد، بيجان يصوب: ورعدوا

[246] – ل: فيها، ر: كان، بيجان يصوب: فيه

[247] – نص: اليتيم

[248] – مد: فصل ليل الجمعة

[249] – نص: بالتوبة وباعمالها

[250] – متى 12/41-42

[251] – ل: فيه. يوحنا 2/1-11

[252] – ل: سيموت احياؤها قال. ل: امواتها احياء

[253] – متى 11/5. مرقس 1/34. متى 8/3. متى 11/5

[254] – متى 8/14. مرقس 5/1-20. متى 8/5-13. لوقا 7/11-17

[255] – متى 11/5. متى 9/20-22. متى 14/13-21، 15/29-39. يوحنا 2/1-11

[256] – مرقس 5/21-43. متى 12/9-13. متى 9/32. متى 15/21-228

[257] – متى 12/22

[258] – نص: كانوا

[259] – متى 12/41

[260] – متى 12/41

[261] – ل: سمع، بيجان يصوب: سمعوا

[262] – متى 12/41، يونان 1/1

[263] – ل: سمعتها، بيجان يصوب: سمعته

[264] – ل: ارسلته

[265] – ر: من. ر: تفتاح، نص: دثفتاح

[266] – ل: رذائله

[267] – بلاغة يعقوب استعمل 7 مرات (اربعين يوما) في البيوت: 1126-1132

[268] – ل: ينبع. مزمور 19/2

[269] – ل: جلسوا على فعله

[270] – نص: الذي يرجف

[271] – ر: هاجس الشر، نص: الشر. ر: انموا

[272] – ل: لِليو، نص لللِليو

[273] – نص: بمخاوف

[274] – ل: ابنه

[275] – ل: ابكيكِ

[276] – ل: كله

[277] – ر: مدينتنا

[278] – ر: الورثة ومن الموارث

[279] – ل: انتهى

[280] – ل: يدخل الموت.. وعصر. ل: دعنبي، نص: وعنبي

[281] – ل: حضنها

[282] – ل: معه المتاسفة

[283] – ل: حكيمة

[284] – نص: راملي؟، سوني يصوب: داملي

[285] – ل: توسخ

[286] – ر: هم

[287] – بلاغة يعقوب جملة شرطية طويلة البيوت: 1097-1104

[288] – ل: حله

[289] – ر: على

[290] – نص: في المدينة. نص: المدينة

[291] – ر: الالم

[292] – ر: بطلت. ر: اسواركم

[293] – ل: واثكالياث ليه، بيجان يصوب: واثكالياث لوه

[294] – ل: يبهجك

[295] – نص: بكل

[296] – ل: انتهى

[297] – ر: خلاصها

[298] – ل: كانت قد حزنت، ر: كانت قد خزنت اذاً، بيجان يصوب: كان قد حزن

[299] – يونان 4/2

[300] – يونان 4/2

[301] – ل: دهُث؟، نص: دهووث

[302] – يونان 4/2

[303] – نص: كان اصلح. يونان 4/3

[304] – ل: نحَونُني، نص: نحَوونُني

[305] – ل: اذاً بالموت

[306] – ر: كذبت كلمتي الآن امام الكثيرين

[307] – ر: لان هذه كلمة الكذب سُمعت مني

[308] – يونان 4/3

[309] – 1ملوك 19/14

[310] – 1ملوك 19/4

[311] – عبرانيون 4/12

[312] – يونان 4/6

[313] – يونان 4/6

[314] – نص: له

[315] – ل: الافتخارات

[316] – ر: توبيخه

[317] – ل: نثر، بيجان يصوب: نثروا

[318] – ل: نثر، بيجان يصوب: نثروا

[319] – يونان 4/3، 8

[320] – ل: رشعين، نص: رشيعين

[321] – يونان 4/9

[322] – نص: وبسببها. يونان 4/9

[323] – ل: ذمته

[324] – يونان 4/10

[325] – يونان 4/11

[326] – ر: اشفق. يونان 4/11

[327] – ر: اتالم

[328] – ر: في احضان

[329] – نص: كم

[330] – ر: تركت

[331] – نص: اذا اشاء

[332] – يونان 1/1

[333] – ر: الرجل

[334] – ر: الراحة

[335] – ر: اتالم

[336] – نص: جبار

[337] – ر: رسمها

[338] – ر: يتالم

[339] – نص: صنع. نص: جماله

[340] – نص: هناك