الميمر 120 الخامس على اليشع: وعلى رؤيا القديسين القادرة ان ترى الخفايا

الميمر 120

 

        يا ابن الله رِدْ وازمر لك باسهاب الحان التسبيح بقوى النفس وبتمييز، من موهبتك تاخذ العوالم احتياجاتها، ربنا كمل نقصي لانني محتاج، اعطني الكلمة واعطني اللحن واعطني المحبة لاتكلم بها بدون جدال وبعجب عظيم.

        لما لا تعمي الهموم النفس كما يعمي الدخان العيون فانها ترى الملائكة وكل الخفايا على مثال موسى وحزقيال وزكريا الكاهن ودانيال وميخا النبي واليشع: طبيعة النفس سامية في بريتها ومليئة جمالا وتقوم عليها صورة اللاهوت العظمى، لما تتنقى من الاعمال العالمية ولما لا تكون وسخة بالشهوات الغريبة، لو اجتاز ملاك امامها لا يخفى عليها، وترى الابالسة والملائكة وجها لوجه، كل قديس يمرّن نفسه بالروحانية يرى بوضوح كل ما يوجد على الارض، جميع القديسين يرون مثل ملائكة الرب، ولا يوجد شيء عند الله مستتر عنهم، رؤيا كل قديس تجري مع العقل، ويرى كما يفكر بدون اضطراب، لما يتنقى مثل الملاك من الشرور يعود ويرى روحيا مثل الملاك، تختلط النفس وحواسها في اللاهوت، وهكذا تنظر وترى الهيا كل الطبائع.

        اليشع يرى كمائن الملوك ويفضحها ويحرسه الملائكة: اما اليشع فكان يُحرس من قبل الملائكة، وحيثما ذهب كانت تسير معه القوات، جيش خدام اللاهوت يحيط بخائفيه وينجيهم من المضرات.

– المخطوطة: لندن 17184 ورقة 41

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. الميمر تفسيري. ملفاننا يبرهن فيه بان من ارتقى الى الروحانية يمكنه ان يرى الملائكة والخفايا. ويؤكد كذلك بان الملائكة يحرسون البشر من الشياطين المحيطين بهم. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شباب ملفاننا يوم كان يعلم ويرتل بعيدا عن الجدال في منطقة الرها، اي الى سنة 490م كبقية ميامره على اليشع.

 

 

 

الميمر 120

الخامس على اليشع:

وعلى رؤيا القديسين القادرة ان ترى الخفايا

 

المقدمة

 

1 يا ابن الله رِدْ وازمر لك باسهاب الحان التسبيح بقوى النفس وبتمييز،

2 من موهبتك تاخذ العوالم احتياجاتها، ربنا كمّل نقصي لانني محتاج،

3 اعطني الكلمة واعطني اللحن واعطني المحبة لاتكلم بها بدون جدال وبعجب عظيم،

4 يجمل بك ان تردّ كل يوم على كل الاسئلة لانك لا تخسر لما تعطي لمن يطلب منك،

5 كنزك مليء ولا ينقص ابدا من الآخذين، انه ينبوع عظيم تسيل منه اللجة العظمى،

6 ربي، انت الغنى، الويل لمن ليس غنيا بك حتى لو اقتنى العالم كله ولم يقتنك انت،

7 انت الغنى وانت النور وانت الرجاء، وكل من اقتناك ملك معك في موضع ابيك،

8 اتضح بان غنى العالم ليس حقيقيا، فها انه يسخر شيئا فشيئا من جميع مقتنيه.

 

هموم العالم تعمي النفس

9 الغنى الزمني يُضل الناسَ حتى يمتلكوه /334/ ويفرحوا به، ولما يُغشون به يتركهم،

10 يعتّم النفسَ ويجردها من الله، ويعميها لئلا ترى شيئا ما جيدا،

11 همّ العالم مسدول وقائم في وجه نفسنا، ولا يسمح لها ان ترى جمال اللاهوت،

12 الهمّ يقلق النفس كما يقلق الدخان العين لئلا ترى الجمال الخفي الموجود في الله.

 

طبيعة النفس سامية وترى روحيا الكائنات الخفية

13 طبيعة النفس سامية في بريتها ومليئة جمالا وتقوم عليها صورة اللاهوت العظمى،

14 لما تتنقى من الاعمال العالمية وعندما لا تكون وسخة بالشهوات الغريبة،

15 لما تُجعل سيدة للجسد ولا يامرها، وتدبره بالقداسة ولا يعصي عليها،

16 لما تتطهر من كل الحركات الجسدية تنظر وترى روحيا العوالمَ الخفية،

17 لو اجتاز ملاك امامها لا يخفى عليها، وترى الابالسة والملائكة وجها لوجه،

18 ليست خفية عنها هذه القوات المستترة لانها تنظر وترى افواجها بوضوح،

19 كل قديس يمرّن نفسه بالروحانية يرى بوضوح كل ما يوجد على الارض،

20 جميع القديسين يرون مثل ملائكة الرب، /335/ ولا يوجد شيء عند الله مستتر عنهم،

 

21 موضوع امامهم العلى والعمق والعرض والطول، ويرون مؤخرة العوالم وتحت الارض،

22 عن هولاء القديسين الذين استحقوا اللاهوت لا تخفى اللجج ولا التنانين،

23 رؤيا كل قديس تجري مع العقل، ويرى كما يفكر بدون اضطراب،

24 لما يتنقى مثل الملاك من الشرور يعود ويرى روحيا مثل الملاك،

25 لما يتمرّن جسمه بحواس الهية وصار كله اناء مختارا مليئا اقداسا،

26 لا توجد حركة ولا فكر صغير مضطرب ولا رأي يميل الى العالم والى أعماله،

27 تختلط النفس وحواسها في اللاهوت، وهكذا تنظر وترى الهيا كل الطبائع.

 

رؤيا موسى وهو على جبل نابو (تثنية 34/1-4)

28 يشهد موسى لما كان واقفا على جبل نابو نظر وراى كل ارض اليابوسيين،

29 والكنعانيين والآموريين [ والحثيين[1] وكل مسافات البلدان وتخومها.

 

رؤيا حزقيال لاورشليم وهو مسبي في بابل (حزقيال 8)

30 لما كان حزقيال في السبي بين الكلدانيين راى في اورشليم كل الافعال التي تمت فيها،

31 /336/ لما كان النبي في بابل راى روحيا حتى النساء في معابد الاصنام،[2]

32 راى الرجالَ وسمع صوت تجاديفهم وراى النساء في دنس اصنامهن،

33 بالعين السامية التي كان يملكها سمع وراى القديس بانهن كن يبكين على تموز،[3]

34 لما كان يسكن في ارض بابل نظر وراىكل هذه الامور التي جرت في اورشليم.

 

النفس تستنير بالسيرة الروحية

35 جميع هولاء الذين عاشوا روحيا هم مسلطون على الخفايا حتى يروها،

36 تستنير النفس من السيرة الروحية حتى انها ترى بدون غطاء كل ما يوجد على الارض،

37 وتنظر الى الخفايا والظواهر ولا يوجد شيء خفي عنها في احد المواضع.

 

الهموم والشهوات تعمي النفس وتمنعها من الرؤيا الروحية

38 نحن عتّمنا نفسنا بالشهوات لتصير عمياء ولا ترى روحيا،

39 اقلقناها بالهمّ وبالسِيَر غير الحسنة فاصبحت مظلمة ولا توجد فرصة لترى جيدا،

 

40 بهذه الحياة العالمية والجسدية جعلنا نفسنا عمياء عن (رؤيا) الامور،

41 لا يسهل عليها الا ان ترى الاجسام الغليظة فقط: (مثل) الارض والجبال واجساد الناس والحيوانات،

42 /337/ نفسنا تنظر الى هذه الاجساد الملموسة، وليست مسلطة على الخفايا لتراها،

43 بافعالنا نحن تشبنا بالبهيمة ولهذا اظلمت رؤيتنا كالبهيمة،[4]

44 ولا نرى روحيا مثل هولاء القديسين الذين ادركوا العلى والعمق والعرض والطول،[5]

45 طمرنا نفسنا بالشراهة والطمع وبالاطعمة وبالشهوات غير الحسنة،

46 وبمحبة المال وبشهوة العالم والمقتنيات والعمارات وبالارباح الدنسة كل يوم،

47 مرة الشهوة، ومرة الغضب مستعر فينا: شرّان يلدغاننا كالحيوانات،

48 وبهذه الامور عتمت واظلمت وعميت نفسنا وباد جمالها وليست مستنيرة لترى شيئا.

 

رؤيا زكريا الكاهن للملاك وللشيطان (زكريا 3/1-7)

49 ويقوم الابالسة على هجعات كل العالم، ولا نرى الاعداء الذين يسكنون في جوارنا،

50 الابالسة مختلطون معنا في الاسواق وفي الطرقات وهم مخفيون عنا لان رؤيتنا ليست مستنيرة،

51 هوذا الملائكة مختلطون معنا روحيا، ونحن لا نملك عينا صافية لتراهم،

52 يوجد بيننا ابالسة ينصبون الفخاخ كل يوم، ويوجد الملائكة الذين يساعدوننا بمحبة،

53 /338/ اصدقاء واعداء: قوات مستترة خفية هم مختلطون معنا، وعيننا غليظة لتراهم،

54 قام شيطان ليؤذي الكاهن في الهيكل المقدس، وقام الملاك وزجره وابعده لئلا يقترب اليه،[6]

55 زكريا راى الشيطانَ والملاك، دون ان يشعر ذاك الذي أُنقذ،

56 يريد الابالسة ان يهلكونا لو سُمح لهم، اما الملائكة فانهم قائمون كل يوم لينقذونا.

 

رؤيا دانيال للسامي على العرش وحواليه الربوات (دانيال 7/10)

57 لو نملك عينا ترى روحيا، لكنا نرى المنقذين والمؤذين،

58 لكن بما ان العالم اظلم واعمانا، فهوذا القوات مستترة عنا وهي معنا،

59 اولائك القديسون الذين عاشوا روحيا يرون الابالسة والملائكة حيثما وُجدوا،

60 يسهل عليهم ان يروا مخرج الرياح في سبلها، ومسيرة كل القوات في تخومها،

61 ويرون الافواج العالية والكراسي ونهر النار الموجود امامها،[7]

 

62 وموقف الخدام البهي امام الجوهر، وخدمة بني النور بعجب،

63 دانيال راى ربوات الربوات والوف الالوف وراى السامي على كرسي لهيب مخيف،[8]

64 /339/ نقّى نفسَه بالصوم البهي وبالخضار وبالصلوات وبالسيرة الالهية،[9]

65 وصار بهيا وشهيا حتى يرى روحيا، لان طبيعة نفسه تنقت بالروحانية.

 

رؤيا ميخا للقوات السماوية عن يمين ويسار الله (1ملوك 22/13-28)

66 ميخا كان قد راى قوات السماويين عند الله عن يمينه وعن يساره،[10]

67 راى الربَ على كرسي سام في الموضع العالي، وراى القوات قائمة وهي تحيط به،

68 وفي ذلك المعسكر المخيف العالي سمع كلمات كانت تُنطق بخصوص موت آحاب الوثني،[11]

69 طبيعة نفسه تنقت بالوحي ووصل ليرى العلى العالي مع القديسين،

70 اخذ من وجهه المحاباة وخوف الموت، ودخل ليوبخ الملوك وجها لوجه،[12]

71 لا يوجد تفكير راخ ومضطرب في نفسه، ولا خوف من مملكة آحاب المخيفة،

72 ولهذا امتدت رؤية نفسه حتى انه راى الربَ وشاهد قواته،

73 دخلت نفسه ورات اسرار العلى الخفية والقوات التي كانت تتآمر ليموت آحاب،[13]

74 هولاء الذين عاشوا روحيا يرون هكذا، وللنفس هاتان العينان لما تكون مستنيرة،

75 /340/ عندما لا تكون وسخة، وعندما لا تكون مائلة الى الشهوات، وعندما لا يوجد فيها الهمّ لتطلب من العالم شيئا،

76 وعندما تتحرر من كل الاهواء الجسدية تبين كم ان طبيعتها سامية ومليئة جمالا،

77 وكم انها مستنيرة، وكم انها مقدسة، وكم انها جميلة، وكم انها حكيمة، وكم انها ترى كل الخفايا،

78 كل من عاش مع الله روحيا يرى هكذا كل الخفايا كالظواهر.

 

رؤيا اليشع لنعمان وهو يعطي فضة لجيحزي (2ملوك 5/20-27)

79 كان من السهل على اليشع ان يرى الخفايا التي تُصنع كما (لو انه راى) الجبال والآكام،

80 لما كان في بيته راى نعمانَ الآدومي يعطي وزنة فضة لجيحزي الطماع،[14]

 

81 ذاك القديس كان يرى بوضوح الاعمال الخفية التي كانت تُصنع في الظلمة،

82 لم تكن الجبال والاسس التي في الوسط تمنعه من رؤية شيء ما فيما لو حصل على الارض.

 

اليشع يفضح خطط ملك الآدوميين (2ملوك 6/8-23)

83 كمائن الملوك التي كانت تُصنع سريا، كان يراها بوضوح لما كانت تُصنع،

84 لما كانت تُنطق اسرار خفية في جبال ساعير قام اليشع وفضحها في ارض اليهودية،[15]

85 دارت حرب بين الآدوميين والاسرائليين وشبّ خطر الدم المثير للخصام والداعي الى الحرب،

86 /341/ لما كان اليشع يسكن بين العبرانيين فضح الكمائن التي صنعها الآدوميون،

87 لما كا يفكر ملك آدوم بان يصنع شيئا، قبل ان يفعله وينفذ كلمته كان يبطل التنفيذ،

88 لما كان يهيء كمينا ليصنعه بسرّ، كان يُفضح من قبل اليشع كاشف الاسرار،

89 ملك آدوم كان يصوغ الاسرار في خدره وكانت تنتشر حالا بوضوح بين العبرانيين،

90 كانت تُفضح من قبل اليشع افكار الآدوميين ومؤامراتهم وكل اسرارهم،

91 لما كان في بيته كان ينظر ويرى كل ما هو خفي في منازل الآدوميين،

92 كل المسافات الموجودة وسط البلدَين لم تكن تغطي عنه شيئا لما كان ينظر،

93 كان للرجل رؤية صافية ومليئة نورا، وبها كان يرى كل الخفايا بدون غطاء،

94 ولما اراد الآدوميون ان يبدّلوا الخطط، كان ذاك العبراني يراها ويفضحها،

95 لانه كان يملك عينا ترى روحيا كل اسرار الآدوميين التي كان يفضحها،

96 كان ملك آدوم يتذمر ويضطرب لان كل خفاياه كانت تُكشف بين العبرانيين،

97 /342/ صنع كمينا بخدعة وحيلة عظمى، ونصب الفخ ليوقع العبرانيين في الشرك،

98 كشف اليشع كل الخدعة وكل السرّ، وانكسر قلب الآدومي لكونه قد انفضح،

99 ظن الملك بان احدا من اتباعه يكشف اسراره للاسرائيليين ويفشل خطط نصره،

100 بدأ الرجل يتشكى ويقول لعبيده: احد من اتباعنا يكشف سرنا لاسرائيل،[16]

101 فاعلنوا حالا لملك آدوم بان اليشع يفضح خططهم وكمائنهم،[17]

102 والملك الجاهل الذي سمع هذا، اراد ان يصطاده ولم يعلم بانه اقوى منه ولن يصطاده،[18]

103 ايها الملك لو يسهل عليه ان يرى الخفايا، فها انه يشعر وسينتقل فلماذا تتعب،؟[19]

 

104 ضلّ فبعث قادة الجيوش والجيوش ليصطاد اليشع كاشف الاسرار ويسخر منه،

105 اتى جيش الآدوميين كما أُرسل وبلغ الى القرية التي كان يسكن فيها ذاك القديس،

106 واحاطوا بها من كل الجهات باحتراس ليصطادوه كما امر ملك الآدوميين.

 

الملائكة والمستيقظون يحرسون اليشع

107 اما اليشع فكان يُحرس من قبل الملائكة، وحيثما ذهب كانت تسير معه القوات،[20]

108 جيش خدام اللاهوت يحيط بخائفيه وينجيهم من المضرات،[21]

109 مستيقظو النار كانوا يحيطون به من كل الجهات ولم يكن يقترب منه القنوط او يؤذيه،

110 تلميذه الذي راى الخيول والقوة العظمى خاف مثل الصبي من الافواج القوية،

111 خاف وعاد الى اليشع فزعا وقال: آه يا سيدي كيف نعبر من الفرسان،؟[22]

112 اليشع لم يكن يخاف من الافواج، ولم يكن يحسب بأس الملوك شيئا،

113 كانت تحيط به قوات بيت الله التي كانت اكثر من الجموع المحيطة به،

114 كان يوجد معه مستيقظو النار وخدام اللهيب الذين كانوا اكثر من ان يُحصوا،

115 ابناء اللهيب كانوا قد ركبوا ضد الآدوميين ليصيروا سورا لمختار بيت الله،

116 حالما امر الملك لياتوا الى اليشع امر الله الخدام وتطلعوا امامهم،

117 رمز رب الكل الى جوق اللهيب وامتطى ليطرد المفسدين عن اليشع،

118 وركبوا وخرجوا من معسكر السماويين ليقلقوا هولاء الذين اتوا الى الجميل،

119 /344/ فامتلأ الجبل فرسان النار وخيول النار والقوات ضد قوة المحاربين،

120 كانوا يحيطون به حتى ينثروا الجمرات وينقذوه من ايدي الآدوميين لو اقتربوا منه،

121 عبيد الملك احاطوا بالقرية ليصطادوه، وعبيد الرب حطّوا على الجبل لينقذوه،[23]

122 نار الخدام مخفية في اشخاصهم وصامتة وحاضرة لتبين بأسها لو طُلب منها،

123 النار تمتطي خيول اللهيب المخيفة وهي حاضرة لتحرق فيما لو حدث شيء ما لاليشع.

 

اليشع يصلي لتنفتح عينا خادمه ليرى جيوش النار (2ملوك 6/17)

124 لما خاف التلميذ من غبار الجيش الذي رآه، شجّعه معلمُه لئلا يخاف من الكثيرين،

125 القوات الموجودة معنا هي اكثر من قوات الآدوميين المحيطة بنا،

 

126 وصلى البهي على التلميذ حتى يراها، وفتح الربُ عينَي الصبي كما تضرع اليه،[24]

127 راى الفرسان وخيول النار المليء منها الجبل: انه منظر مخيف ومرعب لمن يشاهده،

128 اللهيب المسجور الابدي والعزيز كان ملجما بشكل الخيل ليقوم بالعمل،

129 ركبت النار لتكوّن جبهة بدل اليشع لاجل حراسة الرجل العظيم والالهي،

130 /345/ الرجل راى النار واقفة صفوفا صفوفا، وخيول النار وفرسانها اجواقا اجواقا،

131 راى اللهيبَ وفيه الفرسان وفيه الخيول اشكالا اشكالا وصورا مختلفة،

132 التلميذ راى فوجَ اللهيب واحتقر الآدوميين وفرسانهم،

133 لم يكن جديدا استقبال اليشع لهم لانه كان يراهم كل يوم مثل قريب،

134 كان البهي مقتنيا رؤية صافية تنظر وترى كل الخفايا ليرى كل يوم روحيا،

135 طبيعة نفسه كانت نقية وصافية روحيا حتى يرى كل يوم الخفايا التي تُصنع،

136 راى بان الجبل مليء بملائكة اللهيب، وطلب من الرب ان يراهم التلميذ ايضا.

 

اليشع يصلي لتعمى عيون الآدوميين (2ملوك 6/18)

137 خرج والتقى بالآدوميين بجبروت وطلب من الرب فاعماهم وحيرهم،[25]

138 وبدأ يتكلم ويسخر من الآدوميين: هذه ليست الطريق ولا القرية فلا تستعجلوا،[26]

139 هلموا واقودكم عند الرجل الذي تفتشون عنه، فقادهم على درب السامرة وهم لا يريدون،[27]

140 الرب نور ومنه يستنير جميع عارفيه، ومن هو بعيد عن الله يمشي في الظلمة،[28]

141 /346/ عبد الرب عينه جلية ومليئة نورا، وكانت اوهام السراب تتبع الآدوميين،

142اولا، لان الله كان قد ربط الآلاف، وجلبهم واتى بهم وادخلهم الى السامرة،

143 رجل واحد يقود كل الجيش بدون معركة، وهم اضعف واوهن من ان يتخلصوا منه،

144 اقلق رؤيتهم وربطهم باعينهم وجلبهم الى حيث شاء واضعفهم،

145 كانوا قد أُرسلوا ليصطادوه مثل الجبابرة، فاصطادهم هو وجلبهم مثل الضعفاء،

146 جلب ثوب الضلالة وبسطه على وجوههم، وقادهم مثل العميان حتى يخزيهم،

147 يذهبون معه وينظرون اليه ولا يرونه ليصيروا سخرية: بجنونهم على من تجاسروا،؟

148 طُعن الاشقياء من قبل ملائكة الله التابعين له وهرب نور وجوههم،

 

149 كانت تُبسط الاوهام من لهيب اليشع على وجوه الآدوميين،

150 القوة الخفية ضربت بالعمى وبالعجب الشعبَ الباصر لئلا يتعرفوا على الدرب،

151 اللهيب الذي أُرسل من قبل الله جعلهم كليلي العيون بحيث ينظرون ولا يبصرون،

152 /347/ ذاك الجبار المتشح بغلبة كان يذهب في الطريق وتتبعه جيوش وجيوش:

153 الآدوميون ليصطادوه لو استطاعوا، ومستيقظو العلى ليساعدوه لو يؤمرون،

154 الخيول وفرسان اللهيب من يمينه، وجيش الآدوميين العظيم من يساره،

155 هولاء مكشوفون واولائك مخفيون عن المشاهدين، وهو كان ينظر الى الجهتين كالنيّر،

156 كان يسهل عليه ان يرى البشر والملائكة بعين صافية وسامية البصر التي كان يقتنيها،

157 كان يحيط به جيش السماويين، وكان مختلطا به روحيا مثل ابن جنسهم،

158 كان قد سرق نور عيون الآدوميين، ووجّههم الى حيث شاء مثل العميان،

159 جيوش النار معه مثل الاحباء، ومعه الآدوميون الاعداء ولا يرونه.

 

اليشع يصلي فتنفتح عيون الآدوميين (2ملوك 6/20)

160 كان قد قادهم وادخلهم الى السامرة، ودعا الربَ ففتح عيونهم المغلقة،[29]

161 رفع عنهم الضلالة التي كانوا يلبسونها، فاستناروا وعرفوا اين هم،؟ وكيف اتوا،؟

162 عرفوا ايضا بانه الرجل الذي كانوا يفتشون عليه، فخافوا واضطربوا لانهم كيف لم يعرفوه في الطريق،؟

163 /348/ فهموا بانه اليشع وانهم كانوا يبعثون عنه، وهو يتكلم معهم في الطريق ولم يعرفوه،

164 الاشقياء اضحوا ملامين وضعفاء ومليئين خوفا ومحتقرين وجهلة وتحت الموت الذي افزعهم،

165 نظروا الى الرجل الالهي كما هو، واحتقروا الملك الذي ارسلهم،

166 زادوا في احتقاره لانه اراد ان يستهزيء برجل يقدر ان يربط الالاف ويسجنهم،

167 رجل استطاع ان يطرد صفوف العساكر ويحبسها بدون سيف وبدون سلاح،

168 ادخل الآدوميين وحبسهم داخل الاسوار وداخل الابواب العالية والمغلقة،

169 واضعفهم مثل النساء بدون حرب واركعهم وارهبهم وهو يتباهى.[30]

 

 

اليشع يمنع ملك السامرة من قتل الآدوميين

(2ملوك 6/21-22)

170 جلب اعداء ملك السامرة مثل الضعفاء واقامهم امام وجهه،

171 رآهم الملك وتحرك مثل الجبار ليقتلهم كانما هو انتصر وجلبهم وسجنهم،

172 اراد ان يرفع يده ويبيدهم بالسيوف، اما رجل الرب فقد منعه من اقتراف الشر،

173 ايها الملك انك لم تضعفهم في الحرب، فلا تضربهم بقوسك ولا بسيفك،[31]

174 /349/ لا تفتخر بنصر ليس نصرك، اطعمهم واسقهم واجعلهم يتحيرون،[32]

175 واغلب الشر بالخير الذي سيصير للآدوميين…،[33]

176 كان يليق بذلك القديس الالهي ان يطعم الرجال الذين اتوا ليصطادوه،

177 بالاعجوبة العظمى التي صنع افزعهم وملأهم حيرة عظمى ثم ارسلهم.

 

الخاتمة

178 كان قد صنع الامان بين الجهتين بدون معركة، مبارك الذي اعطانا القوة والبأس والجبروت.

 

كمل (الميمر) الخامس على اليشع

 

 

 

 

 

[1] – نص: دذحثيِا، بيجان يصوب: وذحيثيِا. تثنية 34/1-4

[2] – حزقيال 8/14

[3] – حزقيال 8/14

[4] – ايوب 18/3؟

[5] – افسس 3/18

[6] – زكريا 3/2

[7] – دانيال 7/10

[8] – دانيال 7/10

[9] – دانيال 9/3، 1/16

[10] – 1ملوك 22/19

[11] – 1ملوك 22/20

[12] – 1ملوك 22/17

[13] – 1ملوك 22/20

[14] – انظر، ميمره 119

[15] – 2أيام 20/10

[16] – 2ملوك 6/11

[17] – 2ملوك 6/12

[18] – 2ملوك 6/13

[19] – 2ملوك 6/14-15

[20] – 2ملوك 6/16-17

[21] – مزمور 34/7

[22] – 2ملوك 6/15؟

[23] – 2ملوك 6/17

[24] – 2ملوك 6/17

[25] – 2ملوك 6/18

[26] – 2ملوك 6/19

[27] – 2ملوك 6/19

[28] – مزمور 27/1، يوحنا 8/12

[29] – 2ملوك 6/20

[30] – ملفاننا يقارن ضعف الرجال بالنساء لكون المرأة اضعف من الرجل: انها الجنس اللطيف!

[31] – 2ملوك 6/22؟

[32] – 2ملوك 6/23

[33] – نقص في المخطوطة؟. رومية 12/21