الميمر 111 الذي الّفه مار يعقوب الملفان على هاتين الزانيتَين

الميمر 111

 

        ايها الرب افتح شفتيّ لاتكلم عن نعمتك، لان السماء والارض ممتلئتان منك وصغيرتان بالنسبة اليك، يا ملك العلى الذي جميع الملوك هم تحت سلطته، لتعطِ كلمتُك كلمةً لكلمتي وبها اتكلم.

        انا استحق العذابات والضربات لانني اهملتُ ان آخذ منك الغنى لمدة طويلة، ماذا اقول عن ابن يسى وكيف اصمت، لانه قلب الرب ومن يقدر ان يتكلم عنه،؟ اتكلم عن ابن يسى بمحبة وانا مندهش ولو اغرق بين امواجه بك اصعد منها، المحبة التي تتكلم عن الجميل لا تُلام لانها تكثر الكلام بقدر ادراكها لا لتحدد،الطفل يتكلم امام والده بمحبة ويصغي ابوه بمحبة الى كل ما يقول له، واذ يسمعه بالاستعارات التي يفعلها يقبلها مثل ذلك الذي يتكلم الحقائق، يلثغ كثيرا ولا يميز ما يقوله، ويفرح من كلامه اكثر من كلام الفلاسفة اذاً هانذا اتكلم امام الله بمحبة عظمى مثل ولد امام ابيه، هانذا اتكلم ولو اصغّر فانا لا اصغّر لانه يسهل على المحبة ان تتكلم كثيرا عن كل ما تريد.

        سليمان يحكم بين الوالدتين الزانيتين: الام الحقيقية صرخت الى الملك قائلة اشفق وترحم على ابن نذوري ،كما اشفق ابوك على مضطهديه، داؤد ابوك لم يحجب المراحم عن شاؤل عدوه، سيدي، اطلب ان تشفق ايضا على الولد، سيدي، لو يموت ساموت انا قبل الطفل لئلا ارى االسيف يشق جسد الطفل، حاشا لي ان ارى ذاك الذي صوره الرمز في حضني يُجزأ جسده الى قسمين بدون ذنب، هوذا ثدياي يبكيان على الولد بمرارة، وبدل الدموع يسكبان الحليب من حلمتيهما، لو كان لثدييّ كلمة وصوت ليبكيا لكانا يبكيان عليه بالم عظيم امام الكثيرين.

        سليمان يصدر قراره: هذه التي بكت بسبب موت وحيدها هي بدون شك امّ الطفل الحي، وهذه التي طلبت ان يموت الولد الباقي حيا هي امّ الطفل المخنوق بدون ريب، اعطوا الطفل الحي لامه ولتذهب، والطفلَ المخنوق علقوه في رقبة امّ الميت.

– المخطوطة: لندن 17159 ورقة 48

– يرد في البداية اسم مار يعقوب الملفان وفي النهاية يرد اسم الطوباوي مار يعقوب. يقول السروجي وهو يذم نفسه انه اهمل كثيرا من اخذ الغنى ليتكلم عن داؤد وعن ابنه سليمان. لا يعطي ملفاننا سببا لهذا الاهمال. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى فترة الشباب اي الى حوالي سنة 480-490م.

 

 

الميمر 111

الذي الّفه مار يعقوب الملفان

على هاتين الزانيتَين[1]

 

المقدمة

 

1 ايها الرب افتح شفتيّ لاتكلم عن نعمتك، لان السماء والارض ممتلئتان منك وصغيرتان بالنسبة اليك،[2]

2 يا ملك العلى الذي جميع الملوك هم تحت سلطته، /117/ لتعطِ كلمتُك كلمةً لكلمتي وبها اتكلم،[3]

3 يا تاج التيجان الذي يزيل التيجان وتاجه ثابت، ساعدني لاتكلم عن مملكة ابن داؤد،[4]

4 يا ملك الحياة الذي يظفر التيجان لملوك الارض، ساعدني لاتكلم عن انتصارات الملك سليمان،

5 ايها الحاكم الذي جميع الحكام هم ادنى منه، لا يتسلط الشرير وقوته في رعيتك،

6 يا [ ديان[5] الكل الذي كرسيه مهيأ بالاستقامة، وجّه قصتي الى الهدف الذي اتابعه،

7 هوذا كل الاجيال تاخذ ثروة من موهبتك لان ثروتك متينة وكنزك [ فائض[6] كالينبوع،

8 من لا يسأل عنك تحسبه مثل بطال، ولما ياتي ويطلب منك فهذه فائدة له.

 

يعقوب يستحق القصاص لانه لم يطلب من الرب لمدة طويلة

9 اذاً انا استحق العذابات والضربات لانني اهملتُ ان آخذ منك الغنى لمدة طويلة،

10 من سالك ولم ينل منك كل احتياجاته،؟ او من دعاك ولم ينل منك كل اسئلته.؟

 

حزقيا وداؤد سألا من الرب ونالا مرادهما

11 حزقيا دعاك ومن الموت نبعت له الحياة، وبدموعه زال عنه قصاص الموت،[7]

12 نظر اليك داؤد وجعلته ملكا من وراء الغنم، وانتصر على جليات وقهر جميع مضطهديه،[8]

13 الشرير هيج عليه الحرب من كل الجهات، ولان يمينك مسكت بيده فقد وقف وتقوى،

 

14 الشرير القى في قلبه ان يحصي كل شعبه، فادّبه الرب بالمراحم وقبله بمحبة،[9]

15 جعله ملكا وملأه روح النبؤة، وفاضت ثروة كلماته وملأت كل البرايا،

16 صار ينبوعا يتفجر كلمات الروح القدس، وشرب منه الشعوب والعوالم، وهم ايضا عطاش عليه.

 

يعقوب يتكلم

17 ماذا اقول عن ابن يسى وكيف اصمت،؟ لانه قلب الرب ومن يقدر ان يتكلم عنه،؟[10]

18 اتكلم عن ابن يسى بمحبة وانا مندهش ولو اغرق بين امواجه بك اصعد منها،

19 المحبة التي تتكلم عن الجميل لا تُلام لانها تكثر الكلام بقدر ادراكها لا لتحدد.

 

كلام الطفل امام والده اجمل من كلام الفلاسفة

20 الطفل يتكلم امام والده بمحبة ويصغي ابوه بمحبة الى كل ما يقول له،

21 واذ يسمعه بالاستعارات التي يفعلها يقبلها مثل ذلك الذي يتكلم الحقائق،

22 يلثغ كثيرا ولا يميز ما يقوله، ويفرح من كلامه اكثر من كلام الفلاسفة،

23 اذاً هانذا اتكلم امام الله بمحبة عظمى مثل ولد امام ابيه،

24 /119/ هانذا اتكلم ولو اصغّر فانا لا اصغّر لانه يسهل على المحبة ان تتكلم كثيرا عن كل ما تريد.

 

داؤد لجة النبؤة

25 اتحدث اذاً عن لجّة النبؤة: كم كان يتحدث بقوة بواسطة امواج الروح،

26 مشى في الطريق المليئة اسرارا والغازا ووزع وملأ المسكونة غنى روحيا،

27 [ خرجت من بطنه[11] الانهار كما هو مكتوب ولا يُشبع من المياه الحية التي جرت منه،

28 تدفق موج تراتيله اكثر من جيحون وغسل ونظف وسخ النفس من الصادقين،[12]

29 اعطى تجارة مليئة تطويبات لكل من تتلمذ، [ ويعمل[13] جماله الروحي ليل نهار،

30 زرع في العالم زرع الحياة الصالحة، فنام واتى زرعه الواحد ثلاثين وستين ومئة،[14]

 

31 فلح بنشاط في كرم بيت الله، وبلغ الزمن ليستريح فيه من تعبه،

32 ولما علم الماهر في المعرفة بان اجلَه قد وصل، اراد ان يبين بنوع متميز المحبة للرب.

 

الرب يرفض ان يشيد داؤد له بيتا

33 راى ان الموت اتى ليحل هيكل جسده، فاراد ان يبني الهيكل المقدس للرب ربه،

34 راى النبي ان نول جسده وصل لينقطع، /120/ فاراد ان يبني بيت الغفران لضابط الاقاصي،

35 ولما ابان فكرة تشييد البيت للرب، تكلم الرب معه بالروح وقال له:

36 يا ابن يسى لا تبنِ لي بيت الحجارة، لان قلب العادلين يقدر ان يسعني لأُكرم فيه،[15]

37 لا تسعني السماء والارض بحدودهما، لان قلب العادلين فقط يسعني لأُكرم فيه،

38 انا أُكرم وأُقدس في نفس العادلين، ولا يقدر ان يسعني بناء ايادي الناس،

39 السماء التي هي عرشي لا تسعني في حضنها، ولا الارض التي هي موطيء تحت رجليّ،[16]

40 سماء العلى قستُها بشبر مثل عارف الكل، وبحفنتي كِلت تراب ارضي مثل المسلط على الكل،[17]

41 انت لا تشيّد لي بيتا لاكرامي حيث أُكرم لان اصابعك اهرقت دم الناس كثيرا،[18]

42 ابنك يبني لي بيتا لاحل واتقدس فيه، ولو حسن لدي اكون معه كما كنتُ ايضا معك.[19]

 

داؤد يتكلم مع شعبه ويوصيه بالامانة لله (1أيام 28)

43 كان داؤد قد سمع كلمات ربه التي وُجهت اليه وامر فاتى كل شعب اسرائيل،

44 صدر امره وجلب الآلاف بلا احصاء، وجمع صفوفا بلا عدد الى المملكة،

45 وبدأ الراعي الصالح يتكلم مع رعيته /121/ وهو يرعاها روحيا بالمأكل والمشرب،

46 يا ابنائي: انا اذهب في درب كل الارض العظمى، وأُدفن مثل آبائي بين الموتى،[20]

47 واردتُ ان ابني بيتا للرب قبل ان اموت، ولم يشأ الرب ان ابنيه انا كما فكرتُ،[21]

48 لكن قال لي الرب: ابنك يبني لي بيتا عظيما لاحل واتقدس فيه،[22]

49 ابني سليمان هو صبي وصغير جدا، والرب الذي براه يدبره ويعطيه الحكمة،[23]

 

50 اسلكوا في درب بيت الله، ولا تحيدوا عنها يمينا ولا يسارا،

51 احفظوا اوامره ونواميسه وفرائضه لتاكلوا اثمار وطوبى الارض كما هو مكتوب،[24]

52 يا ابنائي لا تتشبهوا بآبائكم الذين اكلوا وتجاسروا، فالقى الرب جثثهم في موضع مقفر،[25]

53 انظروا كم احاطت بي المحن والمخاطر الشريرة والرب نجاني وتقويت على جميع الملوك،[26]

54 وانتم لو ثبتم معه بمحبة كاملة، سوف لن تؤذيكم الحروب والمخاطر وكل الصعوبات.

 

الشعب يبكي على فراق داؤد وينال بركته

55 ورفع الشعب صوته وبكوا وقالوا له: /122/ وراء من نذهب لو نفقدك يا رفيقا صالحا،؟

56 من يسقِنا شرابا صالحا كما سقيتنا ويساعدنا ويسترنا [ بصلواته،؟[27]

57 ودعا الربَ وسلمهم اليه ليحفظهم من الزلل ومن صعوبات العالم الشرير،

58 وبارك داؤد [ الشعب[28] كله واطلقه ليذهب، والصبي سليمان تاثر متالما وبكى.

 

داؤد يبارك سليمانَ ويودعه

59 سيدي ماذا افعل لو طالبوني باصدار الحكم لانني صبي ولم اتمرس على الحِكَم،؟

60 قال داؤد: الرب الذي حفظني منذ طفولتي وسلّم في يديّ الثروات وكنز النبؤة،

61 يعطيك الحكمة والاستنارة والجبروت والمعرفة التي تُصدر الاحكام.

 

موت داؤد

62 وبارك داؤد كل الشعب وابنه سليمان ورقد هو ايضا مع آبائه بين الموتى،

63 استراح التعبان ودخل الى منزل الراحة واتى بعده سليمان الصبي ليدبر (المملكة)

64 استراحت تلك الشيخوخة المليئة جمالا [ ودخل[29] وراءها الشباب المتشح بالاسرار.

 

 

صلاة سليمان (1ملوك 3/1-15، 2أيام 1/7-12)

65 كان داؤد قد رقد كما لو كان بموت هاديء، واتى بعده الصبي سليمان ليدبر،

66 /123/ قال له: احفظ وصاياي كما حفظ ابوك، وقم وتشدد على مملكة داؤد ابيك،

67 واكون معك واعظّم اسمك في الارض كلها لو تكون معي وتحفظ وصيتي وتصنع ارادتي،

68 وركع الصبي ليصلي امام الله صلاة طاهرة مليئة جمالا لمن يتامل فيها،

69 الصبي البتول ارسل صلاة بتولا للرب بكلام محبوب، وسمعه الرب في موضعه السامي،

70 يا اله ابي داؤد اقبل طلبتي ولا تبتعد عني لانك اخترتني لاصير ملكا،

71 اعطني قلبا مليئا باسرار الخفايا لاحكم شعبك بعدل وببرارة،[30]

72 انا صبي فكن لي شيخا معلما اكثر من الكل، وارشد وحذّر وعلّم وحكّم ابنَ داؤد،

73 لم اسأل منك توفير الغنى لكن لاعرف ان ادبر حسب ارادتك،[31]

74 لم ولن اطلب نفوس اعدائي، انما (اطلب) قلبا مليئا باسرار الايمان.[32]

 

الرب يستجيب صلاة سليمان (1ملوك 3/11-14، 2ايام 1/11-13)

75 حينئذ تكلم الرب معه وقال له: انا اخترتك ولن ابتعد عن مساعدتك،

76 ولان فمك [ طلب[33] حكما عادلا، /124/ وابغضت الغنى والفخر الباطل،

77 اعطيك ثروة ومجدا مع العظمة، وستنتشر سمعتك في الاقاصي وفي البلدان،[34]

78 وياتون ويرون كم ان حكمتك عظيمة، وينتشر خبرك لدى ملوك وجماعات الارض،

79 وكل الجهات تطيع مخافتك…،[35]

 

قضاء سليمان بين الزانيتين (1ملوك 3/16-28)

80 لما انهى الرب كلماته مع ابن داؤد وختم الموضوع الذي تطرق اليه سريا،

81 وكبر الصبي وتُوج على بيت داؤد وفرح الشعب بسليمان كما فرح بداؤد،

82 في بداية تسلّمه (المُلك) وجلوسه على عرش مملكته حدثت دعوى صعبة على شبابه،

83 اثار الشرير خصاما صعبا بجسارة لكي يُمدح الرب بسبب ما وعده له،

 

84 حكيم العالمين كان يُمدح بسبب الصبي سليمان، لانه لما يشاء تنتصر قوته بما هو صغير،

85 امرأتان زنتا وتعدتا على الناموس، ومن الزنى نالتا اجرة باطلة،

86 دخلتا وسكنتا باثم في بيت واحد، وحبلتا وولدتا بجسارة طفلَين محبوبين،

87 الرب الحكيم والمليء عجبا وجبروتا لما براهما صورهما بشبه واحد.[36]

 

امّ الطفل الحي تطالب بطفلها الذي سرقته ام الطفل المخنوق

88 /125/ وبجسارتهما شربت كلتاهما خمرا مثل الزانيات ونامت المرأتان، وخنقت احداهما ابنها،

89 تلك التي اختنق وأُلقي طفلها ايقظها خمرها، وزرع الشرير في قلبها ما عليها ان تفعله،

90 خانقة ابنها اخذت حالا الطفل الميت وبدّلته بالحي الذي كان موضوعا عند رفيقتها،

91 اخذت الحيَ ووضعت عندها الطفلَ الميت ولم تشعر امّ الحي التي سُرق طفلها،

92 لما طار نوم امّ الطفل الحي اخذت تعطي الحليب لابنها حسب الناموس،

93 كانت توقظ الطفل ولم يستيقظ ليرضع لان نفسه مأخوذة ولا يوجد صوت بين شفتيه،

94 الحليب ايضا لم يغلِ للطفل لانه ليس طفلها ولم تثر مراحمها على الطفل مثل كل يوم،[37]

95 واذ كانت مندهشة ومتالمة مما حدث لها، بكى طفلها المضطجع عند رفيقتها،

96 حالما سمعت امّ الطفل صوت ابنها غلي الحليب وبدأ يقطر ازاء الطفل،

97 الطفل يولول والحليب يقطر من والدته، ومراحم امه تصرخ اليه بمرارة،

98 /126/ ارسل الطفلُ اصوات البكاء من شفتيه، وسكب الثديان قطرات الحليب من حلماتهما،

99 قالت امّ الطفل الحي بصوت عال: ايتها الجسورة [ اعطيني[38] الطفل الذي سرقته يداك،

100 بماذا اذنبتُ اليك،ِ؟ وبماذا ظلمتك وتعديت عليك،؟ وماذا صنعت بك حتى تكافئيني بهذه [المكافأة[39] السيئة،؟

101 يا قاتلة ابنها اعرف جسارتك، وقد [ تعلمتها[40] بالخبرة منذ امد بعيد.

 

جواب امّ الطفل المخنوق لام الطفل الحي المسروق

102 قالت امّ الطفل الميت بصوت عال: ابنك هو الميت وهانذا احمل ابني الحي،

103 احتفظي بميتك وبجسارتك قتلتِ ابنَك، وانا مثل حكيمة امسك واحرس حبيبي.

 

سليمان يدعو الزانتين ليقاضيهما

104 صخبت المرأتان وتخاصمتا بصوت عال، وقلق كثيرا الشعب والاحرار مع الرؤساء،

105 نتفتا شعرهما وجرحتا وجهَي شخصيهما، وبلغ خبر الموضوع الى سليمان الملك،

106 ارسل حالا ودعاهما بسرعة وتهيأ وجلس ليسمعهما قضائيا،

107 تجمع واتى كل شعب اسرائيل لينظر الى القضاء الذي يصدره الملك في بداية (مُلكه)،

108 /127/ ويروا هل ثبتت كلمة الرب عنده، وهل يبين له الحقائق وينصره،؟

109 فلو يقضي بين المرأتين في دعوى فيها القتل، فان قوة الرب هي معه وتدبره،

110 هوذا دعوى لا يعرفها غير الرب، فاذا حلّها فان الرب [ كشفها[41] له بالحقيقة،

111 شعب اسرائيل واقف وينتظر ان يسمع الحكم الذي يصدره الملك في بداية (مُلكه).

 

سليمان يطرح الاسئلة على المرأتين

112 فتح فمه وسألهما بحكمة ليعرف منهما السر الخفي عن الكثيرين،

113 ايتها المرأتان [ قولا] لي [ واكشفا[42] لي ما حدث، منكما اتعلم الحقائق كما هي،

114 لماذا اقلقتما الشعب والاحرار مع الرؤساء، وهوذا كل واحد مضطرب بشرور افعالكما.؟

 

امّ الطفل الحي تشرح مشكلتها

115 قالت امّ الطفل الحي بصوت عال: بحياة ابيك اسمع وقل لنا الحقائق،

116 غلي فكرها ومحبتها عرّفت ما في قلبها: عندما لا يكون احد مذنبا شخصه يدلّ على نيته،[43]

117 الرب الصباؤوت الذي رافق اباك ليكن معك يكشف لك بانني لا اكذب امام عظمتك،

118 سيدي اكشف القضية لك ولمملكتك، /128/ انقذني من ظلم القاتلة التي سرقت حبيبي،

119 انا وهذه صنعنا شركة الاثم، ومن الزنى اخذنا اجرة باطلة،

120 ذاك المصور الذي يصور الاجنة في البطون صور فينا جنينَين وولدناهما حسب ارادته،

121 لا يُميزان بينهما لا بالصغر ولا بالكبر لاننا ولدناهما بالحقيقة في وقت واحد،

122 هذه سكرت بخمرها الكثير وبجرمها، ولما كانت نائمة خنقت ابنها ولم تشعر بالامر،

123 اخذت الحي ووضعت عندي الطفل الميت، وتكذب وتصرخ (قائلة): الحي يخصني والميت يخصكِِ.

 

 

امّ الطفل الميت تشرح مشكلتها

124 قالت امّ الطفل الميت بصوت عال: سيدي لا تسمع الاكاذيب غير الصادقة،

125 يلزم قبول الفعل اكثر من الكلمات، والواقع يثبت بذاته [ ويدينها،[44]

126 هانذا احمل الطفل الحي فوق كتفيّ، ومن يقل انه ليس ابني بعد هذه (الدلائل)،؟

127 هذه التي سكرت تحمل الطفل المخنوق، وبسكرها قتلت ولدها، فلتحتفظ بطفلها،

128 لتبكي [ وترثي[45] لانها سكرت وخنقت وحيدها، وانا افرح لانني حافظت على حبيبي مثل حكيمة.

 

سليمان يصلي ثم يصدر الحكم

129 /129/ سمع الملك هذه الكلمات من فمَيهما وتحير من مشكلة المرأتين الجسورتين،

130 رفع عينيه الى عارف كل الخفايا ليتعرّف منه على الغاز كل الحِكم الخفية،

131 غلي في الصلاة وبدأ حالا يصلي خفية للخفي السامع كل يوم من يدعونه:

132 يا اله ابي داؤد اقبل طلبتي واكشف امامي كما [ سألتك[46] منذ البداية،

133 ربي، ماذا افعل ها انهم يطالبونني باصدار حكم، وانا صبي وتصعب القضية عليّ كثيرا،؟

134 لو احل مشكلة المرأتين الموجود فيها القتل، سيُمجد اسمك في اصقاع العالم كله،

135 ولو لم اقدر ان احل مشكلة الجسورتين ساصير اضحوكة في كل شعب اسرائيل،

136 واذ كان الحكيم يفكر ماذا يفعل، هبط الوحي الى نفسه وعلّمه الحقائق،

137 ودعا حالا [ السياف[47] وقال له: هاتِ الطفلين وخذ السيف وقطّعهما كليهما،

138 وقطع جسديهما بدون شفقة بين المرأتين، وليكن الطفلان الميت والحي لكلتيهما.

 

امّ الطفل الميت تقبل القرار

139 امّ الطفل الميت ركعت وسجدت: (وقالت): /130/ سيدي، اقبل، فالحكم الذي اصدره فمك حسن،

140 هي لن تفرح، وانا لن اتضايق بموت حبيبي، لو هو ابني او ليس ابني فليؤخذ بالسيف.

 

 

امّ الطفل الحي لا ترضى بتقطيع الطفل الى نصفين

141 حثت مراحم تلك التي ولدته بالم فتناثرت دموعها كالسواقي على خدّيها،

142 تدفق سيل الدموع من بؤبؤيها وبدأت تبكي بمرارة وباصوات الحزن،

143 لما كان السياف يستل السيف ليقتل اشار اليه الملك بان يحجب يده عن الولد،

144 الطفلان الميت والحي موضوعان وسط الجموع، والحي يولول دون ان يعرف السبب،

145 حليب ودموع والدته مخلوطان وصوت الطفل مخلوط بصوت والدته ببكاء عظيم،

146 من كان يقدر ان يشاهد وسط الجموع السيف مستلا ليقطّع الطفلين بدون شفقة،؟

147 من كان له قلب حجري لئلا يتالم لما كانت [ تُسمع[48] اصوات بكاء الطفل وامه،؟

148 كثرت التنهدات وجرت الدموع من البؤبؤين وصرخت باصوات اثارت شفقة سامعيها،

149 صرخت الى الملك قائلة: اشفق وترحم على ابن نذوري ،كما اشفق ابوك على مضطهديه،

150 /131/ داؤد ابوك لم يحجب المراحم عن شاؤل عدوه، سيدي، اطلب ان تشفق ايضا على الولد،[49]

151 سيدي، لو يموت ساموت انا قبل الطفل لئلا ارى االسيف يشق جسد الطفل،

152 حاشا لي ان ارى ذلك الذي صوره الرمز في حضني يُجزأ جسده الى قسمين بدون ذنب،

153 هوذا ثدياي يبكيان على الولد بمرارة، وبدل الدموع يسكبان الحليب من حلمتيهما،

154 لو كان لثدييّ كلمة وصوت ليبكيا لكانا يبكيان عليه بالم عظيم امام الكثيرين،

155 واذ ليس لهما كلمة ولا صوت فانهما يسكبان قطرات الحليب بحزن ازاء صوته،

156 سيدي، اعطه لها وليذهب معها كما سالت، واذ ليست امه لتصبح امه وهذه عظمة لي،

157 كلما ارى الطفل موجودا لن احزن، لو يموت ساتراخى واموت حزنا.

 

سليمان يعطي صاحبة الحق حقها

158 حينئذ رفع الملك صوته وسط الجموع ليبين الحقائق للعالم كله،

159 اصدر الحكم بعدل وبحكمة بواسطة تلك المعرفة الروحية التي اعطاها اياه الرب ربه،

160 فتح فمه ليتكلم بصوت عال وسمع الشعب القضاء العادل الذي اصدره الملك،

161 /132/ هذه التي بكت بسبب موت وحيدها هي بدون شك امّ الطفل الحي،

162 وهذه التي طلبت ان يموت الولد الباقي [ حيا[50] هي امّ الطفل المخنوق بدون ريب،

163 اعطوا الطفل الحي لامه ولتذهب، والطفلَ المخنوق علقوه في رقبة امّ الميت.

 

 

الشعب يمدح حكمة سليمان (1ملوك 3/28، 1ملوك 5)

164 حينئذ هتف كل شعب اسرائيل حتى يمجد الرب الذي اعطى له الحكمة،

165 مبارك الرب الذي حافظ على محبة عبده داؤد واقام بعده ابنه وملأه حكمة،

166 مبارك الله الذي الذي كشف القضاء للملك سليمان، وفقّهه ليقوم على المملكة بعد ابيه،

167 عظم كرسي الملك سليمان على اسرائيل، وانتشر خبره بين البلدان وشعوب الارض،

168 ملكة سبأ تذهب [ لتستفسر عن حِكمه[51] وتقابله بعطور كل الروائح.

 

الخاتمة

169 هذا هو الحُكم الاول الذي ابرمه ذاك الحكيم، مبارك الديان الذي يدين في نهاية العالم.

 

كمل الميمر الذي الّفه الطوباوي مار يعقوب على هاتين الزانتين

 

 

[1] – اضافة الناشر: على قضاء سليمان

[2] – مزمور 51/15

[3] – تلاعب على لفظة: الكلمة

[4] – تلاعب على لفظة: التاج

[5] – نص: داين، بيجان يصوب: دُإن

[6] – نص: مَشفَع، بيجان يصوب: مشَفَع

[7] – 2ملوك 20، اشعيا 38

[8] – 1صموئيل 16-17، 2صموئيل 7/8

[9] – 2 صموئيل 24

[10] – اعمال 13/22

[11] – نص: خرج من بطنها، بيجان يصوب: خرجوا من بطنه. يوحنا 7/38

[12] – تكوين 2/13

[13] – نص: يتعبون، بيجان يصوب: عوالم؟

[14] – متى 13/8، مرقس 4/27

[15] – 2صموئيل 7/5، اشعيا 66/1، اعمال 7/46-50

[16] -.1أيام 28/2، مزمور 99/5

[17] – اشعيا 40/12

[18] – 1أيام22/8، 28/3

[19] – 2صموئيل 7/12-13، 1ملوك 5/19، 1ملوك 6

[20] – 1ملوك 2/2

[21] – 1أيام 28/2

[22] – 1أيام 28/6

[23] – 1ملوك 3/7، 1أيام 29/1

[24] – 1أيام 28/8

[25] – عدد 14/29

[26] – 2صموئيل 22

[27] – نص: بصلواتك، بيجان يصوب: بصلواته

[28] – نص: العالم، بيجان يصوب: الشعب

[29] – نص: وعِالَث، بيجان يصوب: وعِلَث

[30] – 1ملوك 3/8

[31] – 1ملوك 3/9-11

[32] – 1ملوك 3/11

[33] – نص: داشل، بيجان يصوب: دشإل. 1ملوك 3/13

[34] – 1ملوك 3/3

[35] – لم يشر بيجان الى نقص في هذا البيت ولربما في ابيات اخرى!

[36] – يؤكد يعقوب بان الرب يصور الجنين في البطن ويبريه حتى لو كان ثمرة الزنى

[37] – ملفاننا يعرف كيف يغلي الحليب في صدر الام عندما ترضع طفلها. انظر البيوت: 94-98. انظر، ميمره  71

[38] – نص: اعطِ، بيجان يصوب: اعطيني

[39] – نص: حبولو، بيجان يصوب: حوبلو

[40] – نص: اليفو، بيجان يصوب: يَليفو

[41] – نص: كلُو هي، بيجان يصوب: كلُو هو

[42] – نص: قل. نص: كلين، بيجان يصوب: قولا واكشفا

[43] – فلسفة: عندما لا تكون مذنبا شخصك يدل على نيتك أي على باطنك !

[44] – نص: ويدينه، بيجان يصوب: ويدينها

[45] – نص: وثلُا، بيجان يصوب: وثالِا

[46] – نص: داشلتوخ، بيجان يصوب: دشإلتوخ

[47] – نص: لاسفقلطرو، بيجان يصوب: لاسفوقلطرو. يعقوب يبدل النص: سليمان يطلب السيف، لا وجود للسياف، سليمان يحاول ان يقطع الطفل الحي ويعطي نصفه لكلتيهما. هذا الميمر عجيب برمته. كيف ارتكب يعقوب مثل هذه الاغلاط؟

[48] – نص: مشتامعين، بيجان يصوب: دمشتامعين

[49] – 1صموئيل 24، 26

[50] – نص: مخنوق

[51] – نص: تشيل، بيجان يصوب: تشاإيل. نص: حكمها. 1ملوك 10