الميمر 107 تسابيح الصبح والمساء لمار يعقوب

الميمر 107

 

        اشكر الرب من كل قلبي وانا منذهل بعجلة الازمنة التي كدنها رمز القدرة البارية، اتحرك وانطق التسبيح بلحن لذلك الذي ينظم بمهارته مسيرات هذه الازمنة، الصباح والمساء خادما كل العالم طالباني بميمر عن جمالهما ومسيراتهما، ربي، حرك فيّ الالحان والكلمات والانغام لتسبيحك لاجل عجائبك الكثيرة.

        الطبيعة والزمان والكتاب تعلّم الانسان عن وجود الله: من لا يعلّمه العمل ويرشده لا يقدر ان يستفيد او يسترشدحتى بالكلمات، الكتاب يقول كلمات فقط لمن يسمعه، اما الطبيعة فتبين العمل المليء عجبا، هوذا المعلمة عجلة الزمان المليئة مسيرات تحرك العالم ليسبّح اللاهوت.

        هوذا الآيات ومخارج الصباح والمساء، خافي ايتها البيعة من هذين وتحركي للتسبيح، يقومان على تسبحة العالم مثل نشيطين ومنهما يتعلّم العالم التسبيح بدون كتاب، هوذا الواحد يُلبس والآخر يُشلّح، ويحثنا ان نشلح الهمّ ونلبس رجاء اللاهوت، الليل والنهار يعلمان البشرية المساواة وعدم الجدال.

– المخطوطة: لندن 17158 ورقة 36

– يرد في البداية وفي النهاية اسم مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية رائعة فيها يحث ملفاننا المؤمنين على تسبيح لله: صبحا وعشيا. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى سنة 485م.

 

 

ايضا [الميمر[1]]  107

تسابيح الصبح والمساء

لمار يعقوب

(مزمور 65/8)

 

المقدمة

 

1 اشكر الرب من كل قلبي وانا منذهل بعجلة الازمنة التي كدنها رمز القدرة البارية،[2]

2 اتحرك وانطق التسبيح بلحن لذلك الذي ينظم بمهارته مسيرات هذه الازمنة،

3 الصباح والمساء خادما كل العالم طالباني بميمر عن جمالهما ومسيراتهما،

4 ربي، حرك فيّ الالحان والكلمات والانغام لتسبيحك لاجل عجائبك الكثيرة،

5 من آياتك ومن مخارج الصباح والمساء ليتحرك فكري لتسبيح جبروتك،[3]

6 الصباح والمساء عاملان مسرعان على مهامهما، وها هما يسحبان العالم ليخرج الى النهاية،

7 حارسا الباب اللذان ينوّم هذا ويوقظ ذاك، وكل واحد منهما لا يتغير من حراسته،

8 عبدا رب القوة المستيقظان اللذان يفتحان ويغلقان ابواب الليل والنهار كما أُمرا،

9 /908/ سلطانا الظلمة والنهار، بدونهما لا يوجد ليل ولا نهار،

10 الصباح يفتح الباب للنور وتخرج منه الشمس باشراقها وتنير الارض اثناء النهار،

11 والمساء يجمع ويُدخل وينقل كل النور ويغلق الابواب ويملّك الليل على البرايا،

12 عمل عظيم اقامه رمز القدرة البارية وهو مليء عجبا ويحرك الناس على التسبيح.

 

الطبيعة معلمة قبل ظهور الكتاب والقوانين

13 داؤد عازف قيثارة المزامير كان قد نظر اليهما واخذه العجب وكان يقول:

14 ليخف الشعوب وسكان كل الارض من آياتك ومن مخارج الصباح والمساء،[4]

15 اعني هذه الاعمال التي صنعتها تحرك الارض وسكانها على تسبيحك،

16 من آياتك ليفزع الشعوب ويسبّحوك: كم انت جبار وكم قدرتك العاملة هي مخيفة،

17 ليخف كل العالم من مخارج الصباح والمساء ويمتليء عجبا ويعطِ التسبيح للقدرة البارية،

18 ليصمت الكتاب ولتاتِ الطبيعة لتبين نفسها للبشر ومنها يتعرفون على الباري،

 

19 كم هو حكيم، وكم هو عزيز، وكم يعمل، وكم يقدر، وكم فيه القوة ليعمل،!

20 /909/ من آياته ومن مخارج الصباح والمساء يعرفه العالم ويتحرك وينهض لتسبيحه،

21 وليتعرف العالم من الآيات الموجودة في الطبيعة بدون كتاب وبدون اسفار النبؤة،

22 على عظمته وسيادته وسلطته وكم ان آياته هي مخيفة على اختلاف اشكالها.

 

الطبيعة اقدم من النبؤة والناموس

23 الطبيعة قديمة وهي مثل ملفان للبشر وكل اسفار النبؤة هي احدث منها،

24 الطبيعة اقدم من موسى ومن الناموس وقد جُعلت بدون صعوبة ملفانا للمتميزين.

 

بعد سقوط الطبيعة اتى الكتاب ليقيمها

25 وبما ان الطبيعة حادت وسقطت من الحرية، لزم ان ياتي الكتاب ليقيمها من الكبوة،[5]

26 من تحركه الطبيعة ليسبّح اللاهوت لا يحتاج الى الكتاب لياتي ويوقظه للتسبيح،

27 النفس التي تتحرك للتسبيح وهي مليئة عجبا من آيات ومن مخارج الصباح والمساء،

28 لا تحتاج لتوقظها للتسبيح النواميس ولا كتب النبؤة،

29 ما لم تنسَ النفس وتنعس عن التسبيح لا توقظها الكتب لتسبّح اللاهوت،

30 الناموس الاول والطبيعي الذي يعيد النفس الى الله هو الطبيعة،

31 /910/ انه بلا عيب وبه يتحكّم الاطفال ايضا وقد جُعل معلما لكل الارض بخوف عظيم،[6]

32 هوذا الآيات ومخارج الصباح والمساء لمن يريد ان يتعلم السِفر الالهي.

 

عجلة الزمان معلمة للعالم

33 هوذا المعلمة عجلة الزمان المليئة مسيرات تحرك العالم ليسبّح اللاهوت،

34 هوذا المجرة التي زخمها مطارَد للتدابير توقظ كل واحد ليقوم ويشكر بعجب عظيم،

35 الصباح والمساء يقيمان الصفوف للخدمة مثل خادمَين بهيين ومستيقظَين بلا دنس،

36 مثل منظمي الجوقين الجميلين كل واحد منهما يحرك ميمر التسبيح كل يوم،[7]

37 يخرج الصباح وقد جُعل مثل ساعٍ للنهار ويُنهض العالم ليسبّح (قائلا): بلغ النور،

38 يدخل المساء وتقلق به كل البرية لتكفّ يدها عن العمل وتزمر التسبيح،

39 ويقوم الصباح والمساء هذان كآيتين نيّرتين ومنهما يتعلم العالم التسبيح،

40 ومن ينكر وا يحتقر هذا المعلم، حتى الكتاب لا يقدر ان يوقظه للتسبيح.

 

الكتاب يعلّم بالكلام، والطبيعة تعلّم بالعمل

41 من لا يعلّمه العمل ويرشده لا يقدر ان يستفيد او يسترشد حتى بالكلمات،

42/ 911/ الكتاب يقول كلمات فقط لمن يسمعه، اما الطبيعة فتبين العمل المليء عجبا،[8]

43 من لا يندهش مع النهار حتى يسبّح ما عدا ذاك المظلم كثيرا والمليء تيها.؟

 

دعوة البيعة للتسبيح

44 من لا يخاف ويتحرك ليشكر في المساء اذ يرى الشمس سراج النور العظيم تنطفيء،؟

45 هوذا الآيات ومخارج الصباح والمساء، خافي ايتها البيعة من هذين [ وتحركي[9] للتسبيح،

46 يقومان على تسبيح العالم مثل النشيطين ومنهما يتعلّم العالم التسبيح بدون كتاب،

47 هوذا الواحد يُلبس والآخر يُشلّح، ويحثانا لنشلح الهمّ ونلبس رجاء اللاهوت،

48 الاخوان العادلان اللذان لا يغلبان ولا يُغلبان يوزعان ساعات اوقاتهما بعدل،

49 ويتعلم مرة هذا من ذلك ولا يظلمه، ومرة يوفي ويُقرض ايضا كما قرض.[10]

 

النهار والليل يعلمان البشر بالا يجادلوا ويطمعوا

50 لا خصام ولا جدال ولا معركة، ياخذان ويعطيان ولا يطمع هذا على ذلك،

51 وكل يوم يحتقراننا نحن الطماعين بسبب طمعنا، وكل واحد منا يود ان يسلب انداده،

52 ولسنا عادلين كالايام والليالي /912/ التي توزع الازمنة باستقامة وبدون خصام،

53 التعليم من البرايا الصامتة يوقظنا كل يوم ويحركنا لو اردنا،

54 لنبغض ونرذل الطمع والظلم ونحافظ على المحبة لاندادنا بالمساواة،

55 ونتحرك ونقوم لتسبيح اللاهوت ونشكر بعجب منظم كل الاوقات.

 

الخاتمة

56 من الآيات ومن مخارج الصباح والمساء، لك التسبيح في الصباح وفي المساء، مبارك وقارك.[11]

كمل الميمر على الصباح والمساء الذي الفه مار يعقوب

[1] – كلمة الميمر اخذها بيجان من البيت:3، ومن النهاية صحيفة 912

[2] – مزمور 9/1

[3] – مزمور 65/8

[4] – مزمور 65/8

[5] – يعني ملفاننا “بالطبيعة التي حادت أي سقطت” الجنس البشري وايضا كل الطبيعة بمعناها الشامل أي كل الكائنات

[6] – مزمور 19/8

[7] – مزمور 19/2

[8] – الكتاب يعلم بالكلمات فقط، اما الطبيعة فتعلم “عمليا أي بالواقع. يعقوب يعطي الاهمية للطبيعة في مجال التعليم الاختباري. في بعض النصوص يعطي الاهمية للكتاب الذي يسميه بمنجم الذهب وباللؤلؤة الخ.. تعددية نظريات ملفاننا !

[9] – نص: وتحرك، بيجان يصوب: وتحركي

[10] – اشارة الى طول وقصر الليل والنهار حسب الفصول

[11] – حزقيال 3/12