الميمر 105
يا رب الاعالي الذي احنى سموه عند بؤسنا، احنِ عندنا سمو كلمتك واصفك، كل الميامر والالحان والكلمات هي مُلكك، فبدونك لا يتحرك احد ليصفك.
السروجي خاطيء: ليدخل حنانك وليكن مدافعا بدل ذنبي ويرد الجواب عني ويتوسل ويقول ما يلي: هذا الشقي ليس شيئا ولا خطاياه هي شيء، ربي لا تدخله الى المحكمة امامك، لو تريد تقدر قطرة المراحم من ذلك البحر الذي لا يُحدد ان تغسل اثم العالم كله.
الانسان شجرة شتلتها من الماء والروح. عليه ان ينظر الى العلى بعكس الحيوانات لان موضعه هو العلى.
وصف الظلمة البرانية: الله غير موجود فيها وبعيد عنها: ولهذا لا قعر لذلك النزول الى ابد الآبدين، ومن سقط لا يصل الى القعر، انها حفرة حتى الله بعيد عنها، ولا يوجد فيها شيء ليستقر عليه من يقع، القوة القابضة على كل البرية وتحملها ليست هناك فالى اين سيصل من يسقط،؟ انها محرومة من النور ولا ينزل اليها ولا يشرق فيها، فلو نزل النور هناك لانطفأ حالا.
– المخطوطة: لندن 12165 ورقة 164
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب ويرد في النهاية اسم مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية بديعة. فيه نظريات فلسفية: مثل قامة الانسان المستقيمة تختلف عن الحيوانات المنحنية امامه. الحيوانات تسجد للانسان لانه صورة اللاهوت. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة الشيخوخة اي الى حوالي سنة 512م.
للقديس مار يعقوب
الميمر 105
على الكلمة التي قالها بولس الرسول:
اطلبوا ما هو فوق.. وفكروا فيما هو فوق وعلى الظلمة البرانية
(قولوسي 3/1-2)
المقدمة
1 يا رب الاعالي الذي احنى سموه عند بؤسنا، احنِ عندنا سمو كلمتك واصفك،
2 كل الميامر والالحان والكلمات هي مُلكك، فبدونك لا يتحرك احد ليصفك،
3 هوذا كل البرايا الصامتة تنطق لك التسابيح المتميزة وهي لا تهدأ من تسبيحك،
4 هوذا السماء تخبر بمجدك وهي لا تهدأ: الثوب المليء كوات النور النيّرة،[1]
5 هوذا الموضع الفارغ الموجود تحته يمدحك بالرعود والبروق والغيوم والرياح التي تدور فيه،
6 ها انه يبجلك بسرب الطيور، وبالحانها وتراتيلها يعطي لك التسبيح،
7 هوذا الارض المنبسطة والتراب المبذور على الموج تهلل لك بالجبال والوديان والآكام،[2]
8 وبكثافة الغابة وبالحيوانات الساكنة فيها /877/ ها انها ترسل لك عجبا عظيما مع الحيرة،
9 هوذا لجة المياه وكل الدبيب السابح تعظمك دون ان تهدأ من التعجب،
10 هوذا البرايا تسبّحك باشكالها وهي لا تبطل من التسبيح الواجب لك،
11 كان يلزمنا ان نسبّح بدل البرايا التي تقف امامنا وتخدمنا مثل الجاريات،
12 هوذا العالم كله قد اخضعه لنا بارينا: السماء والارض والبحر والهواء وكل ما فيها،
13 ربك اعطاك عبيدا يقفون امامك ويخدمونك وتركض (الطبيعة؟) كل يوم وتكرمك مثل الملك،
14 السماء والارض تقفان امامك مثل الجاريات، واذ لا تامر فهما تركضان كل يوم لخدمتك،
15 انظر الى الرقيع والى النيرات كالشموع وهو يحملها ويقف اليوم كله لينير امامك،
16 السماء حاملة النور وهي واقفة مثل الأمة لئلا تسلك دربك في ظلمة وفي العثرات،
17 الهواء مسكوب لتنفسك ويربيك، لانه بدونه لا توجد لك حياة لمدة ساعة،
18 هوذا البرودة والسخونة ممزوجة فيه لتحيا باستنشاقه حياة جسدية،
19 /878/ مرة يبرد ومرة يسخن ويربيك، وببرودته وحرارته تقوم حياتك،
20 رُقعت الارض تحت خطواتك وتحرسك لئلا تبتلعك كما ابتلعت داثان وابيرام،[3]
21 جُعلت الارض مثل أمة وتحملك، وتتقيأ وتُخرج كل الشتلات لاجلك،
22 هوذا الاشجار حاملة اثمارها، وواقفة وكل واحدة منها تقدم الهدايا امامك في وقتها.
البرايا تسجد للانسان لانه صورة اللاهوت
23 هوذا الحيوانات منحنية امامك باشكالها، وتقدم لك سجودا عميقا كانما للملك،
24 انظر الى الثور الذي راسه منحن ويسجد امامك، ولا يمنعك من وضع النير على كتفيه،
25 هوذا الحمار والحصان منحنيان امامك لمطيتك لتصعد وتجلس عليهما ليزيحاك في البلدان،
26 انواع كل الحيوانات على اختلافها تسجد امامك لان صورة اللاهوت العظمى مصورة فيك،
27 شبهُ ربك مصوّر في نفسك، وجسدك مستقيم لئلا يكون منحنيا كالحيوانات التي تسجد امامك،
28 بسطك وقوّمك وادار وجهك نحو العلى لترى موضعك وتتامل وترى كم انه جميل،
29 قوّم وجهك نحو موضعك الاول، لان هذا الموضع الموجود فيه ليس مُلكك،
30 /879/ شكل جسدك يصرخ بانك لستَ ارضيا، انت من العلى فاطلب امور العلى وفكّر فيها،
31 انت غريب ومهاجر في هذا الموضع فلا تفكر بما فيه لانه ليس مُلكك،
32 ياتي الموت والشيء الذي تملكه ليس لك ومثل سالب فصلك واخرجك من مقتناك،
33 لو تجاوزت الحاجة مقياس اليوم فانها ثقل هنا ولا تسمح لك ان تصعد الى فوق،
34 لا تجمع لك ثقل العالم ولا تغرّق نفسك المصورة فيها صورة اللاهوت العظمى،
35 انت صورة الله فاطلب لك ما هو فوق ولا تتنازل وتطلب الارض كالحيوانات،
36 انها لاهانة لصورة الملك ان تطلب ما هو للعبيد، وتتنازل من الكرامة الى اهانة دنيئة،
37 ايها الانسان لماذا لا تتامل في كرامتك:؟ رأسك ليس منحنيا الى الارض كالحيوانات،[4]
38 لماذا تتشبه بالبهيمة بافعالك لان هذه لا تفكر الا بما يخص البطن،؟
39 لا تشبه ذلك المنحني والساجد امامك، لئلا يصح فيك ما يخص البهيمة وتتشبه بها.[5]
الانسان-الشجرة والشجرة
40 كن شجرة مستقيمة تصعد الى العلى لا تمكث في الاسفل لئلا يمزقك عابرو السبيل،[6]
41 /880/ في شتلة الارض يبين لك تعليم كيف تصعد من التراب الى العلى العالي،
42 لا نفس لها ولا شعورا وهي تصعد الى العلى كما امرها ذاك الباري منذ البداية،
43 هوذا الشتلات مبسوطة وتصعد الى العلى، ونظرك يلتفت ليفتش عن الامور السفلى،
44 الشتلة تصعد من العمق الى قمة الهواء، وانت تود ان تمكث في الارض كالخُلد،
45 انظر الى الاشجار التي تترك الارض ومنها تصعد لانها تحب ان تكون في جوار الهواء،
46 انظر الى الشجرة التي تشق الارض وتصعد منها وتخرج الى الهواء لتصنع الاوراق والاثمار،
47 توجد بعض الاشجار لو امكنها لمدّت اغصانها وهي ترتفع حتى الكواكب.
صناعة السفن من الاشجار
48 ولهذا لما تُقطّع وتسقط على الارض لا توجد فرصة للمياه لتغرّق خفّتها،
49 تصير مركبا يطير في الهواء على الامواج، ويحمل الثقل ولا يغرّقه البحر العظيم،
50 لما تسقط في الانهار لا تغرق لانها تركت ثقل الارض وصعدت منها.
على الانسان ان يرتفع الى العلى كما تتسلق الشجرة الى العلى
51 انت ايضا كن الآن شجرة جذرها مشتول في العمق، وراسها يعبر فوقُ الى السماء،
52 /881/ انت مشتول في الارض اصعد منها ولا تمكث فيها كشجرة مشتولة في الارض وتصعد الى فوقُ،
53 ليقم جسدك في الارض على ترابه، وليكن تفكيرك في العلى مع الله،
54 ابسط افكارك على الخيرات كالاغصان، واصنع اثمارا تلذ رائحتها للسماويين،
55 لتحمل البرارة والقداسة والرحمة والمحبة الصافية الخالية من الغش،
56 لتصير زيتونة ممجدة في بيت الرب وبارا يخرج ويورق مثل النخلة،[7]
57 ولما يقطعونك من جذرك لمدة قصيرة ستقتني جناحَين مثل الملائكة فوق العالم،
58 واذ تتعارك قوات الشرير لتغرّقك، تغرق هي وخفتك لا ترجح ( حتى تغرق).
شتلة الانسان هي نار وروح
59 شتلتك هي نار وروح من ماء المعموذية فارسل الشتلة الى قمة [ موضعها،[8]
60 اترك الارض ولا تنظر اليها لانها مليئة مضرات، ادِر نظرك الى الموضع الشهي الموجود اعلى منك،
61 هوذا السماء تحرضك بجمالها لتصعد اليها، وترى [ نورها[9] وكل صورها الجميلة،
62 /882/ لا تتطلع الى الموضع المليء بكل العثرات، أطِر عقلك الى ذلك الموضع النقي العالي،
63 هذا الموضع القائم [ انت[10] فيه هو مظلم وحالك، اسرع مسيرتك الى موضع النور الذي هو فوقك،
64 ها انه يحثك بحجاب الباب الاول لترى داخله جمالا لا يوصف،
65 السماء تحمل الزينة امامك وتبينها لك، والقوات [ مستمرة في[11] الركض وتدغدغك،
66 هوذا النيرات معلقة فوقك كالاثمار لتصعد وتقطف النور العظيم وتتلذذ به،
67 تبين الارض زينتها في نيسان فقط، وبعد قليل تفسد وكانها غير موجودة،
68 في وقت قصير تصفّ وتبين كل جمالها ولو تريد ان تتسلى به احترق،
69 تزين وجهها ببهاء الاقاحي والورود، ولما تسخن الشمس تحترق وتشتعل كما لو كان بالنار،
70 الزمن اعطاك قليلا من الزينة مثل نيسان، واتى الموت واسقطك ارضا وافسد جمالك،
71 انظر الى الرقيع الخيمة الممدودة فوق الاقاصي، ستزول الازمان وزينته لا تفسد،[12]
72 /883/ وهذا يبرهن بوضوح لمن يتطلع بان الزينة الشهية الموجودة فوقها هي بلا تغيير.
موضع الانسان هو النور اي موضع الثالوث والملائكة
73 يصرخ بولس قائلا: فتش وفكّر بهذه الامور العالية: موضعك موضع النور لا الظلام،
74 هذه الامور العالية هي حياة لمن ياخذها، وهذه السفلى هي موت لمن يفتش عليها،
75 اطلب هذه الامور العالية وفكر بموضع ربك المسيح حيث يجلس عن اليمين بمجد عظيم،[13]
76 ارسلك كاروز الايمان الى هناك الى موضع لم يصعد اليه المستيقظون ولم يروه قط.
الايمان يرتفع الى موضع الثالوث
77 ظل هنا العقل والكلمة واللسان، والايمان ارتفع الى الموضع الخفي،
78 الايمان لم يرض ان يقف حتى عند المستيقظين واندفع بقوة ليرتفع فوقهم،
79 ترك وراءه جمع آل جبرائيل المسجور، ولم يتوقف عند فوج آل ميخائيل،
80 تجاوز القوات ورؤساء القوات والسادات وتخطى الاركان والرئاسات وجميع السلاطين،
81 ركض وقفز الاجواق وصفوف اللهيب، وصل الى الكواريب، وسرعته تجاوزت السواريف،
82 دربه متجه الى قدس الاقداس الداخلي الى موضع ربه المسيح الجالس عن اليمين،[14]
83 /884/ دخل الى بيت الاقداس ليرى العلي في موضعه، وموضعه خفي وسام واعلى من البرايا،
84 حيث يحل الثالوث في مجد عظيم، تزاحم ودخل الايمان ولم يُمنع،
85 لا يتفرس فيه العقول ولا الاذهان ولا افكار السماويين يصلون اليه،
86 كل مراتب ابناء العلى يتخلفون عنه ولا يدركه الملائكة ولا الافواج،
87 البرايا المصنوعة لا تقترب من جواره، لانه لو صعدت النار هناك لاحترقت حالا،
88 لو يقترب جموع اللهيب المسجورة ليسوا سوى هباء امام اللهيب،
89 من اشخاص السماويين تلمع النار ولا توجد فرصة ليديروا الوجه الى ميعاد الابن،
90 ابناء اللهيب يرشون جمرات الحريق، ولو يقتربون من ذلك الموضع يحترقون حالا،
91 الكواريب المخيفون الذين تلمع البروق من اجنحتهم يرشّون القدس على ميعاد الموضع لئلا يحترقوا،[15]
92 ساروف النار يغطي وجهه بجناح النار لئلا يحترق من موضع اللاهوت،[16]
93 الى هنا دخل الايمان ليرى ربه حيث يجلس عن يمين الآب الخفي،[17]
94 /885/ موضع الابن هو الآب مع الروح القدس: ثالوث لا يُدرك ولا يوصف،
95 يقول الايمان وهو يتنعم: اجلس هنا واستريح هنا لانني اشتقت اليه،
96 ارتفع الى هنا وهلم وشاهد موضع الايمان لان من ارتفع ليرى موضعه دخل الى الراحة،
97 العين لم تشاهد وقلب الانسان لم يفكر بما هيأه الآب للذين احبوا العلى.[18]
الظلمة الخارجية
98 اطلب وفكّر بهذه الامور العليا ولا تفتش عن الامور السفلى فهي ليست سوى ظلمة،
99 من يحب الارضيات ويترك الامور العليا، سبيله متجهة نحو الظلمة البرانية،[19]
100 امور الارض متعلقة بك تحت الارض في موضع دامس ومليء ظلاما لمن ينزل اليه،
101 الظلمة البرانية هي تحت الارض وهناك الشيول السفلى التي تكلم عنها داؤد،[20]
102 انها حفرة مليئة ظلاما وليس فيها بصيص نور، ومن يسقط فيها لا توجد فرصة ليصعد منها.
الله بعيد عن موضع الظلمة البرانية!
103 من يقع لا يقدر ان يصعد الى ان يستقر، ولو استقر هل سيصعد ذاك الساقط،؟
104 ولهذا لا قعر لذلك النزول /886/ الى ابد الآبدين، ومن سقط لا يصل الى القعر،
105 انها حفرة حتى الله بعيد عنها، ولا يوجد فيها شيء ليستقر عليه من يقع،
106 القوة القابضة على كل البرية وتحملها ليست هناك فالى اين سيصل من يسقط،؟
107 انها محرومة من النور ولا ينزل اليها ولا يشرق فيها، فلو نزل النور هناك لانطفأ حالا،
108 لو تنزل ربوات الشموس الى ذلك الموضع ليست سوى مثل فتيلة السراج،
109 رب النور ليس موجودا هناك، واي نور يقدر ان ينزل ليشرق هناك ولا يفسد،؟
110 ما هو الموضع الخالي من الله سوى ظلمة، الويل لمن يُرسل اليه،؟
111 ماذا اقول،؟ وماذا اتكلم عن تلك الظلمة،؟ رؤيتها هي موت وكيف اصفها لا اعرف،؟
112 الله نفسه بعيد عنها وليس لي ما اقوله الا الويل لمن نظر اليها ورآها رؤية،
113 كل طغمات السماويين تخاف منها وتفزع وترتجف لتدير وجهها وتنظر اليها،
114 ربها بعيد عن الموضع وترتجف منه، فلو مال نظرها اليها لذاقت الموت،
115 ومنذ ان أُسقط العدو وتدهور هناك، /887/ يقف كل جمع ابناء النور بخوف،
116 هذا الموضع هو (موضع) الشرير وخدامه، وكل من فعل الاثم والافك يُرسل اليه،
117 انه موضع الاشرار، وجميع الاشرار يُرسلون اليه وكل من عمل الاثم والافك يدهورونه فيه.
انواع الخطايا التي يستحق فاعلوها الظلمة الخارجية
118 الحريق مختلط في تلك الظلمة التي ليس فيها نور، ولا فرصة ليصفها الفم كما هي،
119 مطروحون هناك الفجار والزناة الذين اهانوا وافسدوا طريق الزواج الطاهرة،
120 فاسدون هناك السالبون والغاشمون الذين ظلموا واستبدوا وتعدوا على المحتاجين والفقراء،
121 من جمع الغنى وملأ بيته من مال الآخرين، لم يجمع له سوى الظلمة: الثروة الشريرة،
122 من احب الخدعة واقتنى الحسد والاهواء الشريرة لا يحسده ابناء الظلمة لانه معهم،
123 من توفر له الغنى وعينه شريرة ولم يرحم ليصرف ويعطي الخبز اليومي لمن هو محتاج،
124 هاوية النار تفتح فاها وتستقبله لينزل ويرث تلك الظلمة بدون نهاية،
125 من تنعم وسعد هنا مثل الغني، سيسأل هناك قطرة الماء ولا يعطونه،[21]
126 من نفخه التبختر ونسي ندّه واحتقر قريبه /888/ هو مهان وشقي تحت سلطة رئيس شرير،[22]
127 من تجرأ وداس كلمة الكاهن ولم يخف منها، وتفزع السماء والارض من عذاب هذا،
128 من لطخ نفسه وافسد جسده باهواء شريرة يربطون ويشدون يديه ورجليه ويلقونه هناك،[23]
129 من غضب وابعد عنه المحبة حتى يبغض اخاه، تلك الحفرة تصنع معه امانا عظيما،
130 الفم الذي نطق كل الشتائم وكلاما بذيئا سيخرس ويُسد بالبكاء بالم عظيم،
131 الاذن التي احبت ان تسمع هنا الاغاني والالعاب ستُرتل فيها الحان الشرير لتطرش،
132 الشم الذي احب رائحة العهارة النتن، سيغرق هناك في نتانة الابالسة الدنسين،
133 العين التي اخفت ونظرت هنا بسرقة، ستغلق هناك وتمتليء ظلمة لئلا ترى بعدُ،
134 من شهد على قريبه شهادة الزور يصير رفيقا للابالسة [ الاشرار[24] الذين علّموه،
135 من [ خطفها[25] الشرير لترى وجهها في المرآة ستظهر لها مناظر كلها اهوال مخيفة،
136 الارجل التي ركضت وراء السرقات باثم، ستُشل وتلقى في الظلمة الى الابد،
137 /889/ فعلة الاثم مدهورون ومطروحون في حفرة وتحيط بهم كل ضيقات لا توصف.
لا جواب لصراخ المعذبين
138 يتصاعد الصراخ من الظلمة ولا يوجد من يستجيب ويصير البكاء ولا مخلص ولا عون،
139 يصعد رعد اصوات الالم الذي يشق الحجارة، والباب مغلق لان الديان قطع الرجاء،
140 المراحم مختفية، والغضب صادر على الماردين، وفم هاوية النار مغلق على الاثمة،
141 لانهم سخروا من وصايا ابن الله ولم يصغوا اليها ولما يدعونه لا يُسمعون،
142 يُكثرون الدعاء ولا احد يستجيب ولا من يصغي والباب مغلق من قبل العدالة ولا تفتحه،
143 الغضب اغلق باب المراحم في وجه الاشرار وكلما يدعون ولا يُستجاب لهم يزداد الضيق.
باب المراحم مفتوح امام الخطأة على الارض
144 هنا باب المراحم مفتوح امام الخطأة، ويسهل عليك ان تدخله كل يوم لو تريد،
145 هوذا النعمة تفتح الباب وتدعو الاشرار لياتوا ويدخلوا ويستتروا بها من العدالة،
146 انظر الى داؤد كيف كان يتذلل ويطلب المراحم من الله بالم عظيم،
147 /890/ في الليالي كان سريره يتبلل بالدموع وكان يتنقع فراشه من (دموع) بؤبؤيه،[26]
148 تمرضت عيناه بذلك البكاء اليومي المتواصل واضمحل لونه من السيل الجاري من بؤبؤيه،
149 ايها الرب الهي استجب عبدك بكثرة مراحمك، وبكثرة خلاصك ايها الرب انقذني،[27]
150 من تلك حمأة الابالسة النتنة لئلا انحدر اليها، ربي خلصني من الدوامة المليئة خطيئة،
151 لا تبلعني الهاوية المخيفة المليئة ظلمة ولا يغلق عليّ فاه البئر الذي لا قعر له،
152 اللهم استجبني لاجل مراحمك ونعمتك، ايها الرب انقذني بكثرة حنانك،
153 ايها الرب التفت الى النفس الضعيفة والشقية ولا تسلمها للاعداء مبغضي البشر،
154 لتاتي عندي هذه المراحم التي لا حدود لها، ولتقربني من الخلاص الذي يشرق منك،
155 ايها الرب خلصني من شرور اعدائي فها انهم يحثوني لانزل معهم الى الظلمة،
156 ربي انا صورتك لا يسخر مني ابناء الهلاك، ويقولون: هه هه قد رات به عيننا،[28]
157 لا فائدة لو انزل الى الظلمة لان التراب لا يعترف بك في الشيول ولا يسبّحك،[29]
158 /891/ لا تُسبّح من قبل الموتى الذين ينزلون الى الشيول، جميع الذين هم في الظلمة لا يشكرونك،[30]
159 انت تُبارك من العلويين ومن السفليين ومن التائبين الذين ياتون اليك بالتوبة،
160 خذ الدموع من الخطأة واعط الغفران واقبل تنهدي كتنهد ايوب واغفر ذنوبي،[31]
161 ها قد مزجت دموع عينيّ بشراب الماء لاشربها وبها اغسل خطايا النفس،
162 لا يوجد من ينتصر ولا من يتبرر امامك كل حي، لتتوسل مراحمك لاجل الخطأة في المحكمة.[32]
يعقوب يتكلم
163 ليدخل حنانك وليكن مدافعا بدل ذنبي ويردّ الجواب عني ويتوسل ويقول ما يلي:
164 هذا الشقي ليس شيئا ولا خطاياه هي شيء، ربي لا تدخله الى المحكمة امامك،
165 لو تريد تقدر قطرة المراحم من ذلك البحر الذي لا يُحدد ان تغسل اثم العالم كله،
166 انت لا تريد ان تمنع المراحم عن الخطأة، يعود اليهم رفض المراحم لانهم لم يطلبوا المراحم،
167 مراحمك مستفيضة ومحبتك منبسطة وبابك مفتوح ويداك مبسوطتان لتحضن من يتوب.
الابن الشاطر
168 الابن الصغير الذي ابتعد عنك وعاد اليك وقعت على عنقه وكان يُلاطف من قبل قبلاتك،[33]
169 /892/ لما ذهب الى موضع بعيد عن ارادتك وبذر امواله على الزانيات وعلى العاهرات،
170 وحالما تاب وعرف نفسه واعترف بانه اخطأ وسكب الدموع قُبل بمراحم وبمحبة.
الخاتمة
171 الصالح الذي باب مراحمه مفتوح ويدعو الاشرار، لك التسبيح وعلينا المراحم في كل الاوقات.
كمل (ميمر) مار يعقوب على الظلمة الخارجية
[1] – مزمور 19/1. في هذا النص يقول توجد الكوات في الرقيع، في نصوص اخرى ينفي وجود الكوات في الرقيع. انظر، ميمره 71
[2] – مزمور 135/6، اشعيا 42/5؟. هنا يقول الارض موضوعة على الموج، في نصوص اخرى لا يقول هذا. انظر، ميمره 71
[3] – عدد 16
[4] – مزمور 49/11-21
[5] – مزمور 49/12. ملفاننا يقول البرايا تسجد للانسان لانه صورة اللاهوت، السجود هنا يعني به الاحترم، غير السجود-العبادة هو محفوظ لله فقط!
[6] – مزمور 80/12-13
[7] – مزمور 52/10، 92/11-13
[8] – نص: موضعه، بيجان يصوب: موضعها. متى 3/11
[9] – نص: نوره، بيجان يصوب: نورها
[10] – من اضافة بيجان؟
[11] – نص: لبيبخين، بيجان يصوب: لبيخين
[12] – اشعيا 40/22. هل يؤكد ملفاننا بان زينة الرقيع لا تزول مع زوال الازمان؟
[13] – قولوسي 3/1
[14] – خروج 30/10، عبرانيون 9/3، قولوسي 3، 1
[15] – حزقيال 3/12
[16] – اشعيا 6/1-5
[17] – قولوسي 3/1
[18] – 1قورنثية 2/9
[19] – متى 8/12
[20] – مزمور 86/13
[21] – لوقا 16/19-31
[22] – اشعيا 58/7
[23] – متى 22/13
[24] – نص: شرير، بيجان يصوب: اشرار
[25] – ص: حاطفوه، بيجان يصوب: دحافطوه. التطلع في المرآة يعتبره السروجي خطيئة تستحق الظلمة البرانية !
[26] – مزمور 6/6-7
[27] – مزمور 69/13، 16
[28] – مزمور 35/21
[29] – مزمور 6/6
[30] – مزمور 6/6، اشعيا 38/18
[31] – ايوب 23/2
[32] – مزمور 143/2
[33] – لوقا 15/ 11-32، خاصة 15/20