الميمر 44 على ذلك الرجل الابرص الذي قال لربنا: لو شئتَ تقدر ان تطهرني

الميمر 44

 

        ايها الآسي العظيم الذي اتى ليشفي المرضىساعدني لاتكلم عن طبّك المليء عجبا، يا ينبوع المراحم اسقني منك لاتكلم عنك باسهاب، وخذ مني السكوت واعطني كلمتك لاتكلم بها. لتفتح محبتك بابا لكلمتك الى السامعين ولترسل هي ذاتها اصواتها بواسطة القوّال من هو ممزوج فيه يلذ له ذوق شرابه، ومن ليس معجونا فيه لا يختمر به خمير كلمته.

        موسى يطرد الابرص خوفا من العدوى: الآن اتكلم لو سمعتم بمحبة عن هذا الرجل العجيب الذي كان مليئا برصا، هذا المرض كان موسى قد طرده من الشعب، ومن كان اجرب لم يكن يسير مع العبرانيين.

        السروجي يؤكد بان البرص هو برية الله، ويستغرب من موسى الذي يطرده وينقد الناموس: لو جعلتني حريتي ابرص، فمن الصواب ان يطردني، ولو برى بي الباري العيب، فلماذا أُقاصص.؟

        المسيح يشفي الابرص: كان قد رش حنان ابن الله عليه كالمطر، وانبت جسمه شفاءات من كل الجهات.

        المسيح لم يبطل الناموس لئلا يعتبر غريبا ومع ذلك كان الكهنة يتهمونه بالتجاوز على الشريعة: الطبيب الصالح الذي لم يكن يريد ان ياخذ اجرا، كان يرسل الارباح الى الكهنة لئلا يحرموا منها، ولما كمّل كل الناموس في كل دربه، اتهموه بانه حلّ وابطل وصاياهم.!

        السروجي ينقد اليهود الذين لا يفهمون الناموس الا حرفيا: برصت النفس ولم يطهروها بالتوبة، ولو ظهر جرح على الجسد طردوه، من صاغ العجل هذا يعيش في المعسكر، ومن لبس البرص طردوه وخرج حتى وإن كان بارا.

– المخطوطات: باريس 196 ورقة 92 (ناقصة)؛ روما 118 ورقة 113 (ناقصة)؛ اوكسفورد 135 ورقة 153

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر نقد لليهود وللناموس لذي يحمّل احمالا ثقيلة لا يطيق الانسان حملها، ولهذا حملها المسيح عوض الانسانية وكمّل الناموس. يرقى انشاء ميمر يعقوب القوال الى فترة شبابه اي بعد غلق مدرسة الرها سنة 489م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 44

على ذلك الرجل الابرص الذي قال لربنا: لو شئتَ تقدر ان تطهرني

(متى 8/1-4؛ مرقس 1/40-45؛ لوقا 5/12-16)

 

المقدمة

1 ايها الآسي العظيم الذي اتى ليشفي المرضىساعدني لاتكلم عن طبّك المليء عجبا،

2 يا ينبوع المراحم الذي منه جرت كل الشفاءات، اسقني منك لاتكلم عنك باسهاب،

3 يا ابن العلي الذي حمل اوجاع مرضنا، /245/ خذ مني السكوت واعطني كلمتك لاتكلم بها،

4 انت بحر عظيم وتوجد فيك كل المعونات، اعطني فيضا لاغتني منك بين امواجك،

5 ربنا انت طريق الحياة، والرفيق الصالح، وجميع التجار بك يمشون الى مواطنهم،

6 لتفتح محبتك بابا [ لكلمتك[1] الى السامعين ولترسل هي ذاتها اصواتها بواسطة القوال،

7 من هو متعطش الى محبة يسوع ليشرب كلماته، فلا [ يقدر احد ان يسمع[2] خبره لو لم يحبه،

8 من هو ممزوج فيه يلذ له ذوق [ شرابه،[3] ومن ليس معجونا فيه لا يختمر به خمير كلمته،

9 كان يعد قائلا: انا هو [ ماء الحياة،[4] كل من هو عطشان ليأت ويشرب من ينابيعي،

10 نعم بالحقيقة انه وحده ماء الحياة، ومن يستحق ان يشرب منه لن يعطش بعدُ،

11 لم يلقب نفسه ماء فقط بل ماء الحياة التي جرت [ من الآب[5] بعكس ماء العالم الميت،

12 كل العالم هو بحر ميت ومياهه مرّة، ومن يشرب منها يموت ويفسد،

13 ضد هذه المياه الميتة والخانقة /246/ صنع الآب حسنا وارسل ماء الحياة الى العالم،

14 مياه العالم السيئة جففت الارض، فاتى ربنا واعطاها سيله واغتنت به،

15 ولهذا قال: انا ماء الحياة كل من هو عطشان ليأت ويشرب بدون مانع،[6]

16 تعليمه مليء حياة، اقتربوا ايها السامعون وامتصوا منه شرابا حلوا ليسعدكم.

 

التدبير الالهي

17 كلمة الآب صار انسانا وخرج الى الارض، واعطاها تعليما جديدا لتتحكم به،

18 اشرق كالشمس، وببهائه استنار العالم، وهربت الامراض كالظلال من اشعته،

19 صادفه الصم واقتنوا السمع بصورة غير اعتيادية، والعميان فوجدوا النور لانهم كانوا مظلمين،[7]

20 اعطى [ العافية[8] للمشلولين وقوّاهم، وللعرج المشي وشددهم،

21 مشت كلمته في فم الاخرس وفتحته، وبسطت لسان الالثغ ليتكلم،[9]

22 قطر ضياءَه في البآبي المظلمة والبسها نورا جديدا لتسعد،

23 صار خزينة ومن دخل اليه اخذ احتياجه، وينبوعا وكل من كان ظمأ شرب [منه،[10]

24 /247/ كان الخرس قد اخذوا منه النطق، والصم السمع، والعميان النور، والمشلولون المشي، والعرج السير،[11]

25 والمرضى القوة، والمتضايقون الفرج، والموتى القيامة، وكان غنيا لجميع المحتاجين في كل الجهات،[12]

26 تكلم الخرس، وابصر العميان، وسمع الصم، وجميع من اقتربوا وجدوا في الابن [ كل المعونات،[13]

27 لو كان احد يفتش عن الشفاء كان يجده فيه، ولو كان يشتهي الغفران كان يعطيه اياه،

28 كان قد اوقف لواحدة معين دمها لما اقتربت منه، ولواحدة اعطاها غفران الذنوب لانها دخلت عنده،[14]

29 كثّر الخبز، واشبع الجموع الجائعة، واعطى العافية للمرضى وقوّاهم،[15]

30 لو كان يقترب من العشار كان يبرره، ولو كان يدعو المتوفي كان يبعثه،[16]

31 لم يمر عنده اعمى وتركه بلا بصر، ولا اصم ولم ينل السمع حسب طلبه،

32 كل واحد قدر ان ياخذ منه حسب احتياجه، ولكل من طلب منه اعطاه حسب طلباته،

33 فتح عيني الاعمى بالطين فابصر النور، وسند المشلول بصوته وقام من سريره.[17]

 

 

 

شريعة موسى والبرص (لاويون 13/45-46)

34 /248/ بين هذه الامور العديدة التي كانت تحدث [ رآه رجل اجرب وتوسل[18] ليشفيه،

35 وجد بان الشفاءات تجري منه حواليه، فتزاحم ودخل لينال منه المراحم هو ايضا،

36 رآه يشفي المرضى بدون ادوية، فجلب مرضه الصعب ليُشفى،

37 الآن اتكلم لو سمعتم بمحبة عن هذا الرجل العجيب الذي كان مليئا برصا،

38 هذا المرض كان موسى قد طرده من الشعب، ومن كان اجرب لم يكن يسير مع العبرانيين،

39 القته الجماعة حسب [ الناموس[19] لئلا يدخل اليها، وصار غريبا عن معارفه بسبب الالم الذي اصابه،

40 كان الشقي يتعذب خارج الشعب بسبب [ مرضه،[20] ولم يكن يقدر ان يقترب من اقربائه،

41 كان مطرودا من بيته ويتيه مع الحيوانات لان الاجرب لم يكن يدخل الى الشعب استنادا الى الناموس.[21]

 

المسيح والبرص

42 واذ كان مرذولا [ وطريدا وشقيا[22] ومليئا آلاما سمع بعجب عن خبر يسوع ومعوناته،

43 كانت بشارة الابن قد انتشرت في البلدان، فتزاحم المرضى لياتوا جماعات جماعات،

44 /249/ الجمع الكثير الذي كان حواليه تغلب على الامان، وملأ القفر صفوفا اتكأها بلا حدّ،

45 من هنا ومن هناك كانت تُسمع انتصاراته وكان يتشجع جميع المرضى بهذه الاخبار،

46 شعر الرجل الطريد [ بشفاءاته وتزاحم هو ايضا ليدخل ويغرف[23] منه الغنى،

47 كان يخاف من الناموس لكي يدخل الى الجمع لانه دنّسه والقاه خارجا مثل غريب عن الشعب،

48 لم يكن يقدر ان يكشف عن فمه [ ويمشي[24] لان موسى امره بان يغطي شفتيه،[25]

49 خبر يسوع كان يحثه لياتي عنده، وكان يخاف ان يدخل ويراه الشعب،

50 كانت ترد اليه الاخبار العجيبة من كل جهة، وكان ملزما بالا يدخل عند الشعب،

51 هدده موسى ليصير [ غريبا] عن ميراثه، ولم يسمح له ان يمشي بين [ الشعب،[26]

52 واذ كان يخاف من الناموس الذي ابعده والقاه كانت تجرّه الاخبار العجيبة [ عند[27] مخلصنا،

 

53 وردت اليه اخبار يسوع الطبيب الذي قام في الشعب يشفي المرضى ويُخرج الابالسة ويطرد الشياطين،

54 /250/ ويُسمع الصم ويطهر البرص ويحيي الموتى ولا يوجد مرض يستعصي عليه لو اقترب منه،

55 هذه القوات كانت تدعو الاجرب لياتي وكان ايضا يخاف من امر [ المعلم موسى.[28]

 

الابرص يدفعه ايمانه ليقترب من يسوع

56 واذ كان يخوض في افكار بخصوص ما سيفعله، سجره الايمان بغليانه بحرارة،

57 وملأه قوة لئلا يخاف من الناموس، ودعاه ليدخل الى الجمع عند المخلص،

58 فكر المتميز بان هذا الذي يعمل هذه القوات هو [ مسلط[29] ايضا على موسى وعلى الناموس،

59 هذا [ الرجل الذي تُسمع[30] عنه هذه الاخبار لا يخضع للفرائض ولا للوصايا،

60 لا توجد قوة اقوى منه ليخضع لها: انه ابن الله لاقترب منه وسيطهرني،

61 انه يحيي الموتى، فكيف لا يطيعه الجرب،؟ [ويفتح[31] العميان وهل يصعب عليه هذا المرض،؟

62 بامره تهرب الامراض عن الاعضاء، لاتزاحم وادخل فيطهرني ثم اخرج،

63 اخذ الحكيم نصائح الايمان هذه وتشجع ليمشي بين الجموع،

64 آمن وصدق بانه لو دخل مدنسا سيخرج طاهرا ويعود بدون جرح ويخرج،

65 قبل ان يراه الكهنة المقرفون، كان الرجل واثقا من انه سيتعافى ولن يشتكوا عليه بعد طهره،

66 كان مليئا رجاء ولم يكن يخاف من الناموس، ولهذا تجاسر وكشف عن فمه [ومشى،[32]

67 اخذ الاتكال السلاح الجيد الذي لا يُقهر ابدا، وبه تقوى ليطرد الجرح من اعضائه.

 

الابرص قال ليسوع: لو شئت تقدر ان تطهرني (لوقا 5/12)

68 دخل الى الجمع ولم يفزع من الناموس لانه آمن بان يسوع هو رب موسى،

69 تزاحم في الجمع ودخل ووقف قدام المخلص وكشف برصه واظهره ليسوع وقال له:

70 ربي لو شئت تقدر ان تطهرني، رِد ايها الحنان وساطهر بدون تعب،[33]

71 مرضي صعب ويعذبني، وقد جعلني مطرودا ومثل غريب عن اقربائي.

 

 

الابرص ينتقد موسى وناموسه ويطلب محاكمته

72 بماذا اخطأت ضد موسى الذي طردني من الشعب، ليأتِ ويبين (ذنبي) قدام حاكم الارض كلها،

73 ربي اريد ان أُحاكَم مع موسى قدامك لانه ابعدني عن الشعب بسلطة وليس بعدالة،[34]

74 /252/ بسبب البرص الذي صار فيّ طردني من شعبه، فانا لست مسوؤلا عن [وجود[35] البرص فيّ او عدم وجوده،

75 ربي، اصرخ اليوم قدامك لانني استحققت ان اراك، فليدخل قضائي وقضاء موسى امامك واحكم عليهما،

76 لو [ جعلتني[36] حريتي ابرص، فمن الصواب ان يطردني، ولو برى بي الباري العيب، فلماذا أُقاصص،؟

77 الا يكفيني الوجع البغيض الذي يؤلمني، لكوني مطرودا مثل مجرم [ بينما لم اجرم،؟[37]

78 لو كان هذا ذنبا، فالذي صنع فيّ الجرب قد اذنب، وحاشا ان [ يذنب،[38] لكن لماذا انا أُقاصص،؟

79 لو تذنب حرية الانسان فانها تلام، [ ما[39] ذنبها من جراء برص حدث بدون ارادتها،؟

80 ها انهم يلومونني بدل العامل الذي صنع البرص، انتقم لظلمي من موسى ومن ناموسه،

81 لو اذنبت حريتي بشيء لكنت أُعذب، وما دام البرص قد حدث بدون ارادتي، ماذا افعل،؟

82 بدل ان اتذمر انا الذي اقتنيت مرضا بغيضا، هانذا اتحمل لوما بدون ذنب،!

83 ليُبتّ في هذه القضية: لو كنت اريد ان اصير ابرص لكان من العدل ان أُطرد من الشعب،

84 /253/ لو قُدّر ان اتالم دون ان اريد، لماذا الالم،؟ ولماذا اعذب [ بما[40] لم ارده،؟

85 اطلب ان تُسمع كلماتي وكلمات موسى لانه قادني الى هنا قسرا وليس بعدالة،

86 مَن يريد ان يصير برص على اعضائه،؟ ولما لبس الدنس ولم يرده، لماذا الاضطهاد،؟

87 لو يُحكم على ارادة الانسان فهذا اكراه: حدث برص خارج ارادتي فاخرجوني وطردوني،

88 كنت ارضى ان اعطي كل ما املكه ولا اصير ابرص، [ وبعد ان صنع بي العامل[41] البرص، يبغضونني ايضا،

89 انا متضايق من امرَين: الاول لانني لابس البرص البغيض، والآخر لانهم يلومونني (قائلين) لماذا صرت ابرص،؟

90 أُلام كانني انا بريت فيّ البرص، ولا احد ينظر بعدالة لكونه خارج ارادتي،

 

91 انا مطرود من بيتي، وجميع اقربائي غاضبون عليّ، تركني [ اخوتي[42] ووقف كل معارفي بعيدا،

92 يلقون الخبز كانما للكلب وهم بعيدون، فلو اقترب الجسم من [ الجسم[43] يتدنس،

93 لا احد يقترب من اناء الماء الذي اشرب فيه، لان الخزف الذي [ امسكه[44] تدنس ايضا،

94 /254/ موسى لم يسمح لي ان استنشق حتى الهواء واشبع، لانه غطى فمي وهانذا احتاج حتى الى الهواء،

95 بسط غطاء على شفتيّ ومنع كلماتي كانما الهواء يتدنس من عباراتي،

96 حجب كلمتي لئلا تصل الى الاذن، وحتى الاذن تتدنس من كلامي،

97 [ جعلني] مثل قاتل ملقى اللجام في فمه لئلا اتكلم وابرّد [ قلبي[45] من الضيقات،

98 موسى دنّس حتى الريح التي تخرج من فمي ووضع لي قانونا لاغطي فمي حيثما اذهب،

99 مَن هو مهمل على الارض مثلي الا الميت، من الافضل لي لو [ دُفنت[46] بين الموتى،

100 لماذا هذا الغضب بينما لم اذنب،؟ ولماذا هذه الغيرة المليئة غضبا بدون جهالة،؟

101 ما ذنبي لاني لبست برصا [ لم[47] ارده،؟ ها انهم يهددونني ويشتمونني وقد طردوني،

102 لياتِ موسى ويدلِ ببراهينه (وليقل): لماذا طردني،؟ فإما طهرني انت يا رب موسى [وحلّ قضيتنا،[48]

103 ربي، إن شئت تقدر ان تطهرني، يكفي اني طُردت خارج الشعب بدون جهالة،[49]

104 ارادتك جُعلت مسلطة على الامراض وبها تؤمر كل [ الاوجاع[50] لتزول،

105 في ارادتك موضوع سلطان الحياة والموت فلا توجد قوة اخرى اقوى من امرك،[51]

106 احكم ايها الحكيم هل أُعذب بعدالة وإلا طهرني وانجو من الالم الذي اتكبده،

107 ربي، يكفيني الثقل الذي حملته مدة طويلة والطرد الذي صيرني غريبا عن احبائي،

108 لو رآني [ الكهنة[52] ادخل بين الجموع سيرجمونني، ربي طهرني سريعا لئلا أُقطّع،

109 لو عرفوا بانني ابرص واتكلم سيسدون [ فمي[53] حسب الناموس لئلا اتكلم،

110 ها قد كشفت شفتي لاتكلم وانا متكل عليك، رِد [ فاطهر[54] وليروني فيما بعد، والا انه الموت،!

 

111 لو راوني لمنعوني من ان [ اتكلم،[55] ولو راوني قبل ان اطهر ساموت،

112 ربي، اطلب بالا يرونني وانا غير طاهر، ينقصني فقد ان تريد، وها قد طهرتُ،

113 انا ميت، فلو امرتَ سانبعث، رش عليّ حنانك، [ وبرمزك[56] ساطهر،

114 /256/ من هو مكسور يطلب المراحم من المضمد، ايها الطبيب الصالح [ عالجني[57] بدوائك وسيشفيني،

115 ربي، لا ينقصك ما طلبته منك لتعطينيه، رِد ويكفيني ما سالته منك وهذا سهل عليك،

116 رِد وتكفيني ارادتك بدل التطهير، فلو تشاء تقدر ان تطهرني.[58]

 

لعل الرؤساء والشيوخ صرفوا اسنانهم على الاجرب!

117 كان جسم الابرص مكشوفا ووقف بين الجموع وراسه منحن ويطلب بالم من مخلصنا،

118 تضايق الرجل الاجرب لانه انكشف وصرخ بالالم ليشفى ثم يخرج،

119 لعل الشيوخ ورؤساء الشعب صرفوا اسنانهم لما وجدوا الابرص يتجاسر ويدخل الى فريقهم،

120 هددوه لانه استعلى على الناموس وداسه ولم يغط شفتيه كما أُمر،[59]

121 كانوا ينتظرونه بعد ابتعاده عن يسوع ليهجموا عليه لانه دخل عندهم وهو مدنس،

122 وقف الجمع وتامل في لابس البرص، وانتظروا ليروا هل ستتم الآية.؟

 

يسوع يقول له: اريد فاطهر، ويشفيه (لوقا 5/13)

123 حينئذ اجابه يسوع بموجب رجائه وقال له: اريد فاطهر،[60]

124 قال: لو شئت تقدر ان تطهرني،/257/ فاجابه: لقد شئتُ فاطهر،[61]

125 مع الكلمة زال البرص فصار طاهرا، ووقف بين الجمع ليسبّح بدون فزع،

126 اسرع الطبيب ليشفي مرضه لانه كان مدنسا لئلا يشتمه كهنة الشعب لما يخرج،

127 انحدرت ارادة ابن الله على دنسه، ونزعت واخذت قميص البرص من اعضائه،

128 صادفته الشفقة بسرعة واعطته جسما طاهرا كما كان قد طلب،

129 مالت ارادة الطبيب نحوه بمحبة، وبرمز واحد نال الشفاء بدون ادوية،

130 فاض الحنان من ذلك البحر المليء خيرات وغسل الجسم المدنس فطهر،

 

131 ركضت ارادة ابن الله نحوه بقوة واخذت منه ثوب الجرب الذي كان يلبسه،

132 هبت المراحم وانهزم مرضه كالدخان، وشاهد كل واحد آية جديدة مليئة عجبا،

133 اسرع وشفاه لئلا يهان من قبل اليهود، لانه تجاوز على ناموس موسى وتركه،

134 لم يرسله مثل الاعمى الى شيلوحا لئلا يشتموه اثناء (قطعه) هذه المسافة،[62]

135 لم يمسكه كما بصق في اذني الاطرش، /258/ ترك ارادته (تحل) عليه فصار معافى،[63]

136 هذه الامراض لم يكن الناموس يحتقرها لان موسى لم يامر بطرد الاعمى والاطرش،

137 كان من السهل على الاعمى ان يمشي بين الجموع، ولهذا لم يرسله الى شيلوحا،

138 كان الابرص مطرودا ومهانا من الناموس، فاسرع وطهره لئلا يُسخر منه بعد خروجه،

139 في تلك الساعة طهر من برصه وكان ضروريا، فاسرع وعالجه وحله وذهب،

140 قال له: اذهب وارِ نفسك للكهنة واعط القربان بدل تطهيرك حسب الناموس.[64]

 

المسيح متفق مع الناموس، غير ان الكهنة كانوا يقرفونه

141 اذهب ليروا جسدك طاهرا من الدنس، ولا تتاخر من فعل كل ما امر موسى،

142 كلما تجنب اثارة الشك بخصوصه بقدر ذلك كانوا ينكرون قائلين: انه ليس من الآب،

143 ابان بانه ليس بعيدا ولا غريبا، وبانه متفق مع ناموس آدوناي،

144 ولهذا ارسل الابرص الذي طهر ليعطي الذبيحة لكهنة الشعب كما هو مامور،[65]

145 كان قد شفى، واعطى القربان للكهنة ليبين بانهم مُلكه وليسوا مُلك الآخرين،

146 لم يبطل الناموس ولا الوصايا /259/ لئلا تدخل الغرابة بينه وبين ابيه،

147 كان يحصّل الربح لكهنة الشعب، هو كان يشفي وهم كانوا ياخذون ويشتمونه،

148 واذ كان يبني كل يوم على ناموس موسى، لقبه بنو جهنم ببعلزبوب رئيس الابالسة،[66]

149 كان يعلم بقساوة قلوبهم، وكم انهم جهال ولم يسمح للظلم ان يقترب منه،

150 طهر الابرص وارسله الى الكهنة ليروه كما لو كانوا شركاء في أعماله،

151 كان يتابعهم ليفهموا بانه ربهم، وكانوا يهربون منه مثل المتمردين ويشتمونه،

152 كان يهتم ويرسل لئلا تُنكر عليهم قرابينهم، وهم يهددونه مثل من اكل عشورهم،

153 لما اعطى العافية لذلك الاجرب ارسله اليهم لياخذوا منه (القربان) ثم يذهب،

 

154 الطبيب الصالح الذي لم يكن يريد ان ياخذ اجرة، كان يرسل الارباح الى الكهنة لئلا يُظلموا،

155 واذ كمّل كل الناموس في كل دربه،اتهموه بانه حلّ وابطل وصاياهم.

 

شفاء الابرص

156 ايمان الابرص دخل عند مخلصنا، ونال كل المعونات كما طلب،

157 كان قد رش حنان ابن الله عليه كالمطر، /260/ وانبت جسمه شفاءات من كل الجهات،

158 شلح الدنس الذي كان يغطي اعضاءه، ولبس جسدا طاهرا بدون جروح،

159 استراح من الضيق الذي كان يسحقه كل يوم، وهدأ قلبه المعذب بمرض بغيض،

160 عاد الطريد الى شعبه وفرح بطمأنينته: موسى اخرج، ويسوع ادخل مثل رؤوف على الكل،

161 ازيح الضباب عن الشقي، واشرق عليه صحو الابن المليء شفاءات،

162 اخذ منه لجام الضيق الذي اعطاه موسى اي غطاء شفتيه الذي هو غطاء الحزن.

 

المسيح يحمل اثقالا وضعها ناموس موسى على البشر

163 كل الاحمال الثقيلة التي حمّلها موسى، [ اتى[67] المسيح وحملها بصلبه،

164 يا[ حاملي] الاحمال الثقيلة هلموا عندي، وانا اريحكم بنيري الطيب والخفيف جدا،[68]

165 لماذا اذاً وضع موسى هذا الثقل، وهذه الاحمال الثقيلة على الحاملين،؟

166 كثّر الثقلَ على الشعب الهمجي، وبعد ان يخضع يريحه (ويلقي) عنه الثقل،

167 القى اللجام على فمه ليتعلم التواضع، /261/ وانه مستعد [ لينزعه عنه بعد ان يصبح مسالما،[69]

168 اضاف ثقلا عليه لتخمد [ عجرفته[70] التي خرجت منه من مصر،

169 القى [ وعلق[71] على رقبته نيرا قاسيا لئلا يتمرد من فعل البرارة،

170 من هو ابرص فليُطرد من الشعب، لقد ابان غيرته بما يفعله بالذي يخطيء،

171 اذ (ابان) هذه الغيرة ضد البرص الذي هو قسري، اية غيرة تكفي للخطيئة التي تصير من الارادة،؟

172 واذ [ اهتم] هكذا في تطهير الجسد، [كم سيتعب مع النفس[72] النقية لما تتدنس،؟

 

173 بالبرص الظاهر اراد ان يطهر الاثم الخفي، الجرب ليس [ دنسا[73] بالنسبة الى الله لانه بريته،

174 بالظواهر كان يُفهم ابناء الشعب المظلمين في طبائعهم،

175 لو حدث جرح البرص في جسم ما سيصير مدنسا، انتبهوا، لو صارت الخطيئة في نفس ما كم ستجعلها بغيضة،؟

176 اذاقهم حِدة قصاصه ليخافوا لئلا يصير جرح في النفس،

177 لو لم ارد ان يصير البرص وصرت مدنسا، /262/ فلو افعل الاثم بارادتي ماذا سيصنع بي،؟

178 ولو تم هذا الاهتمام بالجسد، كم سيكون الاهتمام بالنفس التي هي اعظم لئلا تتدنس،؟

179 ولو صار جرح البرص وطردني، فلو صار فيّ جرح الاثم اين سيلقيني،؟

180 ابان هذه الغيرة لبني الشعب حتى يخافوا من اقتراف الاثم،

181 كان قد صوّر الاثم بالابرص، وطرده من الشعب ليدربهم بحكمة على الطهر،

182 مَن هو اجرب فليُطرد من شعبه، اعني مَن يخطيء سيلقيه خارجا،

183 ليفحصه الكاهن ولو طهر برصه فليدخل، هوذا تحريض: لو تاب احد فانه يُقبل.[74]

 

اليهود لا يفهمون الناموس روحيا: يطردون الابرص ويغضون الطرف عن الاثم

184 كان يبين هذه الرموز من الناموس، ولم يفهم بنو الشعب روحيا،

185 [ فتحوا[75] الابواب ليدخل الاثم ويسكن هناك، ومن فيه البرص طردوه من بينهم،

186 برصت النفس ولم يطهروها بالتوبة، ولو ظهر جرح على الجسد طردوه،

187 من صاغ العجل، هذا يعيش في المعسكر، ومن لبس البرص طردوه وخرج ولو كان بارا،![76]

188 /263/ مَن اقام الصنم الرباعي الاوجه كان يتفاخر، ومَن توسخ جسده قليلا كان يلام،[77]

189 لم يهتموا بإبطال خطايا النفس، لكنهم قطعوا والقوا عنهم ارجاس الجسد،

190 سمعوا بعناد كل ما تعلموه من الناموس، ولم يربحوا منه الحياة علما بانه للحياة،[78]

191 ملك السامرة كان يتوسل الى اصنام ابيه، والناس البرص كانوا مطرودين من المدينة من قبله،[79]

 

192 ليت البرُص اتكئوا معه على المائدة، وكان من الاجدر به ان يطرد الاثم من بيته،

193 قساة القلب لم يسمعوا كما قال موسى، انما غيّروا [ كل[80] كلماته وفرائضه،

194 احتقروا ورذلوا الامور المهمة التي في الناموس: الحنان والقضاء والمحبة المليئة بكل الخيرات،[81]

195 [ كانوا[82] يطيعونه في شيء ولا يطيعونه في شيء آخر، وكانوا يحترمونه في امر واحد ويحتقرونه في امر آخر لانهم كانوا جسورين،

196 طردوا البرص الذي ليس بشيء بالنسبة للناموس، واحبوا الاثم البغيض جدا على الله،

197 ارادوا ان يحترموه بما هو سهل بينما كان اهانة، لانهم لم يكونوا يقتنون ارادة صالحة بالنسبة الى الناموس.

 

المسيح لا ينقض الناموس انما يكمله

198 سأل القربان ليعطيه للذي طهر، ليحث بهذه الحجة ذلك الذي طهر على الدموع،

199 كان جائعا الى توبة الناس وليس الى السميذ وما طلبه لم يجده لدى الشعب الصعب،

200 ولهذا قال له: اذهب وارِ نفسك للكهنة، واعطِ القربان حسب الناموس لاجل تطهيرك،[83]

201 وليكن هذا كشهادة بيني وبينهم، لئلا يقولوا: انني مناهض لآدوناي،

202 بالقربان الذي ارسله لهم وبخهم، لانه يتفق مع ناموس جبل سيناء،

203 وابان لهم بالاجرب الذي طهر بان كل البرايا على اختلافها هي موضوعة في يديه.

 

الخاتمة

204 مبارك الذي طهّر البرص الظاهري والاثم الباطني، وبمجيئه صنع كليهما مثل آمر الكل.

 

كمل (الميمر) [ على ذلك الاجرب[84]

 

 

 

[1] – و: كلمتي

[2] – و: يمكن ان نسمع

[3] – و: خاصته

[4] – ب، ر: خبز الحياة. رؤيا 21/6، يوحنا 7/37-38

[5] – و: الى البرية

[6] – يوحنا 7/37-38

[7] – متى 11/5

[8] – و: عافيتي. متى 11/5

[9] – خروج 4/10-12، متى 15/30

[10] – و: وشبع

[11] – متى 11/5

[12] – متى 8/16، لوقا 7/1-10، لوقا 7/11-17، يوحنا 11/1-44

[13] – و: كل، نص: لكل الفرص. متى 11/5، 15/30

[14] – متى 9/18-26، لوقا 7/36-50

[15] – متى 14/13-21، 51/29-39

[16] – لوقا 19/1-10

[17] – يوحنا 9، مرقس 2/12

[18] – ر: كان يتوسل

[19] – ر: ناموسها

[20] – ر: المه

[21] – لاويون 13/45-46

[22] – ر: كان طريدا وشقيا

[23] – و: وبمساعداته وتزاحم ليدخل ويغرف هو ايضا

[24] – و: ويتكلم

[25] – لاويون 13/45

[26] – و: نوخروي، نص: مناخراي. و: شعبه

[27] – و: صيذ، نص: لووث

[28] – و: العظيم موسى. لاويون 13/45-46

[29] – و: شاليطو، نص: شاليط

[30] – و: قوة. و: اسمعُ. السروجي يذكر قانون: المشرع لا يخضع للقوانين التي يسنّها!

[31] – و: فتح

[32] – و: ويتكلم

[33] – لوقا 5/12

[34] – يكتب الناشر: موسى فصل من باب العدالة البرص لئلا ينتشر برصهم في الشعب كما تعمل اليوم كل الدول

[35] – و: نهوي، نص: دنهوي

[36] – ر: جعلت. السروجي يؤكد بان الله برى البرص فيه وليس اجرب بحريته ولهذا ليس مسؤولا عن جربه ومرضه. هذا ما يدعو الابرص الى مقاضاة موسى من قبل رب موسى

[37] – و: من داخل الشعب

[38] – و: اسكيل، داسكيل. يتفلسف الاجرب ويقول: انه ليس مريضا بحريته. الباري وضع المرض فيه، والباري لا يذنب ولا يلام. لماذا يُقاصص اذاً ؟. فلسفة الاجرب هي نفس فلسفة وتفكير ايوب البار

[39] -و، ب: مِن، نص: مون، بيجان يصوب: مُن

[40] – و: دعال، نص: عال

[41] – و: بعد ان سكب العامل

[42] – و: اهلي، انسبائي. مزمور 38/11

[43] – و: الى جسمك

[44] – ر: امسك به

[45] – و: جعلوني. و: فكري

[46] – و: مدفون

[47] – ر: ولو، نص: دلو

[48] – و: وحلني من حكمي

[49] – لوقا 5/12

[50] – و: ادناس، عيوب

[51] – تثنية 32/39

[52] – و: الجموع

[53] – و: فومي، نص: لفومي

[54] -و: اثداكي، نص: واثداكي

[55] – و: اقترب منك

[56] – و: رمز

[57] – و: طوش لي، نص: طوش بي

[58] – لوقا 5/12

[59] – لاويون 13/45

[60] – لوقا 5/13

[61] – لوقا 5/12-13

[62] – يوحنا 9/1-41

[63] – مرقس 7/31-37؟

[64] – لوقا 5/14

[65] – لاويون 14/2-32؛ لوقا 5/14-15

[66] – متى 10/25

[67] – ب: لانه جاء هو

[68] – ب: شُقلاي، نص: شقيلاي. متى 11/29-30

[69] – و: كان مستعدا بعد ان يكبح ياخذه

[70] – ب: عجرفة

[71] – نص: المعلق

[72] – ب: مهتم. ب: في النفس، نص: نفس. ب: يتعب

[73] – نص: طماا، بيجان يصوب: طما. المرض اي البرص هو خليقة الرب “الحسنة” ولهذا ليس دنسا؟ تكوين1/4، 10، 12، 18، 21، 31. نعلم بان يعقوب يتنكر للاسباب الثانوية ولهذا لا يريد ان يرى في المرض “سببا” قائما في ذاته. يؤكد بان الانسان ليس مسؤولا عن مرضه. المرض غير ارادي وهو مفروض على البشر

[74] – هذا دليل على تدخل الكهنة في التوبة. ليس الخاطيء وحده يطهر نفسه ويغفر خطاياه كما ورد في ميمره 42/186-187 على تناول الاسرار المقدسة. هذه تعددية نظريات السروجي!

[75] – نص: فحيثو، بيجان يصوب: فثاحو

[76] – خروج 32

[77] – دانيال 7/6؟

[78] – اليهود يفهمون الناموس بعناد (قريوإيث) ولا يجنون منه الحياة علما بان الناموس نفسه هو حياة

[79] – 2ملوك 3. انظر ميمره الثاني 117 على اليشاع وعلى ملك موآب الذي ذبح ابنه على السور

[80] – حزقيال 3/7. نص: كلهم، بيجان يصوب: كلها

[81] – متى 23/23، لوقا 11/42

[82] – اضافة الناشر: كانوا

[83] – لوقا 5/14

[84] – و: على الاجرب