الميمر 43 على ان ربنا يُعرف في الكتب مأكلا ومشربا

الميمر 43

 

        اخوتي، لنتنعم من تعليم ابن الله لان طعمه احلى من شهد العسل، ياكلون الخبز فانه يثقل على آكليه، اما التعليم فيُكسِب جناحين للنفس لتطير، الكتب المقدسة هي مروج الهية لانها تبتهج كل يوم من ينبوع عدن المبارك، مِل مِل عندنا يا محب الاتعاب واسترح من المسيرة، ولو كنت غير مستعجل هلم واتكيء معنا على المائدة، عروس النور دعتنا اليوم لنتنعم معها، لقد نحرت الختن وها انها توزعه على المائدة، طلبت مني ان اؤلف لحنا وارتله لها لابين لها بان الختن يصير مأكلا ومشربا.

        نقد لمن يثرثرون في البيعة: لو لم تكن محتاجا لتضمد الجروح في البيعة عيادة الطبيب، فاعطنا المكان، لتكن كلمة الحياة اسمى من كل الاخبار ولتلطم خبر العالم لئلا يُذكر، في بيت الله لا يلزم الكلام المطول لان الرب يتكلم في الكتب، فليصمت كل واحد..

        حجز البيمَ آل موسى وآل سمعان وكل افواج داؤد الملك ومزاميره، يقوم الصليب وسط البيت كالعمود، ويحمل ثقل اللص والزانية.

        انت ثلاثة، وثلاثتهم تكوّن انسانا واحدا، فلو تجزأ لا يحل فيه الثالوث، الجسد والنفس والروح هي جمعُ اللاهوت وفيها يحل متى ما اجتمعت من الانقسامات، الثلاثة الذين هم واحد لو صار واحدا لما يصلي، سياتي الثلاثة وهم واحد ويسكنون عنده. يذكر قصة الفتيان الثلاثة في الاتون الذين دعوا واستجابهم الرابع اي الملاك.

        الرب مأكل ومشرب: موسى اصعد سبعين شيخا عند الله فاكلوا وشربوا من وجهه بلذة، صنع الرب وليمة على الجبل لرؤساء شعبه، وبما انهم راوه فقد كُتب بانهم اكلوا وشربوا، راى الاولون الآب في سيناء فاكلوا وشربوا، ومسك الآخرون الابن في صهيون فاكلوه، هناك تنعمت النفس من دهنه بالرؤيا، وهنا باللمس وهو يُوزع على اياديهم، الله الذي هو الحياة صار ماكلا، فاكله آدم وعاش، وبه عاد الى موضعه.

– المخطوطتان: روما 117 ورقة 299؛ روما 251 ورقة 18

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب الملفان. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. يستعمل عبارة اخوتي. ويقول ان البيعة طلبت منه ان يؤلف هذا الميمر. الميمر تفسيري واسلوبه رائع وبليغ. لا يمل القاريء من قراءته. فيه ملاحظات ليتورجية للقداس ولتصميم البيعة وتحريض على الصلاة في البيعة ونقد للوشوشات العلمانية الباطلة فيها. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شباب يعقوب اي الى حوالي سنة 480-486م.

 

 

 

للقديس مار يعقوب الملفان

الميمر 43

على ان ربنا يُعرف في الكتب مأكلا ومشربا

 

المقدمة

1 اخوتي، لنتنعم من تعليم ابن الله لان طعمه احلى من شهد العسل،

2 هلموا لنرعى فيه كما لو كان في مرج مليء حياة، فمنه تسمن النفس التي هزلت بالشهوات،

3 لنأكل منه لانه لا فساد لاطعمته، وانه مأكل نقي وكانه مُتقن لبلعم النفس،

4 لما ياكلون الخبز يثقل على آكليه، اما التعليم فيُكسِب جناحين للنفس لتطير،

5 الكتب المقدسة هي مروج الهية لانها تبتهج كل يوم من ينبوع عدن المبارك،[1]

6 مَن هزلت نفسه بالاثم الذي اقترفته يداه، ليطلق نفسه لترعى في هذه المروج وتسمن هناك،

7 هوذا مروج العالم مليئة اشواكا ودغلا بغيضا، والمياه سيئة ومليئة بسمّ الحية الكبرى،[2]

8 ايها الضعاف الذين عذبتهم المياه السيئة، هلموا واسمنوا في المرعى الذي تنبع منه الحياة،

9 المياه سيئة، وارض كل العالم مقفرة، /229/ وقد اعطت مريم ينبوعا اصلح كل الينابيع،

10 يا محبي الحياة هلموا الى حظيرة الصلب، فلا توجد حياة للنفس الا فيها،

11 هوذا العالم محترق ومن جربه نجا منه، لان جماله ينثر كالزهرة وكله يذبل.

 

عروس النور هيأت المائدة وتدعو العالمين اليها

12 كل حوادث العالم ينهيها الموت، هلم واسمع منا خبرا منه تنبع الحياة،

13 مِل مِل عندنا يا محب الاتعاب واسترح من المسيرة، ولو كنت غير مستعجل هلم واتكيء معنا على المائدة،

14 عروس النور دعتنا اليوم لنتنعم معها، لقد نحرت الختن وها انها توزعه على المائدة،

15 هلم وتنعم معنا من وليمتها السماوية، لان صاحبة البيت تفرح كثيرا بالذي ياتي،

16 طلبت مني ان اؤلف لحنا وارتله لها لابين لها بان الختن يصير مأكلا ومشربا.[3]

 

 

 

لا يجوز سرد الاخبار العالمية في البيعة

17 هنا، معنا لا تُسمع حوادث العالم، فالعروس قد امرت ان يزمر كل واحد خبر الختن،

18 اذاً تتطلب وليمة السامية صمتا عن كل الحوادث العالمية غير الجميلة،

19 ليس من العدل ان يتحدث كل واحد على مائدة الختن عن خبر ليس خاصته،

20 لتكن كلمة الحياة اسمى من كل الاخبار /230/ ولتلطم خبر العالم لئلا يُذكر،

21 ماذا ينفع خبر العالم لمن يسمعه،؟ كل كلماته هي مليئة اثما وافكا ومضرات،

22 في بيت الله لا يلزم الكلام المطول لان الرب يتكلم في الكتب، فليصمت كل واحد،

23 من يتكلم ليتكلم فقط بكل تسبيح، وكل شكر، وكل تهليل، وكل تقديس،

24 يحق لكل واحد ان يزمر او ان يصلي في بيت الله ولا يحق لاحد ان يتكلم،

25 صنع له الرب بيتا على الارض ليتردد اليه، ومن يريد ان يتكلم معه ليذهب الى بيته،

26 السماء والارض هما مُلكه، لكنه ميز له بيتا لا يحق لاحد ان يتكلم [ فيه[4] باستثناء الصلاة،

27 لماذا هذه الاصوات والكلمات والوشوشات والاخبار الباطلة تصدر عن الكثيرين في بيت الله،؟

28 الكواريب يباركون، والسواريف يقدسون، والانبياء يتكلمون، والرسل يعلّمون، والكهنة يرفرفون خائفين،

29 من الذي يخلط كلماته بين هولاء، ليتحدث هنا دون ان يخاف من صفوفهم.

 

الصلاة والقراءات الكتابية في البيعة

30 ايها الرجل لو انت بارّ قمْ الى الصلاة، ولو انت خاطيء ادخل واطلب الغفران،

31 /231/ لو انت تائب اجلب دموع التوبة، ولو انت معلم تكلم وافِد الجماعات،

32 ولو انت مستمع انصت واستفد وانت صامت، فلا يسمحون لك ان تسرد هنا اخبارك،

33 حجز البيمَ آل موسى وآل سمعان وكل افواج داؤد الملك ومزاميره،

34 يقوم الصليب وسط البيت كالعمود، ويحمل ثقل اللص والزانية،[5]

35 من التائب تصدر اصوات البكاء والتوسل، وما هو خبرك ايها الرجل حتى تتكلم،؟

36 لو عذبك فعل العالم لتسرد خبره فاذهب اليه، لانهم لا يسمحون له ان ياتي الى هنا.

 

البيعة بيت الطبيب حيث يوجد دواء الحياة

37 انه بيت الطبيب وهو مليء بجروح المرضى، فلو لم تكن محتاجا لتضمد الجروح، فاعطنا المكان،

38 لو صارت اعمال العالم سببا لمجيئك، لا تجد هنا ضالتك فلماذا اذاً انت بطال،؟

 

39 كل واحد يريد ان يضمد جرحه من دواء الحياة ولا يوجد محل لاعمال العالم المضطربة،

40 لو اجتمعت بدافع بشري في بيت الله لا يسمحون لك ان تتكلم معه في بيت الغفران،

41 لو حضرت هناك سواء بدافع او بقناعة، /232/ فاترك اذاً العمل الذي كان يقلقك،

42 اترك كلمة العالم محفوظة للاسواق الخارجية، وهنا تكلم كلام الموضع ولا شيء غيره.

 

حضور الانسان: جسد ونفس وروح ضروري في البيعة ليحل فيه الثالوث

43 وبما انك جئت، فتعالَ واجلب كلك لياتي معك لانه لو لم تجتمع لا تقدر ان تاتي كلك،[6]

44 اتى الجسد كما اتى الى بيت الغفران، اجمع مع الجسد الروح بالمحبة الكاملة،

45 انت ثلاثة، وثلاثتهم تكوّن انسانا واحدا، فلو تجزأ لا يحل فيه الثالوث،[7]

46 لو وُجد الآن الجسد قائما في بيت الغفران، والنفس مضطربة بكل الافكار الباطلة،

47 والعقل الذي هو روح خارج ويتيه في العالم، فها انك لستَ مجتمعا في بيت الله لتطلب المراحم،

48 الجسد والنفس والروح هي جمعُ اللاهوت وفيها يحل متى ما اجتمعت من الانقسامات،

49 كما قيل: حيثما وُجد اثنان او ثلاثة مجتمعون فانا معهم بمحبة،[8]

50 يحل الملك في الثلاثة متى ما اجتمعوا، لان ثلاثتهم ناؤوس واحد للاهوت،

51 يكون الانسان الواحد: جسدا ونفسا وروحا، ولو اجتمعت يصير جمعا عظيما لابن الله،

52 ياتي ويحل في الثلاثة لما يكونون واحدا، /233/ كما وعد: انه بينهم لما يجتمعون،[9]

53 لما يقوم الثلاثة ويدعون الرابع، فانه عادة ياتي حالا ليساعدهم،[10]

54 اهتموا اذاً وتعالوا ثلاثتكم الى الصلاة، وها انك واثق بان ابن الله هو بينكم،

55 ايها العقل العظيم احضر مع الجسد وادخل في بيت الغفران (واترك) التيه وعثرات العالم الشرير،

56 ايها الانسان الموضوع ثلاثيا في الوجود (؟)، انت ناؤوس عظيم فيه يُكرم الملك العظيم،

57 الثلاثة الذين هم واحد لو صار واحدا لما يصلي، سياتي الثلاثة الذين هم واحد ويسكنون عنده.

 

الرب شبع للنفس

58 نفسك تغتني من الله لما تحبه، ومنه تاكل، ومنه تشرب لما تتحد به،

59 انه مأكل ومشرب لاحبائه، ومنه ياخذون الشبع كما لو كان من جبل العسل،

60 راته النفس بمحبة وشبعت منه حياة، وامتلأت دسما ولذة ورائحة حلوة.

 

موسى والسبعون شيخا اكلوا وشربوا الرب (خروج 24/11)

61 موسى اصعد سبعين شيخا عند الله فاكلوا وشربوا من وجهه بلذة،[11]

62 صنع الرب وليمة على الجبل لرؤساء شعبه، ولما راوه كُتب بانهم اكلوا وشربوا،[12]

63 ولانه مأكل فقد اكله شيوخ الشعب، /234/ ولانه مشرب فقد شربوا منه وشبعوا،

64 كتب موسى: راوا الله واكلوا وشربوا، ولو لم ياكلوا ويشربوا منه لما كان يكتب،[13]

65 كان قد دعا ضيوفا بدون طعام، وبدون اذواق، انهم راوا وجهه وبرؤياه اسمنهم،

66 وبما ان موسى نظر اليه كثيرا فقد استنار وشرب منه الى ان صار جيملا كالنهار،[14]

67 اي خمر كان يبدل وجه موسى العظيم الذي شرب [ رؤيا[15] الرب واستنار،؟

68 تاكل النفس من الله وتشبع منه حتى ان الجسد ايضا يعيش دون ان يهتم،[16]

69 كان موسى يسمن مدة اربعين يوما على الجبل بدون اكل وبدون شراب ولم يجع،[17]

70 هو حل له محل الاكل والشرب، وكان يتنعم كانه متكيء على مائدة الملك،

71 نظر اليه واكل، ورآه وشرب، واحبه وشبع، وبه استنار لما صار عنده بالمحبة.

 

يسوع خبز وماء الحياة

72 اذاً من الواضح بان الانسان ياكل من الله ويشرب منه لو اقترب اليه بالايمان،

73 يعطي نفسه لمن يحبه لياكل منه، ويشرب منه، ويحيا معه بدون نهاية،

74 /235/ ولانه يريد ان يصير ماكلا للبشر فقد ارسل ابنه لياكلوا منه [ ويتحدوا[18] به،

75 وصار خبزا لانه اراد ان يصير جسدا، واكله الناس وهم [ يشعرون[19] به بمحبة،

76 صرخ الابن الحكيم في الجموع وهو يعلم (قائلا): انا خبز الحياة كلوني وعيشوا،[20]

77 وكان يكرز (قائلا): انا ماء الحياة، وبرهن بانه مأكل ومشرب لمن يستحقه،[21]

78 جاء العلي ليصير مأكلا للسفليين، فذبحوه كثور مسمن وتنعموا به،

 

79 هو صنع بيديه الخبز جسده، والخمر دمه، ودعا ومزج جسده ودمه لنعيم العالم،

80 راى الاولون الآب في سيناء فاكلوا وشربوا، ومسك الآخرون الابن في صهيون فاكلوه،

81 هناك تنعمت النفس من دهنه بالرؤيا، وهنا باللمس وهو يُوزع على اياديهم،

82 ها انهم يمسكون الروح في الحفنات وبالاصابع، وياكلون [ الابن،[22] وبه يطهر جميع الخطأة،

83 ابن البتول [ خطب[23] العروس بنت النور لتصنع هذا الرجاء العظيم على الارض،

84 /236/ الروح في الحفنات، وصرّت المياه في المنديل: هوذا النار الحية التي تؤكل وتُشرب.[24]

 

مريم بتول في ولادتها والبيعة بنت الآراميين بتول في عرسها

85 هلموا وادخلوا وشاهدوا عملا عظيما مليئا عجبا لم يصر مثله لا قبله ولا بعده،

86 البتول ولدت ابنا وهي قائمة في بتوليتها، [ واية[25] زانية تصير بتولا في عرسها،؟

87 بلغ ابن الله الى البتول وجعلها امه، ولما خطب الزانية من بين الشعوب جعلها بتولا،

88 هوذا للبتول طفل وحليب بدون زواج، وللزانية بكارة اكتسبتها في العرس،

89 تغير هنا نظام البتولات والزانيات..،

90للبتولات سلطة البتولية الى ان ياتي ويحين نظام [ زفافهن،[26]

91 وحالما يرى الختن العروس البتول التي خطبها، لن تقوم بعدُ في درجة البتولات،[27]

92 هنا صنع ابن الملك عجبا للعروس التي جلبها فقد اخذ زانية من السوق وجعلها بتولا،

93 في العرس تُفقد بكارة المخطوبات، اما بنت الشعوب فقد اخذتها من عرسها،

94 الى يوم عرسها كانت زانية، /237/ ومن عرسها وما بعد بتولا: انه لعجب عظيم،

95 زنت بالاصنام..وفجرت، ولما صنع الصليب لها وليمة امست بتولا،

96 دنستها الاصنام وصارت عروسا للآلهة جلست امام الصور وتزوجت المنحوتات بمحبة،

97 بنت الآراميين خجلت وشبعت وزنت بالابالسة، وصار الشياطين الارجاس اصحابها،[28]

98 الختن اخذ الزانية من السوق وانزلها الى الماء وجعلها بتولا وها هي معه،

99 هذا الذي جعل الزانية بتولا، مَن هو الا ذاك الذي جعل البتول امّا،؟

100 لو ولدت البتول لحصلت اعجوبة واحدة، ولم تكن توجد فرصة لتصير الزانية بتولا،

 

101 لكن بما انه جعل البتول امّا، هوذا الزانية ايضا قد جعلها بتولا وهي تسكن معه،

102 كل البرية متحيرة: كم انها زنت، وكم انها فجرت، وكم انها خجلت، وكم انها عظمت،

103 وزال زناها، وبسببه (زال) اسمها النتن، واعطاها الختن اسما حسنا وبيت ابيه،[29]

104 وها انها تتباهى بالبتولية التي اعطاها اياها الختن، (وبالثياب) البيضاء التي نزلت ولبستها من الماء،[30]

105 /238/ وبصليب النور المعلق في رقبتها كقلادة، وبحلى آلام الابن المحبوبة [اليها،[31]

106 وبينبوع الدم والماء الذي جرى منه، وتجلس حوله كما لو كان حول جيحون المليء حياة،[32]

107 تاكل منه لانه اراد ان يصير ماكلا، ومنه تشرب لانه شاء ان [ يصير[33] شرابا،

108 وتكسر جسده وتقدمه وتضعه في فم بنيها، وتمزج دمه ومنه يشرب جميعهم الحياة،[34]

109 وتاكله وتضعه كل يوم على مائدتها، وتوزعه على الشعوب والعوالم ليحيوا به.[35]

 

لماذا صار ربنا خبزا؟

110 لو لم يكن ابن الله خبزا لما كان يسمي نفسه خبزا في الجماعات،[36]

111 لماذا لزم ان يصير ربنا خبزا، عليك ان تسمع بوضوح لو احببتَ،

112 بسبب آدم الذي اكل الثمرة المليئة موتا، لزم ان ياكل ثمرة اخرى فيها الحياة،[37]

113 صار ربنا ثمرة الحياة واكله آدم ونقضت هذه (الحياة) الموتَ النهم الذي كان قد قتله،

114 وبما ان الموت حدث بالاكل من تلك الشجرة، لزم ان ياكل آدم الحياة لئلا يهلك،

115 /239/ الله الذي هو الحياة صار ماكلا، فاكله آدم وعاش، وبه عاد الى موضعه.

 

ابراهيم وموسى طلبا المسيح – المياه

116 كان الاولون يعرفون هذا السر، وكانوا يشتاقون الى هذه الرؤيا المليئة عجبا،

117 في ايحاءاتهم كان جميع العادلين يتوقون ليشربوا ماء الحياة الذي هو ربنا،[38]

 

118 ابراهيم ايضا كان يشتهي ان يرى الصليب، وشاهد صورة الصلب في وحيده،[39]

119 وتاق موسى ان يصوره هو وخلاصه فوقف على اكمة وبسط يديه وتشبه به.[40]

 

الاولون عرفوا هذا السر المحفوظ واشتاقوا الى رؤيته

120 جميع الانبياء تاقوا الى ابن الله، وكانوا متضايقين ليروا يوم صلبه،[41]

121 وكانوا يعرفون بانه ماء الحياة والشراب الحلو، وفي ايحاءاتهم اشتاق جميعهم ليشربوا الماء.

 

آشيمون رمز للمسيح-المياه (خروج 17/5-7، 1قورنثية 10/4)

122 في آشيمون رُسمت له صورة بالحجر الذي ثلمته العصا وولد الانهار،[42]

123 وصار شرابا للاسرائليين في القفر والشعب العطشان ركع وشرب لانه كان معذبا،

124 واعطى الحياة وطرد الموت عن العبرانيين، وصار مثلا لابن الله الذي هو الحياة،[43]

125 منه تشرب الارض العطشانة والمعذبة وتشبع اذ يعذبها العطش العظيم.

 

اشعيا يامر العطاش بالذهاب الى المياه (اشعيا 55/1)

126 /240/ ولهذا صرخ اشعيا في النبؤة (قائلا): يا جميع العطاش اذهبوا الى المياه، ومن هو العطشان،؟[44]

127 هوذا الفقراء والبؤساء يطلبون الماء ولا يوجد، ويبس لسانهم عطشا، ولماذا يا ترى،؟[45]

128 في اي وقت نقصت المياه على الارض، وطلبها الناس ولم يجدوا فيها الماء ليشربوا،؟

129 قال اشعيا: انهم طلبوا المياه ولم توجد المياه ومن هم هولاء الذين طلبوا الماء ليشربوا،؟

130 هولاء هم العادلون الذين انتظروا شروق الابن وطلبوه كالماء وتأخر،

131 وكانوا مهتمين ليروا يومه كما لو كان بالعطش وكانوا مشتاقين ان يضعوا فمهم على ينبوعه،

132 لم تعوز المياه للبؤساء والفقراء، لكنهم تاقوا الى ربنا الذي هو الماء،

133 انه مكتوب هكذا: انا الرب استجيبهم واعطي الماء في موضع عطشان ليشرب العالم،[46]

134 وكما وعد فقد ارسل الماء: ابنه الحبيب ليشرب العالم، ومنه شبعت كل الارض،

 

135 اجرى الانهار على الجبال والآكام، وفي التلال اعطى ينابيع المياه الحية،[47]

136 ابن الله كان يُنتظر لياتي الى الارض، وكان ينتظره عارفو اسرار بيت الله،

137 /241/ اشتهوا ان ياكلوا ويشربوا منه، لانهم كانوا يعرفون بانه ياتي ليصير ماكلا ومشربا،

138 وبما ان السر كان محفوظا لوقته، فقد اشتهوه، ورقد الابرار مع اجيالهم وهم ينتظرونه،

139 في ايحاءاتهم عطشوا حتى يشربوه كالماء، لانهم كانوا يعرفون بانه حياة كل العالم.

 

داؤد طلب المسيح-المياه (2صموئيل 23/15-17)

140 داؤد الملك والنبي المختار حبيب الله هو ايضا في وقته كان قد اشتاق الى هذه المياه،

141 كان ظمأ جدا ليشرب الابن كالماء، لانه عرف بانه شراب حي لمن يذوقه،

142 وبما ان السر كان يحفظه الآب لئلا يُذكر، سأل شكليا مياه الجب من بيت لحم،[48]

143 لئلا يقول: من يساعدني لارى الابن واشرب منه الماء واشبع روحيا،؟

144 كان قد حاول ان يقول شيئا بدل شيء لئلا يوصف السر الخفي في غير وقته،[49]

145 لم يكن مسلطا ليعلن الخفايا، ولهذا سترها وتكلم عنها بالالغاز،[50]

146 وبما ان النبي الملك كان متعطشا الى ابن الله، فقد سماه مياه الجب وطلبه امام الكثيرين،

147 من يعطني مياه الجب من بيت لحم، بينما هو كان يعرف خفية ماذا كان يطلب،

148 /242/ كان قد سمى المسيح [ ماء[51] لانه كان متعطشا اليه، وكان يعرف بانه سياتي من بيت لحم الى الارض،

149 ولكي يخفي سر الابن الذي لم يكن قد حان وقته بعدُ، دعاه ماء الجب وانهى الخبر الخفي،

150 وهولاء الذين سمعوه يطلب الماء ظنوا بانه (يطلب) الماء، ولم يكن يعرف احد ماذا كان يطلب ما عداه.

 

المسيح ماء الجب اي ابن البتول

151 كان قد طلب ماء ليس ماء الينابيع او العيون، لكن ماء الجب لانه كان يرمز الى مخلصنا،

152 لم يطلب المياه التي تصعد من الينبوع لكن تلك التي تنحدر من مساكن اللاهوت،

153 ذاك الرائي لم يكن يطلب مياه النبع لان ابن الله ليس من (ثمرة) الزواج،

154 مياه الجب تاتي من قمة العلى، كما انحدر المسيح من العلى ليصير شرابا،

 

155 البتول هي الجب التي نزل اليها الشراب من العلى ولم يصعد ينبوع من الارض وصب فيها المياه،

156 والمرأة ايضا تُدعى في النبؤة جبّا، والرجل يُدعى جبلا، ومن اختبر يفهم،[52]

157 ولهذا داؤد الملك سمى المسيحَ مياه الجب وهو يشتهي ان يرى يومه،

158 لم يكن يحدد ليطلب مياه الجب فقط، /243/ لكن (مياه) الجب ومن بيت لحم الشهيرة،

159 ليبرهن بان هذه المياه التي طلب ان يشربها تخرج من بيت لحم لتشرب منها كل الارض،

160 مَن يعطني مياه الجب من بيت لحم، وهولاء الذين سمعوا صمموا ان ينفذوا (طلبه).

 

داؤد لم يشرب مياه جب بيت لحم لانه كان يتوق الى المسيح-المياه

161 خرج ثلاثة رجال ليجلبوا المياه التي طلبها وذهبوا وجلبوها، لكنه لم يشرب المياه التي جلبوها،[53]

162 سكب تلك المياه ولم يذقها ليبرهن بان شهوته لم تكتمل بها،

163 لو شرب تلك المياه العادية التي جلبوها لكان يُظن بانه كان قد اشتهاها،

164 وبما انه لم يشربها فقد اتضح جليا بان شهوته كانت ان يتنعم بابن الله،

165 طلب المياه واتت المياه ولم يشربها، وبرهن علنا بانه كان يتوق الى المسيح-الابن،

166 جاءت المياه ليقضي شهوته لكنه سكبها ليعلموا اية مياه كان قد اشتهى،

167 قال لما كان يسكب المياه التي اتت: لم اطلب من هذه المياه كما ظننتم،

168 هذه المياه التي اتت هي مشتراة بدم الناس، وانا لا اشرب المياه بدم الناس،[54]

169 من يعطني ان اشرب في عطشي / 244/ المياه من بيت لحم الممزوجة بدم ابن الله،؟

170 لا اريد ان اشرب المياه بدم الناس، ففي دم الناس لا توجد الحياة لمن يشربه،

171 دم الله يعطي الحياة للبشر والى هذا كان يتوق داؤد الملك.

 

الخاتمة

172 كما هو مكتوب: كان الانبياء والملوك قد اشتهوا، مبارك الذي اتى كما انتُظِر في النبؤة.[55]

 

كمل (الميمر) على (عبارة) يُعرف ربنا في الكتب

 

[1] – تكوين 1/8-15

[2] – تكوين 3

[3] – يعقوب يقول بصريح العبارة ان البيعة طلبت منه ان يؤلف هذا الميمر الرائع

[4] – ر 117: فيها

[5] – لوقا 23/39-43، يوحنا 8/1-11. يصف يعقوب هندسة البيعة: على البيم تصير القراءات من العهدين والصليب قائم في الوسط كالعمود

[6] – تلاعب على فعل: اتى

[7] – عادة يعقوب يتبع نظرية “ثنائية” الانسان المكون من نفس وجسد. في هذا الميمر يقدم النظرية “الثلاثية” للانسان، لعله لتتفق مع ايمانه بالثالوث. يعتبر الانسان مكونا من: النفس والروح والجسد، او من: النفس والعقل والجسد. تعددية نظريات ملفاننا

[8] – متى 18/19-20

[9] – متى 18/19-20

[10] – دانيال 3 خاصة 3/24-25. صورة لطيفة تمزج بين ملاك سفر دانيال وحضور الرب بين الاثنين او الثلاثة المجتمعين بمحبة!

[11] – خروج 24، خاصة24/11

[12] – خروج 24/11

[13] – خروج 24/11

[14] – خروج 34/29-35، 2قورنثية 3/7-18

[15] – من اضافة بيجان. الزيت يبهج وجه الانسان، اما الخمر فيبهج قلب الانسان. مزمور 104/15

[16] – متى 6/25

[17] – خروج 34/28

[18] – نص: وذانحايدون. مشكوك فيها

[19] – من اضافة الناشر

[20] – يوحنا 6/35، 48

[21] – يوحنا 4/10، رؤيا 7/17، 21/6

[22] – من اضافة الناشر. التناول يتم بالحفنات. انظر البيتين: 82، 84

[23] – من اضافة الناشر

[24] – أمثال 30/4-5، اشعيا 40/12

[25] – (كاذ) من اضافة الناشر، سوني: آيدو (اية؟). يذكرنا بما حدث لسارة مع فرعون ومع ابي مالك تكوين 12/10-20؛ تكوين 20

[26] – نص: زفافهم، بيجان يصوب: زفافه

[27] – فعل حزو يرى بمعنى عرف (حخام) اي تزوج وفض البكورية. تكوين 4/1

[28] – ر 251: الارجاس صاروا لها اصحابا

[29] – يعقوب 2/7؟

[30] – ثياب المعموذية البيضاء هي صورة لحلة المجد او لحلة النور التي كان يلبسها آدم قبل خطيئته

[31] – ر 117: اليه. الصليب لا يوضع فقط كتاج على الرأس، انما يُعلق في الرقبة ايضا كما في الوقت الحالي

[32] – يوحنا 19/34، تكوين 1/13

[33] – ر 251: وصار

[34] – يذكر يعقوب بان التناول كان يتم في وضع القربانة في فم المؤمن. في نصوص اخرى يتكلم عن اخذ القربانة باليد او الحفنات والصاقها على الوجه.. هذه تعددية نظريات السروجي!

[35] – يذكر يعقوب توزيع القربان اليومي على الشعوب

[36] – يوحنا 6/41

[37] – تكوين 3

[38] – يوحنا 4/10، رؤيا 7/17، 21/6

[39] – يوحنا 8/56

[40] – خروج 17/8-15

[41] – متى 13/17

[42] – خروج 17/5-7، 1قورنثية 10/4

[43] – 1قورنثية 10/4

[44] – اشعيا 55/1

[45] – اشعيا 41/17

[46] – اشعيا 41/17

[47] – اشعيا 41/17-18

[48] – 2صموئيل 23/15-17

[49] – عبارة ترد بتواتر في عباراته التفسيرية: من التفسير الحرفي ينطلق الى التفسير الروحي او النمطي او السري الخ..

[50] – انظر، ميمره 71

[51] – من اضافة الناشر

[52] – امثال 5/15؟، ارميا 51/25؟، زكريا 4/7؟؟

[53] – 2صموئيل 23/16-17

[54] – 2صموئيل 23/17

[55] – لوقا 10/24