الميمر 29 على التوبة والارشاد

الميمر 29

 

        طريق التوبة سهلة ومصفوفة فيها اميال الامان للسائرين فيها. لا نملّ من السير في درب التوبة لان ربنا الذي صار سبيلا لنا يحمل مَن يجيء اليه.

        امثلة للتوبة: العشار، الزانية، اللص، سمعان الصفا، وبولس الرسول. لا وجود للبيعة عند الله بدون التوبة، لانها مبنية عليها وبها تأسست منذ البداية، البيعة مفتخرة بالتوبة لانها رجاءها وبها تصطاد البشر الى الله. دعوة الى عدم تاجيل توبة اليوم الى الغد.

        اهمية التوبة بعد المعموذية: لما تُطهر النفس بمياه المعموذية لا توجد ذبيحة اخرى لتطهرها الا الدموع أي التوبة. كن لشخصك كاهنا شجاعا مثل ابراهيم واذبح صوتك مثل وحيده في بيت الغفران، لطخ نفسك كثيرا بالدم البهي (اي) بالدموع التي تصير ذبيحة بلا نتونة، انت اغفر لذاتك بألم نفسك وانت تبكي لا تدعُ ايضا ربك الى الاهانة والعذاب.

        المراحم تعضد الانسان ليتغلب على الشر: بكلمة واحدة نقل اللص كل جبال الاثم التي بناها لان ايمانه كان قويا، المراحم اعانته ليصل الى هذا العمل العظيم، وانتَ لو طلبتها ستأتي للمساعدة، ابدأ وسيسير الحنان معك، اخلق حجة ومساعدك سوف لن يبطيء.

  • المخطوطات: باريس 196 ورقة 102؛ روما 117 ورقة 265؛ روما 118 ورقة 174

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. في المقدمة السروجي لا يستعمل الاسلوب الشخصي. الميمر راعوي وتفسيري. تتكرر فيه تقريبا نفس الافكار عن التوبة الواردة في ميامره ورسائله. يقول السروجي: شخنا في الخطايا. لو لم يكن هذا اسلوب البلاغة لشكّل دليلا على فترة تاليف الميمر اي فترة الشيخوخة حوالي سنة 510-515م

 

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 29

على التوبة والارشاد

 

المقدمة

1 طريق التوبة العظيمة سهلة جدا ومصفوفة فيها اميال الامان للسائرين عليها،[1]

2 من ليس بارّا ليمشي عليها مثل الزانية التي ركضت ودخلت عند الغافر ولم تُمنع،؟[2]

3 من خطف واثم وتعدى مثل اللص، ولما قصد (ان يتوب) ركض بنشاط،؟[3]

4 (كان) مربوطا على الصليب ودربه متجه نحو الملكوت لان كل الصعوبات سهلة للتوبة،

5 كان مثبتا بالمسامير وطريقه لم تتوقف /667/ لان التوبة لا تُشلّ حتى بالقيود،

6 هذه الامثلة موضوعة كالمرآة لمن يسقط لينهض ويقوم من سقوطه لما يراها،

7 حتى يشجع نفسـه: لو كانت الزانية قد عاشت بالمسيح [ لماذا لا يفتح للخاطيء[4] لوتضرع اليه،؟

8 العشار قريب، مَن هو بعيد عن الله الا ذاك الذي توقفت مسيرته بقطع الرجاء،؟[5]

9 الناموس مهّد الدرب للعادلين وهو صعب جدا، والسائرون عليه لا يتبررون من الناموس،[6]

10 ربنا صار طريقا للعالم من النعمة ليتبرر به الخطأة ايضا بدون ناموس،[7]

11 كان قد قدم نفسه للعشارين لياتوا الى التوبة، وللزانيات لتقتربن منه دون ان تُمنعن،

12 بالحنان ضمد ربنا مَن كانوا مرضى، [ لان[8] الشفاء كان لازما لهم لكونهم ضعفاء،

13 كان الاثم قد انتشر في العالم كله كالمرض ونزل ربنا مثل الزائر ليشفيهم.

 

المسيح-الطريق يقود الناس الى والده (يوحنا 14/6)

14 بما ان العالم لم يكن يقدر ان ياتي عند الله، ابن الله حمله ليقترب من والده،

15 هو صار الطريق للمتعبين وحملهم، وبه كانوا يأتون لانهم كانوا غير قادرين على السير،

 

16 /668/ هذه طريق كانت تسير من ذاتها وتحمل الموتى لتعبرهم الى موضع الاحياء،

17 اخذت الطريق تسيّر من هم بدون رِجلين لانهم لم يكونوا يمشون ما لم تكن تقربهم،

18 لو لم يصبح دربا مليئا عجبا لما كانت الزانيات تركض بواسطته عند القدوس،

19 بدون ربنا لم يكن يمشي العشار ليأتي لانه كان مشلولا بالاثم ولما اقترب عند العدالة،

20 لا نملّ من السير في طريق التوبة لان ربنا يحمل مَن يجيء اليه،

21 مَن لا يأتي الى هذا السبيل المليء خيرات لانه يقربك لتكمل دربك بدون تعب،؟

22 طريق العالم توقفت عن المسيرة، وبالكدّ كان يسير عليها العادلون نحو الله،

23 الخطأة لم يكونوا يسيرون عليها حتى بالتعب لان البار ايضا بالكدّ يحيا بالناموس،[9]

24 جاء ربنا وبسط نفسه قدام الخطأة وصار دربا ليمشوا [ عليه[10] بدون ناموس،

25 اذاً هذه الطريق لا تتوقف كل يوم، مَن يوقف السبيل التي تمشي مع السائرين،؟

26 هلموا ايها الخطأة للسير على هذه (الطريق) /669/ التي لم يمهدها موسى لكن ابن الله.

 

العشار والزانية واللص

27 أتعبتَ في الخطايا امشِ مع العشار الذي يمشي عليها، هل انت مسحوق بالتعب هوذا الزانية تتبعك،؟

28 هل ربطك الاثم، طريقك [ مفتوحة[11] مع اللص، لقد زالت الحجة لا تتأخر عن السير،؟

29 لا يغصبك احد [ لتسير[12] مع الصالحين، اقتدِ بالاشرار الذين يمشون عليها ولا يوبخون،

30 لا تبطل نهائيا من (فعل) الخيرات لئلا تكون شريرا أسوأ من الاشرار الذين زارهم،

31 انظر الى الزانية وابكِ معها على جرائمك، لو طغيتَ [بمن[13] اصوّرك؟ لا اعرف،

32 اطلب الملكوت مثل اللص وسيعطى لك، ولو تهمل لستَ لصا لكن ذئبا،[14]

33 تشبّه بالعشار ووزع قليلا من مقتناك ولو لم تتب مع هولاء، مَن يشبهك،؟

34 هـل انت اكثر جرما من الزانية التي تندمت، او هل انت خاطف اكثر من العشار الذي تبرر،؟

35 ام هل انت اكثر شرّا من اللص بعمل يديك، ولو انت هكذا الى اين تصل درجتك.؟

 

 

 

 

سمعان نكر وتاب وهو مثال التائبين في البيعة

36 لو كنتَ اكثر شرّا من العشار ومن الزانية ومن اللص، يعوزك اقتراف النكور،[15]

37 /670/ المنزلة التي رفعناك اليها هي سامية، لو انت ناكر فتشبه سمعان وستُقبل مثله،

38 نكران سمعان هو مرآة لك، لو شئت لتبني نفسك على تلك الصخرة بالتوبة،

39 لو انتَ متميز فان بنيانك موضوع على اساس، مَن يحمل ثقل البيت الا سمعان،؟

40 ما لم ترسخ قواعد [ سقفك[16] على تلك الصخرة فانت خارج البيت، واين يفتش عليك رب البيت،؟

41 ولاجل هذا كان سمعان ايضا قد بكى بمرارة ليتشبه به مَن يخطيء بالتوبة،

42 البيعة ليست موجودة عند الله بدون التوبة، لانها مبنية عليها وبها تأسست منذ البداية،

43 البيعة مفتخرة بالتوبة لانها رجاءها وبها تصطاد البشر الى الله،

44 الشبكة الكبيرة التي القى ابن الله في العالم، لو اصطادت الموتى [ جهرا[17] يصبحون احياء،

45 يُرى هذا العجب في [ البشارة[18] بالتوبة، حتى ان الزانية تشغل محل البتولات،

46 سمعان الموضوع فيها كالاساس كان ناكرا، لئلا يخاف من يريد ان يبني نفسه عليه،

47 هذا ما صنعته معرفة ابن الله: /671/ اي وسيط وضع اولا بينه وبين البيعة،؟

48 ذاك الذي تنازل عند الخطأة بالنكور وقف مثل صديق ليقودهم الى الصادق،

49 بالنكور نزل ووقف في صفّ اليسار، ثم حثه ليأتي الى جهة اليمين،[19]

50 بنكوره خُلط عدده بين الخطأة ليبرهن لهم كيف يعودون عند الله،

51 ولما تحقق النكور وبدأ يهلك بكى الحكيم والتقاه صفّ اليسار،

52 نكر وثبت بانه من جهة (اليسار)، ولما قادوه اعاد يده وقادهم،

53 لما نكر صار رفيقا للاشرار وعلمهم بانه يمكنهم ان يصيروا صالحين بالتوبة،

54 كان قد حفر عند الاثمة معموذية وملأها دموعا لينظروا اليه عندما يطهر،

55 هو شخصيا ابان عمل التوبة، ليتشبه به في كل الفرص مَن [ يخطيء،[20]

56 كان قد بكى بكاء بمرارة على جريمته،[21] وكفى بكاؤه ليقيمه في درجة الرسل،

57 كانت الخطيئة قد هجمت عليه كالاسد الذي يعضـه والقى عليه قطرات الدمع وطرده لئلا يؤذيه،[22]

 

58 /672/ الخطيئة اضرمت اللهيب واحرقته واسال المياه على اللهيب وداسه واجتاز،

59 سبّب له جرحا وجلس يضمده قدام الخطأة لينظروا اليه وليضمدوا ذنوبهم،

60 كان الشجاع قد طعن بسهم الاثم وضعف بسبب الالم ولما كان يولول سحب السهم من شريانه،

61 كان محاربا وصار مثالا للمرضى، حتى يتعلم مَن يُطعن بين الصفوف ماذا يعمل،؟

62 [ بالبكاء] سحب السهم الذي طعنه وهو يحارب، وضمد الضربة [ بالدموع وزال وجعها،[23]

63 صار مرآة لينظر اليه جميع الخطأة وبه يزينون اشخاصهم بالجمال،

64 هوذا البيعة مشيدة بحكمة على هذا لتجمل كل يوم بالتوبة لو اذنبت،

65 وضع الله درجات المحبة الواحدة تلو الاخرى ليصعد بها العالم ويبلغ اليه،

66 هو كان في العلى وترابنا على غباره، وبالامثال التي ركّبها اصعدنا لنكون معه،

67 بميلاده استولى الابن على الارض لما كان ينحدر ليسهل الصعود الى مرسله،

68 الابن الوسيط كان قد وقف بين العالم والآب /673/ ووضع ايضا سمعان وسيطا بينه وبين البيعة،

69 بالدرجات المختلفة التي صفّها اثناء نزوله نحو الانسانية سهّل الصعود لئلا يعثر احد اثناء سيره،

70 في بداية الطريق وقف الناكر، وها انه يدعوك (قائلا): هلم لنسر نحو الله بالتوبة،

71 ومتى ما لحقتَ به تجده يبكي كثيرا ومتى ما اقتربتَ منه تجده رسولا عظيما،

72 بالمسيرة يقربك لترى الابن ويظهر لك مثل انسان مليء آلاما،

73 ومتى ما تبعتَه لتسير معه مثل صديق تكتشفه ايضا الها مثل والده،

74 ايها الخاطيء لقد صعدت طريقك من العمق رويدا رويدا لتكون مع الله في العلى،

75 لما نكر سمعان، له علاقة مع الخطأة ليشجعهم على (طلب) المغفرة من الله،

76 ولما جُرب ايضا ربنا قد كُتب بانه يساعد المجربين لما يدعونه باوجاعهم،[24]

77 لما يسير الخاطيء مع الناكر يتشجع ويتعلم منه ما هو [ مفعول[25] التوبة،

78 يتقوى ايضا لما يرى المسيح مصلوبا وحاملا الاثم وصابرا على الآلام بدل الاثمة.

 

بولس مثال التوبة

79 /674/ الحنان صفّ للناس الضعفاء درجات بسيطة لئلا يعثروا لما يصعدون الى التوبة،

80 جعل المطارَد رسولا للخطأة ليبرهن بشخصه على مفعول التوبة،[26]

81 وقد وضع ايضا ذلك الذي نكر كاساس للبيت ليشيد جميع التائبين ابنيتهم عليه،

 

82 سمعان ينكر وشاؤل يضطهد وربنا مصلوب،[27] [ كل هذا ليُقبل الاشرار الى التوبة،[28]

83 هوذا المبشران الواحد ناكر والآخر مضطهد ومَن يخاف ان يسير الى الله مع هذين،؟

84 الابن الوسيط احتمل لاجلك الآلام وحمل اثمك العظيم بشخصه لتطهر انت.

 

بكاء سمعان

85 معلم الحياة اصطاد العالم بحكمة وفي البشارة وضع الفرص اللازمة للتوبة،

86 خلط الناكر في طغمة الاشرار ليقودهم [ مثل الاصدقاء[29] ويأتي ويبكي قدام العظمة،

87 بكاء سمعان هو فيض عظيم بين التائبين لينهضهم صوت تنهداته لاجل التوبة،

88 يقول سمعان للخطأة ما يلي: يوجد رجاء [ للشرير[30] حتى يرجع من رذائله،

89 /675/ انا ايضا لسعنى الاثم مرة والقاني وكسرني واعطيت الدموع اجرة للطبيب [وجاء وضمدني،[31]

90 صرتُ ناكرا واحتقرت الابن قدام صالبيه، واية خطيئة هي اعظم منها في العالم كله،؟

91 انا ندّكم فهلموا واطلبوا الغفران، تشبهوا بي لان المراحم اشفقت علي بالم شخصي،

92 ابكوا كما بكيتُ وسيُغفر لكم كما غُفر لي، اصرخوا بتنهد وستتلاشى بسرعة جرائمكم،

93 انا ايضا مسكني فخ الاثم في احدى المرات، وكسره الحنان بالتوبة وانا نجوتُ،[32]

94 [ التقتني] الخطيئة وقلعتني من اسسي وذرفت الدموع وبكيت على شخصي الذي كان قد [ تلطخ،[33]

95 انا ايضا حدث لي هذا الوجع الذي يؤلمكم، وحالما بكيتُ [ استرحت[34] من العذاب،

96 سقطتُ في وجع الاهواء الشريرة، ولو لم يتفقدني البكاء لما كنت اقوم،

97 اسمعوني يا اصدقائي لابين لكم ماذا فعلتُ: كنت قد بكيتُ بكاء وشفيت بسرعة،

98 مع البكاء كانت [ الخطيئة[35] التي قتلتني قد هربت، اعطيتُ الدموع واخذت المراحم من الحنّان،

99 /676 / اصنعوا هكذا وستشفون كما شفيتُ، لقد اختبرت بشخصي فلا ترتابوا من المغفرة،

100 بكاء سمعان يقول للخطأة هذه الامور ليغليهم ويحثهم على ذرف الدموع،

101 كان الاشرار غير مكترثين ومبالين بخطاياهم، فولول الصفا وشجعهم بالتوبة،

102 كانوا غارقين في قطع الرجاء كما لو كان في النوم، والقى عليهم صوت البكاء ليوقظهم،

 

103 ألّف لحنا ليغنيه بعده جميع الخطأة، [ ففي النهاية (يصير) رجاء عظيم لمن يرتله،[36]

104 بدموعه كان رئيس التلاميذ قد كتب سِفرا جديدا وبمحبة اعطاه للخطأة ليقرأوا فيه،

105 اقرأوا هنا الى ان تتعلموا البرارة، وبالتوبة انغمسوا [ في الدموع[37] صباحا ومساء،

106 لما تلدغ الخطيئة النفس، [ اقلعوها[38] بالبكاء لانها لا تخرج الا بالدموع الحادة،

107 هوذا الاساس الذي وضعه الصادق للتائبين وعلمهم كيف يشيدون اشخاصهم،

108 بكاء سمعان عمل في البيعة عملا عظيما، ومنذ الازل لم يحدث (عمل) آخر اعظم منه.

 

مياه المعموذية ودموع التوبة

109 /677/ بهذه الدموع التي سكبها الصفا بتوبته ترك للبيعة قدوة عظيمة لتتشبه به،

110 مَن كـان يعرف ماذا كان يلزم ان يعمل بعد خطيئته، ومَن كان يصدق بان مَن يبكي يستفيد،؟

111 مَن يصور صورة الملك بدون اشباه، او (يرسم) عظمة النفس الخفية بدون برهان،؟

112 افسدتها الخطيئة، ومَن كان يعرف [ بماذا[39] تُفحص لو لم يبك سمعان وعرّف اتقانها،؟

113 ليس الرجل بسيطا، فلا يحتقر احد تعليمه، به يعرّفك ماذا تصنع وليس (بتعليم) آخر،

114 لما تُطهر النفس بمياه المعموذية لا توجد ذبيحة اخرى لتطهرها الا الدموع،[40]

115 مات ابن الله عن الخطيئة مرة واحدة فقط، ولن يموت بعدُ، فلو تخطيء اذبح انت شيئا،[41]

116 لا تُعطى ذبيحة اخرى لاجل خلاصك، اعطِ مما لك شيئا يقدر ان يغفر اثمك،

117 كن لشخصك كاهنا شجاعا مثل ابراهيم واذبح [صوتك مثل وحيده[42] في بيت الغفران،

118 لطخ نفسك كثيرا [ بالدم[43] البهي (اي) بالدموع التي تصير ذبيحة بلا نتونة،

119 /678/ انت اغفر لذاتك [ بألم[44] نفسك وانت تبكي لا تدعُ ايضا ربك الى الاهانة والعذاب.

 

 

لا تؤجل توبة اليوم الى الغد

120 لنبكِ اليوم على شرورنا بمرارة، كفى اننا اقصينا الخير عنا (استنادا) الى [اعذار،[45]

121 لنحب التوبة اليوم لان لها اجرا، كفى اننا عملنا الاثم بشرط ولمدة طويلة،

122 البرارة حفظناها للغد غير القريب، واعطينا يومنا كله لعمل الاثم،

123 الخطيئة في القرب والبرارة خارج الباب، اخطيء هنا ولعلي اتبرر هناك،؟

124 كم من غد ولم نثبت على مواعدينا، وكل يوم شرط للتوبة ولا زالت ايضا بعيدة،

125 نعد الكل ويسهل علينا فقط (صنع) الخيرات، غير ان الشر يُقترف كل يوم بجبروت،

126 يوما بعد يوم وضعنا الشرط للتوبة، ولم يأت غدُنا لنصبح فيه فاضلين،

127 ابعدنا عنا الحسنات مع الايام لنصرف كل زمان الحياة بلا توبة،

128 اين اليوم الوعد الذي تم في الامس، لقد تاخر الغد الذي فيه اترك الشرور،؟

129 قم الى عملك، كفى الشرط الكاذب، /679/ الخطيئة ازاءك قم وحارب مع قاتلك،

130 لا تعطي كل الايام للاثم، ما دمتَ مسلطا خصص لك وقتا للبرارة،

131 اخطأنا البارحة لنبكِ اليوم على جرائمنا لئلا تنتشر الخطيئة وتبيدنا.

 

الشيخوخة والطفولة

132 شخنا في الاثم لنصِر اطفالا بالتوبة، من هو مثل طفل يدخل [ بعدئذ[46] الى الملكوت،

133 حمل ربنا بيديه الاطفال ليبين كم ان البرية جميلة في نظامها لمن يحفظها،

134 انظر الى الرسل الذين ابانه لهم قائلا: كونوا مثل هذا (الطفل) لانه [ حدّ[47] الكمال،

135 ربي، كيف يقدر العجوز ان يصبح طفلا لان كثرة ايامه قضاها في البطالة.؟[48]

 

الاثم اضافة على الطبيعة

136 توجد اضافة [ في برية مَن اخطأ[49] ومما له اضاف شيئا الى اتقانه،

137 كلما كانت الطبيعة محفوظة في بريتها فهي طفلة كل يوم، لو تخطيء تشيخ بالاثم لتفسد،

138 هذه القواعد التي شيدتها النفس لما حادت ، تقلبها وتهدمها من اتقانها بالتوبة،

139 انقل [ انت[50] وأخرِج الزوائد التي دخلت الى شخصك /680/ واعطني فقط الطبيعة صافية كما بريتك.

 

المحافظة على الطبيعة كما براها الله اي بالعودة الى الطفولة

140 لا تتبرر انت مما لك ولو قليلا، [ احفظ[51] لي الطبيعة بدون ادران وهي جميلة جدا،

141 لو دخل شيء اضافي الى الاتقان لا يفيدني: ليضمحل بالتوبة،

142 اقلب نفسك وكن طفلا كما بريتك، لتكون وارثا في الملكوت كما دعوتك،

143 ما هو مُلكك وموجود فيك [ افحصه[52] والقه عنك، وما هو مُلكي اتركه بدون تبديل وانت ابن ملكوتي،

144 اقلع من هناك ما شيدته الخطيئة في نفسك، بريتي جميلة لا [ تبلبلها[53] بالشهوات،

145 ولهذا بدّل نفسك وكن طفلا، وهذا هو حد الكمال والبرارة،

146 هذا ما يصنعه التائب لما يتنشط، لو كان عجوزا يقدر ان يبري نفسه طفلا،

147 دخل النكور وجعل رئيس التلاميذ شيخا، وقد قلب نفسه بالتوبة ليصير طفلا،

148 رأى بان الخطيئة ثقلت عليه كالشيخوخة واذ كان يولول نفضها عنه لانها لم تطب له.

 

بالتوبة تستنير النفس لتبدد الاثم

149 النفس حاذقة وفهمها اسمى من البرايا، وفيها الطاقة بحيث تعمل عملا اينما تميل،

150 /681/ ولما تتوجه الى بناء الحسنات، تستأصل قواعد الاثم وتخرجها من مساكنها،

151 تدخل الى شخصها كما لو كان الى بيت كبير وتجده [ مبلبلا[54] ومليئا بنفاية الشهوات،

152 الاثم موضوع في الجسم الكبير وقد دخل بواسطة الشرير، ومصفوفة فيه خطايا اخرى كالعثرات،

153 انه مليء شرورا وبابه مغلق بالرذائل، ولا مجال ليدخل الخير في احدى الجهات،

154 بالتوبة تستنير النفس لترى هذه الامور فتأخذ تعمل لتنقل وتخرج كل الشرور.

 

النفس والمراحم تتعاونان لطرد الشر

155 لما تجد بان هذا العمل هو اقسى منها، تدعو المراحم لتساعدها في اعمالها،

156 تبدأ تجرّ الاثم وتخرجه من بيتها، وبالدموع تستأجر الحنان ليصبح عاملا معها،

157 تأخذ تجمع الذنوب التي دخلت اليها منذ طفولتها وتبلل شخصها بمياه عينيها بتمييز،

158 تجمع الخطايا كالاشواك من خدرها وتغلي في البكاء لتحرقها بحرارة،

159 تصبّ عليها نار المياه بحكمة [ لتضرمها[55] بالحريق بدون دخان.

 

توبة سمعان ولص اليمين

160 سمعـان يبكي، من لا يندب لو كان خاطئا،؟ /682/ دخل اللص، ومَن لا يثق لو كان تائبا،؟[56]

161 اللـص ايضا صار طفلا [ بذلك] الاعتراف، ثم [ وصل[57] ليكون وارثا في ذلك الملكوت،

162 بكلمة واحدة نقل كل جبال الاثم التي بناها لان ايمانه كان قويا،[58]

163 المراحم اعانته ليصل الى هذا العمل العظيم، وانتَ لو طلبتها ستأتي للمساعدة،[59]

164 ابدأ فقط وسيسير الحنان معك، اخلق حجة ومساعدك سوف لن يبطيء.[60]

 

الخاتمة

165 انت الذي تمتنع من [ الدعاء[61] على باب التوبة، المجد للمراحم، كم انها مبتهجة بالتائبين.؟

 

كمل (ميمر) التوبة

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] – الميل (ميلو) وحدة قياس. يرد بتكرار في ميامره بمعنى النصب او الدليل في الطريق

[2] – يوحنا 8/1-11، لوقا 7/36-50

[3] – لوقا 23/39-43

[4] – ر 118: لماذا الخاطيء لا يفتحون

[5] – متى 18/9-14. انظر، ميمره 13 على الفريسي والعشار

[6] – رومية 3/21-31

[7] – يوحنا 14/6، يوحنا 1/14، رومية 3/21-31

[8] – ب: اوف، نص: داوف

[9] – 1بطرس 4/18؟؟

[10] – نص: فيها

[11] – ر 118: هي مفتوحة

[12] – ر 118: درب

[13] – ب: بمُن، نص: بمون

[14] – لوقا 23/39-43

[15] – متى 26/69-75؛ مرقس 14/66-72؛ لوقا 22/56-62؛ يوحنا 18/17-25

[16] – نص: مطلو، بيجان يصوب: مطللو

[17] – نص: جهرا، بيجان يصوب: فيها (مشكوك فيها). متى 13/47-50؟

[18] – نص: البشارة (مشكوك فيها)

[19] – اليمين واليسار تعبير يعني الخير (اليمين) والشر (اليسار). متى 25/33

[20] – ر 117: اخطأ

[21] – هنا نقص في: ر 117. متى 26/75

[22] – 1بطرس 5/8. الدموع المالحة: تطهر بصفتها المعموذية الثانية وتطرد الاسد وتعمي الحيةـ لا بل تطفيء ايضا نار جهنم؟

[23] – ر 118: البكاء، ر: بالمياه، ر: وجعه

[24] – عبرانيون 2/18

[25] – ب: مفاعيل

[26] – اعمال 9، خاصة 9/5

[27] – هنا يبدأ نص: ر 117

[28] – ر 117: وجذب الاشرار برجاء التوبة

[29] – ر 117: الصديق

[30] – ر 117: لمن

[31] – ر 117: الذي اتى ليضمدنا

[32] – مزمور 91/3

[33] – ب: كانت قد التقتني، ر 117: سقط

[34] – ب: كنت قد استرحت

[35] – ر 117: الوجع

[36] – ر 117: في نهايتها. نص: بها

[37] – ر 117: الدموع

[38] – ب: شموطوي، نص: شومطوي

[39] – ر 117: بمُن، نص: بمون

[40] – يشير يعقوب هنا الى اهمية التوبة (الاعتراف؟) بعد نيل المعموذية. 1يوحنا 5/16-17. انظر، رسالة/22

[41] – رومية 6/9-10

[42] – نص: صوتك (مشكوك)، ر 117: الوحيد. تكوين 22/1-19. يعقوب يعلم بان يصير المؤمن كاهنا لنفسه على مثال ابراهيم ويذبح لحنه وصوته لنيل الغفران. على الخاطيء ان يغفر لذاته. ينفي وجود اي وساطة كهنوتية للغفران لانه يؤكد بان كل واحد اصبح كاهن نفسه ليغفر لنفسه ذنوبه. يمكن تفسير فكرته هذه بان الانسان حرّ ليتوب لا اكثر ولا اقل. لا ينسى ملفاننا بان مفاتيح سمعان اعطيت له ليحل ويربط اي ليغفر الخطايا على الارض. بيت: 117، 119. هذه هي تعددية نظريات السروجي!

[43] – ب: بالشيء

[44] – ب، ر 118: بآلام. عبرانيون 6/6

[45] – ر 117، 118: طرويوثو؟ (كذا). انظر رسالة 43

[46] – ر 117: كين، نص: وخين. متى 18/1-5، مرقس 9/33-36؛ لوقا 9/46-48؛ يوحنا 3/1-21

[47] – ر 117: هذا هو حد

[48] – يوحنا 3/1-21، خاصة 3/4

[49] – ب، ر 118: في طبيعة، ر: يخطيء

[50] – ب، ر 117: اذاً

[51] – ر 117: طور، نص: طار

[52] – ر 118: تعقبه

[53] – ب: تفسدها

[54] – ب: خربها

[55] – ر 117: لتطلق. يستعمل يعقوب صورة شعرية: حرق الخطايا-الاشواك بالدموع اي بنار الماء

[56] – متى 26/69-75؛ لوقا 23/39-43

[57] – ر 117: كان قد صار، ر 117: كان قد وصل

[58] – متى 17/20

[59] – لوقا 23/39-43

[60] – معذرونو: يفكر يعقوب بمساعدة الله او (نعمته، معونه، عونه) أي ملكوته او الملاك للانسان. مزمور 91، 121. انظر ميمره 10 على ابانا

[61] – ر 117: تقري، نص: دثقري